ميقاتي: متمسكون بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً

TT

ميقاتي: متمسكون بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، التمسك بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً، مشدداً على «المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب، ما يُسقط الحجج التي يرتكز عليها العدو».

وقال ميقاتي، في كلمة بعد جلسة مجلس الوزراء، اليوم: «نبدأ، اليوم، مسيرة إعادة ما تهدَّم، ونُعلِّق الأمل على الجيش لإعادة الأمن إلى الجنوب»، مضيفاً: «أكدنا التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل بنوده».

وتابع ميقاتي: «إننا نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى وجماعية للتكاتف وبناء دولة تحمي المكتسبات»، مضيفاً: «نستعيد ثقة العالم بنا، ونعيد ثقة اللبنانيين بالدولة، ونؤكد المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب».

وطالب ميقاتي «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار، والانسحاب من الأراضي التي احتلها»، مضيفاً: «نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل للبنان، شرط أن نضع خلافاتنا جانباً».

رجل يلوِّح بعَلم لبنان في مدينة صيدا بالجنوب بينما يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار (أ.ف.ب)

وأوضح أن «الجميع كان يراهن على فتنة، ولكننا رأينا رغم صعوبة الأوضاع الاجتماعية احتضان المواطنين لبعضهم البعض»، متمنياً أن «يحمل هذا اليوم الأمن والاستقرار للبنان رغم الوجع».

ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني حيز التنفيذ، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، بعد أن وافق الجانبان على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.


مقالات ذات صلة

«حزب الله»: حقّقنا «النصر» على إسرائيل

المشرق العربي مواطنون يحملون أعلام «حزب الله» أثناء مرورهم بمبان مدمرة عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز) play-circle 00:33

«حزب الله»: حقّقنا «النصر» على إسرائيل

اعتبر «حزب الله»، اليوم (الأربعاء)، أنه حقّق «النصر» على إسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من قوات «اليونيفيل» يقفون بجوار حفرة ناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على طريق في منطقة الخردلي في جنوب لبنان في 27 نوفمبر 2024 بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ (أ.ف.ب)

«اليونيفيل» تبدأ «تعديل» عملياتها في جنوب لبنان لتتلاءم مع «الوضع الجديد»

أعلنت «اليونيفيل» في بيان اليوم الأربعاء، أنها بدأت تعديل عملياتها في جنوب لبنان بما يتلاءم مع «الوضع الجديد» في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج رجل يُلوّح بعَلم لبنان بمدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

السعودية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بوقف إطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ليلة رعب دامية عاشتها بيروت قبل وقف إطلاق النار

لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)
لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)
TT

ليلة رعب دامية عاشتها بيروت قبل وقف إطلاق النار

لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)
لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)

ليلة دامية عاشتها العاصمة اللبنانية بيروت، أمس، وكل سكانها أو مَن نزحوا إليها، قبل ساعات قليلة من إعلان وقف إطلاق النار؛ إذ تعرضت مناطق كثيرة، مثل بربور، والخندق الغميق، والحمرا، ومارالياس، للاستهداف الإسرائيلي، وكان لمنطقة النويري الحصة الأكبر من الاستهدافات المتكررة طوال مدة العدوان.

تروي زينب، من سكان النويري، لـ«الشرق الأوسط» كيف عاشت رعباً شديداً طوال ليلة أمس، بداية حين تم استهداف أحد المباني في منطقة النويري قرب مجمع خاتم الأنبياء، في فترة بعد الظهر، ومن ثمّ في الليل حين اشتد القصف على بيروت.

وتقول: «كنت في زيارة لإحدى صديقاتي، تعمل في متجر يقع في الشارع الموازي لمجمع خاتم الأنبياء، حين حدثت الغارة الأولى، فسقطت وشعرت بذرات الزجاج وهي تسقط على رأسي، عشت خوفاً لا يمكن وصفه، أو حتّى نسيانه في وقت قريب، لكن الحمد لله أننا ما زلنا على قيد الحياة».

تسكن زينب، على بُعد مبنيين من المبنى الذي تمّ استهدافه وفيه أحد فروع مؤسسة «القرض الحسن».

