الجيش اللبناني يوسّع انتشاره جنوباً مع تواصل الانسحابات الإسرائيلية

بري لماكرون: للالتزام بانسحاب تل أبيب خلال الـ60 يوماً

وحدات الجيش اللبناني تواصل انتشارها في الجنوب (مديرية التوجيه)
وحدات الجيش اللبناني تواصل انتشارها في الجنوب (مديرية التوجيه)
TT
20

الجيش اللبناني يوسّع انتشاره جنوباً مع تواصل الانسحابات الإسرائيلية

وحدات الجيش اللبناني تواصل انتشارها في الجنوب (مديرية التوجيه)
وحدات الجيش اللبناني تواصل انتشارها في الجنوب (مديرية التوجيه)

وسّع الجيش اللبناني، السبت، انتشاره في مناطق يواصل الجيش الإسرائيلي الانسحاب منها بالقطاع الغربي في إطار تطبيق قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ماكرون - بري

وخلال اتصال هاتفي برئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزام فرنسا الاستمرار بدعم لبنان في كل المجالات، لا سيما الجيش اللبناني، والحرص على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، واعداً بزيارة لبنان في القريب العاجل، ومهنئاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومثنياً على دور بري وجهوده بإنجاز الوعد الذي قطعه في سبيل إتمام الاستحقاق في لحظة تاريخية للبنان.

بدوره، شكر رئيس مجلس النواب الرئيس الفرنسي وفرنسا على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان ومشاركتهم في قوات «اليونيفيل» وفي اللجنة الخماسية الفنية التي تشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الخروقات الإسرائيلية وانسحاب إسرائيل ضمن مهلة الـ60 يوماً من كل الأراضي اللبنانية.

انسحاب إسرائيل

ومع اقتراب انتهاء هذه المهلة، أشار موقع «كان» العبري إلى أن المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، أعلن أن الولايات المتحدة ضمنت انسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان قبل انتهاء وقف إطلاق النار.

وكان قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده استقبل بمكتبه في وزارة الدفاع رئيس لجنة الإشراف الخماسية (Mechanism) الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، ووفداً من اللجنة، وتناول اللقاء بحث التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

التطورات الميدانية

ميدانياً، أفاد أكثر من مصدر، السبت، بأن عناصر الجيش انتشروا داخل بلدة طيرحرفا ووادي عين الزرقاء والبطيشية بينها وبين الضهير وكذلك بلدة رامية، فيما واصل الجيش الإسرائيلي عمليات نسف المنازل في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. ونتج عن ذلك أصوات قوية تردد صداها في عدد من المناطق الجنوبية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

واستطاع عناصر الدفاع المدني انتشال جثامين 3 أشخاص، السبت، في بلدة الخيام، فيما بدأت فرق الإسعاف والإنقاذ في الدفاع المدني اللبناني بمؤازرة الجيش في عملية رفع الأنقاض لانتشال جثث لا تزال موجودة في منطقة الناقورة.

كذلك أفيد، السبت، بأن «درون إسرائيلية ألقت قنبلة صوتية على مواطنين كانوا يقومون بنقل الأثاث من منزلهم في عيترون»، فيما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة كونين الحدودية من دون أن تصيبها.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لـ«حزب الله» في شرق لبنان

المشرق العربي غارات جوية إسرائيلية على النبطية في جنوب لبنان (أرشيفية - د.ب.أ)

إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لـ«حزب الله» في شرق لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ مقاتلاته شنّت غارة جوية على منشأة أسلحة لـ«حزب الله» في شرق لبنان، على رغم الهدنة السارية بين الطرفين منذ نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عدت «انتفاضة 14 آذار» أكبر تجمع شعبي في لبنان (أرشيفية)

بعد 20 عاماً على «14 آذار»... المطالب اللبنانية بدأت تتحقق

بعد 20 عاماً على «ثورة 14 آذار» بدأت معالم الحلم والمطالب التي رفعها الأفرقاء اللبنانيون تتحقَّق مع التبدلات الداخلية والخارجية.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

