في وقت يستعد العراق للمشاركة في القمة العربية الإسلامية التي ستُعقد في المملكة العربية السعودية، دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أوروبا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة ولبنان.
وقال بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، إن الأخير -أثناء استقباله، الأحد، سفير جمهورية التشيك الجديد لدى العراق، يان شنايدوف- أكد «أهمية أن تعمل دول الاتحاد الأوروبي على الضغط باتجاه وقف الحرب على غزة ولبنان، وضرورة إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة، للحد من التداعيات الخطيرة التي تسببت فيها الحرب على المنطقة والعالم».
في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، زيارة إلى المملكة العربية السعودية، تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمملكة للمشاركة في القمة المذكورة. وذكر بيان للخارجية أن «الوزير حسين استهل زيارته بلقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى؛ إذ تمت مناقشة سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين».
كما تمت مناقشة «أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والمستجدات التي تتعلق بالتوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتبادل وجهات النظر في تأثير الإدارة الأميركية المقبلة ومواقف الرئيس الجديد ترمب على الوضع السياسي للدول في المنطقة».
وجدّد حسين «موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشدداً على وقوف العراق، حكومةً وشعباً، إلى جانب الشعب الفلسطيني في مساعيه لإنجاز حقوقه المشروعة». وكان السوداني قد أجرى قبل يومين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن سُبل تطويرها في المستقبل، في وقت يدور جدلٌ داخل العراق بشأن مذكرة القبض التي أصدرها القضاء العراقي بحق ترمب، بتهمة قيامه باغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، الذي كان في استقبال قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي اغُتيل مطلع 2020 بطائرة أميركية على طريق مطار بغداد الدولي.
إلى ذلك، وفيما بدا أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد استعداد العراق لتطوير العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن فوز ترمب بدا مفاجئاً لعدد من القوى السياسية العراقية، وفي مقدمتها الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
ومع أن مكالمة السوداني مع ترمب بدت مفاجئة هي الأخرى لتلك الأوساط، لا سيما أن ترمب متهم بقتل سليماني والمهندس، لكن لم تصدر مواقف سلبية من قِبَل الفصائل أو الأطراف السياسية المقربة منها بالضد من مكالمة السوداني للرئيس الأميركي الجديد، الذي دعا السوداني إلى «لقاء عاجل» طبقاً للبيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء.
إلى ذلك، كثّف الطيران المُسيّر الأميركي -خلال الأيام الأخيرة- وجوده في سماء المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، بهدف مراقبة ورصد الأنشطة المتعلقة بعمليات نقل الأسلحة أو المقاتلين من العراق إلى داخل الأراضي السورية. وطبقاً لمصادر أمنية عراقية، فإن الطيران الأميركي المُسّير يغطي منذ عدة أيام سماء مدينة الرمادي، والمناطق القريبة منها، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية.
وأشارت المصادر إلى أن «الغاية من تحليق الطائرات المسيّرة على مستويات متوسطة الارتفاع، بحيث يمكن ملاحظتها من قبل السكان، هي مراقبة الحدود والقوافل المتجهة إلى الأراضي السورية، التي قد تكون محملة بالأسلحة والمقاتلين».
وتُفيد المصادر الأمنية بأن «الطيران المسيّر يسعى للكشف عن مواقع انطلاق الهجمات باتجاه الأماكن التي توجد فيها القوات الأميركية داخل العراق، والتي تنفذها ضدها الفصائل المسلحة».