السوداني يدعو أوروبا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة ولبنان

العراق يتهيأ لمرحلة ما بعد فوز ترمب

رئيس الوزراء العراقي مستقبلاً السفير التشيكي لدى بغداد يان شنايدوف (وكالة الأنباء العراقية)
رئيس الوزراء العراقي مستقبلاً السفير التشيكي لدى بغداد يان شنايدوف (وكالة الأنباء العراقية)
TT

السوداني يدعو أوروبا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة ولبنان

رئيس الوزراء العراقي مستقبلاً السفير التشيكي لدى بغداد يان شنايدوف (وكالة الأنباء العراقية)
رئيس الوزراء العراقي مستقبلاً السفير التشيكي لدى بغداد يان شنايدوف (وكالة الأنباء العراقية)

في وقت يستعد العراق للمشاركة في القمة العربية الإسلامية التي ستُعقد في المملكة العربية السعودية، دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أوروبا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة ولبنان.

وقال بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، إن الأخير -أثناء استقباله، الأحد، سفير جمهورية التشيك الجديد لدى العراق، يان شنايدوف- أكد «أهمية أن تعمل دول الاتحاد الأوروبي على الضغط باتجاه وقف الحرب على غزة ولبنان، وضرورة إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة، للحد من التداعيات الخطيرة التي تسببت فيها الحرب على المنطقة والعالم».

في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، زيارة إلى المملكة العربية السعودية، تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمملكة للمشاركة في القمة المذكورة. وذكر بيان للخارجية أن «الوزير حسين استهل زيارته بلقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى؛ إذ تمت مناقشة سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين».

كما تمت مناقشة «أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والمستجدات التي تتعلق بالتوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتبادل وجهات النظر في تأثير الإدارة الأميركية المقبلة ومواقف الرئيس الجديد ترمب على الوضع السياسي للدول في المنطقة».

وجدّد حسين «موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشدداً على وقوف العراق، حكومةً وشعباً، إلى جانب الشعب الفلسطيني في مساعيه لإنجاز حقوقه المشروعة». وكان السوداني قد أجرى قبل يومين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن سُبل تطويرها في المستقبل، في وقت يدور جدلٌ داخل العراق بشأن مذكرة القبض التي أصدرها القضاء العراقي بحق ترمب، بتهمة قيامه باغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، الذي كان في استقبال قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي اغُتيل مطلع 2020 بطائرة أميركية على طريق مطار بغداد الدولي.

إلى ذلك، وفيما بدا أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد استعداد العراق لتطوير العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن فوز ترمب بدا مفاجئاً لعدد من القوى السياسية العراقية، وفي مقدمتها الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

ومع أن مكالمة السوداني مع ترمب بدت مفاجئة هي الأخرى لتلك الأوساط، لا سيما أن ترمب متهم بقتل سليماني والمهندس، لكن لم تصدر مواقف سلبية من قِبَل الفصائل أو الأطراف السياسية المقربة منها بالضد من مكالمة السوداني للرئيس الأميركي الجديد، الذي دعا السوداني إلى «لقاء عاجل» طبقاً للبيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء.

إلى ذلك، كثّف الطيران المُسيّر الأميركي -خلال الأيام الأخيرة- وجوده في سماء المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، بهدف مراقبة ورصد الأنشطة المتعلقة بعمليات نقل الأسلحة أو المقاتلين من العراق إلى داخل الأراضي السورية. وطبقاً لمصادر أمنية عراقية، فإن الطيران الأميركي المُسّير يغطي منذ عدة أيام سماء مدينة الرمادي، والمناطق القريبة منها، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية.

وأشارت المصادر إلى أن «الغاية من تحليق الطائرات المسيّرة على مستويات متوسطة الارتفاع، بحيث يمكن ملاحظتها من قبل السكان، هي مراقبة الحدود والقوافل المتجهة إلى الأراضي السورية، التي قد تكون محملة بالأسلحة والمقاتلين».

وتُفيد المصادر الأمنية بأن «الطيران المسيّر يسعى للكشف عن مواقع انطلاق الهجمات باتجاه الأماكن التي توجد فيها القوات الأميركية داخل العراق، والتي تنفذها ضدها الفصائل المسلحة».


