الفصائل المسلحة تطرق أبواب حمص ودمشق

ترمب يقول إن الأسد لا يستحق الدعم الأميركي للبقاء في السلطة

مجموعة من مقاتلي الفصائل يلتقطون صورة في ريف حمص أمس بعد أن واصلوا تقدمهم جنوباً (رويترز)
مجموعة من مقاتلي الفصائل يلتقطون صورة في ريف حمص أمس بعد أن واصلوا تقدمهم جنوباً (رويترز)
TT
20

الفصائل المسلحة تطرق أبواب حمص ودمشق

مجموعة من مقاتلي الفصائل يلتقطون صورة في ريف حمص أمس بعد أن واصلوا تقدمهم جنوباً (رويترز)
مجموعة من مقاتلي الفصائل يلتقطون صورة في ريف حمص أمس بعد أن واصلوا تقدمهم جنوباً (رويترز)

طرقت الفصائل السورية المسلحة، أمس، أبواب مدينتي حمص ودمشق، منذرة ببدء مرحلة حاسمة من الصراع على السلطة في سوريا. وبينما نفت الرئاسة السورية أن يكون الرئيس بشار الأسد قد غادر دمشق، مؤكدة أنه يواصل عمله منها، صدر موقف لافت للرئيس دونالد ترمب الذي قال إن الأسد لا يستحق الدعم الأميركي للبقاء في السلطة، عادّاً ما يجري في سوريا أنه «ليس معركتنا»، ويجب أن تبقى الولايات المتحدة بعيدة عنها.

ووصلت فصائل مسلحة إلى أبواب دمشق الجنوبية بعدما انسحب الجيش النظامي من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. وقال الجيش السوري، في بيان، إن وحداته لجأت إلى «تعزيز خطوط انتشارها في جميع أرجاء ريف دمشق والمنطقة الجنوبية»، بينما قال وزير الداخلية محمد الرحمون، إن هناك «طوقاً أمنياً وعسكرياً قوياً» في محيط دمشق، وأكد أنه «لا يمكن لأي كان، لا هم (الفصائل) ولا مشغلوهم ولا داعموهم، أن يخترقوا هذا الخط الدفاعي».

وبالتزامن مع ذلك، قالت الفصائل المسلحة إنها أطلقت معركة مدينة حمص وحققت تقدماً في شمالها وشرقها، وهو أمر نفته وسائل إعلام حكومية. كما أعلن فصيل مدعوم من الولايات المتحدة يتخذ من قاعدة التنف مقراً له، سيطرته على مناطق في البادية السورية.


مقالات ذات صلة

«تسجيل مفبرك» يطلق توترات طائفية في سوريا

المشرق العربي 
انتشار قوات أمن سورية في دمشق أمس عقب اشتباكات طائفية خلّفت عدداً من القتلى (أ.ف.ب)

«تسجيل مفبرك» يطلق توترات طائفية في سوريا

تسبّب تسجيل صوتي مفبرك، منسوب لأحد مشايخ الدروز في سوريا، وتضمّن إساءات للإسلام، بمقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً في اشتباكات بين مسلحين من جرمانا بريف دمشق الجنوبي.

سعاد جروس (دمشق) موفق محمد (دمشق)
أوروبا 
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

ترمب بعد 100 يوم: محاولات لـ«استعادة أميركا» وعام حاسم للمنطقة

منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، يحاول ترمب «استعادة» أميركا، كما يريدها المحافظون، وعلى طريقته. فهو يرى أن الشعب الأميركي.

علي بردى (واشنطن) هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي نقطة حراسة تابعة لقوات «البيشمركة» الكردية في بلدة العمادية شمال إقليم كردستان (شبكة روداو)

أربيل تتهم «متطرفين» بتخريب السلام الكردي

أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق إصابة خمسة من عناصر البيشمركة بهجومين منفصلين بطائرات مسيّرة استهدفت مواقعهم في بلدة العمادية بمحافظة دهوك.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية 
قاليباف يتحدث في اجتماع مع مسؤولين الأسبوع الماضي (البرلمان الإيراني)

إيران تحذّر من «اشتعال» المنطقة في حال استهدافها

حذَّر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من أن أي هجوم إسرائيلي على بلاده سيؤدي إلى «إشعال برميل بارود»، ويهدّد بتفجير المنطقة بأكملها.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي 
دورية لـ«يونيفيل» أمام مبانٍ مدمرة في بلدة كفركلا اللبنانية الحدودية (أ.ف.ب)

« رسائل حزب الله لـيونيفيل» تزعج لبنان الرسمي

أبدت مصادر وزارية لبنانية انزعاجها من التحرشات المتكررة بالقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» من قِبل مدنيين يعتقد أنهم مدفوعون من «حزب الله».

