أوروبا تطالب الشرع بـ«حل سياسي» مع الأكراد

دمشق تَعِد بحكومة جامعة... وتوتر في حمص والساحل

أوروبا تطالب الشرع بـ«حل سياسي» مع الأكراد
TT

أوروبا تطالب الشرع بـ«حل سياسي» مع الأكراد

أوروبا تطالب الشرع بـ«حل سياسي» مع الأكراد

في وقت شهدت فيه منطقة منبج شمال سوريا قتالاً عنيفاً بين «قوات سوريا الديمقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد، وبين فصائل سورية موالية لتركيا؛ شهدت دمشق أرفع لقاء أوروبي مع الحكم الجديد، وسط مطالبة بحل سياسي مع الأكراد الذين يقيمون منذ سنوات إدارة ذاتية شرق نهر الفرات.

والتقى قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، بوزيرَي خارجية فرنسا جان نويل بارو، وألمانيا أنالينا بيربوك، بالقصر الرئاسي في دمشق، في أول لقاء على هذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وقبل اللقاء مع الشرع، قال وزير الخارجية الفرنسي: «ينبغي إيجاد حلّ سياسي مع حلفاء فرنسا الأكراد، لكي يتمّ دمجهم بالكامل في العملية السياسية التي تنطلق حالياً». أمَّا بيربوك فقالت إنَّ هناك حاجة إلى ضمانات أمنية موثوقة للأكراد. وتفقد الوزيران أمس سجن صيدنايا الذي شكّل رمزاً لقمع السلطات خلال فترة حكم الأسد.

من جهته، قال أسعد حسن الشيباني، وزير الخارجية السوري، إنَّه نقل خلال زيارته للسعودية رؤية الإدارة السورية الجديدة في تشكيل حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة، وتضم كافة المكونات السورية.

وميدانياً، تشهد حمص ومناطق في الساحل السوري توتراً في ظل حملة أمنية لاعتقال عناصر من النظام السابق.


مقالات ذات صلة

واشنطن تخفف «القيود» على دمشق

المشرق العربي قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر النصيب مع الأردن أمس (رويترز)

واشنطن تخفف «القيود» على دمشق

مع بدء العد التنازلي لرحيلها، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخفيف بعض القيود المالية على سوريا، تاركة مسألة رفع العقوبات لقرار تتخذه الإدارة الجديدة

هبة القدسي (واشنطن) سعيد عبد الرازق (أنقرة) «الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي رجال إنقاذ وقوات الأمن الإسرائيلية يعملون في موقع هجوم بالضفة الغربية يوم 6 يناير 2025 (أ.ف.ب)

تل أبيب تهدد بتحويل الضفة «غزة ثانية»

هدد مسؤولون إسرائيليون، أمس، بتحويل الضفة الغربية إلى «غزة ثانية»، بعد عملية نفذها مهاجمون فلسطينيون ضد مركبات إسرائيلية قرب قرية الفندق شمال الضفة، أسفرت

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي المبعوث الأميركي آموس هوكستين مجتمعاً مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ف.ب)

هوكستين يقر في بيروت بـ«صعوبة» وقف النار

أقر المبعوث الأميركي آموس هوكستين بأن تنفيذ اتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حزب الله» ليس سهلاً، معلناً أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من كامل الأراضي اللبنانية.

يوسف دياب (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

ترمب يتعهد العفو عن «مقتحمي الكابيتول»

بعد أربع سنوات بالضبط على اقتحام أنصار دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في مسعى لتغيير نتيجة الانتخابات عقب خسارته، اجتمع المشرّعون، أمس، في المبنى ذاته للمصادقة على

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا 
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»

شغلت أوكرانيا حيزاً أساسياً في خطاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم، بالإليزيه أمس، موجهاً رسائل بشأنها في اتجاهات

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل تغتال 3 فلسطينيين وتوسع عملياتها في الضفة

قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)
قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تغتال 3 فلسطينيين وتوسع عملياتها في الضفة

قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)
قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الثلاثاء، فيما كان يواصل حملة مطاردة واسعة لاعتقال منفذي الهجوم قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية، الذي وقع صباح الاثنين، وأدى إلى مقتل 3 إسرائيليين بينهم ضابط شرطة.

واغتالت قوة إسرائيلية خاصة الأسير المحرر جعفر أحمد دبابسة، بإطلاق النار عليه بشكل مباشر أمام منزله في نابلس، شمال الضفة الغربية، قبل أن تقتل طائرات إسرائيلية سليمان قطيشات وشاباً آخر في قصف استهدفهم في بلدة طوباس القريبة. ونعت «حماس» دبابسة بصفته أحد مقاتلي «كتائب القسام» التابعة لها.

وجاء التصعيد في الضفة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية؛ رداً على عملية قلقيلية.

وكان مسلحون فلسطينيون قتلوا 3 إسرائيليين في هجوم قرب قلقيلية الاثنين، قبل أن تطلق إسرائيل عملية مطاردة واسعة لهم. واقتحم الجيش قلقيلية ونابلس وجنين وطوباس ومخيمات وقرى قريبة في شمال الضفة المغلقة؛ بحثاً عن منفذي الهجوم، واشتبك مع فلسطينيين في مخيم الفارعة جنوب طوباس، وفي بلدة طلوزة قرب نابلس.

