إشارات إسرائيلية متضاربة حول تقليص العملية العسكرية البرية في جنوب لبنان

المواجهات متواصلة... والغارات ومحاولات التوغل تتجدد في المنطقة الحدودية

جندي إسرائيلي يشير إلى منزل تعرض لأضرار نتيجة صواريخ «حزب الله» في المطلة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي يشير إلى منزل تعرض لأضرار نتيجة صواريخ «حزب الله» في المطلة (أ.ف.ب)
TT

إشارات إسرائيلية متضاربة حول تقليص العملية العسكرية البرية في جنوب لبنان

جندي إسرائيلي يشير إلى منزل تعرض لأضرار نتيجة صواريخ «حزب الله» في المطلة (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي يشير إلى منزل تعرض لأضرار نتيجة صواريخ «حزب الله» في المطلة (أ.ف.ب)

ترسل إسرائيل إشارات متناقضة حول العمليات العسكرية في جنوب لبنان؛ إذ تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن تقليص العمليات في الأسبوعين الأخيرين وسحب فرقتين من أصل أربع كانت تقاتل في ميدان الحافة الحدودية، لكن الاشتباكات تتواصل بشكل متقطع، على أكثر من محور، فضلاً عن تفجير إسرائيل منازل ومربعات سكنية في المنطقة الحدودية اللبنانية، فيما استأنف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على تلك المنطقة.

ولم تثبّت القوات الإسرائيلية أي نقطة عسكرية في القرى الحدودية اللبنانية التي دخلت إليها، على مدى 4 أسابيع من عمر المعركة البرية التي أطلقتها في جنوب لبنان، وفق ما تقول مصادر أمنية لبنانية، لكنها تتوغل في العمق اللبناني، وتفخخ منازل ومنشآت مدنية وتفجرها، كان آخرها تفجيرات طالت 38 منزلاً ببلدة ميس الجبل، في حي يشرف على مستعمرة «المنارة».

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن بيانات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه «يقلص عملياته البرية في جنوب لبنان، في الأسبوعين الأخيرين»، وإن ذلك «يعود إلى عدد جنوده الذين قُتلوا خلال الاجتياح المستمر منذ نحو 5 أسابيع».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبل أسبوعين أن 4 فرق عسكرية، هي: «91» و«146» و«98» و«36»، تشارك في العملية البرية. لكنه قال يوم السبت الماضي إن فرقتين فقط تشاركان في العملية، هما «146» و«91»، مما يعني أن العملية تقوم على فرقتين الآن، ويشير ذلك إلى تقليص الفرق المهاجمة.

غير أن الحديث عن تقليص العملية تدحضه المعطيات الميدانية؛ إذ تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن «اشتباكات عنيفة» خاضها مقاتلو «حزب الله» مع قوة إسرائيلية، عند أطراف عين إبل - حانين لجهة بلدة رميش، كما تحدث «حزب الله» عن استهداف تجمع للقوات الإسرائيلية عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية. كما أعلن عن استهداف لتجمع آخر في ثكنة «دوفيف» القريبة من الحدود اللبنانية بصلية صاروخية.

وفي محاولة تسلل من الجيش الإسرائيلي من ناحية بلدة رميش، بمنطقة «خانوق الكسارة»، اندلعت اشتباكات وتواصلت المواجهات حتى فجر الثلاثاء؛ «ما أجبر القوات الإسرائيلية على الانكفاء بعد تكبدها خسائر كبيرة»، وفق ما أفادت به وسائل إعلام لبنانية.

عناصر من «الدفاع المدني» اللبناني بموقع غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الجية بجبل لبنان (أ.ف.ب)

وتشير تلك المعطيات الميدانية إلى أن العملية الإسرائيلية البرية لم تُقلَّص، لكنها تحولت إلى عملية محدودة، تُستأنف بشكل متقطّع. وبعد أسبوعين من تراجع القصف الجوي على المنطقة الحدودية، استأنف الطيران الإسرائيلي قصف المنطقة، حيث أفيد بغارة جوية استهدفت بلدة مارون الراس الحدودية، كما أفيد بقصف مدفعي استهدف بلدة الخيام التي فشلت عملية التوغل البري الإسرائيلية فيها.

وعلى جبهة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرى العرقوب، شهد بعض المرتفعات تحركات من قوات المشاة وآليات الجيش الإسرائيلي في اتجاه مرتفع السدانة وبوابة شبعا، وتعرضت هذه التحركات للاستهداف بالصليات الصاروخية، فيما تبقى المناطق الحرجية في شبعا وكفرشوبا عرضة للقصف المدفعي والغارات الجوية بين الحين والآخر.

