الجيش الإسرائيلي يتوغل إلى ضفاف الليطاني بجنوب لبنان قبيل موعد الانسحاب

تفجير منزل في بلدة مسيحية.. ومواقع عسكرية حدودية جديدة

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يتوغل إلى ضفاف الليطاني بجنوب لبنان قبيل موعد الانسحاب

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

توغلت قوات إسرائيلية، صباح الثلاثاء، نحو ضفاف نهر الليطاني بجنوب لبنان، في تعمق جديد في الداخل اللبناني قبيل نحو أسبوع على انتهاء مهلة الستين يوماً للانسحاب من لبنان، بينما نفذت تفجيراً لمنزل في بلدة برج الملوك التي تسكنها أغلبية مسيحية، وهي من المرات النادرة التي تفجر فيها منازل في قرى مسيحية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي «قام بإحراق منزل من طبقتين في برج الملوك، كما قام بإحراق آليات ومعدات تابعة لشركة (ورد) الخاصة بمشروع الليطاني مشروع 800».

وتقع بلدة برج الملوك على مرتفع إلى الغرب من بلدة كفركلا الحدودية، وتتمتع بموقع استراتيجي كونها تفصل بين القرى الحدودية ومجرى نهر الليطاني. وتقدمت إليها القوات الإسرائيلية للمرة الأولى قبل أسبوعين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد السيطرة على كفركلا.

وتواصلت عملية التوغل الإسرائيلي جنوباً، إذ دخلت قوات إسرائيلية فجراً، من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفذت عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي في اتجاه بلدة طلوسة بقضاء مرجعيون. وتوغلت قوة مؤللة إسرائيلية من بلدة الطيبة نحو بلدة عدشيت القصير الواقعة على ضفاف الليطاني من جهة وادي الحجير.

ومن المعروف أنّ لوادي الحجير أهمية استراتيجية بالنسبة لكلّ من «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، نظراً لوقوعه في القطاع الأوسط في جنوب لبنان الذي تضم منطقته قرى الطيبة، وعدشيت القصير، ودير سريان والقنطرة للجهة الشرقية للوادي. وتتصل من الغرب بقريتي فرون والغندورية، ويحدها من الشمال نهر الليطاني بمسافة 2 كيلومتر، بينما تتربع العديسة ورب تلاتين على حدها الجنوبي مع الجليل.

وتسمى هذه القرى بالتعبير العسكري «محور التقدم الواحد»، فمن يسيطر على وادي الحجير عليه أن يمسك بهذه القرى وتلالها مجتمعة. ويقع وادي الحجير على تخوم نهر الليطاني، فهو المنطقة الثانية الأقرب للحدود مع إسرائيل، وتوجد في منطقته المحيطة مرتفعات استراتيجية عدّة.

آثار الدمار في بلدة برعشيت بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

الانسحاب من بنت جبيل

وعلى الرغم من ورود معلومات ميدانية تفيد ببدء انسحاب القوات الإسرائيلية من الأطراف الجنوبية الشرقية لبنت جبيل باتجاه بلدة مارون الراس، بعد 4 ساعات من التوغل والاعتداء على ممتلكات المواطنين، فقد نفّذ الجانب الإسرائيلي عملية تفجير ضخمة في بلدة بني حيان سمع صداها في كثير من المناطق الجنوبية، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وفي قضاء بنت جبيل، أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير عدد من المنازل في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل. وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن مشاهدة سحب الدخان من وسط البلدة، بينما سُمع دوي الانفجارات في أرجاء قرى القضاء، كما لم تغب الطائرات المسيرة والاستطلاعية عن أجواء القطاعين الغربي والأوسط.

مواقع إسرائيلية جديدة

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أنه على طول الحدود مع لبنان، تستمرّ التحضيرات لنشر مواقع جديدة ستتمركز فيها قوّات الجيش الإسرائيلي، ولا تزال فرق البناء تجهّز مواقع جديدة. ووفقاً لخطّة قيادة الشمال، ستقام معظم المواقع بين المستوطنات والسياج الحدودي.

ودخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد مواجهة بين إسرائيل و«حزب الله». وينصّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي دخلها، خلال مهلة 60 يوماً تنتهي في 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، على أن يعزّز الجيش اللبناني وقوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، انتشارهما مكان القوّات الإسرائيلية و«حزب الله».

ويتعيّن على الحزب بموجب الاتفاق أن يسحب قوّاته إلى شمال نهر الليطاني، على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، وأن يفكك أيّ بنية تحتية عسكرية فيها.

وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة إلى لبنان وإسرائيل و«اليونيفيل»، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلّغ عنها أيّ من الأطراف المتنازعة.


