حرب غزة تمتد إلى شوارع أمستردام

مناصرو فريق قدم إسرائيلي تواجهوا مع مؤيدين لفلسطين... واتهامات بـ«معاداة السامية»

متظاهرون مؤيديون للفلسطينيين في أمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)
متظاهرون مؤيديون للفلسطينيين في أمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)
TT

حرب غزة تمتد إلى شوارع أمستردام

متظاهرون مؤيديون للفلسطينيين في أمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)
متظاهرون مؤيديون للفلسطينيين في أمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)

الاشتباك الذي وقع ليلة الخميس - الجمعة في أمستردام، بين مشجعي فريق كرة القدم «مكابي تل أبيب»، ومجموعات من الشبان الهولنديين، وغالبيتهم عرب أو مسلمون، بدا وكأنه أحد إفرازات الحرب الإسرائيلية في غزة أو في لبنان.

وكان واضحاً أن ما حصل مرتبط بالممارسات البشعة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان، وهو أمر أجج كما يبدو العداء لإسرائيل ولليهود في العالم، وضاعف من الكراهية ضدهم. وإذا كانت وسائل الإعلام العبرية قد نجحت في إخفاء ما يجري في غزة عن جمهورها، فإن صور أشلاء الأطفال والنساء في غزة، بفعل الغارات الإسرائيلية على مدار 13 شهراً، تسببت في موجة غضب عميقة حول العالم ظهرت تداعيات جلية فيما حصل لمناصري فريق كرة القدم الإسرائيلي في أمستردام، ليلة الخميس.

لكن، لكي تكون القراءة سليمة للمشهد في أمستردام، ينبغي توضيح عدة نقاط بشكل موضوعي وإنساني:

فأولاً، المباراة بين فريق مكابي تل أبيب وفريق أياكس الهولندي سارت في المساء بشكل عادي. قسم من مؤيدي أياكس تعمدوا الاحتجاج في الملعب على الحرب الإسرائيلية فرفعوا شعار «الحرية لفلسطين»، وهتفوا ضد إسرائيل، والجمهور الإسرائيلي رد بهتافات ضد فلسطين وضد العرب وانتهت المباراة بسلام.

الشرطة الهولندية تعتقل شاباً خلال المواجهات التي وقعت في أمستردام (رويترز)

وثانياً، سبق المباراة حدثان: الأول في يوم الثلاثاء، حيث قام لصوص بسرقة جواز سفر ونقود من مواطن إسرائيلي، تبين بالصدفة أنه مقاتل في حرس الحدود. وفي يوم الأربعاء، أقيمت مظاهرة ضد وجود فريق إسرائيلي في أمستردام. وتفرقت المظاهرة بسلام. مما يعني أن من اختار الاحتجاج السياسي السلمي كانوا أكثرية ساحقة وجلهم من مواطني هولندا الأصليين وبضع مئات من ذوي الأصول العربية والإسلامية. ورغم غضبهم وكراهيتهم لإسرائيل حافظوا على قواعد النضال السياسي. فلم يعتدوا على يهود، بل كان بينهم عدد من المواطنين اليهود الهولنديين.

ثالثاً: كالعادة توجد شوائب في كل مجموعة. فالمؤيدون للفريق الذين حضروا خصيصاً للمباراة، وبلغ عددهم 3 آلاف، ضموا في صفوفهم مجموعة تقدر بثلاثمائة شخص من الغوغائيين والعنصريين. الغالبية منهم عادوا إلى الفنادق بلا أي تصرف شاذ. لكن أقلية منهم راحت تهتف في الطريق إلى محطة القطار المجاورة للملعب، وتشتم العرب بأقذع الشتائم. وهؤلاء معروفون بتصرفاتهم هذه أيضاً في إسرائيل، عندما تكون لفريقهم مباراة مع فريق عربي. فهم يسافرون مثلاً إلى مدينة سخنين العربية لمباراة مع فريقها المحلي، ويشتمون أهلها وشعبها الفلسطيني ومقدسات المسلمين. وهم يركنون إلى وجود شرطة إسرائيلية «متفهمة»، فلا يخافون. ويبدو أنهم وجدوها فرصة لتكرار المشهد في أمستردام، عاصمة دولة هولندا المعروفة بتعاطفها مع إسرائيل. لكنهم هنا اصطدموا بشرطة مختلفة وبمعارضة مختلفة.

