قال حسن فضل الله، النائب في مجلس النواب اللبناني والمسؤول الكبير في «حزب الله»، اليوم الثلاثاء، إن «المقاومة باقية ومستمرة ومتواصلة» بعد انتهاء حربها مع إسرائيل، بما في ذلك عن طريق مساعدة النازحين اللبنانيين في العودة إلى قراهم، وإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية، بالتعاون مع مؤسسات الدولة وآخرين.
وقال فضل الله: «المقاومة جزء من معادلة وطنية عنوانها الجيش والشعب والمقاومة، وهذه المعادلة لم تستطع الحرب الإسرائيلية رغم قساوتها، تفكيك عُراها، والدليل على ذلك أننا عندما تنتهي الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد لبنان، فإن المقاومة التي كانت تقاتل في الميدان هي نفسها التي ستعمل من أجل المساهمة في مساعدة أهلها وشعبها على العودة، وعلى إعادة الإعمار. المقاومة واحدة، سواء في ميدان المواجهة العسكرية أو في ميدان لملمة آثار العدوان»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضاف فضل الله أن مؤسسات «حزب الله» الصحية والاجتماعية والتنموية مستعدة «لليوم التالي، وستنسق مع الدولة اللبنانية لإيواء النازحين وإزالة الأنقاض من المناطق المتضررة ودفن الضحايا والمساعدة في إعادة الإعمار».
وذكر فضل الله في مقابلة مع «رويترز» من البرلمان اللبناني، أن لبنان يمر بساعات «خطرة وحساسة» قبل الإعلان المرتقب عن وقف إطلاق النار، وذلك نظراً للهجمات المكثفة للجيش الإسرائيلي بعد ظهر اليوم على بيروت وضاحيتها الجنوبية. وقال فضل الله: «نحن في ساعات خطرة وحساسة لأننا تعودنا من الكيان الإسرائيلي على أنه عندما تكون هناك مرحلة لوقف الأعمال العدائية يكثف من اعتداءاته على المناطق اللبنانية، وهذا ما نشهده في هذه الساعات من خلال التدمير للمباني السكنية والمؤسسات في بيروت والجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع ومختلف المناطق».
وكان فضل الله يشير إلى الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة بعد ظهر الثلاثاء على بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وفي الساعات التي تلت حديثه لوكالة «رويترز»، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامره الأولى بإخلاء أربعة أحياء في وسط بيروت، وهو تصعيد كبير. لكن فضل الله أضاف: «في الوقت نفسه نحن أمام فشل بري تاريخي للجيش الإسرائيلي الذي لم يتمكن حتى هذه اللحظة من فرض سيطرته على المناطق التي حاول التقدم إليها».
وأردف قائلاً: «لقد طُرد من خط الساحل الذي لم يصل إليه من القطاع الغربي من منطقة البياضة، ولم يتمكن من السيطرة على منطقة الخيام. دُمرت دباباته اليوم في داخل البلدة والمقاومون لا يزالون في قلب الخيام. أيضاً عندما حاولت قوة إسرائيلية التسلل إلى نهر الليطاني في أقرب نقطة إلى الحدود تم صدّها وأجبرت على التراجع، وكان همها أن تأخذ صورة على قاعدة (صوّر واهرب)».
وقال: «تشكيلات (حزب الله) الاجتماعية والصحية والإنمائية في أعلى درجات الاستعداد لليوم التالي من أجل المساهمة في مساعدة الناس على العودة إلى قراها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية الرسمية... الأولوية ستكون بعد وقف العدوان الإسرائيلي على بلدنا هي للناس؛ لإيوائهم، لرفع الأنقاض، لتوديع الشهداء، للعودة إلى القرى، وأيضاً في المرحلة اللاحقة لإعادة الأعمار. هذا موضوع أساسي بالنسبة لـ(حزب الله)». وتابع: «ونحن نعلن اليوم بكل وضوح عن فشل أهداف العدوان الإسرائيلي على لبنان».