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل فلسطينياً قرب نابلس، واغتال خلية مسلحة في طوباس، فيما أصيب أحد عناصره، بجراح خطيرة، في اشتباكات اندلعت في طلوزة. وقال الجيش أيضاً إنه أطلق عملية في الأغوار بالضفة الغربية. وذكر الجيش الإسرائيلي، أنه «خلال تبادل إطلاق النار في طلوزة، أصيب جندي في الكتيبة 7037، بجروح خطيرة».

والعمليات في الضفة جزء من إعلان نتنياهو، الذي أكد عليه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي زار مكان تنفيذ العملية قرب قلقيلية، واصفاً العملية بأنها «عمل حربيّ بكل المقاصد، وسيتم الرد عليه وفقاً لذلك».

وأعلن كاتس زيادة عدد القوات في الضفة، وبدء إجراءات مضادة واسعة النطاق ضد المناطق التي خرج وسيخرج منها المسلحون. وقال: «سنتحرك بقوة ضد المنفذين ومرسليهم، ومن يرعاهم ويدعمهم».

وحوّلت إسرائيل شمال الضفة إلى منطقة معزولة ومغلقة، وهو ما ساعد المستوطنين في شن هجمات انتقامية.

واقتحم مستوطنون عدة قرى في شمال الضفة انتقاماً لعملية قلقيلية، وفق ما أكدته منظمة «يش دين» الحقوقية الإسرائيلية. وشملت البلدات الفلسطينية المستهدفة قرية الفندق التي نفذ قربها الهجوم يوم الاثنين، وبلدة حجة، وترمسعيا، وإماتين. وأظهرت لقطات من كثير من تلك البلدات سيارات أضرم المستوطنون النيران فيها. وقالت «يش دين»: «مرة أخرى، لا يفعل الجيش أي شيء لمنع عنف المستوطنين. وهذه المرة أيضاً، كانت الكتابة على الحائط، وتم توزيع إعلانات تدعو إلى أعمال شغب في القرى بين المستوطنين».

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وكانت مجموعات إسرائيلية يمينية متطرفة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات من أجل الانضمام إلى أعمال شغب بهدف «محو الفندق».

وأشعل المستوطنون النار في مركبات هناك، واعتدوا على منازل مواطنين، وأتلفوا مزروعات كما حدث في القرى الأخرى.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين «صب النار على الزيت» في الضفة الغربية. ورفضت الوزارة التصريحات التحريضية التي صدرت عن أكثر من مسؤول إسرائيلي بفرض مزيد من العقوبات الجماعية والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، وتدمير مناطق سكنية في الضفة، كما يحدث في قطاع غزة، كما أدانت اعتداءات المستعمرين، بقوة السلاح، بما في ذلك إحراق سيارات المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وانفلاتهم المستمر من أي قانون بحماية من جيش الاحتلال ووزراء متطرفين. وعدّت الوزارة تلك التصريحات والهجمات كمن يصب الزيت على النار، وتمثل تصعيداً متعمداً للصراع والعنف، وأكدت أن الحلول السياسية هي الطريق الوحيد لاستعادة الهدوء وتحقيق السلام. وطالبت الوزارة بتدخل دولي حقيقي لوقف حرب الإبادة والتهجير، واتخاذ خطوات عملية باتجاه تطبيق حل الدولتين وحماية شعبنا، والتحرك الجدي والحاسم لوقف مخططات الاحتلال في الاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي وضم الضفة الغربية.

ويتشجع المستوطنون أكثر على شن هجمات في الضفة اليوم، مدعومين من اليمين المتطرف في الحكومة، ويأملون في النهاية بضم الضفة الغربية.

وأكد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن المستوطنين الإسرائيليين يعولون على الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتحقيق «أحلامهم بضم الضفة الغربية».

وقال التقرير إن قادة المستوطنين واثقون من أن الدولة الفلسطينية لم تعد مطروحة، ويتطلعون إلى تعزيز سيطرة إسرائيل على الأراضي من خلال الضم. ويعيش في الضفة الغربية حوالي نصف مليون مستوطن وسط 3 ملايين فلسطيني.

ويدعو المستوطنون اليوم إلى حرب في الضفة. وقال رئيس المجلس الاستيطاني «ماتي بنيامين» يسرائيل غانتس: «ما يجري في الضفة الغربية ليس إرهاباً، بل هو حرب بكل ما تحويه الكلمة من معنى... يجب إعلان الضفة الغربية ساحة مركزية وليست ثانوية للحرب، والتعامل معها تماماً كما يتم التعامل مع غزة ولبنان». وأضاف: «أخشى إن لم تجعلها إسرائيل الساحة المركزية، أن يجعلها المسلحون وإيران كذلك، وهذا سيأتي بالويلات على العمق الإسرائيلي، وليس على مستوطنات الضفة الغربية... ما زلنا مشغولين بمطاردة مسلح وحيد، بدلاً من الذهاب إلى جنين وطولكرم وتحويلهما إلى جباليا ورفح».