غسان سلامة لـ «الشرق الأوسط»: العالم مُقبِل على حروب أوسع

غسان سلامة
غسان سلامة
TT

غسان سلامة لـ «الشرق الأوسط»: العالم مُقبِل على حروب أوسع

غسان سلامة
غسان سلامة

مع انقضاء الربع الأول من الألفية الثالثة، يرجّح غسان سلامة، الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، «حروباً أوسع» في مناطق من العالم، وأن تلجأ «دول قادرة» إلى إنتاج سلاح نووي.

وقال سلامة، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، إن «العالم بدأ يسجل عودة ارتفاع الميزانيات العسكرية تدريجياً، وإن الدول النووية راحت توسِّع ترسانتها؛ سواء أكانت روسيا أو الولايات المتحدة أو فرنسا».

وقال إن الحرب في أوكرانيا ودعوات وزراء إسرائيليين لضرب غزة نووياً «يمكن أن تنتقل إلى مناطق أخرى في العالم، وهو أمر بالغ الخطورة».

ومع ما يجري في سوريا الآن، أوضح سلامة أن «4 عناصر لعدم الاستقرار» تجتمع في هذا البلد، وهي «التصحُّر، وفقدان المياه، بالتوازي مع الانفجار السكاني والترييف».

ولا يستبعد سلامة جائحة وبائية جديدة؛ ما يستدعي من وجهة نظره «ردم الهوة بين القارات والبلدان في قدرات الرعاية الاجتماعية».


مقالات ذات صلة

هاجس إنهاء «المقاومة» يسكن «حزب الله»

المشرق العربي الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)

هاجس إنهاء «المقاومة» يسكن «حزب الله»

استخدم أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم 7 مرات في خطابه الأخير مصطلحي «استمرارية المقاومة» و«المقاومة مستمرة»، حيث أقر أيضاً بخسارة طريق إمداده عبر سوريا

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي اكتظاظ العائدين إلى الضاحية (إ.ب.أ)

اللبنانيون يقعون فريسة «طمع التجار» لإصلاح ما دمَّرته الحرب مع إسرائيل

يعاني العائدون إلى منازلهم المتضررة نتيجة الحرب، من ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في إعادة ترميم منازلهم، لا سيّما الزجاج والألمنيوم

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي مواطنون يسيرون بالقرب من مسجد مدمر في قرية خيام اللبنانية (رويترز)

غارة جوية إسرائيلية على شرق لبنان

استهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر اليوم (الأربعاء)، منطقة بعلبك شرق لبنان، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترئساً اجتماع اللجنة الخماسية في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)

لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن و«المراقبة الدولية» لوقف الخروق الإسرائيلية

لجأ لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، وإلى لجنة مراقبة وقف النار الدولية في محاولة للضغط على إسرائيل لوقف خروجاتها المتكررة لوقف إطلاق النار.

لينا صالح (بيروت)
المشرق العربي عناصر في الجيش اللبناني أمام مبنى مدمر في بلدة الخيام في جنوب لبنان (رويترز) play-circle 02:51

تململ داخل بيئة «حزب الله» نتيجة البطء في دفع التعويضات والمحسوبية

رغم التطمينات التي يحاول «حزب الله» بثّها في أوساط جمهوره فإن التململ من التباطؤ في دفع التعويضات والمحسوبيات بدأ يتوسّع تدريجياً في بيئته.

كارولين عاكوم (بيروت)

هاجس إنهاء «المقاومة» يسكن «حزب الله»

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
TT

هاجس إنهاء «المقاومة» يسكن «حزب الله»

الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)
الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم (أ.ف.ب)

استخدم أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم 7 مرات في خطابه الأخير مصطلحي «استمرارية المقاومة» و«المقاومة مستمرة». خطاب أقر فيه بخسارة طريق إمداده البري الوحيد عبر سوريا، وبمحدودية إمكانات الحزب، بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل عليه، فبدا واضحاً أن الهدف الوحيد من الإطلالة التأكيد على مواصلة دوره العسكري، خاصة مع ارتفاع الأصوات في الداخل والخارج الداعية لنزع سلاح الحزب بعد انتهاء دوره جنوبي الليطاني، كما نص اتفاق وقف النار الذي وافق عليه.

وحصر قاسم ما حققه الحزب في الحرب الأخيرة بأنه «منع العدو من القضاء على ‫المقاومة وسحقها»، ليتبين من كل ذلك أن هاجس إنهاء «المقاومة» بات يسكن «حزب الله».

تشييع قتلى لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

حوار ونقاش

وكان لافتاً في خطابات وتصريحات قاسم كما مسؤولين آخرين في الحزب، الحديث عن أن المواضيع الإشكالية الداخلية؛ كمصير سلاح الحزب هي مواضيع لـ«الحوار والنقاش الداخلي»، علماً بأن قيادته طوال السنوات الماضية كانت ترفض رفضاً قاطعاً مجرد الحديث عن الموضوع، بعدما كان نفوذ «حزب الله» الداخلي والإقليمي بأوْجِه.