لبنان... جنبلاط يرفض مشاركة بعض مناصريه في ذكرى والده

انتقد الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» في لبنان وليد جنبلاط، مناصريه الذين أطلقوا النار في الهواء ونظموا مسيرات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يقلّد قائد الجيش الجديد رودولف هيكل رتبة «عماد» (أ.ب)

الحكومة اللبنانية تنجز التعيينات الأمنية ضمن معايير «الخبرة والكفاءة»

أنجزت الحكومة اللبنانية التعيينات العسكرية والأمنية، دفعة واحدة، واستندت في خياراتها إلى «الخبرات والكفاءة»، حسبما قال وزير الإعلام.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نعيمة قطيش ونجلها يسيران خارج منزلهما المتضرر جراء القصف الإسرائيلي على بلدة حولا بجنوب لبنان (د.ب.أ)

لبنان يرفض تبادل أراضٍ مع إسرائيل

أكدت مصادر أن الموفدين الأميركيين إلى لبنان لم يطرحوا، في لقاءاتهم مع الرؤساء الثلاثة، مسألة تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل مدخلاً لحل المشكلات بينهما.

محمد شقير (بيروت)

الأونروا تحذّر من حرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين من التعليم إذا انهارت

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
TT
20

الأونروا تحذّر من حرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين من التعليم إذا انهارت

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)
فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا في غزة (أ.ف.ب)

حذّر فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس من أنّ انهيار الوكالة سيتسبّب بحرمان جيل كامل من الأطفال الفلسطينينين من التعليم «ما سيؤدّي لزرع بذور مزيد من التطرّف».

وقال لازاريني لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ هناك «خطرا حقيقيا يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها» إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة. وأضاف أنّه إذا انهارت الأونروا «فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب».

ومنذ أكثر من سبعة عقود، تُقدّم الأونروا إلى اللاجئين الفلسطينيين مساعدات أساسية وإنسانية وخدمية مثل التعليم والرعاية الصحية. ووصف لازاريني الأونروا بأنّها «شريان حياة» لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.

وكان لازاريني قال الاثنين إنّه لا يمكن استبدال الأونروا إلا بمؤسسات فلسطينية، بعدما أعلنت إسرائيل أنها تشجع منظمات أخرى على «تولّي المسؤولية» في غزة. وقال لازاريني الاثنين خلال مؤتمر صحافي في جنيف «إن البديل ليس منظمة غير حكومية، وليس منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة»، مشددا على أنّ «البديل الوحيد القابل للاستمرار هو (...) المؤسسات الفلسطينية التابعة للدولة الفلسطينية».

وفي قطاع غزة الذي دمّرته الحرب التي استمرت 15 شهرا، توظف الأونروا 13,000 شخص وتدير عمليات إنسانية لمنظمات أخرى. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) علّقت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها بموجب قانون أقِرّ في أكتوبر (تشرين الأول) يحظر نشاط الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وتتّهم السلطات الإسرائيلية موظفين في الأونروا بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ودفعت هذه الاتهامات كبار المانحين إلى تعليق تمويلهم الوكالة. وخلص تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أغسطس (آب) إلى أن تسعة من موظفي الأونروا «ربما كانوا متورطين» في الهجوم. والخميس، قال لازاريني «نحن نقدّم في المقام الأول خدمات شبيهة بالخدمات الحكومية». وأضاف «من هنا فأنا لا أرى أيّ منظمة غير حكومية أو وكالة أممية تتدخل فجأة لتقديم خدمات عامة».

وحذّر المسؤول الأممي من أنّ فقدان الخدمات التعليمية التي تقدمها الأونروا قد تكون عواقبه وخيمة. وقال «إذا حرمتَ 100 ألف فتاة وصبي في غزة، على سبيل المثال، من التعليم، وإذا لم يكن لديهم مستقبل، وإذا كانت مدرستهم مجرد يأس ويعيشون بين الأنقاض، فأنا أقول لك إنّنا نزرع بذلك بذور مزيد من التطرف». وأضاف «أعتقد أنّ هذه وصفة لكارثة».