قصف جوي

وفي مقابل تراجع العمليات بالمنطقة الحدودية، توسع القصف الجوي إلى الداخل اللبناني الذي طال بلدة الجية على ساحل جبل لبنان الجنوبي، في واحدة من أندر الضربات في تلك المنطقة.

وارتفعت أعمدة الدخان بالمنطقة، بعد غارة إسرائيلية واحدة على الأقل استهدفت شقة بمبنى سكني في الجية. وقال سكان المنطقة إن المبنى مؤلف من 4 طوابق، واستُهدف القسم العلوي منه، ما أدى إلى تدمير شقتين في الطابق، لكن المبنى كان خالياً من السكان، مما حال دون وقوع قتلى.

مشهد يوثق الدمار اللاحق بمبنى سكني في الجية على ساحل جبل لبنان الجنوبي (أ.ف.ب)

وفي سياق الاستهدافات في العمق أيضاً، قصف الطيران الحربي مبنى على طريق مدخل «مستشفى الشيخ راغب حرب» في تول، كما ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن ضربات الثلاثاء أسفرت عن مقتل 5 أشخاص قرب مدينة بعلبك في سهل البقاع (شرق لبنان)، بينهم اثنان لقيا حتفهما بضربة على سيارة.

وسجلت غارات على كفرا والشهابية وتول وعيناتا ومحيط مدينة صور والشبريحا والمنطقة بين بلدتي عيتيت ووادي جيلو وطير دبا وعيتيت وعنقون وأرنون ويحمر الشقيف ودير الزهراني وخربة سلم، وهي بلدات جنوبية تقع في العمق. واستهدفت غارة منطقة كفرجوز في النبطية بصاروخَي «جو - أرض»، بينما تسببت غارة على أطراف بلدة البازورية في وقوع إصابات.

40 ألف وحدة سكنية مدمرة

وتُخلّف الغارات الإسرائيلية دماراً كبيراً. وتفيد السلطات اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي مسحَ 37 بلدة في جنوب لبنان، ودمّر 40 ألف وحدة سكنيّة بشكل كامل، وفق ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية الثلاثاء.

الدمار الذي لحق ببلدة العديسة جنوب لبنان كما يظهر من مرتفعات هضبة الجولان السورية المحتلة (أ.ف.ب)

وذكرت «الوكالة» أنه «في إطار الحرب التدميرية التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان عموماً، والجنوب خصوصاً، والغارات والأعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها».

وقالت «الوكالة» إن «أكثر من 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها»، مشيرة إلى أن «أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دُمّرت تدميراً كاملاً».

ووفق «الوكالة»، فإنه «من الواضح أن هذا يحدث بمنطقة في عمق 3 كيلومترات، تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام».

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الاثنين، ارتفاع «حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على البلاد منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى 3 آلاف وشهيدين، و13 ألفاً و492 جريحاً».


مقالات ذات صلة

عائدون إلى الضاحية: ملجأنا الشاطئ ونفضل الموت في بيوتنا

المشرق العربي مواطن يصوّر بيته في أحد المباني الذي تعرض للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

عائدون إلى الضاحية: ملجأنا الشاطئ ونفضل الموت في بيوتنا

بعد شهر على إقامة عائلة حمود في منزل مستأجر بجبل لبنان، قررت العودة إلى الضاحية التي يسودها الهدوء الحذر في الأيام الأخيرة، بعدما كانت قد تعرضت للقصف قبل أيام.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي جنود لبنانيون يتفقدون الشاطئ في موقع إنزال مزعوم لـ«قوة كوماندوز بحرية» إسرائيلية اختطفت البحار عماد أمهز في بلدة البترون الساحلية الشمالية في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إسرائيل عطّلت رادارات المراقبة البحرية خلال خطف مسؤول في «حزب الله»

أشار مصدر قضائي إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم خلال تنفيذ عملية خطفه للمواطن اللبناني عماد أمهز من مدينة البترون، أجهزة قادرة على تعطيل رادارات المراقبة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص مُسيّرة إسرائيلية من نوع «هيرمز 900» أسقطها «حزب الله» بصاروخ دفاع جوي في يونيو (حزيران) الماضي (متداول)

خاص تل أبيب من أكبر منتجي ومصدّري الطائرات المُسيَّرة

تُعدّ إسرائيل من أبرز الدول التي تعتمد على المسيرات في عملياتها العسكرية، انطلاقاً من استخدامها لجمع المعلومات والمراقبة والاستطلاع والقصف والاغتيال.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي مسيّرات إسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الطائرات غير المأهولة» عنوان الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»

تحولت المعركة القائمة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي إلى حرب مسيّرات، يستخدم فيها الطرفان «الطائرات من دون طيار» على أنواعها، في محاولة لحسم القتال.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)

تحليل إخباري لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

الترويج لمعاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تحركه للتوصل لوقف النار يبقى في إطاره الإعلامي، ما دام رئيسا المجلس النيابي وحكومة تصريف الأعمال لم يتبلغا بذلك.