مقالات ذات صلة

عراقجي يصل إلى بغداد لحضور اجتماع ثلاثي مع نظيريه العراقي والسوري

المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتحدث خلال اجتماعه مع نظيره العراقي في بغداد بالعراق في 13 أكتوبر 2024 (رويترز)

عراقجي يصل إلى بغداد لحضور اجتماع ثلاثي مع نظيريه العراقي والسوري

وصل وزير الخارجية الإيراني إلى العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم (الجمعة)؛ للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية العراق وسوريا وإيران؛ لبحث تداعيات الأوضاع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

وزراء خارجية سوريا والعراق وإيران يجتمعون الجمعة

قالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سيجتمع مع نظيريه السوري والإيراني غداً (الجمعة) لمناقشة الوضع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مقتدى الصدر (رويترز)

الصدر يطالب الحكومة العراقية بـ«معاقبة من يتدخل في سوريا»

شدد زعيم التيار الصدري في العراق على «ضرورة عدم التدخل في سوريا»، ودعا الحكومة في بغداد إلى «معاقبة كل من يُخلّ بالأمن».

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي السوداني طلب استضافته في البرلمان بشأن الأزمة السورية (إعلام حكومي)

السوداني: فضيحة التنصت «كذبة القرن» في العراق

بعد أشهر من إلقاء القبض على موظف بارز في الحكومة بتهمة قيادة «شبكة تنصت»، خرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لأول مرة، عن صمته واصفاً إياها بـ«كذبة القرن».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي «أبو محمد الجولاني» زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» خلال زيارة لمدينة حلب (قنوات للفصائل السورية المسلحة عبر «تلغرام»)

زعيم «هئية تحرير الشام» يدعو العراق إلى النأي بنفسه عن الحرب السورية

دعا زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» المعروف باسم «أبو محمد الجولاني» رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى «النأي بالعراق عن الحرب السورية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجولاني: هدفنا «الإطاحة» بنظام الأسد ثم الانتقال إلى دولة المؤسسات

TT

الجولاني: هدفنا «الإطاحة» بنظام الأسد ثم الانتقال إلى دولة المؤسسات

الجولاني في حلب الأربعاء 4 ديسمبر 2024 (تلغرام)
الجولاني في حلب الأربعاء 4 ديسمبر 2024 (تلغرام)

قال زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، إن هدف الفصائل التي تشنّ هجوماً على الجيش السوري منذ أكثر من أسبوع، وتمكّنت خلاله من السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وعدد من المناطق المجاورة، ثم على مدينة حماة، هو الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف.

وتحدَّث الجولاني، في أول مقابلة إعلامية له منذ سنوات مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، في مكان غير معلن في سوريا، عن خطط لإنشاء حكومة قائمة على المؤسسات و«مجلس يختاره الشعب».

خريطة توزع القوى العسكرية في سوريا بعد سيطرة الفصائل المسلّحة على حماة في 5 ديسمبر 2024 (الشرق الأوسط)

وأضاف: «عندما نتحدَّث عن الأهداف، يظل هدف الثورة هو الإطاحة بهذا النظام، ومن حقنا استخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف».

وتابع: «كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائماً داخله... حاول الإيرانيون إحياء النظام، وكسب الوقت له، وفي وقت لاحق حاول الروس أيضاً دعمه، لكن الحقيقة تظل: هذا النظام ميت».

الجولاني خلال مقابلة تلفزيونية (إكس)

ووفقاً للشبكة الأميركية، أظهر الجولاني خلال المقابلة شعوره بالثقة، وحاول إظهار الحداثة في لقائه، الذي جرى في وضح النهار وبقليل من الأمن.

وذكر الجولاني أنه مرَّ بتحولات عدة على مرِّ السنين، وقال: «الشخص في العشرينات من عمره له شخصية مختلفة عن شخص في الثلاثينات أو الأربعينات، وبالتأكيد شخص في الخمسينات؛ هذه هي الطبيعة البشرية».

ولفتت الشبكة إلى أن الجولاني كان مقاتلاً شاباً في صفوف تنظيم «القاعدة» ضد الولايات المتحدة في العراق، وعاد إلى وطنه في أثناء الحرب الأهلية السورية، وقاد فرع الجماعة الإرهابية في سوريا عندما كان تحت اسم جبهة «النصرة» ثم قطع علاقاته بـ«القاعدة»، وتطوَّرت منظمته إلى «هيئة تحرير الشام»، المعروفة أيضاً باسم «منظمة تحرير بلاد الشام»، في أوائل عام 2017.

