رغم الهدنة... قصف إسرائيلي يستهدف سيارة وسط قطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى في مخيم النصيرات جراء قصف إسرائيلي سابق (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى في مخيم النصيرات جراء قصف إسرائيلي سابق (د.ب.أ)
TT
20

رغم الهدنة... قصف إسرائيلي يستهدف سيارة وسط قطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى في مخيم النصيرات جراء قصف إسرائيلي سابق (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمبنى في مخيم النصيرات جراء قصف إسرائيلي سابق (د.ب.أ)

قالت قناة «الأقصى» التلفزيونية الفلسطينية، اليوم (الأحد)، إن طفلاً قُتل وأُصيب آخرون في استهداف إسرائيلي لسيارة في وسط قطاع غزة، في الوقت الذي نقلت فيه وكالة «رويترز» عن المسعفين قولهم إن القصف تسبب في إصابة 4 فلسطينيين ولم يوقع أي قتلى.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات مُسيَّرة إسرائيلية قصفت هدفاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن طائرة إسرائيلية أطلقت النار على ما وصفه بمركبة مشبوهة كانت تتحرك باتجاه شمال قطاع غزة خارج مسار التفتيش المحدد في إطار اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف في بيان أنه «مستعد لأي سيناريو وسيستمر في اتخاذ أي إجراءات ضرورية لإحباط أي تهديد فوري لجنوده»، لكنه لم يتطرق لتفاصيل عن تأثير الضربة أو عن أي إصابات.

ونقلت وكالة «شهاب» الفلسطينية للأنباء عن مصادر محلية أن طائرات مُسيَّرة إسرائيلية قصفت هدفاً بالقرب من منطقة الجسر على شارع الرشيد، شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كما أفادت الوكالة بأن دبابات إسرائيلية أطلقت نيراناً تحذيرية من محور فيلادلفيا صوب فلسطينيين، في المناطق الجنوبية بمدينة رفح على الحدود مع مصر.

وأكدت إسرائيل، السبت، أنها ستستأنف المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الاثنين، بعد أن أطلقت الحركة الفلسطينية سراح 3 رهائن، السبت، مقابل أكثر من 180 معتقلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الأخير «تحدث مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. واتفق الاثنان على أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الرهائن ستبدأ عندما يلتقيان في واشنطن، الاثنين المقبل».

وأضاف البيان أن المبعوث الأميركي سيجري بعد ذلك محادثات خلال الأسبوع مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى.

ويتوجَّه نتنياهو إلى واشنطن، الاثنين، وسيصبح الثلاثاء أول مسؤول أجنبي يلتقي دونالد ترمب منذ تنصيبه.


مقالات ذات صلة

«حماس»: إسرائيل «تواصل الانقلاب» على اتفاق الهدنة في غزة

المشرق العربي أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون في طابور للحصول على حصة من الطعام من مطبخ خيري ببيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«حماس»: إسرائيل «تواصل الانقلاب» على اتفاق الهدنة في غزة

قالت حركة «حماس» إن إسرائيل «تواصل الانقلاب» على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تزامناً مع توجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة لخوض جولة مباحثات جديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فتى يركض رافعاً علماً فلسطينياً في مخيم للنازحين بالبريج وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«ترحيل 5 آلاف شخص يومياً لمدة عام»... سموتريتش يحدد متطلبات خطة ترمب لغزة

قال الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن خطة الرئيس دونالد ترمب لنقل سكان غزة إلى دول أخرى بدأت «تتبلور»، لكنه أقر كذلك بأنها تواجه صعوبات وتحتاج لوقت طويل.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يقفون خلف مقاتلين مسلحين من كتائب عز الدين القسام التابعة لـ«حماس» أثناء تسليم 3 رهائن إسرائيليين لممثلي الصليب الأحمر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 22 فبراير 2025 (إ.ب.أ) play-circle

«حماس»: نعمل على ألا يبقى محكوم بالمؤبد في سجون إسرائيل 

قال طاهر النونو، القيادي بـ«حماس»، إن الحركة أبلغت مسؤولين أميركيين أنها منفتحة على إطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين (أرشيفية - رويترز) play-circle

وزير الطاقة الإسرائيلي يأمر بوقف نقل الكهرباء إلى غزة

أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم (الأحد)، أنه أعطى تعليماته لوقف إمداد غزة بالكهرباء.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا نثر طلاء أحمر على أحد مباني منتجع «تيرنبيري» للغولف الذي يملكه ترمب في اسكوتلندا (مجموعة «فلسطين أكشن» عبر منصة «إكس»)

تخريب منتجع يملكه ترمب في اسكوتلندا وكتابة عبارات مؤيدة لفلسطين

تعرَّض منتجع «تيرنبيري» للغولف، الذي يملكه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اسكوتلندا، للتخريب برش طلاء أحمر وكتابات مؤيدة للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«هدنة غزة» إلى اختراق جديد يعزز صمود الاتفاق

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة» إلى اختراق جديد يعزز صمود الاتفاق

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون للحصول على حصة طعام من مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

تستضيف الدوحة جولة جديدة من محادثات تثبيت الهدنة في قطاع غزة وسط خلافات حول شروط المرحلة الثانية المحتملة، وأحاديث عن مشاركة وشيكة لمبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ضمن مساعي الحلحلة.

