كاتس طلب من الجيش خطة «هزيمة كاملة» لـ«حماس»

تحسباً لعدم إنجاز صفقة التبادل قبل تنصيب ترمب

جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)
جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)
TT

كاتس طلب من الجيش خطة «هزيمة كاملة» لـ«حماس»

جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)
جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)

طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، من الجيش الإسرائيلي إعداد خطة في أسرع وقت ممكن لإلحاق هزيمة كاملة بحركة «حماس» في قطاع غزة، إذا لم تخرج صفقة التبادل إلى حيز التنفيذ حتى موعد تنصيب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في الـ20 من الشهر الحالي.

وأكد كاتس أنه أصدر تعليماته بهذا الشأن لرئيس هيئة الأركان، هيرتسي هاليفي، في اجتماع أمني عقد، الخميس، وأوضح له أنه لا ينبغي لإسرائيل الانجرار إلى حرب استنزاف مع «حماس» في غزة؛ لأنها ستكون مكلفة، ولن تحقق الهدف الاستراتيجي للحرب، وهو هزيمة «حماس» المطلقة، فيما يبقى المختطفون في الأنفاق معرضين لخطر الموت.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يحذر الجيش من الانجرار لحرب استنزاف (أرشيفية - د.ب.أ)

وطلب كاتس من هاليفي توضيح أي نقاط تجعل تنفيذ الخطة صعباً، بما في ذلك الموضوع الإنساني أو أي قضايا أخرى، حتى يقرر المستوى السياسي.

وأكد كاتس أن الحل السياسي في غزة ليس ذي صلة بطلبه؛ «لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما دام لم يتم سحق (حماس) بشكل كامل». ورأى وجوب تغيير طريقة عمل الجيش حتى يتسنى القضاء على «حماس»، وإنهاء الحرب.

ولم يعرف ما المقصود بالهزيمة الكاملة، على الرغم من أن القضاء على البنية التحتية العسكرية لـ«حماس» وإنهاء حكمها في القطاع كانا هدفين محددين لإسرائيل منذ بداية الحرب.

وقال محرر الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش، دورون كدوش، إن كاتس يعتقد أن الجيش الإسرائيلي لم يتصرف بشكل صحيح حتى الآن لهزيمة «حماس»، وتم جره إلى حرب استنزاف، ولذا يريد تغيير السياسة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، ويعتقد أن ذلك قد يساعد على هزيمة الحركة. وأضاف: «لا يُعرف ما الخطة التي سيقدمها الجيش لكاتس بهدف هزيمة (حماس) بالكامل. لكن في مناقشات مغلقة كانوا يتحدثون بشكل واضح عن أنه من دون إيجاد بديل لحكم (حماس) سيكون من المستحيل الإطاحة بحكمها». وبحسبه، من الممكن أيضاً نشر ثلاث فرق عسكرية أخرى في القطاع، وتنفيذ مناورة برية في وقت واحد في عدة مناطق.

مظاهرة في تل أبيب بعنوان «أنتم تقتلونهم» تطالب حكومة نتنياهو بالتحرك لإنقاذ جميع الرهائن الجمعة (أ.ف.ب)

وفيما يعتقد كاتس، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لا يوجد حالياً مجال لخلق بديل حاكم لـ«حماس»، وفيما يخشى الجيش الإسرائيلي من تعميق مناورته البرية في مناطق في وسط القطاع قد يودي بحياة مختطفين، فإن التركيز أغلب الظن سيكون على تغيير السياسة المتعلقة بالمساعدات.

وتعتقد إسرائيل أنه مع دخول ترمب إلى السلطة، يمكن تقليص المساعدات لقطاع غزة، وهذا سيشكل مفتاحاً رئيسياً لإضعاف وإنهاء حكم «حماس».

وأعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأسبوع الماضي، أنه بعد تنصيب ترمب، ستقلص إسرائيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة إلى «الحد الأدنى المطلوب بموجب القانون الدولي».

ويدعم سموتريتش سيطرة مدنية إسرائيلية في قطاع غزة، وإدارة توزيع المساعدات الإنسانية، ويعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد لإعادة المحتجزين.

طفلة فلسطينية تبكي وهي تنتظر دورها للحصول على وجبة طعام من مطيخ تديره جمعية خيرية في خان يونس جنوب قطاع غزة الجمعة (إ.ب.أ)

مفاوضات الدوحة

ويحاول الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة دفع اتفاق قبل وصول ترمب الذي هدد الشرق الأوسط «بجحيم» إذا وصل إلى البيت الأبيض دون صفقة منجزة. ويوجد تقدم كبير في المفاوضات لكن بعض القضايا ما زالت بحاجة إلى حلول.

