ألمانيا تحذِّر من حرب بين تركيا والأكراد في سورياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094372-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%91%D9%90%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
بائع يبيع البالونات في سوق بمدينة منبج شمال سوريا (أ.ف.ب)
برلين :«الشرق الأوسط»
TT
برلين :«الشرق الأوسط»
TT
ألمانيا تحذِّر من حرب بين تركيا والأكراد في سوريا
بائع يبيع البالونات في سوق بمدينة منبج شمال سوريا (أ.ف.ب)
حذَّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من نشوب حرب بين تركيا والأكراد في سوريا.
وقالت بيربوك في تصريحات لمحطة «دويتشلاند فونك» الألمانية، اليوم (الاثنين): «هذا بالضبط ما لا ينبغي أن يحدث»، مضيفة أنه لن يكون من المفيد لأحد أن يكون الطرف الثالث الضاحك في الصراع مع الأكراد هو إرهابيو تنظيم «داعش»، مضيفة أن هذا من شأنه أن يشكل تهديداً أمنياً لسوريا وتركيا وأوروبا.
ووفقاً لمصادر كردية، تستعد تركيا والميليشيات المتحالفة معها لهجوم على مدينة كوباني الحدودية شمالي سوريا. ويدور قتال عنيف حول المدينة وفي مناطق شمال سوريا منذ فترة. وفي الماضي، نفَّذت تركيا مراراً عمليات عسكرية ضد «وحدات حماية الشعب الكردية» في شمال سوريا، واحتلَّت مناطق حدودية هناك بدعم من متمردين، وتبرر تصرفاتها بالحرب على «الإرهاب».
وفي المقابل، تعد الميليشيات الكردية شريكاً مهماً للولايات المتحدة في الحرب ضد ميليشيات تنظيم «داعش» في سوريا. وأشارت بيربوك إلى أن الأكراد على وجه الخصوص هم الذين دحروا «داعش».
وأضافت بيربوك أن تركيا «بالطبع» لديها مصالح أمنية مشروعة، موضحة أنها -مثل أي بلد آخر- تريد أن تكون خالية من الإرهاب، مضيفة في المقابل أنه لا ينبغي استغلال ذلك في «طرد الأكراد مرة أخرى، واندلاع العنف مرة أخرى».
وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين «قسد» وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا بعد هجومين متزامنين نفذتهما الفصائل على محوري سد تشرين وجسر قره قوزاق
مقابل الحشد التركي ضد المسلحين الأكراد يعول «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية على وساطة أميركية - فرنسية لنزع فتيل الحرب مع أنقرة.
أعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا أن لقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين مدى الحياة عبد الله أوجلان ستنطلق هذا الأسبوع.
قُتل 5 مدنيين في ضربات نفّذتها «مسيّرات تركية» بشمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، غداة مقتل صحافيين كرديين في ظروف مماثلة.
قُتل صحافيان كرديان تركيان في ضربات شنتها «مسيرة تركية» قرب مدينة كوباني في شمال سوريا حيث كانا يغطيان المعارك الدائرة بين مقاتلين أكراد وفصائل موالية لتركيا.
حراك أهلي يعيد «إقلاع» الحياة الفكرية في العاصمة السوريةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094458-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A5%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
حراك أهلي يعيد «إقلاع» الحياة الفكرية في العاصمة السورية
المؤتمر الصحافي لمؤسسة مدنية في «بيت فارحي» بدمشق القديمة (الشرق الأوسط)
أوحت استضافة «النادي العربي» بدمشق جلسةَ نقاش محتدمةً طُرح فيها البيان التأسيسي لمبادرة «بداية» المعنية بتفعيل حوارات المجتمع المدني من أجل بناء سوريا الجديدة، بأنها ضغط على زر «إعادة الإقلاع» لعودة حيوية النقاشات الثقافية والسياسية في العاصمة السورية. فقد شهد المكان ولادة سوريا في العهد الفيصلي (1918 ـ 1920)، والآن نحن أمام ولادة جديدة أخرى.
