25 قتيلاً في جنين... وسموتريتش يدعو إلى «تعزيز قبضة» إسرائيل على الضفة

الجيش الإسرائيلي يجبر عائلات على النزوح من منازلها

مشيّعون يحملون جثة رجل فلسطيني قُتل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين (أ.ف.ب)
مشيّعون يحملون جثة رجل فلسطيني قُتل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين (أ.ف.ب)
TT
20

25 قتيلاً في جنين... وسموتريتش يدعو إلى «تعزيز قبضة» إسرائيل على الضفة

مشيّعون يحملون جثة رجل فلسطيني قُتل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين (أ.ف.ب)
مشيّعون يحملون جثة رجل فلسطيني قُتل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، مقتل «عدد من الإرهابيين» في ثلاث ضربات جوية، السبت، على الضفة الغربية المحتلة، حيث أفاد شهود عيان عن عملية عسكرية إسرائيلية جارية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بالإضافة إلى غارتين في جنين، «ضرب سلاح الجو خلية إرهابية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم إرهابي وشيك» في قباطية، مشيراً إلى أن أحد القتلى كان أُطلق سراحه من السجون الإسرائيلية في العام 2023 في إطار الهدنة الأولى في قطاع غزة. ووصف شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية انتشاراً «كبيراً» للقوات الإسرائيلية حول طوباس في وقت مبكر من صباح الأحد.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي أجبر عائلات على النزوح من منازلها في بلدة طمون الواقعة جنوب شرقي طوباس في الضفة الغربية. كما أفادت بارتفاع عدد قتلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية إلى 25، بعد مقتل فلسطيني يبلغ من العمر 70 عاماً برصاص القوات الإسرائيلية في جنين اليوم.

ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية طمون ناجح بني عودة قوله إن قوات الاحتلال أجبرت عدة عائلات على الخروج من منازلها في الأطراف الجنوبية للبلدة، واستولت على مفاتيح منازلهم، مشيراً إلى أن الجنود أجبروا المواطنين على الخروج من منازلهم لمدة عشرة أيام.

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه وسّع نطاق عمليته الجارية لمكافحة الإرهاب في شمال الضفة الغربية، والتي دخلت يومها الثاني عشر، وتعمل قواته الآن في بلدة طمون.

وتواصل قوات الاحتلال منذ ساعات اقتحامها لمخيم الفارعة ومحيطه، وتداهم منازل المواطنين في محيط المخيم وداخله، وسط انتشار مكثف لقوات من المشاة، فيما تعمل جرافة عسكرية على تدمير أجزاء من الشارع الرئيس المؤدي إلى المخيم من الجهة الجنوبية، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى «تعزيز قبضة وسيادة» إسرائيل على الضفة الغربية، كما حثه على القضاء على حركة «حماس» في قطاع غزة وتعزيز أمن الحدود مع سوريا ولبنان.

وقال سموتريتش في رسالة مصورة، الأحد، إلى نتنياهو الذي توجه إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع «يجب علينا تعزيز قبضتنا وسيادتنا على الوطن في (الضفة الغربية). لدينا دولة صغيرة جداً، وبالتالي علينا... تجنب الشر».

وأضاف سموتريتش، المنتمي لليمين المتطرف، في رسالته إلى نتنياهو أنه يجب إزالة الخطر النووي الذي يشكله النظام الإيراني. ومضى يقول: «هناك الكثير على المحك.. النصر الكامل في غزة، وتدمير حماس وإعادة جميع رهائننا، وتعزيز أمننا على جميع الحدود، في سوريا ولبنان وبالطبع... النظام الإيراني والتهديد النووي. يجب إزالة هذا الخطر».


مقالات ذات صلة

مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: لم نلتزم مع أي طرف بنزع سلاحنا

خاص مقاتلون من «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في خان يونس فبراير الماضي (إ.ب.أ) play-circle 03:03

مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: لم نلتزم مع أي طرف بنزع سلاحنا

وصفت مصادر مطلعة من حركة «حماس»، محادثات أجرتها مع ممثلين للإدارة الأميركية مؤخراً، بأنها «إيجابية»، لكنها ما زالت في حاجة إلى مزيد من الوقت حتى تنجح.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رجل يملأ صهريجاً على ظهر شاحنة في محطة تحلية المياه بجنوب غزة التي توقفت عن العمل بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء عن القطاع (أ.ف.ب) play-circle

قطع الكهرباء عن غزة... معاناة فوق المعاناة

زادت معاناة سكان غزة بعد قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن القطاع مما أوقف عمل محطة تحلية المياه المركزية الممولة من دول أوروبية وجهات أممية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تركب دراجة بالقرب من مئذنة مسجد مدمر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: الاتفاق «المتعثر» بانتظار نتائج «جولة الدوحة»

تبدأ في قطر يوم الاثنين جولة جديدة من محادثات تثبيت الهدنة في قطاع غزة ومساعي حلحلة التعثر حول اتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ مطلع مارس الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية منازل دمرتها الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في شمال قطاع غزة (رويترز) play-circle

إعلام إسرائيلي: المحادثات بين واشنطن و«حماس» تجري دون تل أبيب

أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، بأن أميركا اقترحت أن تطلق «حماس» سراح 10 من الأسرى الأحياء لديها مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)

«محادثات القاهرة»... هل تُنقذ اتفاق غزة؟

جولة جديدة من المحادثات بين القاهرة و«حماس»، ركزت على سبل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة المتعثرة منذ نحو أسبوع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«هدنة غزة» إلى اختراق جديد يعزز صمود الاتفاق

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة» إلى اختراق جديد يعزز صمود الاتفاق

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

تستضيف الدوحة جولة جديدة من محادثات تثبيت الهدنة في قطاع غزة وسط خلافات حول شروط المرحلة الثانية المحتملة، وأحاديث عن مشاركة وشيكة لمبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ضمن مساعي الحلحلة.

