إيران: العمليات العسكرية بريفَي إدلب وحلب جزء من «مخطط أميركي - إسرائيلي»

أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة خلال العمليات العسكرية في ريفَي حلب وإدلب (لقطة من فيديو نشرته الفصائل السورية المسلحة)
أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة خلال العمليات العسكرية في ريفَي حلب وإدلب (لقطة من فيديو نشرته الفصائل السورية المسلحة)
TT

إيران: العمليات العسكرية بريفَي إدلب وحلب جزء من «مخطط أميركي - إسرائيلي»

أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة خلال العمليات العسكرية في ريفَي حلب وإدلب (لقطة من فيديو نشرته الفصائل السورية المسلحة)
أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة خلال العمليات العسكرية في ريفَي حلب وإدلب (لقطة من فيديو نشرته الفصائل السورية المسلحة)

وصف إسماعيل بقائي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الخميس، هجمات الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا على ريفَي حلب وإدلب بأنها «انتهاك» لاتفاقات أستانة.

وأضاف بقائي أن «أي تأخير في مواجهة تحركات فصائل شمال غربي سوريا؛ سيدخل المنطقة في جولة جديدة من انعدام الأمن والاستقرار».

وأشار إلى أن تحركات الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا جزء من «مخطط أميركي - إسرائيلي» لتقويض الأمن بالمنطقة، حسب وصفه.

وكان «المرصد السوري» أفاد، أمس، بأن «هيئة تحرير الشام» وفصائل مسلحة أخرى بدأت عملية أطلقت عليها «ردع العدوان»، وصفتها بأن الهدف منها هو «توسيع المناطق الآمنة تمهيداً لعودة أهلنا إليها».

وأضاف «المرصد» أن الفصائل حقَّقت تقدماً في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، وسيطرت على قرى عدة بعد مواجهات مع قوات الجيش السوري.

وفي سياق متصل، أفاد الجيش السوري، اليوم، بأن قواته تتصدَّى لهجوم كبير تشنُّه فصائل مسلحة منذ أمس في ريفَي إدلب وحلب، ويكبِّدها خسائر «فادحة».

وتسيطر «هيئة تحرير الشام»، مع فصائل معارضة أقل نفوذاً، على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وهي منطقة «خفض تصعيد» يسري فيها منذ مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار أُبرم بين موسكو وأنقرة، لكن المنطقة تشهد بين الحين والآخر اشتباكات متعددة، كما تتعرَّض لغارات جوية من قبل دمشق وموسكو.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الإيراني يؤكد لنظيره السوري دعم بلاده لدمشق

المشرق العربي عناصر من فصائل سورية مسلحة يتجمعون خارج مبنى في منطقة الزربة بحلب (أ.ف.ب)

وزير الخارجية الإيراني يؤكد لنظيره السوري دعم بلاده لدمشق

أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد لنظيره السوري بسام الصباغ استمرار إيران في دعم سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسلحون يستولون يوم 29 نوفمبر على دبابة للجيش السوري بالقرب من الطريق الدولية M5 (أ.ف.ب) play-circle 00:41

سوريا... معارك جديدة تُهدّد خرائط النفوذ القديمة

غيّرت التحركات العسكرية حول حلب لأول مرة منذ أكثر من 4 سنوات خرائط السيطرة والنفوذ في شمال غربي سوريا، وحرّكت حدود التماس بين جهات محلية وإقليمية ودولية متصارعة

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))
المشرق العربي مقاتلون تابعون للفصائل المسلحة يدخلون منطقة على مشارف حلب (أ.ف.ب)

تقارير: فصائل مسلحة تسيطر على مدينة شرق إدلب وحي «استراتيجي» وسط حلب

قال تلفزيون موالٍ لفصائل سورية مسلحة إن مقاتلي الفصائل دخلوا، الجمعة، حي المحافظة «الاستراتيجي» وسط مدينة حلب، ومدينة سراقب التي تقع شرق إدلب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دبابة مدمرة للجيش السوري في قرية عنجارة على مشارف حلب... سوريا 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

روسيا تدعو السلطات السورية إلى «إعادة فرض النظام» في ريف حلب

دعا الكرملين، اليوم الجمعة، السلطات السورية إلى «إعادة فرض النظام» بصورة «عاجلة» في محيط حلب في شمال سوريا التي تتقدم نحوها مجموعات مسلّحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي سيارة تمر عبر معقل للفصائل المسلحة في خان العسل في محافظة حلب شمال سوريا مع تصاعد الدخان في الخلفية... 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:41

الفصائل السورية المسلحة تقصف حلب

بلغ عدد قتلى الاشتباكات في ريفَي إدلب وحلب 242 منذ بدأت الفصائل المسلحة هجوماً كبيراً على القوات الحكومية يوم الأربعاء الماضي وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

«الشرق الأوسط» (لندن)

منطقة عازلة في جنوب لبنان بانتظار انتشار الجيش اللبناني وتأليف اللجنة الدوليّة

آليات عسكرية إسرائيلية تقف على مقربة من الحدود اللبنانية بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)
آليات عسكرية إسرائيلية تقف على مقربة من الحدود اللبنانية بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)
TT

منطقة عازلة في جنوب لبنان بانتظار انتشار الجيش اللبناني وتأليف اللجنة الدوليّة

آليات عسكرية إسرائيلية تقف على مقربة من الحدود اللبنانية بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)
آليات عسكرية إسرائيلية تقف على مقربة من الحدود اللبنانية بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

لم يقتصر الجيش الإسرائيلي على منع سكان القرى الحدودية التي لا يزال موجوداً فيها من العودة إليها، إنما تعدّاها إلى تحديد 60 قرية في الجنوب محذراً العائلات من الانتقال إليها بعدما كان قد فرض منع التجول من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة صباحاً.