كارولين عاكوم (بيروت)

دروز لبنان يستنفرون للتصدي لـ«مشروع فتنة» في سوريا... وجنبلاط: مستعد للذهاب إلى دمشق

لقاء درزي موسع في بلدة عبية بقضاء عاليه استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في سوريا (جريدة الأنباء الإلكترونية التابعة للحزب الاشتراكي)
لقاء درزي موسع في بلدة عبية بقضاء عاليه استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في سوريا (جريدة الأنباء الإلكترونية التابعة للحزب الاشتراكي)
TT
20

دروز لبنان يستنفرون للتصدي لـ«مشروع فتنة» في سوريا... وجنبلاط: مستعد للذهاب إلى دمشق

لقاء درزي موسع في بلدة عبية بقضاء عاليه استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في سوريا (جريدة الأنباء الإلكترونية التابعة للحزب الاشتراكي)
لقاء درزي موسع في بلدة عبية بقضاء عاليه استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في سوريا (جريدة الأنباء الإلكترونية التابعة للحزب الاشتراكي)

حذّرت قيادات ورجال دين دروز لبنانيين من «مشروع فتنة» في سوريا بعد الاشتباكات التي حصلت في جنوب البلاد والدخول الإسرائيلي على خطها، فيما أبدى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط الذي أجرى اتصالات بعدد من الجهات، استعداده للذهاب إلى دمشق.

وعقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، الأربعاء، اجتماعاً استثنائياً في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، وحضور جنبلاط وعدد من الوزراء والنواب والقضاة ورجال الدين الدروز. وخصص الاجتماع لمناقشة تداعيات الاعتداءات التي طالت أبناء الطائفة في جبل العرب، والتوترات الأخيرة في سوريا، بهدف «بلورة موقف جماعي يواكب المساعي السياسية والدينية الجارية لتطويق الأزمة ومنع انفلات الوضع الأمني»، وفق مصادر المجتمعين.

وشدد جنبلاط في تصريحات له عقب الاجتماع على ضرورة منع استغلال التوتر، قائلاً: «نرفض التدخل الإسرائيلي وأتباع الشيخ موفق طريف يريدون توريط دروز لبنان وسوريا لمحاربة كل المسلمين».

وأضاف: «نرفض استخدام دروز سوريا من قبل إسرائيل، وحفظ الإخوان يكون بإسكات بعض الأصوات في الداخل التي بدأت تستنجد بإسرائيل». ودعا إلى «التهدئة والحوار في ظل التطورات الأخيرة»، مطالباً السلطات السورية بـ«إجراء تحقيق شفاف بشأن أحداث جرمانا».

وفي موقف لافت، أعلن جنبلاط استعداده للتوجه إلى سوريا، مجدداً رفضه «لأي تدخل إسرائيلي في هذا البلد»، ومحذّراً من محاولات «استغلال الطائفة الدرزية لإشعال فتنة داخلية». ودعا إلى تشكيل لجنة للتواصل مع مختلف الأطراف السورية «بهدف العمل على حلّ الأزمة».

أبي المنى: ما حصل مشروع فتنة... وعلى دمشق تحمل مسؤولياتها

من جهته، اعتبر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، أن ما تشهده بعض المناطق السورية «مشروع فتنة»، قائلاً في الاجتماع نفسه: «ما حصل في سوريا مشروع فتنة، وعلى الدولة في سوريا أن تحفظ حقوق الشعب بكل أطيافه».

وأشار إلى أن «الدروز لم يكونوا يوماً إلا وطنيين، وهناك أيادٍ خفية تعمل على إذكاء النزاع»، مؤكداً: «ندين الإساءة للرسول الكريم ونستنكر محاولات الفتنة».

ودعا أبي المنى الحكومة السورية وقوى الأمن إلى «تحمل مسؤولية ضبط الفصائل المتطرفة»، مطالباً الدول المعنية بالشأن السوري بـ«التدخل الفوري لوقف الانهيار الأمني». وفي تحذير واضح من محاولات تقويض وحدة سوريا، قال أبي المنى: «هناك مخططات مشبوهة تسعى إسرائيل إلى تنفيذها، ونحن نؤكد رفضنا لمخططات تفتيت سوريا وهويتنا عربية إسلامية».

وفد درزي إلى الميدان لتثبيت التهدئة

وتزامناً مع المساعي السياسية، يُنتظر أن يصل وفد درزي رفيع من جبل العرب إلى منطقة صحنايا، يضم شيخي العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع، وقائد حركة «رجال الكرامة» الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، وعدداً من المشايخ ووجهاء المنطقة. ويهدف الوفد، بحسب مصادر ميدانية، إلى «وضع صيغة توافقية تضمن تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تجدد العنف»، وهو ما وصفه جنبلاط بأنه «اقتتال لا يخدم إلا الجانب الإسرائيلي»، داعياً إلى «تغليب الحكمة وتحصين وحدة الصف».

تنسيق ديني لبناني - سوري لمواجهة التصعيد

وفي إطار الجهود الاحتوائية، أجرى الشيخ أبي المنى سلسلة اتصالات مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ومفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي، وذلك لـ«منع تفاقم الأزمة وتعزيز التنسيق الديني». وقال أبي المنى إن «أهلنا الشرفاء في جرمانا وأشرفية صحنايا قادرون على الدفاع عن أنفسهم، وعقلاؤهم يستطيعون بذل الجهد لقطع الطريق على الفتنة»، مضيفاً: «نشدد على ضرورة ضبط النفس إلى أقصى الحدود، وصون الكرامات والمقدسات، وتفويت الفرصة على من يسعون لإشعال نار الفوضى».