مقالات ذات صلة

غزة: 14 قتيلاً وانتشال 15 جثة خلال 24 ساعة

المشرق العربي فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة خلال شهر رمضان المبارك في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

غزة: 14 قتيلاً وانتشال 15 جثة خلال 24 ساعة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم (الأحد) وصول 29 قتيلاً و51 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أشخاص يُخمدون نيران سيارة تضررت بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب) play-circle

مقتل شخص في قصف إسرائيلي على سيارة بجنوب لبنان

قُتل شخص في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، في وقت مبكر الأحد، على ما أعلنت وزارة الصحة، رغم سريان وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو في واشنطن 4 فبراير الماضي (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: نتنياهو يضغط على ترمب للسماح بعملية مشتركة ضد إيران

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسماح بعملية مشتركة ضد إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)

غارات إسرائيلية على غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع

أعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة في غزة مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طريق مغلق خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle

تشريد 40 ألف فلسطيني جراء هدم منازل بمخيمات شمال الضفة

أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم السبت، بتشريد ما يزيد على 40 ألف مواطن فلسطيني جراء جرائم هدم المنازل واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)

بغداد: معلومات سعودية «مهمة جداً» تقود إلى ضبط طن من حبوب الكبتاغون

السلطات العراقية تحرق أطناناً من المخدرات في موقع جنوب بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)
السلطات العراقية تحرق أطناناً من المخدرات في موقع جنوب بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بغداد: معلومات سعودية «مهمة جداً» تقود إلى ضبط طن من حبوب الكبتاغون

السلطات العراقية تحرق أطناناً من المخدرات في موقع جنوب بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)
السلطات العراقية تحرق أطناناً من المخدرات في موقع جنوب بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، تلقيها معلومات وصفتها بـ«المهمة جداً» من إدارة المخدرات في المملكة العربية السعودية، مكَّنتها من ضبط شحنة محمَّلة بأكثر من ألف كيلو غرام من حبوب الكبتاغون المخدرة، وهذا الإعلان هو الأول الذي يصدر عن الجهات الرسمية العراقية بشأن التعاون مع الجانب السعودي لمواجهة آفة المخدرات وطرق تهريبها. ومن شأن تعاون من هذا النوع أن يساعد العراق في التصدي ومكافحة تجارة المخدرات التي عانت منها البلاد خلال العقدين الأخيرين من الزمن.

وقال الناطق الرسمي في وزارة الداخلية العميد مقداد ميري، في إيجاز صحافي، إن العمل في مجال محاربة المخدرات «شهد تطوراً باستخدام التقنيات الحديثة والخطط المتجددة بالتزامن مع بناء علاقة وطيدة وتبادل للمعلومات بشكل غير مسبوق مع أجهزة مكافحة المخدرات والمنظمات الإقليمية والدولية».

وأضاف أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات «تلقَّت معلومات مهمة جداً من إدارة المخدرات في المملكة العربية السعودية أدت إلى القيام بعملية نوعية اتسمت بالدقة في الأداء بعد استحصال الموافقات القضائية الصادرة عن محكمة تحقيق استئناف الرصافة، وقد اشتركت في العملية مديريتا مكافحة المخدرات في (محافظتي) أربيل والسليمانية (كردستان)».

وتابع المتحدث الحكومي أن «العمل الاستخباري أسفر عن تمكن المديرية العامة لمكافحة المخدرات من ضبط شاحنة قادمة من الجمهورية العربية السورية باتجاه العراق، مروراً بتركيا، وهي تحمل طناً واحداً و100 كغم من حبوب الكبتاغون المخدرة، والقبض على المتورطين بهذه الجريمة وتفكيك شبكتهم».

وغالباً ما يتحدث مسؤولون في وزارة الداخلية عن أن معظم تجارة وتهريب المخدرات تمر عبر حدود العراق مع إيران وسوريا، لكنهم مع سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، رجحوا تراجع تلك العمليات من الجانب السوري باتجاه العراق.

وقال قائمقام قضاء الرطبة في محافظة الأنبار المحاذية لسوريا، عماد الدليمي، منتصف فبراير (شباط) الماضي، إن «السلطات الأمنية نجحت في إغلاق أحد أخطر المنافذ الحدودية لتهريب المخدرات مع سوريا».

وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم مديرية شؤون المخدرات في وزارة الداخلية حسين يوسف التميمي، إن حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني «حققت نتائج كبيرة في ملف مكافحة المخدرات لم تتحقق منذ عام 2003، وإن عام 2025 سيكون أشد الأعوام قسوة على المتورطين في جريمة المخدرات».

واتهم زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، الشهر الماضي، جهات مرتبطة في الحكومة بالتورط في تجارة المخدرات، وقال: «المشكلة في أن هناك مستفيدين من (المخدرات) وأموالها وتجارتها من داخل الحكومة وخارجها مع شديد الأسف، وقد يكون لأسباب سياسية إن لم تكن الأمور اقتصادية».