وما بين إعلان ولادة سوريا المعاصرة عام 1918 بعد الاستقلال عن الدولة العثمانية، وولادة سوريا الجديدة بعد سقوط حكم «البعث» وعائلة الأسد، 106 سنوات، كان المجتمع السوري في نصفها الثاني «مغيباً عن الشأن السياسي العام» تماماً، ليعود اليوم إلى استئناف نشاطه الأولي، ويعود «النادي العربي» ليحضن نقاش بناء الدولة الجديدة. ومعه عاد السوريون والسوريات إلى صعود درجات المبنى الرخامية التي قعرتها على مدى قرن أقدام الأجداد والآباء، نحو قاعة في الطابق الثالث، عُلقت على بابها يافطة «النادي العربي» بخط بدوي الديراني، لينفضوا غبار سنوات تعطيل الفعل العام.
مبادرة «بداية» أطلقها مجموعة نشطاء مدنيين من مشارب متنوعة؛ محامون ومثقفون وفنانون وكتاب ومهندسون، بينهم المحامي حسين عيسى الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «للمكان رمزيته المهمة لدى السوريين، هذا المكان شهد ولادة سوريا كدولة والآن نحن أمام ولادة جديدة».
كان الشيخ عبد القادر مزغر المقدسي، وعدد من الشخصيات الوطنية العربية والسورية، قد أسسوا «النادي العربي» في العهد الفيصلي (1918 - 1920)، لجذب الشباب العربي نحو فكرة الوحدة بين الشام والعراق والحجاز، عبر فروع له في الدول العربية، إلا أنه داخلياً انحصر في دمشق وحمص وحلب.
في البداية اقتصرت عضوية النادي على المثقفين، إلا أن انضواء معظمهم تحت أحزاب سياسية حوله إلى منتدى سياسي عام، رغم وضع النادي يافطةً على مدخله، يحظر فيها بحث الأمور السياسية أو عقد الاجتماعات السياسية، لأن أهداف النادي اجتماعية علمية. واستمر في نشاطه الريادي حتى استيلاء «البعث» على السلطة في سوريا عام 1963، وتحول المقر إلى مكان شبه مهجور.
ورغم تنبيه القائمين على النادي، اليوم، لتجنب مقاربة السياسة والدين، فإن السياسة والنقاشات حول سوريا الجديدة كانت سبباً لعودة الحياة إلى النادي، كما هو الحال في كافة الأماكن الدمشقية التاريخية والحديثة، من مقاهٍ وبيوت قديمة، والمقرات السابقة لـ«حزب البعث» التي تحوّلت بدورها من صالات لتعبئة الرأي العام بمبادئ الحزب، والالتفاف حول القائد «الخالد» و«المؤسس» و«سيد الوطن»، إلى صالات تكتظ بمئات السوريين من مشارب مختلفة. في هذه الفضاءات يُناقش «الدستور» وتعريف «حكومة الإنقاذ» و«الحكومة الانتقالية» و«العدالة الانتقالية» و«آليات نقل السلطة» و«هوية الدولة»، وغيرها من مفاهيم يناقشها الشارع السوري بوتيرة غير مسبوقة.
مديرة ملتقى «نيسان الثقافي» في مدينة جرمانا، جنوب دمشق، سلمى الصياد، قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها عبرت عن دهشتها من حجم الحضور في جلسة الحوار المفتوح التي دعا إليها الملتقى بعنوان «قراءة في دستور سوريا» في ضوء المستجدات الحالية، مع الحقوقيين إبراهيم دراجي وزيدون الزعبي وفائق حويجة. وقالت صياد: «توقعنا أن تكون الأعداد كبيرةً، لذلك اخترنا مقر الفرقة الحزبية سابقاً، بالتعاون مع لجان العمل الأهلية في جرمانا، مكاناً للجلسة، ولكن لم نتوقع أن تتجاوز الأعداد الخمسمائة شخص، كما لم نتوقع أن يسير الحوار على نحو رصين وهادئ، فالجميع أصغى باهتمام، وكان الحوار سلسلاً، رغم تعارض الآراء والتصادم الذي ظل ضمن الحد الاعتيادي في حوارات مماثلة. حتى أن زمن الجلسة امتد من ساعتين إلى خمس ساعات، ولولا انقطاع الكهرباء وعدم تجهيز المكان بمحول، لاستمرت الجلسة لساعات أطول».