ذلك الحضور الأميركي المرتقب، بعد محادثات مباشرة بين واشنطن و«حماس»، وإرسال إسرائيل وفداً للدوحة الاثنين، خطوات يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، دفعة نحو اختراق جديد سيعزز فرص صمود اتفاق الهدنة المتعثر، متوقعين أن يكون الأقرب التمديد لنحو شهرين لما بعد شهر رمضان والأعياد على أن تليها تفاهمات بشأن بدء المرحلة الثانية المؤجلة.

وغادر فريق من المفاوضين الإسرائيليين إلى الدوحة، الاثنين، لإجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، وفق إعلام إسرائيلي.

ومن المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى السعودية، الثلاثاء، ثم إلى العاصمة القطرية الأربعاء، حيث تجرى المحادثات، وفق ما نقلته «تايمز أوف إسرائيل» الاثنين، عن مصدر دون أن توضح ما إذا كان سيزور إسرائيل أم لا.

وبحسب المصدر ذاته فإن «خطة ويتكوف» التي تدعمها إسرائيل مطروحة للمناقشة في المحادثات. وتتضمن إطلاق «حماس» سراح عشرة رهائن أحياء، من بينهم الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل 60 يوماً أخرى من وقف إطلاق النار.

أطفال فلسطينيون يسيرون في حي مدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يسيرون في حي مدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وتسعى إدارة دونالد ترمب لتمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح، وربما يؤدي بعد ذلك إلى هدنة طويلة المدى يمكن أن تنهي الحرب، وفق ما ذكرته «أكسيوس» الأحد.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، مطلع مارس (آذار) الحالي، بالإفراج عن 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، و1800 أسير فلسطيني، رفضت «حماس»، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبول «إطار ويتكوف» بينما وافقت عليه إسرائيل بحسب البيان، مما دعا الأخيرة لمنع دخول المساعدات للقطاع.

عراقيل نتنياهو

ويراهن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، على أن تحمل زيارة ويتكوف للمنطقة فرصة قائمة لصمود الاتفاق وإمكانية التغلب على عراقيل نتنياهو، لافتاً إلى أن الموقف الأميركي المتصاعد الذي يبحث خلاله ترمب عن عدم حدوث حرب واستمرار تطبيع الدول العربية مع إسرائيل سيجعل الاتفاق صامداً بنسبة كبيرة حتى المعطيات الحالية.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن زيارة ويتكوف المرتقبة للدوحة تعني أن هناك اختراقاً جدياً حدث، وبالتالي عاد مبعوث ترمب للمنطقة بعد عدة تأجيلات، خاصة أن الوسطاء نجحوا في إقناع «حماس» بقبول لجنة الإسناد المجتمعي كما أعلنت الحركة في بيان الأحد، متوقعاً صمود الاتفاق والتوجه نحو تمديد المرحلة الأولى ثم البدء بمرحلة ثانية.

ووسط ذلك الترقب، قالت حركة «حماس»، في بيان الاثنين، إن «الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق، ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نياته في التهرب والمماطلة»، مُعربة عن استعدادها «للشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية»، وذلك بعد وقت قصير من إصدارها بياناً يؤكد أنها «تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترمب، وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة، وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية».

وكشف القيادي في الحركة طاهر النونو، في تصريحات الأحد، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، لافتاً إلى أن الجانبين ناقشا أيضاً كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب.

ومن جهته، وصف المبعوث الأميركي الاجتماع في حديث مع شبكة «سي إن إن»، بأنه «مفيد جداً»، معرباً عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة «في غضون أسابيع».

ضغوط متنوعة

ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» نتائج استطلاع حديث للرأي أجراه معهد «الديمقراطية» الإسرائيلي يقول إن ما يقرب من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو إما الآن أو بعد الحرب ليتحمل المسؤولية عن دوره في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفيما يخص المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن، فإن نحو 73 في المائة يؤيدون استمرار الاتفاق لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، حتى مع تكلفته الباهظة، والتي تشمل وقفاً كاملاً للأعمال العدائية، والانسحاب من غزة، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

وبتقدير رخا فإن هناك تغيراً نسبياً في الموقف الأميركي، خاصة بعد تصريحات بوهلر الإيجابية بعد اللقاءات مع «حماس»، وهو ما يعزز تقديرات أن واشنطن منعت توجه نتنياهو للحرب، موضحاً أن الحركة تراهن على بدء المرحلة الثانية باعتبارها هي لب الحل إذ تشمل انسحابات إسرائيلية مهمة ومن دونها لن تتم عملية إعادة إعمار قطاع غزة.

ويعتقد أن الضغوط العربية وكذلك الأوروبية والداخلية بإسرائيل بجانب التحركات الأميركية ستدفع نحو استمرار تنفيذ الاتفاق ولو بشكل مرحلي، غير مستبعد أن تتم التضحية بنتنياهو من منصبه، خاصة أن تحرك واشنطن مع «حماس» يعني أن إدارة ترمب تبدي عدم ارتياح لرئيس وزراء إسرائيل ولجأت للتفاوض المباشر.