القوات الإسرائيلية مستمرة في تدمير قرى جنوب لبنان

رئيس لجنة «المراقبة» يثني على جهود الجيش اللبناني

رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)
رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

القوات الإسرائيلية مستمرة في تدمير قرى جنوب لبنان

رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)
رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)

يستمر الجيش الإسرائيلي في سياسة التدمير وتفجير المنازل في القرى الحدودية التي لا يزال يحتلها، مما يؤخر دخول الجيش اللبناني إلى الناقورة التي كان يفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية منها، وهو ما لم يحصل حتى الآن.

وفي الوقت الذي كان رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، يقوم بجولة في بلدة الخيام التي كانت قد انسحبت منها القوات الإسرائيلية وانتشر فيها الجيش اللبناني، برفقة قائد اللواء السابع العميد الركن طوني فارس، ووفد مرافق، كان الجيش الإسرائيلي في تلك الأثناء يواصل خروقاته وتفجيره المنازل وتدميرها.

وأعلنت السفارة الأميركية في بيان أن «الجنرال جاسبر جيفرز، يرافقه ضابط من الجيش اللبناني، زارا اليوم قوات الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، وتضمنت الرحلة زيارة إلى بلدة الخيام، وهي أول منطقة حدودية تنتقل بالكامل إلى السيطرة اللبنانية منذ توقيع اتفاقية وقف الأعمال العدائية في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

ولفت البيان إلى أنه خلال الزيارة، عبّر الجنرال جيفرز عن إعجابه بـ«حرفية الجيش اللبناني وتفانيه؛ فهو يعمل على مدار الساعة لتوفير الأمن وتفكيك الذخائر غير المنفجرة لكي يتمكن المواطنون اللبنانيون من العودة بأمان إلى ديارهم».

أعضاء لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في اجتماع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في 24 ديسمبر (أ.ب)

بلدة الناقورة

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، الجمعة، بتواصل الخروقات الإسرائيلية في القرى التي تحتلها إسرائيل في الجنوب، حيث هدمت جرافاتها منازل في أحياء بلدة الناقورة وسوّتها بالأرض، الأمر الذي أخّر دخول الجيش اللبناني إلى البلدة، علماً بأن المقر العام لـ«اليونيفيل» يقع في الناقورة.

وأشارت الوكالة إلى أن «طريق البياضة - الناقورة شهد دوريات وتحركات كثيفة لقوات (اليونيفيل)، إلى جانب قوات الجيش اللبناني الذي وضع عوائق أسمنتية عند طريق الحمرا - البياضة الساحلي، في اتجاه الناقورة؛ لمنع سلوك الطريق إلى البلدة، باستثناء آليات (اليونيفيل) وموظفيها». وفي الأثناء، تستمر فرق الهندسة في الجيش اللبناني بمسح المناطق التي انسحبت منها قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة شمع، بالإضافة إلى البياضة.

كما أفادت الوكالة بأن قوة إسرائيلية مؤلفة من آليات «هامر» تقدمت من بلدة كفركلا باتجاه أطراف برج الملوك حيث وضعت أسلاكاً معدنية قطعت بها الطريق قبل أن تغادر المنطقة.

ميقاتي متحدثاً إلى الإعلام خلال جولته في بلدة الخيام مع قائد الجيش العماد جوزف عون في 23 ديسمبر (رويترز)

عملية تمشيط واسعة

وفي إطار سياسة التدمير التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي في عشرات القرى الحدودية التي يمنع عودة الأهالي إليها بحجة أنه يقوم بتدمير مواقع ومنصات عسكرية تابعة لـ«حزب الله»، أفادت «الوكالة الوطنية» بقيامه يوم الجمعة بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين بلدتَي بني حيان وطلوسة، كما نفذ عملية نسف في محيط بلدة بني حيان، وعملية أخرى كبيرة في كفركلا سُمع دويّها في أرجاء الجنوب.