والأرجح أنه ولاستيعاب التطورات الكبرى التي أدت لتحجيم هذا النفوذ والدور لحدوده الدنيا، يعتمد الحزب راهناً خطاباً أكثر مرونة؛ إما ليمهد لجمهوره التحولات المقبلة في دوره، وإما بإطار سعيه لكسب الوقت بانتظار تطورات إقليمية ودولية أخرى تعيد تعويمه.

أشكال جديدة من المقاومة؟

ويشير الكاتب السياسي الدكتور قاسم قصير إلى أنه «صحيح أن الحزب يؤكد استمرار المقاومة في مواجهة الاحتلال، لكن في آخر خطابين للشيخ نعيم قاسم أكد أن المقاومة لها أشكال متعددة وفقاً للظروف والمعطيات الواقعية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى وجوب التوقف عند حديث الشيخ قاسم عن «الاستعداد للحوار الوطني لبحث كل المواضيع».

«حزب الله» جديد؟

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور هلال خشان، أن «موضوع المقاومة والجهاد بالنسبة لـ(حزب الله) متشعب، بحيث إن هناك إلى جانب الجهاد العسكري، جهاد النفس الذي يقول بضبط النفس والاستمرار على نهج المقاومة عقائدياً، باعتبار أن (حزب الله)، بصفته منظمة عسكرية، انتهى بعد انقطاع طريق إمداده عن طريق سوريا، ما يعني أن سبل تزويده بالسلاح انعدمت نهائياً».

وينبه خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من أن «لدى الحزب سلاحاً كافياً لافتعال مشاكل في الداخل اللبناني، والضغط على الحكومة؛ لأنه يدرك أنه ومن دون قدرة على المقاومة عسكرياً، فهو ينتهي سياسياً، وسيتحول لحزب صغير تحت سلطة وقيادة حركة (أمل)». ويضيف: «(حزب الله) الذي نعرفه انتهى، وسيحتاج وقتاً ليُدرك هذا الواقع ويتعايش معه».

للتمييز بين القيادة والجمهور

ويرى كُثر أن قيادات «حزب الله» الجديدة بدأت تستخدم خطاباً يُمهد لبيئتها أن هناك وضعية جديدة يفترض أن يعتادوا عليها؛ إذ لا يمكنها الخروج للحديث المباشر عن هزيمة كاملة.

وترى الدكتورة بريجيت خير، الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة، أنه «يجب التمييز بين وضع قيادات (حزب الله) وجمهوره، فالقيادة تعي ما يحصل، وأنها أخطأت بالحسابات، وأن إيران تخلت عنها وانهار المحور الذي تنتمي إليه، وأنها عندما وافقت القيادات على اتفاق وقف النار كانت تدرك أنه لا خيار آخر أمامها، أما الجمهور فتحاول القيادة امتصاص غضبه بعدما هُجّر ودمرت منازله وقراه وبلداته، لذلك نراها تصوب مجدداً باتجاه خصوم الداخل».

وتوضح خير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «5 مراحل للحزن، بحيث يبدأ بالإنكار، ثم الغضب، فالمساومة، والاكتئاب والتقبّل»، لافتة إلى أن جمهور «حزب الله» «لا يزال في مرحلة ما بين الغضب والمساومة على أمل أن نصل سريعاً لمرحلة التقبل؛ لأنه إذا طالت المكابرة فإسرائيل ستعود لتستكمل ما بدأته».

لا تكرار لسيناريو 2006

ولا يزال الخلاف قائماً في الداخل اللبناني حول قراءة اتفاق وقف النار، وما إذا كانت مضامينه تلحظ جنوبي الليطاني حصراً أم كل الأراضي اللبنانية.

ويرى العميد المتقاعد جورج نادر أن «(حزب الله) هو الذي وافق على اتفاق وقف النار الذي ينص على سحب السلاح، وتفكيك كل البنى العسكرية غير التابعة للدولة اللبنانية جنوبي وشمالي نهر الليطاني، لكنه يصر على المكابرة فيشدد على أن الاتفاق يسري جنوب الليطاني حصراً، وعلى أن المقاومة مستمرة، علماً بأنه لم يعد لديه مقاتلون صف أول، الذخيرة كلها دمرت، ووافق على اتفاقية استسلام، وسقط حليفه بشار الأسد، وتم قطع طريقه من وإلى طهران».

ويشير نادر إلى أن «تسليم السلاح إما يحصل طوعاً، كما ورد في الاتفاق الذي وافق هو عليه، وإما أن إسرائيل ستعود لتدمير ما تبقى منه، أما سيناريو 2006 الذي يقول بغض النظر وإعادة بناء قدراته العسكرية، فلن يتكرر».