ومع غياب أي تبرير لهذا التصرّف، وجّه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفخاي أدرعي، بياناً عاجلاً إلى سكان القرى التي حدّدها في جنوب لبنان، قال فيه «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً».

وأضاف: «جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر، كل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر».

وللمفارقة فإن عدداً كبيراً من هذه البلدات تقع شمالي مجرى نهر الليطاني، إلّا أن مصدراً أمنياً أشار إلى أن «هذا التصرف غير مفهوم وغير مقبول، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي مستمر بعمليات جرف الأراضي الزراعية في مدينة الخيام والقرى الواقعة على تخوم الخطّ الأزرق».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «التفسير الوحيد لما يحصل هو محاولة فرض منطقة عازلة أقلّه خلال مهلة الـ60 يوماً لوقف إطلاق النار وذلك إلى حين استكمال انتشار الجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) على طول الحدود الجنوبية، وبدء لجنة المراقبة عملها على الأرض». وإذ اعترف المصدر الأمني بأن هذه الأعمال «تشكّل انتهاكاً لقرار وقف إطلاق النار»، اعتبر أن «هذه الخروق تستدعي تحركاً سياسياً واتصالات عاجلة مع الأميركيين لوقف هذه الاعتداءات، وتسريع تشكيل لجنة المراقبة الخماسية التي يرأسها ضابط أميركي»، لافتاً إلى «خطورة العودة إلى الاستهدافات بواسطة الطائرات المسيرة كما حصل في بلدة مركبا».

موكب آليات لقوات الأمم المتحدة عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (إ ب)

واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد نزار عبد القادر، أن «ما حققته إسرائيل من مكاسب على الأرض وما فرضته من شروط ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار جعلها تتصرّف كأنها صاحبة اليد العليا». وقال: «صحيح أن إسرائيل لم تحقق انتصاراً ساحقاً في حربها ضدّ (حزب الله)، لكنّها فرضت تفوقاً عسكرياً وحققت مكاسب لا يستهان بها». ورأى العميد عبد القادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «منع عودة الأهالي إلى القرى الجنوبية مردّه إلى خشيتها من تسلل عناصر من مقاتلي (حزب الله) بين المدنيين العائدين، وهي أخذت دروساً من انسحابها من جنوب لبنان في عام 2000 عندما أحكم الحزب سيطرته الكاملة على الحدود الجنوبية وحده، كما أخذت العبرة من انسحابها في عام 2006 عندما تركت للدولة اللبنانية مهمة تنفيذ القرار 1701، فأعاد الحزب بناء قدراته العسكرية أضعافاً مضاعفة».

لا يمكن فصل الخروقات الإسرائيلية عن الواقع السياسي في الداخل الإسرائيلي؛ إذ لفت العميد عبد القادر إلى أن نتنياهو «لم يكن مرتاحاً داخلياً بعد قرار وقف إطلاق النار المبكر مع لبنان، بدليل إعلانه مؤخراً أن إسرائيل أوقفت إطلاق النار ولم توقف الحرب وتستطيع إعادة فتح الجبهة واستئناف الحرب»، مشيراً إلى أن «الاستهداف الإسرائيلي لبلدات جنوبية، ومنع الناس من العودة إليها، يأتي ضمن المناورات السياسية التي تغطّي حرج نتنياهو أمام المعارضة الإسرائيلية، ومحاولة لتهدئة الوزراء المتطرفين في حكومته».

ويلمس أبناء القرى الجنوبية فارقاً كبيراً ما بين عودتهم إليها بعد حرب 2006 واليوم؛ حيث إن تل أبيب هي التي تحدد شروط هذه العودة وليس «حزب الله»، ولا رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي دعا أبناء الجنوب للعودة سريعاً إلى قراهم وبيوتهم، وقال المواطن سامي، من بلدة يحمر الواقعة في منطقة البقاع الغربي شمالي مجرى نهر الليطاني، إن الجيش الإسرائيلي «لا يتوقّف عن استهداف بلدته والقرى القريبة منها». وأوضح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «العودة الآن تشكّل خطراً على حياة المواطنين، بالاستناد إلى معلومات وصلت إلى أبناء البلدة تفيد بأن إسرائيل تفرض الآن منطقة حظر داخل لبنان بعمق 5 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلّة»، مشيراً إلى أن «عودة الناس قبل انتهاء فترة الـ60 يوماً تُعدّ مجازفة كبيرة؛ لأن وقف النار من الجانب الإسرائيلي لم يتحقق حتى الآن».