إسرائيل لـ«يونيفيل» في جنوب لبنان: لا يمكن ضمان سلامتكم

جيشها واصل توغله في القرى الحدودية

آلية لقوات «يونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية لقوات «يونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل لـ«يونيفيل» في جنوب لبنان: لا يمكن ضمان سلامتكم

آلية لقوات «يونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية لقوات «يونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

حذّر الجيش الإسرائيلي القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) من أنه لا يمكن ضمان سلامتها في بلدة الطيبة الحدودية، حيث يعمد إلى إحراق المنازل داخلها وتفتيشها، في وقت تستمر فيه الخروقات منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ«يونيفيل» كانديس أرديل، في تصريح إلى «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية (الأحد)، إن «القوات الإسرائيلية أبلغت قوات (يونيفيل) بأن سلامة قوات حفظ السلام لا يمكن ضمانها في محيط منطقة الطيبة، وعلى الدوريات تجنّب هذه المنطقة».

وأكدت أرديل أن «سلامة جنود قوات حفظ السلام تُشكِّل أولوية قصوى، ولن نقوم بأي شيء يعرِّضهم لأي خطر غير ضروري»، مذكرة «القوات الإسرائيلية بالتزاماتها، بموجب القرار 1701، بضمان سلامة جنود قوات حفظ السلام، وضمان حرية حركتهم في جميع أنحاء منطقة عمليات (يونيفيل) في جنوب لبنان».

وصباح الأحد، عمد الجيش الإسرائيلي إلى قطع الطريق بين الطيبة ودير سريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، ثم تمركز في المكان، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».

وكانت «الوطنية» أفادت السبت، بأن «العدو الإسرائيلي يقوم بتفتيش المنازل في بلدة الطيبة، حارة مشروع الطيبة، وإضرام النار فيها». وسُجِّلت حركة نزوح من بلدة القنطرة في جنوب لبنان بعد توغل إسرائيلي واقتحام وحرق بيوت. ولفتت الوكالة إلى أن التوغل الإسرائيلي في محيط القنطرة تزامن مع تمشيط كثيف لأحياء في الطيبة والقنطرة وعدشيت القصير ودير سريان.

تمدد التوغل

ويضع العميد المتقاعد، الخبير العسكري حسن جوني، الإنذار الإسرائيلي لقوات «يونيفيل» في خانة الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة التي تسعى إلى تمدد توغلها في جنوب لبنان. ويقول جوني لـ«الشرق الأوسط» إن «وصول الجيش الإسرائيلي إلى بلدة الطيبة اليوم، بعد وقف إطلاق النار، أتى بعد هجومين فاشلين له خلال الحرب لاقتحام البلدة واحتلالها، الأول كان عبر العديسة ورب ثلاثين باتجاه الطيبة، والثاني من محور العديسة كفركلا الطيبة». ويرى أن «الجيش الإسرائيلي يستغل اليوم انكفاء عناصر (حزب الله) من المنطقة؛ نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار».

ويلفت جوني إلى أن «الإنذار إلى قوات (يونيفيل) يأتي في سياق الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة للتحرك في جنوب لبنان، التي تقوم على التمدد والتوسع في محيط المناطق التي يوجد فيها وتخومها، ومتابعة ما يقول إنها عمليات التنظيف من البنى التحتية التابعة للحزب وتدميرها، محاولاً كذلك توسيع المنطقة العازلة، وهو يحاول القول لليونيفيل (إن وجودكم لا يمنعنا من التمدد)، وبالتالي هذا تهديد وإنذار لأن تحركات قوات الأمم المتحدة ربما تسهم في كبح التقدم الإسرائيلي، فأتى تحذيره لها بأن جنودها قد يكونون معرضين للخطر، هذا مع ما يترافق من التلويح بأن وجوده في الجنوب سيطول ولن ينسحب بعد مرور الستين يوماً على الاتفاق».

عسكري في الجيش اللبناني في بلدة الخيام المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها (رويترز)

وتحدَّث النائب علي خريس، عضو كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، عن هذه الخروقات الإسرائيلية المستمرة، قائلاً: «إن المرحلة اليوم من أخطر المراحل، ليس على صعيد لبنان بل على صعيد المنطقة، حيث يواصل العدو اعتداءاته على قرانا، ونحن التزمنا بالقرار الدولي 1701، لكن إسرائيل لم تلتزم وتواصل خرقها وتوغلها لكثير من القرى، وتقوم بنسف المنازل، وقد وصلت إلى وادي الحجير وغيرها، كما في الناقورة في القطاع الغربي».