ولفتت صياد إلى مفارقة طريفة حصلت معها، فللوهلة الأولى وأمام الدهشة من حجم الحضور الواسع، انتابها شعور بالخوف من الجهات الأمنية، واحتمال وجود مخبرين، لكنها سرعان ما تذكرت أن النظام البوليسي سقط ولم يعد لهؤلاء المخبرين وجود. وكانت المقرات الحزبية قد تحولت بعد الاحتجاجات عام 2011 إلى مقرات للمخبرين وميليشيا «كتائب البعث» الرديفة للقوات المسلحة.
في الأثناء، وبينما كانت جرمانا تشهد أول نقاش أهلي حول الدستور، كانت مؤسسة «مدنية» تعقد مؤتمرها الصحافي الأول في دمشق، في بيت «فارحي» أحد أبرز البيوت في حي اليهود بدمشق القديمة، وسط حضور واسع للإعلام المحلي، الذي نشأ خلال سنوات الثورة، والإعلام السوري التقليدي، والإعلام العربي والدولي. وعلى بعد بضعة كيلو مترات كان المسرحيان التوأم أحمد ومحمد ملص يقفان مع جمهور واسع أمام مبنى «مسرح القباني» المُؤسس في الستينيات كأول مسرح تابع لوزارة الثقافة، يحاولان إقناع المسؤولين هناك بفتح المسرح لتقديم عرض بعنوان «اللاجئان».
إلا أن عمل الوزارة المجمد وعدم شمول وزارة الثقافة في تشكيل حكومة الإنقاذ حالا دون الاستجابة، والخيار كان أداء العرض في الشارع إلى أن بادر مسؤول في «مسرح الخيام التجاري» القريب والواقع في بوابة الصالحية باستضافة العرض، ليقدم في الموعد المحدد مساء السبت (الماضي)، كأول عرض مسرحي في سوريا بعد سقوط النظام، وأول عرض مسرحي بدون موافقة أمنية مسبقة أو رقابة منذ حكم «البعث».
الصالة اكتظت بالحضور بعد سنوات من الغياب. وقالت الكاتبة المسرحية آنا عكاش لـ«الشرق الأوسط» إنها منزعجة من تخاذل وعجز المؤسسات الثقافية السورية عن اتخاذ قرار بفتح «مسرح القباني» دون العودة إلى مرجعيات سلطوية. إلا أن ما يدعو للتفاؤل، وفق رأيها، هو الحضور اللافت والأقرب لحالة المهرجانات التي كانت تشهدها دمشق قبل الحرب، ومسارعة مسؤولي «مسرح الخيام» إلى فتح الصالة أمام أول مبادرة مسرحية من نوعها.
كما لفتت عكاش إلى حالة التحدي عند الشباب، وعزمهم على تقديم العرض في الشارع: «لو تم ذلك كنا سنتعرف على مدى تجاوب الشارع مع المسرح في اختبار واقعي، بعيداً عن المهتمين بالمسرح ومتابعي الأخوين ملص في وسائل التواصل الاجتماعي».
الأخوان ملص والأخوان الأسد
على الخشبة، وفي الموعد المحدد، بدأ الأخوان ملص اللاجئان في فرنسا منذ 12 عاماً مسرحيتهما بتوجيه رسالة إلى النظام السابق بالقول: «إلى بشار الأسد وأخيه ماهر، أنتما الآن لاجئان، والأخوان ملص في دمشق»، وسط تصفيق حار أعاد لـ«مسرح الخيام» في شارع 29 أيار، وسط دمشق، روح الستينيات التي لا تزال حاضرة في مقاعده المتهالكة وخشبته التي أكل دهر القمع عليها وشرب لعقود طويلة.