محمد شقير (بيروت)

اليمين الإسرائيلي يريد ترمب... ونصائح لنتنياهو بعدم التفاؤل

شعارات مؤيدة لدونالد ترمب في تل أبيب (أ.ب)
شعارات مؤيدة لدونالد ترمب في تل أبيب (أ.ب)
TT

اليمين الإسرائيلي يريد ترمب... ونصائح لنتنياهو بعدم التفاؤل

شعارات مؤيدة لدونالد ترمب في تل أبيب (أ.ب)
شعارات مؤيدة لدونالد ترمب في تل أبيب (أ.ب)

في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات رأي في الولايات المتحدة إلى أن شريحة كبيرة من اليهود هناك تؤيد فوز كامالا هاريس بالرئاسة الأميركية، تشير آخر الاستطلاعات في إسرائيل إلى أن 72 في المائة من اليهود في الدولة العبرية يؤيدون فوز دونالد ترمب في مقابل 13 في المائة فقط دعماً لهاريس.

لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تميل بغالبيتها إلى التحذير من ترمب وتنصح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بألا يتفاءل كثيراً بالمرشح الجمهوري «فهو لا يحبك بشكل خاص، ويُعد إنساناً متقلباً، وقد يفاجئك وينقلب عليك».

ويبرز الانحياز إلى ترمب بشكل خاص في اليمين الإسرائيلي. وقد خرجت صحيفة «يديعوت أحرونوت» برسم كاريكاتوري يظهر نتنياهو يلعب في كازينو ويقامر بكل ما يملك من مال على فوز ترمب.

وحسب نتائج الاستطلاع الذي نشره «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية»، فإن 66 في المائة من الإسرائيليين (72 في المائة بين اليهود و27 في المائة بين العرب) يرون أن فوز ترمب سيكون أفضل للمصالح الإسرائيلية.

ويتبين من تحليل نتائج الاستطلاع أن 42 في المائة من ناخبي الأحزاب الليبرالية واليسارية يفضلون فوز هاريس مقابل 29 في المائة يفضلون فوز ترمب. ويفضّل 52 في المائة من ناخبي أحزاب الوسط فوز ترمب، مقابل 14 في المائة يفضلون فوز هاريس، فيما يفضل 90 في المائة من ناخبي أحزاب اليمين فوز ترمب، مقابل 3 في المائة فقط الذين يفضلون فوز هاريس.

أما المواطنون العرب في إسرائيل فقال 46 في المائة منهم إنهم لا يرون فارقاً بين ترمب وهاريس، لكن 27 في المائة يفضلون فوز ترمب، و22.5 في المائة يفضلون فوز هاريس.

شارة طريق تدل على مدخل مستوطنة «مرتفعات ترمب» التي أُطلق اسم الرئيس الأميركي السابق عليها بعد اعترافه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية (رويترز)

وأظهر الاستطلاع أن التأييد لهاريس كمرشحة مفضلة للمصالح الإسرائيلية منخفض ومتشابه بين النساء والرجال في إسرائيل، لكن الرجال يفضلون أكثر من النساء أن يفوز ترمب.

وقد خرجت الصحافة العبرية، الثلاثاء، بتقارير ومقالات تتعاطى مع الانتخابات الأميركية، كما يتعاطى معها الأميركيون، باعتبارها عنصراً مؤثراً بشكل مباشر على إسرائيل.

وبدا أن غالبية المحللين والخبراء يتخذون مواقف مخالفة لنتائج الاستطلاعات الإسرائيلية. فقد نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً افتتاحياً بعنوان «خطر ترمب»، قالت فيه إن «نحو 160 مليون أميركي سيقررون اليوم مَن سيكون الرئيس الأميركي التالي. والانتخاب سيقرر المسار الذي تسير فيه الولايات المتحدة في السنوات الأربع التالية، وستكون لذلك تداعيات هائلة أيضاً على الشرق الأوسط الذي يعيش الحرب. فهزيمة ترمب حرجة من ناحية إسرائيل، لأنه يؤيد الانعزالية (...) وإذا فاز سيضعف أنماط السلوك والمؤسسات الدولية الحيوية لحماية إسرائيل. كما أن اعتراضه على أنماط السلوك الديمقراطية وسلطة القانون سيوفر ريح إسناد للجهود المتواصلة من جانب حكومة بنيامين نتنياهو للدفع قدماً بالانقلاب القضائي وضم الضفة الغربية، وفرض احتلال طويل في غزة، وربما أيضاً في لبنان».