ذلك الحضور الأميركي المرتقب، بعد محادثات مباشرة بين واشنطن و«حماس»، وإرسال إسرائيل وفداً للدوحة الاثنين، خطوات يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، دفعة نحو اختراق جديد سيعزز فرص صمود اتفاق الهدنة المتعثر، متوقعين أن يكون الأقرب التمديد لنحو شهرين لما بعد شهر رمضان والأعياد على أن تليها تفاهمات بشأن بدء المرحلة الثانية المؤجلة.

وغادر فريق من المفاوضين الإسرائيليين إلى الدوحة، الاثنين، لإجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، وفق إعلام إسرائيلي.

ومن المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى السعودية، الثلاثاء، ثم إلى العاصمة القطرية الأربعاء، حيث تجرى المحادثات، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل» الاثنين، عن مصدر دون أن توضح ما إذا كان سيزور إسرائيل أم لا.

وبحسب المصدر ذاته فإن «خطة ويتكوف» التي تدعمها إسرائيل مطروحة للمناقشة في المحادثات. وتتضمن إطلاق «حماس» سراح عشرة رهائن أحياء، من بينهم الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل 60 يوماً أخرى من وقف إطلاق النار.

أطفال فلسطينيون يسيرون في حي مدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يسيرون في حي مدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وتسعى إدارة دونالد ترمب لتمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح، وربما يؤدي بعد ذلك إلى هدنة طويلة المدى يمكن أن تنهي الحرب، وفق ما ذكرته «أكسيوس» الأحد.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، مطلع مارس (آذار) الحالي، بالإفراج عن 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، و1800 أسير فلسطيني، رفضت «حماس»، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبول «إطار ويتكوف» بينما وافقت عليه إسرائيل بحسب البيان، مما دعا الأخيرة لمنع دخول المساعدات للقطاع.

عراقيل نتنياهو

ويراهن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، على أن تحمل زيارة ويتكوف للمنطقة فرصة قائمة لصمود الاتفاق وإمكانية التغلب على عراقيل نتنياهو، لافتاً إلى أن الموقف الأميركي المتصاعد الذي يبحث خلاله ترمب عن عدم حدوث حرب واستمرار تطبيع الدول العربية مع إسرائيل سيجعل الاتفاق صامداً بنسبة كبيرة حتى المعطيات الحالية.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن زيارة ويتكوف المرتقبة للدوحة تعني أن هناك اختراقاً جدياً حدث، وبالتالي عاد مبعوث ترمب للمنطقة بعد عدة تأجيلات، خاصة أن الوسطاء نجحوا في إقناع «حماس» بقبول لجنة الإسناد المجتمعي كما أعلنت الحركة في بيان الأحد، متوقعاً صمود الاتفاق والتوجه نحو تمديد المرحلة الأولى ثم البدء بمرحلة ثانية.

ووسط ذلك الترقب، قالت حركة «حماس»، في بيان الاثنين، إن «الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق، ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نياته في التهرب والمماطلة»، مُعربة عن استعدادها «للشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية»، وذلك بعد وقت قصير من إصدارها بياناً يؤكد أنها «تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترمب، وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة، وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية».

وكشف القيادي في الحركة طاهر النونو، في تصريحات الأحد، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، لافتاً إلى أن الجانبين ناقشا أيضاً كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب.

ومن جهته، وصف المبعوث الأميركي الاجتماع في حديث مع شبكة «سي إن إن»، بأنه «مفيد جداً»، معرباً عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة «في غضون أسابيع».

ضغوط متنوعة

ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» نتائج استطلاع حديث للرأي أجراه معهد «الديمقراطية» الإسرائيلي يقول إن ما يقرب من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو إما الآن أو بعد الحرب ليتحمل المسؤولية عن دوره في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفيما يخص المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن، فإن نحو 73 في المائة يؤيدون استمرار الاتفاق لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، حتى مع تكلفته الباهظة، والتي تشمل وقفاً كاملاً للأعمال العدائية، والانسحاب من غزة، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

وبتقدير رخا فإن هناك تغيراً نسبياً في الموقف الأميركي، خاصة بعد تصريحات بوهلر الإيجابية بعد اللقاءات مع «حماس»، وهو ما يعزز تقديرات أن واشنطن منعت توجه نتنياهو للحرب، موضحاً أن الحركة تراهن على بدء المرحلة الثانية باعتبارها هي لب الحل إذ تشمل انسحابات إسرائيلية مهمة ومن دونها لن تتم عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

ويعتقد أن الضغوط العربية وكذلك الأوروبية والداخلية بإسرائيل بجانب التحركات الأميركية ستدفع نحو استمرار تنفيذ الاتفاق ولو بشكل مرحلي، غير مستبعد أن تتم التضحية بنتنياهو من منصبه، خاصة أن تحرك واشنطن مع «حماس» يعني أن إدارة ترمب تبدي عدم ارتياح لرئيس وزراء إسرائيل ولجأت للتفاوض المباشر.