وبينما عمد الجيش الإسرائيلي إلى رفع السواتر وإقفال طريق بني حيان من جهة وادي السلوقي، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن سحب الدخان ترتفع من محيط مسجد بلدة بني حيان جراء التفجير الذي قامت به القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى قيام الجيش الإسرائيلي أيضاً بإحراق منزلين في البلدة بعد تفتيشهما، وقام بعمليات تجريف في الوادي الذي يصل إلى البلدة من الجهة الغربية وصولاً إلى وادي السلوقي.

واستمر الجيش الإسرائيلي في تحذير عشرات القرى في جنوب لبنان من العودة إليها، ومنها بلدات كان قد انسحب منها وانتشر فيها الجيش اللبناني، على غرار شمع والخيام، في حين لم تغب الطائرات الاستطلاعية والمسيّرة عن التحليق فوق أجواء بيروت وضواحيها والقطاعين الغربي والأوسط في قضاءَي صور وبنت جبيل.


مقالات ذات صلة

مقتل وإصابة 8 أشخاص بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان

المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يقومون بعملية البحث عن مفقودين تحت الأنقاض في بلدة الخيام (الوكالة الوطنية للإعلام)

مقتل وإصابة 8 أشخاص بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان

قُتل 6 أشخاص، وأصيب اثنان في جنوب لبنان بقصف إسرائيلي استهدف حافلة وسيارة، في أكبر حصيلة منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)

لبنان مُصِرُّ على «الانسحاب الإسرائيلي الكامل» من أراضيه

بدأت الحركة السياسية بالقصر الرئاسي في بعبدا، الجمعة، باكراً، باجتماعات عقدها رئيس الجمهورية جوزيف عون وتلقيه اتصالات وبرقيات تهنئة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة play-circle 01:14

انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة

طلب رئيس الجمهورية، جوزيف عون، من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار مجلس الوزراء في عملية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
TT

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، في أول زيارة رسمية منذ تولي القيادة الجديدة السلطة في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأفاد مكتب رئاسة الحكومة بأن ميقاتي سيقوم بزيارة، السبت، إلى سوريا؛ تلبية لدعوة من قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع. وستكون زيارة ميقاتي الأولى لمسؤول لبناني منذ سقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد زيارة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

وكان ميقاتي قد تحادث هاتفياً مع الشرع، في 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، بُعَيد فرض السلطات السورية الجديدة قيوداً على دخول اللبنانيين سوريا، بعد حوادث وقعت بين مسلحين سوريين والجيش اللبناني عند الحدود اللبنانية السورية. وبعدما كان يُسمح للبنانيين بدخول سوريا دون تأشيرة مع جواز السفر أو بطاقة الهوية فقط، منعت الشروط الجديدة الدخول إلا لمن يملك إقامة أو إذناً خاصاً أو لمَن والدته أو زوجته من الجنسية السورية.

وكان الشرع قد أكد أن بلاده لن تمارس بعد الآن «تدخلاً سلبياً» في لبنان، وأنه سيحترم سيادة الدولة المجاورة.

وبسطت سوريا، على مدى ثلاثة عقود، سلطتها سياسياً وعسكرياً على لبنان، حيث تدخلت، خلال الحرب الأهلية التي دارت بين عاميْ 1975 و1990، ونسب إليها اغتيال عدد من الشخصيات السياسية؛ بينهم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، حيث سحبت قواتها من لبنان، بعد اغتياله عام 2005، تحت ضغط دولي.

زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع خلال اجتماع في دمشق (إ.ب.أ)

ومن المتوقع أن تفتح زيارة ميقاتي لسوريا مساراً جديداً من العلاقات بين البلدين، وتصحيحاً أو تعديلاً للاتفاقات بينهما، حيث يوجد 42 اتفاقية موقَّعة بين لبنان وسوريا، معظمها، بعد عام 1990، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ، وإن ما نفذ كان لصالح الدولة السورية. وأبرز هذه الاتفاقيات «معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق»، و«اتفاقية الدفاع والأمن»، و«اتفاق التعاون والتنسيق الاقتصادي والاجتماعي»، و«اتفاق نقل الأشخاص المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية».