تقارير: فصائل مسلحة تسيطر على مدينة شرق إدلب وحي «استراتيجي» وسط حلب

الطيران الحربي الروسي والسوري يشنّ أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها

مقاتلون تابعون للفصائل المسلحة يدخلون منطقة على مشارف حلب (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للفصائل المسلحة يدخلون منطقة على مشارف حلب (أ.ف.ب)
TT

تقارير: فصائل مسلحة تسيطر على مدينة شرق إدلب وحي «استراتيجي» وسط حلب

مقاتلون تابعون للفصائل المسلحة يدخلون منطقة على مشارف حلب (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للفصائل المسلحة يدخلون منطقة على مشارف حلب (أ.ف.ب)

قال «تلفزيون سوريا»، الموالي لفصائل سورية مسلحة، إن مقاتلي الفصائل دخلوا، اليوم الجمعة، حي المحافظة «الاستراتيجي» وسط مدينة حلب، فيما قال تلفزيون «حلب اليوم» إن مقاتلي الفصائل نجحوا اليوم في بسط سيطرتهم على مدينة سراقب التي تقع في شرق إدلب بعد انسحاب القوات الحكومية.

بدوره، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها تمكّنت من الدخول إلى مدينة حلب بعد يومين من عملية عسكرية مباغتة أطلقتها تلك الفصائل ضدّ مناطق النظام.

وقال مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الفصائل «دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية» للمدينة. وقال شاهدا عيان من المدينة إنهما شاهدا رجالاً مسلحين في منطقتهما، وسط حالة هلع في المدينة.

كانت «إدارة العمليات العسكرية» للفصائل المسلحة بشمال غرب سوريا أعلنت في وقت سابق اليوم أن قواتها بدأت الدخول إلى مدينة حلب.

وقال الجيش السوري إن قواته تواصل التصدي «لهجوم كبير» للفصائل المسلحة على ريفي حلب وإدلب، وأوقعت مئات القتلى والمصابين بين صفوف المسلحين.

وأكد الجيش، في بيان، أن قواته استعادت السيطرة على بعض النقاط «التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية»، وستواصل القتال حتى رد المسلحين على أعقابهم.

بدوره، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران الحربي الروسي والسوري شنّ أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، على وقع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة.

وقال «المرصد»: «نفذ الطيران الحربي الروسي والطيران التابع للنظام غارات جوية مكثفة منذ ساعات الصباح» بلغ عددها «23 غارة جوية استهدفت كلاً من مدينة إدلب» وقرى وبلدات في المنطقة، مضيفاً أن القصف أسفر عن مقتل شخص.

كانت الفصائل أفادت في وقت سابق اليوم بأنها سيطرت على ثماني بلدات في ريفي حلب وإدلب.

وأفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية اليوم بمقتل أربعة مدنيين جراء هجوم من مسلحين وصفتهم «بأفراد تنظيمات إرهابية» بالقذائف على المدينة الجامعية في حلب.

وقال الدفاع المدني المعروف بـ«الخوذ البيضاء» إن القصف المتواصل للجيشين السوري والروسي على بلدات ريفي إدلب وحلب قتل 6 مدنيين وأصاب 33. وأضاف أن 11 طفلاً وست نساء من ضمن المصابين بينما القتلى جميعهم من الرجال.


مقالات ذات صلة

روسيا المنخرطة في أوكرانيا... كيف تواجه معارك سوريا؟

المشرق العربي قوات روسية في سوريا (أرشيفية)

روسيا المنخرطة في أوكرانيا... كيف تواجه معارك سوريا؟

دخلت موسكو على خط المعارك الساخنة في سوريا بعد اندلاع أوسع مواجهات تشهدها البلاد منذ عام 2020؛ فما خيارات روسيا المنخرطة في الحرب الأوكرانية؟

رائد جبر (موسكو)
المشرق العربي عناصر من فصائل سورية مسلحة يتجمعون خارج مبنى في منطقة الزربة بحلب (أ.ف.ب)

وزير الخارجية الإيراني يؤكد لنظيره السوري دعم بلاده لدمشق

أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد لنظيره السوري بسام الصباغ استمرار إيران في دعم سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسلحون يستولون يوم 29 نوفمبر على دبابة للجيش السوري بالقرب من الطريق الدولية M5 (أ.ف.ب) play-circle 00:41

سوريا... معارك جديدة تُهدّد خرائط النفوذ القديمة

غيّرت التحركات العسكرية حول حلب لأول مرة منذ أكثر من 4 سنوات خرائط السيطرة والنفوذ في شمال غربي سوريا، وحرّكت حدود التماس بين جهات محلية وإقليمية ودولية متصارعة

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))
المشرق العربي دبابة مدمرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب... سوريا 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

روسيا تدعو السلطات السورية إلى «إعادة فرض النظام» في ريف حلب

دعا الكرملين، اليوم الجمعة، السلطات السورية إلى «إعادة فرض النظام» بصورة «عاجلة» في محيط حلب في شمال سوريا التي تتقدم نحوها مجموعات مسلّحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي سيارة تمر عبر معقل للفصائل المسلحة في خان العسل في محافظة حلب شمال سوريا مع تصاعد الدخان في الخلفية... 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:41

الفصائل السورية المسلحة تقصف حلب

بلغ عدد قتلى الاشتباكات في ريفَي إدلب وحلب 242 منذ بدأت الفصائل المسلحة هجوماً كبيراً على القوات الحكومية يوم الأربعاء الماضي وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

«الشرق الأوسط» (لندن)

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
TT

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)

قال الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، إن الدور الذي قام به الجيش اللبناني خلال الحرب أسقط كل الادعاءات السخيفة ولكن الخطيرة بما يُسمى في الأمن الذاتي، في وقت عدّ فيه رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين»، مؤكداً أنه لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

وتأتي مواقف جنبلاط وجعجع مع ارتفاع الأصوات في لبنان، بعد وقف إطلاق النار، الرافضة لما يقول «حزب الله» على لسان مسؤوليه إنه «انتصار»، لا سيما في ظل الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الحرب التي استمرت أكثر من شهرين.

وتحدّث جنبلاط، في لقاء موسع مع حزبيين، عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير والقرارات الدولية السابقة، قائلاً: «بانتظار الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض اللبنانية، وتطبيق كل القرارات الدولية من (1701) إلى اتفاق الهدنة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن القرار الدولي (242)، الصادر في عام 1967، لا يشمل لبنان، أي أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي عملياً أراضٍ سورية محتلة، إلى أن يجري الترسيم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، وعندها تصبح لبنانية. لكن في الوقت الحاضر ليست لبنانية، والقرار (242) لا يشمل لبنان».

وأضاف: «بانتظار أن تعود إلى الدولة اللبنانية حصرية امتلاك السلاح، وحصرية إعلان قرار الحرب والسلم»، موجهاً التحية إلى «رئيس البرلمان نبيه بري الصديق الكبير والحليف التاريخي، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي؛ اللذين عملا على إنجاح وقف إطلاق النار عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وأيضاً الاهتمام الدائم والكبير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

من جهته، تحدّث جعجع عن سقوط نظرية «وحدة الساحات»، مشيراً إلى أن نتائج «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» كانت دمار غزة كلياً ودمار لبنان، ومنتقداً كلام مسؤولي «حزب الله» عن «الانتصار بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (حزب القوات)

وقال جعجع، بعد اجتماع استثنائي عقده تكتل «الجمهورية القوية» والهيئة التنفيذية في حزب «القوات»، لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار: «(حزب الله) أخذ لبنان إلى حرب كان غالبية اللبنانيين ضدها، وبُذلت جهود كثيرة لإيقافها طوال الأشهر الماضية، عبر وزراء خارجية؛ لإقناعه بوقفها، لكنه تمسّك بموقفه وأصر على الاستمرار بما يقوم به».

ورأى أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة في حق اللبنانيين، وفي حق سكان البقاع والجنوب والضاحية، وكنا في غنى عن استشهاد أكثر من 4000، وعن تهجير من تهجّر وتدمير ما تدمّر، ورغم كل هذه الكوارث لا يزال نواب الحزب يتحدثون عن (انتصار) بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

وأضاف: «على جماعة (حزب الله) أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، وعليهم الاجتماع مع قيادة الجيش ووضع خطة لتفكيك بنيتهم العسكرية شمال الليطاني»، مجدداً تأكيد عدم شرعية سلاح «الحزب»، وقال: «نحن في الأساس، لا نعد أن سلاح (حزب الله) شرعي، والقرار الذي وافق عليه الحزب بنفسه لوقف إطلاق النار يشكّل أكبر دليل على عدم شرعية هذا السلاح»، مشدداً: «لا يمكن العودة إلى الوضعية التي كنا عليها قبل السابع من أكتوبر في لبنان».

وأضاف: «ولّى زمن عدم تنفيذ الاتفاقات والتعهدات. الحكومة ومجلس النواب، كما (حزب الله)، يجب أن يقفوا أمام مسؤولياتهم، ويعملوا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يخدم مصلحة لبنان ويؤمن استقراره. ووفق الاتفاق، السلاح يجب أن يبقى في يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط».

وعبّر جعجع في المقابل «عن التعاطف مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها ومع الجرحى، وكل من فقد منزلاً أو رزقه، وكل من اضطر إلى ترك منزله».

وأكد جعجع أن «جميع اللبنانيين مع القضية الفلسطينية؛ لأنها قضية حق، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر في هذا الشأن، ولكن الكارثة تكمن في زجّ لبنان في المشكلات عبر المتاجرة بهذه القضية، وكأن لبنان هو من يستطيع حلها».