إجراءات أمنية لبنانية ‏مشددة شمالاً مواكبة للتطورات السورية

الأمن العام أغلق معظم المعابر وأبقى «المصنع»

مدنيون يعبرون الحدود مع سوريا مشياً بعد الضربة الإسرائيلية فجر الجمعة (أ.ب)
مدنيون يعبرون الحدود مع سوريا مشياً بعد الضربة الإسرائيلية فجر الجمعة (أ.ب)
TT

إجراءات أمنية لبنانية ‏مشددة شمالاً مواكبة للتطورات السورية

مدنيون يعبرون الحدود مع سوريا مشياً بعد الضربة الإسرائيلية فجر الجمعة (أ.ب)
مدنيون يعبرون الحدود مع سوريا مشياً بعد الضربة الإسرائيلية فجر الجمعة (أ.ب)

استنفرت الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية؛ وعلى رأسها الجيش في الساعات الماضية، لمواكبة التطورات المتسارعة في الداخل السوري، فاتخذت إجراءات أمنية مشددة خشية دخول مسلحين إلى لبنان، كما تجنباً لموجة نزوح كبيرة باتجاه الأراضي اللبنانية.

إجراءات عسكرية وأمنية

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الجيش أقام حواجز وسيّر دوريات، وسط تدابير وإجراءات مشددة مع انتشار مكثف على طول المناطق الحدودية في عكار وفي مختلف القرى والبلدات المتاخمة لسوريا. وبحسب المعلومات، تتزامن الإجراءات العسكرية مع أخرى مخابراتية وأمنية خشية تحرك خلايا نائمة في الداخل اللبناني، خصوصاً مع وجود أكثر من مليون نازح سوري منتشرين على معظم الأراضي اللبنانية.

وأعلنت قيادة الجيش الجمعة، أنه «بإطار التدابير الأمنية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية في مختلف المناطق، أوقفت وحدتان من الجيش تؤازر كلاً منهما دورية من مديرية المخابرات، 36 سورياً لتجولهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير قانونية أو لدخولهم إلى الأراضي اللبنانية خلسة».

ويخشى لبنان أن تتكرر الأحداث التي شهدتها الحدود الشرقية مع سوريا في عام 2014، حين اقتحمت مجموعات من «داعش» و«جبهة النصرة» بلدة عرسال الحدودية، وقتلت عسكريين ومدنيين قبل أن تحتل لسنوات مساحات عند الحدود اللبنانية - السورية، لذلك تم في الأيام القليلة الماضية، نشر راجمات صواريخ وتم تعزيز الوحدات المنتشرة عند الحدود الشمالية، كي تكون هناك جهوزية للتعامل مع أي طارئ. كما يخشى لبنان تحرك خلايا إرهابية نائمة بالتزامن مع ما يحصل في سوريا، خصوصاً مع وجود مئات الآلاف من النازحين السوريين المنتشرين في معظم المناطق اللبنانية.

الأمن العام اللبناني أغلق المعابر المستهدفة (أ.ب)

إقفال المعابر

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قصف فجر السبت، معبر العريضة الحدودي في عكار، ما أدى إلى أضرار في البنية التحتية وانقطاع الطريق بين لبنان وسوريا مجدداً بعد عملية تأهيل للجسر. وبعد هذه التطورات، أعلنت المديرية العامة للأمن العام إقفال معظم المعابر الحدودية مع سوريا، وقالت في بيان، إنه «نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لا سيما في الشمال، قررت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين، على أن يبقى معبر المصنع الحدودي متاحاً أمام حركة الدخول والخروج، خصوصاً للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية المؤقتة والتعليمات المعممة سابقاً».

ويفرض لبنان إجراءات مشددة لدخول السوريين إلى لبنان بإطار الخطة الحكومية لإعادة النازحين إلى بلادهم. وتم تفعيل هذه الإجراءات في الساعات الماضية بإطار جهود الأمن العام والجيش الذي كثّف وجوده على المعابر غير الشرعية. وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش يعيد مباشرة السوريين الذين يتوجهون إلى الداخل اللبناني، إلى الأراضي السورية ولا يسمح لهم بالدخول، وهو يعتمد بشكل أساسي عملية دفعهم للعودة إلى أدراجهم ببلدهم. وكشفت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن «نحو 500 نازح سوري معظمهم من العلويين والمسيحيين دخلوا عبر أحد المعابر غير الشرعية من جهة البقاع شرق لبنان مساء الخميس، فأوقفهم الجيش وأرغمهم على العودة إلى الداخل السوري».

وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن معظم النازحين من مناطق القتال داخل سوريا يتجنبون التوجه للبلدان المحيطة سواء لبنان أو تركيا أو الأردن، نظراً للإجراءات المشددة التي تتخذها هذه البلدان منعاً لدخول النازحين.

وترجح جهات دولية أنه منذ 5 ديسمبر (كانون الأول)، نزح ما لا يقل عن 178 ألف شخص بسبب التصعيد الأخير في شمال سوريا إلى مناطق داخل سوريا.


مقالات ذات صلة

مجلس التعاون لإعداد برنامج خليجي للبنان بالتنسيق مع الحكومة الجديدة

المشرق العربي عون يستقبل اليحيا والبديوي والوفد المرافق في القصر الجمهوري اللبناني (رويترز)

مجلس التعاون لإعداد برنامج خليجي للبنان بالتنسيق مع الحكومة الجديدة

كشف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، جاسم محمد البديوي، عن توجه لإعداد برنامج خليجي للبنان، بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية العتيدة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني المكلَّف نواف سلام يتحدث إلى وسائل الإعلام في القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت 17 يناير 2025 (أ.ف.ب)

لبنان... رئيس الحكومة المكلّف يشدد على أهمية إعادة العلاقات مع دول الخليج

شدد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، خلال استقباله وزير الخارجية الكويتي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، على أهمية إعادة العلاقات اللبنانية - الخليجية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد إحدى طائرات «طيران الإمارات» (الشرق الأوسط)

«طيران الإمارات» تستأنف رحلاتها اليومية إلى بيروت وبغداد مطلع فبراير

أعلنت «طيران الإمارات» استئناف رحلاتها اليومية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والعاصمة العراقية بغداد، اعتباراً من يوم 1 فبراير (شباط) المقبل. وقالت الناقلة…

«الشرق الأوسط» (دبي)
المشرق العربي سيارة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) خلال دورية في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل 23 يناير 2025 (رويترز)

مكتب نتنياهو: انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان سيستغرق أكثر من 60 يوماً

أبلغت الحكومة الإسرائيلية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب برغبتها في بقاء قوات إسرائيلية بجنوب لبنان لمدة إضافية تبلغ 30 يوماً أخرى على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في القصر الرئاسي اللبناني (أ.ب)

وزير الخارجية السعودي: الإصلاحات تعزز ثقة العالم في لبنان

حمل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رسالة أمل إلى لبنان، حيث أكد تفاؤل المملكة بمستقبل لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لـ«حزب الله» ويواصل العمل «وفق التفاهمات»

جنود إسرائيليون يقفون بجانب العلم الإسرائيلي داخل قرية في جنوب لبنان (أ.ب)
جنود إسرائيليون يقفون بجانب العلم الإسرائيلي داخل قرية في جنوب لبنان (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لـ«حزب الله» ويواصل العمل «وفق التفاهمات»

جنود إسرائيليون يقفون بجانب العلم الإسرائيلي داخل قرية في جنوب لبنان (أ.ب)
جنود إسرائيليون يقفون بجانب العلم الإسرائيلي داخل قرية في جنوب لبنان (أ.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه لا يزال منتشراً في جنوب لبنان مع التزامه ببنود اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة «حزب الله» اللبنانية.

وأضاف أن قواته نفذت ضربات استهدفت خلالها منشآت تخزين أسلحة تابعة لـ«حزب الله» ومواقع مراقبة في جنوب لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف الجيش، في بيان، أنه «يواصل العمل وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، مع الحفاظ على شروط وقف إطلاق النار».

وتابع أن قوات الجيش منتشرة في جنوب لبنان وتواصل متابعة محاولات «حزب الله» للعودة إلى الجنوب، وأنها «ستعمل على إزالة أي تهديد لإسرائيل». وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر أنفاقاً وصادر مخزونات «كبيرة» من الأسلحة لـ«حزب الله» في وادي السلوقي بجنوب لبنان، مشيراً إلى أنه يواصل «عمليات التمشيط لتطهير المنطقة».

وحذّر «حزب الله»، الخميس، من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من الأراضي اللبنانية بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار ووصف ذلك بأنه سيكون «تجاوزاً فاضحاً» للاتفاق.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لينهي أحدث صراع بين إسرائيل و«حزب الله» بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.

وبموجب الاتفاق، يتعين على «حزب الله» ترك مواقعه في جنوب لبنان والتحرك إلى الشمال من نهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل التي يجب أن تنسحب بدورها بشكل كامل من جنوب لبنان.