ولا تزال الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية الأخرى تصنِّف «هيئة تحرير الشام» بأنها «منظمة إرهابية أجنبية»، على الرغم من محاولات الجماعة إبعاد نفسها عن جذورها.

وأضافت الشبكة أن مقابلة الجولاني معها، يوم الخميس، بمثابة تحول جذري عن الخطاب المتشدد الذي استخدمه خلال أول مقابلة تلفزيونية له على الإطلاق في عام 2013، عندما أجرت معه قناة «الجزيرة» مقابلة مع وجهه في الظل، وفي ذلك الوقت، ركّزت تصريحاته على تعزيز فرع «القاعدة» في سوريا.

وفي مقابلة الخميس، عرض الجولاني رؤية مختلفة للبلد الذي مزّقته الحرب، وفي إشارة إلى محاولته تغيير اسمه، استخدم أيضاً اسمه الحقيقي علناً لأول مرة - أحمد الشرع - بدلاً من الاسم العسكري الذي يُعرف به على نطاق واسع.

مع توسع تقدم الفصائل في سوريا، أصرَّ الجولاني على أنَّ المدنيين ليس لديهم ما يخشونه في إدارة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل، وزعم أن «الأشخاص الذين يخشون الحكم الإسلامي إما رأوا تطبيقاً غير صحيح له، أو لا يفهمونه بشكل صحيح».

وذكر أن قواته إذا نجحت في الإطاحة بنظام الأسد، فسوف ينتقل إلى «دولة حكم ومؤسسات، وما إلى ذلك».

الجولاني بملابسه العسكرية (إكس)

وقالت «هيئة تحرير الشام» إنها تعمل على طمأنة المدنيين والجماعات التي عانت من الاضطهاد على أيدي الجماعات المتطرفة في الحرب الأهلية السورية التي استمرّت عقداً من الزمان، كما قالت إنها بذلت قصارى جهدها لإخبار المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية علناً بأنهم سيعيشون بأمان تحت حكمها.

وقال الجولاني رداً على سؤال حول المخاوف بشأن سلامتهم: «كانت هناك بعض الانتهاكات ضد الأقليات من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا».

وأضاف: «لا يحق لأحد محو مجموعة أخرى. لقد تعايشت هذه الطوائف في هذه المنطقة لمئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها».

ومع ذلك، أثارت جماعات حقوق الإنسان، والمراقبون المحليون، ناقوس الخطر بشأن معاملة «هيئة تحرير الشام» الأخيرة للمعارضين السياسيين في إدلب، زاعمين أن المجموعة شنَّت حملات قمع قاسية على الاحتجاجات، وعذَّبت وأساءت معاملة المعارضين.

وقال الجولاني إن حوادث الإساءة في السجون «لم تتم بأوامرنا أو توجيهاتنا، و(هيئة تحرير الشام) قد حمَّلت بالفعل المتورطين المسؤولية».

كما ردَّ الجولاني على تصنيف «هيئة تحرير الشام» بأنها «منظمة إرهابية»، واصفاً هذا التصنيف بأنه «سياسي في المقام الأول، وفي الوقت نفسه، غير دقيق»، بحجة أن بعض الممارسات المتطرفة «خلقت انقساماً» بين «هيئة تحرير الشام» والجماعات المتطرفة.

وزعم أنه كان يعارض بعض التكتيكات الأكثر وحشية التي تستخدمها الجماعات الأخرى، التي أدت إلى قطع علاقاته بها، كما زعم أنه لم يشارك شخصياً في هجمات على المدنيين.

أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» خلال زيارة لمدينة حلب (قنوات للفصائل السورية المسلحة عبر «تلغرام»)

وأعرب الجولاني عن رغبته في رؤية القوات الأجنبية تغادر سوريا.

وهناك حالياً قوات من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى المليشيات الإيرانية.

وقال: «أعتقد بأنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل القضية، ولن تكون هناك حاجة بعد الآن لأي قوات أجنبية للبقاء في سوريا».

وأضاف أن «سوريا تستحق نظام حكم مؤسسي، وليس نظاماً يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية».

وتابع الجولاني: «نحن نتحدث عن مشروع أكبر. نحن نتحدث عن بناء سوريا. إن (هيئة تحرير الشام) ليست سوى جزء واحد من هذا الحوار، وقد تنحل في أي وقت. إنها ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة: مواجهة هذا النظام».