وقالت: «استخدام تعبير (فلسطيني) كتشهير في حملته، والإعلانات الغريبة التي تقول إن المذبحة في 7 أكتوبر (العام الماضي) ما كانت لتقع في ولايته، والملاحظات المتضاربة التي أطلقها على مسمع من جماهير مختلفة، كلها جزء من السياسة الحقيقية لترمب بالنسبة لإسرائيل وللفلسطينيين وللحرب في غزة وفي لبنان، والتي هي (سياسة) متقلبة وغامضة تماماً. وعلى الإسرائيليين أن يستمعوا للأغلبية الساحقة من يهود الولايات المتحدة، إن لم يكن انطلاقاً من التضامن فعلى الأقل انطلاقاً من المصلحة. فالادعاء بأن ولاية ثانية لترمب ستشكل مصدراً لإنجازات جغرافية سياسية لإسرائيل - وليست تهديداً على أمنها وعلى أساساتها الديمقراطية، التي باتت محدودة على أي حال – هو فكرة لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، إن لم تكن وهماً خطيراً».

لافتة تدعم ترمب في الانتخابات الأميركية بتل أبيب يوم الاثنين (إ.ب.أ)

أما صحيفة «يديعوت أحرونوت» فكتبت أيضاً مقالاً افتتاحياً بعنوان «كلاهما إشكالي». وقال ناحوم برنياع، كاتب المقال، إن «المرشحين إشكاليان لنا، هي لأسبابها، هو لأسبابه. فإذا فازت كامالا هاريس فإنها ستحتاج حاجة ماسة لدعم الكتلة الديمقراطية في مجلسي النواب. الديمقراطيون منقسمون في قضيتنا: الجناح اليساري نقدي وفي أقصاه معادٍ تماماً. العداء من شأنه أن يتدهور إلى ضرر ذي مغزى إذا ما بقيت (في السلطة) حكومة يمين برئاسة نتنياهو في إسرائيل. للخير وللشر، نتنياهو هو أيقونة في السياسة الأميركية. في اليسار يُذكر على نفس واحد، في ضغينة واحدة، مع ترمب. وإذا انتخب ترمب، فسنعود لتلقي غرائزه الانعزالية. مشكوك أن نرى مرة أخرى طائرات أميركية في السماء، ومنظومات مضادة للصواريخ على الأرض، وحاملات طائرات في البحر، وكلها كي تحمينا، في أثناء ولايته. مشكوك أن يقر اتفاقات المساعدات التي أقرها بايدن. إسرائيل تواقة لمحور عالمي بقيادة أميركية تكون قوية، مستقرة، ملتزمة ومصممة في اعتراضها على محور الشر. مشكوك أن تتلقى هذا تحت ترمب».

وكتب د. تسفي برئيل، محرر الشؤون العربية في «هآرتس»، أن «للشرق الأوسط خريطة طريق خاصة به غير متعلقة بهوية الرئيس الأميركي». وأضاف: «التقدير بأن ترمب خطير على العرب، وأن هاريس خطيرة على إسرائيل، يتجاهل تاريخاً طويلاً يثبت أنه لا توجد بالضرورة أي صلة بين الخطط التي يتم نسجها في البيت الأبيض والنتائج على الأرض».

وتحت عنوان «بين الظلام والنور»، كتبت أورلي أزولاي، مراسلة صحيفة «يديعوت أحرونوت» في الولايات المتحدة، تحليلاً قالت فيه: «أميركا تخرج اليوم لتنتخب ليس فقط رئيساً أو رئيسة، بل لتحسم بين كونها ضوءاً للعالم ينشر بقوة قيماً إنسانية (...) وكونها قوة عظمى متراجعة ليس فيها لامرأة الحق في جسدها، وليست هناك حقوق للمختلف وللآخر. أميركا التي تتقدم بخطى مخيفة نحو سقوط أليم لأعمدة الديمقراطية. هاريس تضع نفسها كزعيمة تعد بإعادة الروح الطيبة لأميركا، وترمب مقابلها، الذي أعلن منذ الآن أنه لن يقبل نتائج الانتخابات إذا لم يفز، ووعد بطرد ملايين المهاجرين، ويؤيد كل الحركات التي تتبنى تفوّق العنصر الأبيض. اليوم ستقرر أميركا ماذا سيكون وجهها وإلى أين تسير».

وأضاف أن «المتنافسين أعلنا في الأيام الأخيرة أنهما سينهيان الحرب في الشرق الأوسط. غمزا لمصوتين مسلمين يمكنهم أن يحسموا ماذا ستكون عليه النتيجة في الولاية المتأرجحة ميشيغان حيث يوجد تجمع كبير لهم. في هذا ينتهي وجه الشبه بين تصريحات المرشحين. ينبغي الافتراض بأن هاريس ستحاول إنهاء الحرب. وينبغي الافتراض بأن ترمب سيفعل ما هو خير له في كل لحظة مواتية».