وسأل في احتفال تأبيني: «نحن التزمنا لكن العدو يقوم بالهدم والدمار، أين الدول الراعية لهذا الاتفاق؟ أين أميركا وفرنسا مما يحدث على أرض الواقع؟ وبعد انقضاء الشهرين هل ستنسحب إسرائيل أم ستبقى محتلة؟ وهل سنبقى مكتوفي الأيدي حيال ذلك؟ إذا بقي العدو الإسرائيلي في أجزاء من أرضنا فمن الطبيعي أن تتحرك المقاومة وندافع عن أرضنا، فمهمتنا الدفاع عن الجنوب عند أي اعتداء لأن العدو لا يرتدع إلا من خلال المقاومة».


مقالات ذات صلة

فيصل بن فرحان وهوكستين يناقشان تطورات لبنان

الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

فيصل بن فرحان وهوكستين يناقشان تطورات لبنان

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي نقطة جمارك المصنع اللبنانية على الحدود مع سوريا (أ.ف.ب)

لبنان يتجه إلى تغيير شروط دخول السوريين

تُبذَل جهود بين لبنان وسوريا لحل تداعيات الإشكالات التي وقعت يومي الخميس والجمعة عند الحدود بين البلدين.

حسين درويش (بعلبك (شرق لبنان))
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (يمين) يصافح المبعوث الأميركي آموس هوكستين في بيروت (رويترز)

هوكستين يدقق في تلويح إسرائيل بتمديدها الهدنة للبقاء بجنوب لبنان

يترقب لبنان الرسمي ما سيؤول إليه الاجتماع الذي تعقده الهيئة الدولية المشرفة على تثبيت وقف النار في الساعات المقبلة.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا متحدثاً إلى الإعلام من موقع اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (إ.ب.أ)

تهديدات متبادلة بين إسرائيل و«حزب الله» بالرد على خروقات وقف إطلاق النار

يتبادل «حزب الله» وإسرائيل الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، الحزب بعدم الالتزام بالشروط.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)

«حزب الله»: لا فيتو رئاسياً إلا على جعجع

مع بدء العد العكسي لموعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بدأت مواقف الأفرقاء تتضح تدريجياً، وأعلن «حزب الله» أنه لا فيتو منه على قائد الجيش العماد جوزف عون.

كارولين عاكوم (بيروت)

بلينكن «واثق» من التوصل إلى وقف إطلاق نار قريباً في غزة

نقل طفل فلسطيني مصاب إلى مستشفى الأقصى في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في دير البلح (إ.ب.أ)
نقل طفل فلسطيني مصاب إلى مستشفى الأقصى في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في دير البلح (إ.ب.أ)
TT

بلينكن «واثق» من التوصل إلى وقف إطلاق نار قريباً في غزة

نقل طفل فلسطيني مصاب إلى مستشفى الأقصى في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في دير البلح (إ.ب.أ)
نقل طفل فلسطيني مصاب إلى مستشفى الأقصى في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في دير البلح (إ.ب.أ)

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين عن «ثقته» في التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، سواء خلال ولاية الرئيس جو بايدن أو بعد أن يخلفه دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في سيول: «إن لم نعبر (بالاتفاق) خط النهاية خلال الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سيتم إنجاز الأمر في نهاية المطاف... وحين يتم، سيكون على أساس الخطة التي طرحها الرئيس بايدن»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

الدخان يتصاعد في قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية الأحد (رويترز)

وبينما تحدث الإعلام الإسرائيلي، أمس، عن توجه رئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، إلى الدوحة لحضور الاجتماعات، برزت توقعات بأن ينضم أيضاً المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، من أجل دفع مساعي تأمين الصفقة قبل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.

وقال بلينكن إن «حماس»، «تتعاون بشكل مكثف» من أجل التوصل إلى اتفاق، غير أن الأمر لم يتم بعد. وقال «نريد من حماس أن تتخذ القرارات الأخيرة الضرورية لإنجاز الاتفاق وأن تغير الوضع بصورة جوهرية بالنسبة للرهائن، أن تطلق سراحهم، ولسكان غزة، أن تدخل لهم المساعدات، وللمنطقة ككل، أن توجد فرصة للمضي قدما عمليا باتجاه شيء أفضل».

فتاتان فلسطينيتان تسيران في موقع غارة إسرائيلية على منزل في مدينة غزة الأحد (رويترز)

ونقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن مسؤول في «حماس» قوله إن الحركة وافقت على قائمة بـ34 رهينة قدمتها إسرائيل لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل لوقف النار.

وقام بلينكن بـ12 زيارة إلى الشرق الأوسط منذ هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والذي أطلق شرارة الحرب المدمرة في قطاع غزة.

فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المباني المدمَّرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن «مصدر رفيع في إحدى الدول الوسيطة» (لم تسمّه)، قوله إن «إسرائيل تحاول إتمام صفقة جزئية تشمل عدداً محدوداً من الرهائن مقابل عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين، وتتضمن وقف إطلاق نار لأسابيع قليلة».