«تكنوقراط» لقيادة الانتقال في سوريا

مفاوضات «قسد» مع السلطة الجديدة تناولت الجوانب العسكرية فقط... ووصول مساعدات سعودية إلى دمشق

«تكنوقراط» لقيادة الانتقال في سوريا
TT

«تكنوقراط» لقيادة الانتقال في سوريا

«تكنوقراط» لقيادة الانتقال في سوريا

قال منسق المؤتمر الوطني في سوريا، مؤيد غزلان قبلاوي، إن المرحلة المقبلة في البلاد ستقودها حكومة تكنوقراط، تنبثق عن مؤتمر الحوار الذي يجري الإعداد له حالياً.

وشدد قبلاوي، لـ«الشرق الأوسط»، على أن الشخصيات ستدعى وفقاً لتاريخها النضالي ومواكبتها للقضية السورية، لافتاً إلى أهمية فئات الشباب والمرأة والمنشقين عن النظام السابق والمعتقلين السابقين، وبقية مكونات الشعب السوري. ورأى أن «المجتمع السياسي السوري يتشكل الآن». واستبعد دعوة أجسام سياسية تشكلت في الخارج، عادّاً أن في ذلك «ظلماً للداخل السوري» الذي لم يحظَ بالفرصة نفسها.

في غضون ذلك، قال مسؤول في «مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)»، الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، إن الاجتماعات التي عقدتها قيادة «قسد» مع الإدارة الجديدة في دمشق كانت إيجابية. وأوضح بسام إسحاق، رئيس ممثلية «مسد» في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماعات «تناولت الأمور العسكرية فقط».

في سياق متصل، وصلت أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية إلى دمشق، أمس، حاملة مواد غذائية وإيوائية وطبية، فيما يُرتقب أن يصل جسر آخر بري خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، لـ«الشرق الأوسط» إن استمرار الجسر الإغاثي ليس له سقف محدد حتى يستقر الوضع الإنساني في سوريا، مبيناً أن الوقود الذي سيتم إرساله «مخصص للمخابز».

 


مقالات ذات صلة

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة السلام التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث نسبة للحزب الحاكم في القنيطرة بسوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)

سكان القنيطرة السورية محبطون بسبب عدم اتخاذ إجراءات لوقف التقدم الإسرائيلي

يشعر سكان القنيطرة السورية بالإحباط بسبب عدم اتخاذ إجراءات لوقف التقدم العسكري الإسرائيلي الذي بدأ في ديسمبر الماضي، معربين عن تمسّكهم بانتمائهم السوري.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص السفير السوري في الرياض يصطحب الوزير الشيباني والوفد الموافق في جولة دخل مبنى السفارة (سانا)

خاص السفير السوري في الرياض: تضاعف الطلب على العودة بعد سقوط نظام الأسد

كشف د. محمد سوسان سفير سوريا لدى السعودية عن تضاعف أعداد السوريين بالمملكة الراغبين في الحصول على تذاكر مرور للعودة إلى بلادهم

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الولايات المتحدة​ سيارة تابعة للأمم المتحدة في مدينة البعث السورية (أ.ف.ب) play-circle 01:59

إدارة بايدن لتخفيف بعض القيود على سوريا

تخطط إدارة بايدن مع العد التنازلي لرحيلها، للإعلان عن تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، بينما تبقي لإدارة ترمب القرار حيال بقية العقوبات.

هبة القدسي (واشنطن)
الخليج الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي خلال اللقاء مع أسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية (وام)

الإمارات تجدد تأكيد أهمية الأمن والاستقرار للشعب السوري لتحقيق التنمية

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وأسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )

سكان القنيطرة السورية محبطون بسبب عدم اتخاذ إجراءات لوقف التقدم الإسرائيلي

سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة السلام التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث نسبة للحزب الحاكم في القنيطرة بسوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)
سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة السلام التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث نسبة للحزب الحاكم في القنيطرة بسوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)
TT

سكان القنيطرة السورية محبطون بسبب عدم اتخاذ إجراءات لوقف التقدم الإسرائيلي

سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة السلام التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث نسبة للحزب الحاكم في القنيطرة بسوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)
سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة السلام التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث نسبة للحزب الحاكم في القنيطرة بسوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)

أُغلق طريق رئيسي في عاصمة محافظة القنيطرة في جنوب سوريا بأكوام من التراب وأشجار النخيل المتساقطة وعمود معدني، يبدو أنه كان في السابق إشارة مرور، بينما يمكنك رؤية دبابة إسرائيلية وهي تتجول في منتصف الشارع على الجانب الآخر من الحواجز.