وقال المسؤول عن المختطفين والمفقودين، جال هيرش، لعائلات محتجزين التقاهم، الخميس، إن المفاوضات جارية من أجل اتفاق لعودة جميع المختطفين، لكن على مراحل.

وأوضح هيرش أن جميع المناقشات تتركز حالياً على المرحلة الأولى. وبحسبه، فإنه بعد أسبوعين من الاتفاق ستبدأ المفاوضات حول المرحلة التالية من الصفقة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المفاوضات مستمرة في الدوحة وليست عالقة، على الرغم من الصعوبات والفجوات.

وزعمت الصحيفة أن الأطراف تحرز تقدماً، ولكن في كل مرة يتم حل قضية واحدة تعيد «حماس» فتح النقاط، التي تم الاتفاق عليها بالفعل.

جنديان من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية بقطاع غزة (أرشيفية - موقع الجيش الإسرائيلي)

ووصفت الصحيفة المفاوضات بالمرهقة بسبب صعوبات الاتصال بين «حماس» في الخارج وقائد الجناح المسلح في قطاع غزة محمد السنوار. وأشارت إلى أن «حماس» ترفض حتى الآن تقديم قائمة بأسماء المختطفين الأحياء، فيما يحاول الوسطاء إيجاد حلول وسط لذلك.

وفي إسرائيل ثمة إصرار على أنه دون قائمة المختطفين لا توجد إمكانية للتقدم، وهي ترى أن رفض «حماس» توضيح من هو حي ومن هو ميت بمثابة لعبة منها لمحاولة إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين، مقابل أقل عدد ممكن من المختطفين على قيد الحياة.

وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن الخلاف حول نهاية الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي لا يزال قائماً. وعلى الرغم من أن «حماس» لا تضع ذلك شرطاً فورياً، فإنه في كل مرة تعود القضية إلى السطح. وقالت: «إسرائيل تصر على ترك منطقة عازلة بعرض كيلومتر في شرق القطاع وجنوبه على محور فيلادلفيا، وهذا سيحد من عودة السكان إلى منازلهم».

وخلصت «يديعوت أحرونوت» إلى القول إن الوسطاء يأملون في أن يساعد انضمام مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، إلى الوسطاء في خلق ديناميكية جديدة ويحرك «حماس»، ويجعلها تفهم أن ترمب جاد في تهديداته بـ«فتح أبواب الجحيم» إذا لم يتم إطلاق سراح المختطفين.


مقالات ذات صلة

جيش إسرائيل يرجّح أن يكون قتل أحد سكان كيبوتس خلال التصدي لهجوم «حماس»

شؤون إقليمية مقاتلون فلسطينيون خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 (أ.ب)

جيش إسرائيل يرجّح أن يكون قتل أحد سكان كيبوتس خلال التصدي لهجوم «حماس»

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن تحقيقاً داخلياً خلص إلى أنه «من المرجح جداً» أن يكون قد قتل أحد سكان كيبوتس في قتال مع عناصر «حماس» خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الدخان يتصاعد بعد غارات جوية إسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء (أ.ف.ب)

إيران تندد بضربات إسرائيلية «وحشية» ضد الحوثيين في اليمن

نددت إيران بهجمات «وحشية» شنها الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، على اليمن، حيث وجّهت تل أبيب ضربات إلى أهداف للمتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (قناته عبر «تلغرام»)

نتنياهو: الحوثيون في اليمن يدفعون ثمناً باهظاً لعدوانهم علينا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الجمعة)، إن الحوثيين في اليمن «يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي سيارة جيب إسرائيلية الجمعة في المنطقة العازلة على الحدود بين إسرائيل وسوريا بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل (إ.ب.أ)

إسرائيل تريد الاحتفاظ بمجالي «سيطرة» و«نفوذ» في عمق سوريا

تخطط إسرائيل للاحتفاظ بمجالي «سيطرة» (احتلال) و«نفوذ» (استخباراتي) في الأراضي السورية للتعامل مع الواقع الجديد الذي نشأ عقب سقوط نظام بشار الأسد.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي امرأة تقف بجوار سيارة مدمَّرة بالقرب من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: قصفنا شاحنة أسلحة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

قُتل شخصان، الجمعة، بقصف إسرائيلي استهدف سيارة في بلدة طيردبا جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل رهينة مع والده في غزة

أقارب وأصدقاء الرهينة الإسرائيلي حمزة الزيادنة خلال مراسم دفنه (أ.ف.ب)
أقارب وأصدقاء الرهينة الإسرائيلي حمزة الزيادنة خلال مراسم دفنه (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل رهينة مع والده في غزة

أقارب وأصدقاء الرهينة الإسرائيلي حمزة الزيادنة خلال مراسم دفنه (أ.ف.ب)
أقارب وأصدقاء الرهينة الإسرائيلي حمزة الزيادنة خلال مراسم دفنه (أ.ف.ب)

أكدت إسرائيل، اليوم الجمعة، أن رفات رهينة عُثر عليه مقتولاً في غزة تعود لحمزة الزيادنة، نجل الرهينة يوسف الزيادنة، الذي عُثر على جثته بجانبه في نفق تحت الأرض بالقرب من مدينة رفح جنوب القطاع.

وواصلت القوات الإسرائيلية، الجمعة، قصف القطاع، وقال مسعفون فلسطينيون إن 15 شخصاً على الأقل قُتلوا من بينهم صحافي في «قناة الغد» ومقرها القاهرة، كان يغطي حادثاً في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة.

ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على هذه الهجمات، لكنه ذكر في وقت سابق أن فحوصات الطب الشرعي أظهرت أن القتيل هو حمزة الزيادنة، وهو بدوي إسرائيلي أخذه مقاتلون تقودهم حركة «حماس» رهينة إلى جانب والده واثنين من إخوته.

وقال الجيش، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه جرى انتشال جثة يوسف الزيادنة بالقرب من جثث حراس مسلحين ينتمون لحركة «حماس» أو جماعة فلسطينية مسلحة أخرى، وأضاف أن هناك مؤشرات على مقتل حمزة أيضاً.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من «حماس»، لكن الجناح المسلح للحركة قال إن معظم الرهائن في شمال غزة هم الآن في عداد المفقودين بسبب الضربات الإسرائيلية المكثفة هناك، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلت عن الجيش قوله إنه يشتبه في مقتل حمزة ويوسف في إحدى غاراته؛ نظراً للعثور على جثتيهما بجوار جثث مسلحين. وقال متحدث باسم الجيش هذا الأسبوع إن وفاة يوسف الزيادنة لا يبدو أنها حدثت في الآونة الأخيرة.

وأحجم الجيش عن التعليق على سبب مقتل الرهينتين.

جهود إنهاء الحرب

في غضون ذلك، يبذل الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، جهوداً للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح باقي الرهائن قبل أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وجدد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي يمثل معظم عائلات الرهائن، دعوته للحكومة الإسرائيلية لإبرام اتفاق مع «حماس» وإعادة ذويهم، قائلاً إنه كان من الممكن إنقاذ يوسف وحمزة إذا أبرم اتفاق في وقت سابق.

ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود منذ عام بسبب قضيتين رئيسيتين؛ إذ تقول «حماس» إنها لن تطلق سراح باقي الرهائن إلا إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة، فيما تصر إسرائيل على أنها لن تنهي الحرب إلا بعد القضاء على «حماس»، وإطلاق سراح جميع الرهائن.

وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليماته للجيش، اليوم الجمعة، بتقديم خطة لإلحاق «هزيمة تامة» بحركة «حماس» في غزة، في حالة عدم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيب ترمب.

ولم يتضح إلى أي مدى يمكن أن تختلف هذه الخطة عن العمليات الحالية للجيش الإسرائيلي.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان، إن كاتس قال لكبار قادة الجيش: «يجب ألا ننجر إلى حرب استنزاف ضد (حماس) في غزة، بينما يبقى الرهائن في الأنفاق، مما يعرض حياتهم للخطر وسط معاناة شديدة».

وشنت إسرائيل حملتها على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون بقيادة «حماس» الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أسفر وفقاً لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن أكثر من 46 ألف فلسطيني قُتلوا في الحملة الإسرائيلية على «حماس» منذ ذلك الحين.

وتقول هيئات إغاثية إن الحملة الإسرائيلية أدت إلى تدمير جزء كبير من القطاع، إلى جانب معاناة السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء بسبب العمليات الإسرائيلية.