تقول زينب إنها لم تغادر منزلها، وفضلت البقاء فيه، متسائلة: «إلى أين نذهب؟ كل بيروت كانت تحت مرمى الاستهداف الإسرائيلي ليلة البارحة، وكلنا غير آمنين، لم يكن لنا حول ولا قوة».

في الفترة ما بين التحذير الإسرائيلي وتنفيذ الغارة هناك، عاش الناس لحظات صعبة للغاية ممزوجة بين الخوف والحيرة والعجز. تصف زينب مشهد الشارع: «أطفال ونساء يهرعون، ولا أحد يعلم الوجهة. صوت الرصاص التحذيري الذي أطلقه أبناء المنطقة عمّ المكان، نحن في شارع شعبي والزحمة طاغية. شاهدت مجموعة شبان يخرجون سيدة عجوز مقعدة، كانت تخبرهم أنه لا يوجد مكان تذهب إليه، قلت في نفسي، ما هذا الذل الذي نعيشه».

سيدة تتفقد منزلها وتحتمي بشمسية في حي مدمر بعد تنفيذ وقف إطلاق النار (رويترز)

«كأنها النكبة» تقول السيدة مختصرة ما عاشته ليل أمس، في وقت هرع سكان راس بيروت، ومنطقة الحمرا، باتجاه الجامعة الأميركية بوصفها «ملاذاً آمناً»، ولن يستهدفها القصف الإسرائيلي. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السكان المحيطين بمبنى الجامعة حاولوا الاحتماء داخل حرمها لكنه سمح فقط للموظفين وعائلاتهم، وطلاب مقيمين، وأجانب، بالدخول وقضاء الليلة داخل أسوارها، فيما بقي كثيرون مرابطين عند أسوارها الخارجية طلباً للحماية.

اليوم، تبدو معالم الحرب واضحة على بيروت وأحيائها. أبنية متضررة، شاهدة على همجية العدوان المتكرر. شبان من أبناء المنطقة، يعملون على إزالة الردم والتنظيف. غالبية المتاجر مقفلة، باستثناء القليل الذي لم يتضرر، مثل المتجر الذي يبيع خطوط الهاتف، وإحدى الصيدليات، ومطعم فتح أبوابه أمام الناس لشراء الطعام.

في الشارع نفسه، متجر لبيع العطور يقول أحد العاملين فيه لـ«الشرق الأوسط»: «لم نقفل اليوم أبوابنا، بسبب إعلان وقف الحرب، لكننا في الأصل، اعتدنا أن تستهدفنا إسرائيل، وفي اليوم التالي نعيد فتح أبوابنا أمام الزبائن، فلا خيار ثان أمامنا، هذا مصدر رزقنا».

في منطقة البسطا الفوقا القريبة من وسط بيروت، يسكن رجل سبعيني جاء يتفقد المكان. يروي لـ«الشرق الأوسط» كيف كان وقع الضربات عليهم بالأمس وقبل أيام أيضاً.

ويقول: «هذا متوقع من عدو مثل إسرائيل، وهذا ما اختبرناه في حروبنا السابقة، المهم أنه تمّ وقف إطلاق النار، وفور إعلانه تماماً، غادرت الناس إلى قراها حتّى الحدودية منها».

وعلى مدخل الخندق الغميق تبدو آثار الاستهداف واضحة. وتقول رمزية، إحدى سكان المنطقة النازحين من الضاحية الجنوبية لبيروت: «كانت ليلة الأمس استثنائية في الرعب الذي أحدثته، ربما ليس لها مثيل طوال مدة العدوان، ضربات مكثفة وقوية في بيروت، لكن الخوف الأكبر شعرت به حين حصلت هذه الضربة تحديداً».

وتضيف: «لم أتمكن من النوم حتى الساعة السادسة صباحاً، لكن ما كان يعزينا أن هناك اتفاقاً ما سيحصل، وبأن وقف إطلاق النار بات قريباً، لذا عشنا مشاعر مزدوجة، بين الفرح باقتراب عودتنا، والحزن على كل هذا الدمار والقتل، والخوف لأن لا ثقة بإسرائيل، فربما تعود وتستهدفنا، تحت أيّ ذريعة».