ودخلت القوات الإسرائيلية المنطقة -التي تقع في منطقة عازلة تحرسها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان التي تم إنشاؤها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل- بعد وقت قصير من سقوط الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي في الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً في البلاد. كما توغل الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية خارج المنطقة العازلة، مما أثار احتجاجات السكان المحليين.

مدرعات عسكرية إسرائيلية تغلق الطريق المؤدي إلى مدينة القنيطرة السورية، 5 يناير 2025 (أ.ب)

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية هدمت منازل ومنعت المزارعين من الذهاب إلى حقولهم في بعض المناطق. وفي مناسبتين على الأقل، ورد أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المتظاهرين الذين اقتربوا منها. وقال سكان القنيطرة -وهي منطقة ريفية تتألّف من قرى صغيرة وبساتين زيتون- إنهم يشعرون بالإحباط، سواء بسبب التقدم الإسرائيلي أو بسبب الافتقار إلى التحرك من جانب السلطات السورية الجديدة والمجتمع الدولي، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت سيدة تُدعى ريناتا، إن القوات الإسرائيلية داهمت مباني الحكومة المحلية، ولكنها لم تدخل الأحياء السكنية حتى الآن. ويقع منزل ريناتا داخل المنطقة المحاصرة حديثاً في العاصمة الإقليمية التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث، على اسم الحزب الحاكم السابق للأسد، التي سُمّيت الآن «مدينة السلام». وأضافت أنها تخشى أن تتقدم القوات الإسرائيلية إلى أبعد من ذلك.

رجل يجمع الخشب من شجرة أزالها الجيش الإسرائيلي خلال توغل في قريته الرفيد على مشارف القنيطرة في سوريا، 5 يناير 2025 (أ.ب)

ولا تزال إسرائيل تسيطر على مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا خلال حرب عام 1967، وأعلنت ضمها لاحقاً من طرف واحد. ويعدّها المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، منطقة محتلة.

وقالت ريناتا إنها تدرك أن سوريا التي تحاول الآن بناء مؤسساتها الوطنية وجيشها من الصفر، ليست في وضع يسمح لها بمواجهة إسرائيل عسكرياً. وتساءلت: «لكن لماذا لا يخرج أحد في الدولة السورية الجديدة ويتحدث عن الانتهاكات التي تحدث في محافظة القنيطرة وضد حقوق شعبها؟».

واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 بدخول المنطقة العازلة. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قوات بلاده ستبقى «حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل». وكان نتنياهو يتحدث من قمة جبل الشيخ المغطاة بالثلوج، وهو أعلى جبل في سوريا، والمعروف عند الإسرائيليين بجبل حرمون، الذي استولت عليه القوات الإسرائيلية الآن.

صبي عائد إلى منزله بينما تغلق مدرعات الجيش الإسرائيلي طريقاً يؤدي إلى مدينة القنيطرة في سوريا، 5 يناير 2025 (أ.ب)

قال مسؤول إسرائيلي -تحدّث شرط عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخوّل بالتعليق- إن الجيش سيبقى في المنطقة التي استولى عليها حتى يقتنع بأن السلطات السورية الجديدة لا تشكل خطراً على إسرائيل.

وقد تقدّمت الحكومة السورية الجديدة بشكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية والتقدم داخل الأراضي السورية. وتبدو الأولوية لحكام سوريا الجدد محاولة تعزيز السيطرة على البلاد، وتحويل خليط من الفصائل المعارضة السابقة إلى جيش وطني جديد، والدفع نحو رفع العقوبات الغربية.

كما قال الزعيم الفعلي الجديد للبلاد، أحمد الشرع إن سوريا لا تسعى إلى صراع عسكري مع إسرائيل، ولن تشكل تهديداً لجيرانها أو للغرب. في غضون ذلك، تُرِك سكان القنيطرة إلى حد كبير ليدافعوا عن أنفسهم.

عمر محمود إسماعيل، مسؤول محلي، يجلس على أنقاض منزل هدمه الجيش الإسرائيلي في قرية الرفيد على مشارف القنيطرة، سوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)

«أنت لست صديقي»

في قرية الرفيد داخل المنطقة العازلة، قال السكان المحليون إن الجيش الإسرائيلي هدم منزلين مدنيين وبستان أشجار بالإضافة إلى موقع سابق للجيش السوري. وقال رئيس البلدية عمر محمود إسماعيل إنه عندما دخلت القوات الإسرائيلية القرية استقبله ضابط إسرائيلي وقال له: «أنا صديقك». وقال إسماعيل: «قلت له: أنت لست صديقي، وإذا كنت كذلك فلن تدخل بهذه الطريقة».

وواجه السكان المحليون الذين نظموا احتجاجاً نيراناً إسرائيلية في الدوايا، وهي قرية خارج المنطقة العازلة، كان عبد الرحمن خالد العقة البالغ من العمر 18 عاماً مستلقياً في منزل عائلته يوم الأحد، ولا يزال يتعافى بعد إصابته برصاصة في ساقيه. وقال العقة إنه انضم إلى نحو 100 شخص من المنطقة في 25 ديسمبر (كانون الأول) احتجاجاً على التوغل الإسرائيلي، مرددين هتافات «سوريا حرة... إسرائيل اخرجي!».

وقال: «لم يكن معنا أي أسلحة، كنا هناك فقط بالملابس التي نرتديها»، وأضاف: «لكن عندما اقتربنا منهم، بدأوا إطلاق النار علينا».

وفقاً لسكان وتقارير إعلامية، أُصيب ستة متظاهرين. كما أُصيب رجل آخر في 20 ديسمبر في حادث مماثل بقرية المعرية. وقال الجيش الإسرائيلي، في ذلك الوقت، إنه أطلق النار؛ لأن الرجل كان يقترب بسرعة ويتجاهل دعوات التوقف.

عادل صبحي العلي، وهو مسؤول محلي، أصيب ابنه البالغ من العمر 21 عاماً برصاصة في البطن أثناء احتجاج على التوغل العسكري الإسرائيلي في قريته سويسة على مشارف القنيطرة في سوريا، 5 يناير 2025 (أ.ب)

«يحتلون أرضنا»

كان عادل صبحي العلي، وهو مسؤول ديني سني محلي، يجلس مع ابنه البالغ من العمر 21 عاماً، معتصم، الذي كان يتعافى بعد إصابته برصاصة بالمعدة في احتجاج 25 ديسمبر. فقد تم نقل ابنه أولاً إلى مستشفى محلي لم تكن لديه القدرة على علاجه، ثم إلى دمشق حيث خضع لعملية جراحية.

عندما رأى العلي الدبابات الإسرائيلية تتقدم، قال: «شعرنا أنهم يحتلون أرضنا. لذلك كان علينا الدفاع عنها، على الرغم من أننا لم نكن نملك أسلحة... من المستحيل أن يستقرّوا هنا».

جندي إسرائيلي يسير بالقرب من معبر القنيطرة التابع للأمم المتحدة، 5 يناير 2025 (أ.ب)

وقال إنه منذ يوم الاحتجاج، لم يعد الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة. ودعا العلي المجتمع الدولي إلى «الضغط على إسرائيل للعودة إلى ما تم الاتفاق عليه مع النظام السابق»، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، وإعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا. لكنه أقر بأن بلاده ليس لديها نفوذ يُذكر.

وقال العلي، مردداً صدى زعماء سوريا الجدد: «نحن نبدأ من الصفر، نحن بحاجة إلى بناء دولة». وتابع: «نحن بصفتنا دولة لسنا مستعدين الآن لفتح حروب مع دولة أخرى».