أحد المحتجين يحمل علم فلسطين في ساحة عامة بأمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)

ورابعاً، يوجد بين صفوف العرب المتظاهرين ضد إسرائيل أيضاً بعض المهووسين والعنصريين الذين نفذوا اعتداءات على إسرائيليين يهود من مشجعي فريق مكابي، بشكل مدان. فألقوا بأحدهم في النهر وهم يأمرونه بالهتاف «الحرية لفلسطين»، واستلوا السكاكين وراحوا يطاردون يهوداً آخرين ويصرخون «انتقاماً لأطفال غزة» ويشتمون اليهود. وقد شوّه هؤلاء موقف الضحية الحقيقية وأساؤوا لغزة وضحاياها من الأطفال أكثر من الإساءة إلى إسرائيل، بل إنهم ساعدوا إسرائيل على الظهور بمظهر الضحية التي يلاحقها العرب والمسلمون.

وأفادت «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن طائرة هبطت في مطار بن غوريون بعد ظهر الجمعة تقل إسرائيليين تم إجلاؤهم من هولندا بعد صدامات الخميس التي أصيب فيها عدد من الأشخاص، واعتقل خلالها العشرات، والتي وصفتها رئيسة بلدية أمستردام، فيمكه خالسيما، بأنها ذات طابع «معاد للسامية».

رئيسة بلدية أمستردام فيمكه خالسيما خلال مؤتمرها الصحافي الجمعة (إ.ب.أ)

وأشارت خالسيما في مؤتمر صحافي إلى أن أشخاصاً اعتدوا على مشجعي فريق مكابي تل أبيب قبل أن يفروا، وأن «مثيري شغب على متن دراجات (سكوتر)» لاحقوا الإسرائيليين. وأعلنت فرض حظر مؤقت على المظاهرات في العاصمة الهولندية. بدوره، ندد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف بـ«الاعتداء المروع المعادي للسامية» في أمستردام.

لكن الشرطة الهولندية قال، من جهتها، إن التوتر بدأ قبل 24 ساعة من موعد المباراة. وأفاد المتحدث باسم الشرطة بيتر هولا بتسجيل «حوادث من الطرفين»، ليل الأربعاء. وتابع: «قام مشجعو مكابي بإزالة علم من واجهة مبنى في روكين، ودمّروا سيارة أجرة. تمّ إشعال علم فلسطيني في أمستردام»، وهي إحدى مناطق العاصمة. وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في بيان: «نتابع برعب هذا الصباح الصور ومقاطع الفيديو الصادمة التي كنا نأمل بألا نراها مجدداً بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)»، في إشارة إلى هجوم حركة «حماس» على بلدات ومواقع عسكرية في غلاف غزة العام الماضي. وتابع هرتسوغ: «بوغروم معادٍ للسامية يحصل ضد مشجعي مكابي تل أبيب المواطنين الإسرائيليين في قلب أمستردام». وتستخدم هذه العبارة للإشارة إلى الاعتداءات والمجازر التي تعرض لها اليهود في ظل الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر، وباتت تُعتمد للإشارة إلى تعرضهم لاعتداءات ممنهجة. أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فتحدث عن «اعتداء معاد للسامية» في اتصال مع نظيره الهولندي ديك شوف. كما أمر نتنياهو رئيس الموساد بإعداد خطة لتفادي العنف في الأحداث الرياضية.

مشجع يحمل علم إسرائيل في ساحة دام بأمستردام الجمعة (إ.ب.أ)

من جهته، كتب رئيس الوزراء الهولندي عبر منصة «إكس»: «تابعت برعب التغطية من أمستردام. اعتداءات غير مقبولة معادية للسامية على إسرائيليين»، مشيراً إلى أنه أكد لنتنياهو أن «الجناة سيتمّ تعقبهم وملاحقتهم». كما أبدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين «استياءها» من «الهجمات الدنيئة التي استهدفت مواطنين إسرائيليين في أمستردام». وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس «ستواصل مكافحة معاداة السامية البغيضة بلا هوادة»، لافتاً إلى أن ما جرى «يعيد التذكير بأشد المراحل قتامة في التاريخ».


مقالات ذات صلة

رهائن سابقون في غزة يطالبون بعد عام من الإفراج عنهم بإعادة الباقين

شؤون إقليمية سيدة تغلق فمها وتربط يديها بحبل خلال مظاهرة في تل أبيب تطالب بإعادة المحتجزين في غزة (رويترز)

رهائن سابقون في غزة يطالبون بعد عام من الإفراج عنهم بإعادة الباقين

بعد عام على إطلاق سراحهم خلال الهدنة الوحيدة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، دعا رهائن سابقون في غزة إلى تأمين الإفراج عمن لا يزالون محتجزين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صبي فلسطيني ينقذ دراجة هوائية تالفة من بين أنقاض منزل دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة الأحد (الفرنسية)

استيطان غزة... هدف لا تُعلنه إسرائيل لكنها تنفذه

تشير تصريحات إسرائيلية لمسؤولين حاليين وسابقين وحملات لقادة مستوطنين، إلى احتلال طويل لغزة واستئناف الاستيطان، حتى بات ذلك هدفاً غير معلن للحرب لكنه يُنفذ بدقة.

كفاح زبون (رام الله)
العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

TT

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

أبنية مدمرة في منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
أبنية مدمرة في منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

أعاد «حزب الله» تفعيل معادلة «بيروت مقابل تل أبيب» التي كثيراً ما رفعها، عبر استهداف وسط إسرائيل في رد منه على المجزرة التي ارتكبتها الأخيرة في منطقة البسطة وسط بيروت، في وقت يخوض فيه الطرفان مواجهات برية عنيفة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، عند محور بلدة الخيام التي لم يتمكّن الجيش الإسرائيلي حتى الآن من السيطرة عليها، بينما اشتدت وتيرة الاشتباكات على محور شمع – طيرحرفا، في القطاع الغربي.

صورة وزعها الإعلام الحربي في "حزب الله" عن معادلة "بيروت - تل أبيب"

هذا في وقت تواصلت فيه الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، إذ شن الطيران الإسرائيلي، بعد ظهر الأحد، غارتين جويتين على منطقة الكفاءات في الضاحية، بعد نحو ساعة من إصداره إنذاراً بالإخلاء. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام»، إن الغارتين على الكفاءات تسببتا بدمار هائل على رقعة جغرافية كبيرة، بدءاً من المباني المجاورة لمدارس المهدي واستكمالاً باتجاه طريق عام الجاموس». وأفادت بأن سحب الدخان الكثيفة غطت أجواء المنطقة المستهدفة، مع انبعاثات لروائح كريهة.

تسارع عملية الخيام

تتسارع وتيرة العملية البرية الإسرائيلية للتوغل في الخيام على وقع الغارات والتفجيرات والقذائف الإسرائيلية، في موازاة استمرار القصف الإسرائيلي على قرى الجنوب حيث يسجل سقوط مزيد من القتلى والجرحى.

و أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن بلدة الخيام شهدت ليلة من أصعب الليالي وأعنفها منذ بدء الاجتياح البري عليها، حيث استمر الجيش الإسرائيلي بعملية توغله في البلدة تحت غطاء ناري كثيف، إذ قصفت مدفعيته مختلف أحيائها وشن طيرانه الحربي غارات مسبباً دماراً هائلاً في الأحياء والممتلكات. كما فخخ المنازل والمحال التجارية، وفجر حياً كاملاً في الجهة الغربية من البلدة.

وعلى وقع هذه المواجهات، تلقى بعض سكان المنطقة اتصالات هاتفية من الجيش الإسرائيلي عبر مجيب آلي، محذراً إياهم من الظهور في المناطق المشرفة على أماكن واجودهم، ومهدداً أن أي شخص سيقوم بالتصوير سيعد هدفاً.

دير ميماس

أما في ديرميماس التي مر الجيش الإسرائيلي عبرها باتجاه الخيام، فقد نفذ عدة عمليات تفجير تحت دير مار ميماس، وأغار طيرانه على الوادي والجبال المحيطة بالبلدة تحت قلعة شقيف وعلى ضفاف نهر الليطاني.

وأكد رئيس البلدية جورج نكد أن القوات الإسرائيلية كانت قد وصلت من جهة كفركلا إلى تلة لوبيا الواقعة بين القليعة ودير ميماس، ونصبت فيها حاجزاً، وأن هناك ما يقارب الـ20 شخصاً في البلدة بينهم سيدة حامل على وشك الولادة، ويجري التواصل مع «الصليب الأحمر الدولي» من أجل نقلها إلى بيروت.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعاد قطع طريق الخردلي بالكامل الذي يوصل النبطية بمرجعيون، من خلال الإغارة عليه، والتسبب بفجوة كبيرة، لمنع مرور أي من السيارات والآليات.

شمع طيرحرفا

وفي القطاع الغربي، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن «اشتداد وتيرة الاشتباكات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على محور شمع، طيرحرفا، شمع، حيث يعمد العدو إلى قصف البلدات المذكورة، بينما يكثف الطيران الاستطلاعي والمسّير بالتحليق فوق أرض المعركة الدائرة».

وأفادت «الوطنية» بأن فرق الدفاع المدني التابع لجمعية «كشافة الرسالة» الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية تحتاج لرافعات من النوع الكبير للمساعدة في رفع الأنقاض من المباني التي تتعرض للقصف الإسرائيلي؛ لأن الآليات المتاحة لا تفي بالغرض المطلوب.

وبعد الظهر، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن دبابة إسرائيلية متمركزة في ضهور البياضة تقوم بقصف البياضة وبيوت السياد والمنصوري، وبتمشيط سهل المنصوري. وأشارت إلى «اشتباكات في ضهور البياضة للجهة الجنوبية بين المقاومة وقوة إسرائيلية تحاول التوغل والتقدم نحو الطريق العام لبلدة البياضة للالتفاف على البلدة، كونها منطقة استراتيجية تكشف سهلي صور والناقورة. إلا أن المقاومة وجهت نيران رشاشاتها وقذائفها الصاروخية باتجاه القوة الإسرائيلية المعادية محققة إصابات، الأمر الذي دفع بالعدو إلى قصف محيط البياضة والمنصوري وبيوت السياد»، ليعود بعدها ويعلن «حزب الله» أن دمّر دبابة «ميركافا» عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة.

بيانات الحزب

أعلن الحزب في بيانات متفرقة، أنه «في سياق التصدي لمحاولات العدو التوغل ضمن المناطق الحدودية جنوب لبنان، استهدف مجاهدو المُقاومة 4 مرات تجمعاً للقوات الإسرائيلية شرق مدينة الخيام، برشقة صاروخية»، كما تعرّض تجمع للقوات الإسرائيلية في موقع المطلة، لاستهداف برشقة صاروخية، أعقبه هجوم جويّ بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على غرفة عمليّات مُستحدثة للاحتلال في مستوطنة المطلة، وأصابت أهدافها بدقّة»، بحسب بيان «حزب الله».

كذلك، أعلن الحزب عن استهدافه مرتين، تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، وتجمعاً في مستوطنة المنارة برشقات صاروخية.

وفي البقاع الغربي، أعلن بيان لـ«حزب الله» تصدي المقاتلين لطائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع «هرمز 450» في أجواء البقاع الغربي، بصاروخ أرض – جو، وأجبروها على المغادرة.

رداً على مجزرة بيروت

وهزّت صواريخ «حزب الله» قلب تل أبيب في رد على المجرزة التي ارتكبتها إسرائيل في منطقة البسطة في بيروت، بينما بلغت عمليات الحزب حتى بعد ظهر الأحد 36 عملية.

قوات الأمن الإسرائيلية تقوم بمعاينة موقع أصيب بصواريخ «حزب الله» وأدى إلى تضرُّر أحد المنازل (إ.ب.أ)

وقال مصدر أمني إن استهداف «حزب الله» تل أبيب يعكس إعادة تفعيل معادلة «تل أبيب مقابل بيروت» التي سبق أن أعلن عنها أمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله، وأعاد التأكيد عليها الأمين العام الحالي نعيم قاسم، مشيراً إلى أن «حزب الله» الذي تلقى ضربات قاسية يحاول أن يثبت من خلال ذلك استمرار قوته الصاروخية، وإرباك عمل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.

250 صاروخاً

وفيما بدا واضحاً ارتفاع عدد الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» باتجاه إسرائيل مقارنة مع الأيام الماضية، واتساع رقعة المساحة التي استهدفتها، أفادت «القناة 14» الإسرائيلية بأن «حزب الله» أطلق، الأحد، أكثر من 250 صاروخاً باتجاه إسرائيلي، قال الجيش الإسرائيلي، بعد الظهر، إن «حزب الله» أطلق نحو 160 مقذوفاً من لبنان نحو شمال ووسط إسرائيل ما تسبب في إصابة عدة أشخاص، وإحداث أضرار في المباني والسيارات.

وفيما أفيد عن تعليق العمل بمطار بن غوريون لوقت قصير، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «انفجارات عنيفة سُمعت في تل أبيب الكبرى بعد استهدافها بصواريخ من لبنان للمرة الثانية»، بينما دوّت صافرات الإنذار في نهاريا وعكا والجليل الأعلى مع إطلاق رشقات صاروخية باتجاهها، بينما سجل وقوع بعض الأضرار في حيفا ونهاريا جراء الصواريخ.

وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأن 5 أشخاص أصيبوا في وسط إسرائيل نتيجة سقوط شظايا صاروخ أطلقه «حزب الله».

وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن انطلاق صافرات الإنذار في شمال البلاد ووسطها، قال في بيان: «حتى الثالثة بعد الظهر، عبر نحو 160 مقذوفاً أطلقتها جماعة (حزب الله) الإرهابية من لبنان إلى إسرائيل، الأحد»، بينما أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء) بأن بين الجرحى شخصاً إصابته ما بين «متوسطة إلى خطيرة».

وفي بيانات متفرقة، أعلن «حزب الله»، الأحد، أنه قصف «هدفاً عسكرياً» في مدينة تل أبيب وقاعدة استخبارات عسكرية قربها وأخرى بحرية في جنوب إسرائيل، غداة غارة إسرائيلية عنيفة على وسط العاصمة اللبنانية بيروت أودت بحياة 29 شخصاً، وإصابة 66 شخصاً، وفق حصيلة نهائية أعلنت عنها، الأحد، وزارة الصحة.

وفي بيان آخر، قال الحزب إن مقاتليه شنّوا، صباح الأحد، «للمرّة الأولى، هجوماً جويّاً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة» التي تبعد 150 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، إضافة إلى تنفيذه «عمليّة مركّبة»، صباح الأحد، على «هدف عسكريّ في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية».

وفي بيان ثالث، قال الحزب «إن مقاتليه استهدفوا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كيلومترات، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية».

واستهدف مقاتلو المقاومة برشقة صاروخية «قاعدة بلماخيم»، بحسب ما أعلن «حزب الله»، مشيراً إلى أن هذه القاعدة هي قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الإسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة «حيتس» للدفاع الجويّ والصاروخي، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كلم، جنوب مدينة تل أبيب.

إسرائيليون يقومون بمعاينة أحد المواقع التي استهدفتها صواريخ «حزب الله» في محيط تل أبيب وأدت إلى أضرار في المنازل والسيارات (أ.ف.ب)

وسبق هذه العمليات النوعية، استهداف «حزب الله» بصواريخ مستوطنات حتسور هاجليليت ومعالوت ترشيحا وكفار بلوم وكريات شمونة، وتجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، و«مرابض مدفعية في مستوطنة ديشون التي تعتدي على أهلنا وقرانا»، بحسب بيان «حزب الله».