مساعدات أوروبية بـ235 مليون يورو لسوريا ودول الجوار

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلاً المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات حاجة لحبيب في دمشق الجمعة (أ.ف.ب)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلاً المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات حاجة لحبيب في دمشق الجمعة (أ.ف.ب)
TT

مساعدات أوروبية بـ235 مليون يورو لسوريا ودول الجوار

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلاً المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات حاجة لحبيب في دمشق الجمعة (أ.ف.ب)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مستقبلاً المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات حاجة لحبيب في دمشق الجمعة (أ.ف.ب)

أعلنت المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، الجمعة، من دمشق إطلاق حزمة مساعدات إنسانية جديدة مخصصة لسوريا ودول الجوار بقيمة 235 مليون يورو، في دعم يأتي بعد الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد.

ومنذ إطاحة الأسد، تشكل دمشق وجهة لمسؤولين عرب وأجانب، آخرهم، الخميس، وفد قطري برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقالت لحبيب في مؤتمر صحافي، عقب لقائها قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في القصر الجمهوري: «جئت إلى هنا لأطلق حزمة جديدة من المساعدات الإنسانية بقيمة 235 مليون يورو لسوريا ودول الجوار، للمساهمة في توفير احتياجات رئيسية في مجالات المأوى والغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية والتعليم في حالات الطوارئ».

زحمة سير في دمشق الخميس (أ.ب)

وأكدت أن هذا الدعم يظهر «التزام الاتحاد الأوروبي بالوقوف إلى جانب الشعب السوري».

وفرّ ملايين السوريين من البلاد بعد اندلاع النزاع عام 2011. ولجأ غالبيتهم إلى الدول المجاورة، ما شكَّلَ عبئاً إضافياً على كاهل البلدان المضيفة.

وأضافت لحبيب: «نعتمد على السلطات الحالية لضمان وصول غير مقيد وآمن للجهات الفاعلة الإنسانية إلى جميع مناطق سوريا، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمتأثرة بالنزاعات مثل دير الزور والقامشلي» في شمال البلاد وشرقها.

وتواظب الإدارة السورية الجديدة، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، منذ إطاحتها بنظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، على توجيه رسائل طمأنة إلى الأقليات والمجتمع الدولي الذي يوفد ممثلين عنه إلى دمشق، لناحية احترام الحقوق والحريات وحماية المكونات السورية كافة وإشراكها في بناء سوريا الجديدة.

وتقود الإدارة الجديدة المرحلة الانتقالية في البلاد التي من المفترض أن تستمر حتى مارس (آذار) المقبل.

وقالت لحبيب: «نحن عند منعطف تاريخي، لذلك كل القرارات التي ستتخذ هي قرارات مهمة للغاية».

اللقاء بين المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات حاجة لحبيب وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق الجمعة (أ.ف.ب)

العقوبات

وأضافت: «أنتم الآن تكتبون التاريخ، ونحن نشجعكم على ترك أثر إيجابي، يبدأ ذلك ببناء مستقبل شامل لجميع السوريين»، موضحة أن «سوريا غنية بتنوعها ولكل مواطن الحق في المشاركة ببناء مستقبل هذا البلد».

ومن المتوقع أن تتخلل لقاءات لحبيب مع مسؤولي الإدارة السورية الجديدة مناقشات حول إمكان رفع عقوبات دولية عن البلاد.

وتطالب السلطة الانتقالية في دمشق برفع العقوبات الدولية، لكن الكثير من العواصم، ومنها واشنطن، قالت إنها تتريث لترى نهج السلطات الجديدة في الحكم قبل رفع القيود.

وقال وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، في 5 يناير (كانون الثاني): «هذه العقوبات تشكَّل حاجزاً ومانعاً من الانتعاش السريع والتطوير السريع للشعب السوري الذي ينتظر هذه الخدمات وهذه الشراكات من قِبَل الدول».

وإثر اندلاع النزاع، فرضت الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات متتالية على سوريا وأركان النظام السابق إثر اندلاع النزاع، ما فاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية سوءاً في البلاد التي مزقتها الحرب منذ 2011.

وفي السادس من الشهر الحالي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إصدارها ترخيصاً عاماً جديداً لتوسيع الأنشطة والمعاملات المسموح بها مع سوريا خلال الأشهر الستة المقبلة، «للمساعدة في ضمان عدم عرقلة العقوبات للخدمات الأساسية واستمرارية وظائف الحكم في جميع أنحاء سوريا».

ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مقترحات لتخفيف بعض التدابير المرتبطة بالعقوبات باجتماع في بروكسل يوم 27 يناير.

وقالت لحبيب: «سنحتاج إلى الإجماع (في الاجتماع) لرفع العقوبات».

ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأربعاء، خلال زيارته إلى دمشق، إلى إعادة النظر في العقوبات على سوريا بشكل «عاجل».

وقال تورك: «مع بحث المجتمع الدولي قضية العقوبات، سيكون من الضروري أن يؤخذ في الاعتبار تأثير العقوبات على حياة الشعب السوري»، مضيفاً: «لذلك، أدعو إلى إعادة النظر بشكل عاجل في العقوبات (...) بهدف رفعها».


مقالات ذات صلة

إردوغان: خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين ليس فيها ما يستحق الحديث عنه

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وخلفه الرئيس السوري أحمد الشرع في أنقرة (إ.ب.أ) play-circle

إردوغان: خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين ليس فيها ما يستحق الحديث عنه

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة «ليس فيها أي جانب يستحق الحديث عنه».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي صورة متداولة لأهالي بلدة الشواغر (قضاء الهرمل) يحرقون إطارات في طريق مؤدٍ إلى الأراضي السورية

اتصالات على أعلى المستويات لتهدئة معارك الحدود اللبنانية - السورية

دفع الجيش اللبناني بتعزيزات عسكرية إلى الحدود الشمالية الشرقية على وقع اشتداد القصف من الجهة السورية خلال الساعات الأخيرة.

حسين درويش (بيروت - شرق لبنان)
المشرق العربي تسبَّب القصف الإسرائيلي للدير علي بريف دمشق في احتراق سيارة فان بمن فيها كان تعبر مصادفة (السويداء 24 )

مصدر مقرَّب من «حماس» ينفي لـ«الشرق الأوسط» أي وجود لها في سوريا

توغلت القوات الإسرائيلية، فجر الأحد، ودمّرت موقعاً عسكرياً سابقاً للنظام السابق في ريف القنيطرة جنوب سوريا، في حين نفى مصدر مقرب من «حماس» أي وجود لها بسوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن-دمشق)
المشرق العربي الرئيس السوري الشرع مستقبلاً وزير خارجية الكويت عبد الله اليحيا ديسمبر الماضي (حساب الرئاسة)

زيارة مرتقبة للرئيس السوري إلى الكويت

كشف مصدر دبلوماسي لصحيفة كويتية، أن الرئيس السوري أحمد الشرع عبر عن رغبته بزيارة الكويت قريباً، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية عبد الله اليحيا لدمشق مؤخراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي آليات عسكرية تابعة للجيش اللبناني في طريقها إلى الحدود (الجيش اللبناني)

الجيش اللبناني يرد بـ«الأسلحة المناسبة» على قذائف أُطلقت من سوريا

قال الجيش اللبناني، اليوم الأحد، إنه رد بـ«الأسلحة المناسبة» على إطلاق قذائف من سوريا باتجاه لبنان عبر الحدود بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو


غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
TT

هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو


غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)

أظهرت مواقف رسمية عربية وإسلامية متتابعة، أمس، هبّة كبيرة ضد المواقف المتطرفة التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشددت السعودية، أمس على «رفضها القاطع» لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مثمّنةً ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيالها.

وأكدت «الخارجية» السعودية أن «هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق، وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض». وتعددت بيانات من دول ومنظمات عربية وإسلامية عدة بشأن تصريحات نتنياهو، مؤكدة التوافق على رفض مساعي تهجير الفلسطينيين.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، استضافةَ القاهرة قمةً عربيةً طارئةً في 27 فبراير (شباط) الحالي، تهدف إلى بحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه «تم التنسيق بشأنها مع مملكة البحرين (الرئيس الحالي للقمة العربية) والأمانة العامة لجامعة الدول العربية».

كما لفتت «الخارجية» المصرية إلى أنه «تم التشاور والتنسيق من جانب القاهرة، وعلى أعلى المستويات، مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة بشأن القمة».

ميدانياً، وفي حين انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم في غزة، فإنها وسعت من توغلها وعملياتها العسكرية في الضفة الغربية، لتمتد إلى مخيم نور شمس.