إسرائيل عطّلت رادارات المراقبة البحرية خلال خطف مسؤول في «حزب الله»

من مدينة البترون اللبنانية

جنود لبنانيون يتفقدون الشاطئ في موقع إنزال مزعوم لـ«قوة كوماندوز بحرية» إسرائيلية اختطفت البحار عماد أمهز في بلدة البترون الساحلية الشمالية في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتفقدون الشاطئ في موقع إنزال مزعوم لـ«قوة كوماندوز بحرية» إسرائيلية اختطفت البحار عماد أمهز في بلدة البترون الساحلية الشمالية في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل عطّلت رادارات المراقبة البحرية خلال خطف مسؤول في «حزب الله»

جنود لبنانيون يتفقدون الشاطئ في موقع إنزال مزعوم لـ«قوة كوماندوز بحرية» إسرائيلية اختطفت البحار عماد أمهز في بلدة البترون الساحلية الشمالية في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يتفقدون الشاطئ في موقع إنزال مزعوم لـ«قوة كوماندوز بحرية» إسرائيلية اختطفت البحار عماد أمهز في بلدة البترون الساحلية الشمالية في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أشار مصدر قضائي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم (الثلاثاء)، إلى معطيات أظهرتها التحقيقات الأولية بشأن خطف إسرائيل لمواطن لبناني، تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم خلال تنفيذ العملية أجهزة قادرة على تعطيل رادارات القوة الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني.

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، السبت، أن قوات كوماندوز بحرية إسرائيلية «اعتقلت عنصراً رفيعاً في (حزب الله) في مدينة البترون الساحلية في شمال لبنان ونقلته إلى الدولة العبرية للتحقيق معه»، موضحاً أنه يعتبر «خبيراً في مجاله»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

والمخطوف ويدعى عماد أمهز، في الثلاثينات من عمره، كان وفق ما قال مصدر مطلع على الملف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الأسبوع الماضي، في المراحل التعليمية الأخيرة قبل حصوله على شهادة قبطان بحري من معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا في مدينة البترون.

وقال المصدر القضائي اللبناني إن التحقيقات الأولية التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار أظهرت أن «العملية نُفذت بدقة وبسرعة وكان معداً لها مسبقاً وبإتقان».

وأشار إلى أن «التقديرات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم زورقاً حربياً سريعاً مزوداً بأجهزة متطورة قادرة على تعطيل رادارات القوة البحرية الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني».

ومنذ عام 2021، تتولى ألمانيا قيادة القوة البحرية التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل). ويناط بها، وفق موقع القوة الإلكتروني، دعم البحرية اللبنانية في مراقبة مياهها الإقليمية وضمان أمن الشاطئ ومنع دخول الأسلحة أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر من دون إذن.

ووصف المصدر ما حصل بأنه «جريمة حرب أدت إلى خرق السيادة الوطنية، وأسفرت عن خطف مواطن لبناني، بغض النظر عن انتمائه ودوره وما إذا كان ينتمي إلى (حزب الله) أم لا، لا سيما وأن الجريمة نفذت في منطقة آمنة وبعيداً جداً من مناطق الاشتباك مع العدو».

وأشار إلى «اتصالات وتنسيق بين الدولة اللبنانية والقوة الدولية»، موضحاً أن الجانب اللبناني «لا يمكنه أن يخضع قوات اليونيفيل للتحقيق أو الطلب منها تزويده بالمعلومات أو بالصور التي ترصدها راداراتها لكونها تتمتع بحصانة».

ونفى والد أمهز أي علاقة لابنه بجماعة «حزب الله»، مناشداً الحكومة اللبنانية التدخل لإطلاق سراحه بعد خطفه من البترون، المدينة التي كانت بمنأى عن التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

المشرق العربي مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

جدّد «حزب الله» تحذيره من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي لا يزال يحتلها عند انتهاء مهلة الـ60 يوماً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس عون متوسطاً بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان والوفد المرافق (رئاسة الجمهورية)

الرئيس عون: إعادة بناء لبنان ليست صعبة إذا صفت النوايا

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه «علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النوايا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد تسمية نواف سلام لتأليف الحكومة (رويترز)

تحليل إخباري جبران باسيل من الحرب على عون إلى دعم عهده

يبدو واضحاً سرعة تبدّل وتأقلم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مع التطورات الداخلية وأبرزها انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية.

بولا أسطيح (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)

تحليل إخباري تشكيل الحكومة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان... فأحسنوا الاختيار

ينصح مصدر دبلوماسي القوى السياسية بتسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، مؤكداً «أن هناك ضرورة لتوفير الأجواء لولادتها اليوم قبل الغد».

محمد شقير (بيروت)
شؤون إقليمية نقل مصاب إلى طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية (مهر)

مستشار وزير الصحة الإيراني: علاج 500 مصاب في هجمات البيجر بطهران

قال مستشار لوزير الصحة الإيراني إن بلاده أجرت 1500 عملية جراحية لعلاج 500 مصاب في هجمات البيجر، خلال الشهر الأول من وقوع الهجمات التي هزت بيروت خلال سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

جدّد «حزب الله» تحذيره من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي لا يزال يحتلها عند انتهاء مهلة الستين يوماً، ملوّحاً «بالدخول في مرحلة جديدة من المواجهة»، في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية في الجنوب، حيث قام الجيش الإسرائيلي باختطاف ثلاثة مزارعين قبل أن يعود ويسلّمهم إلى قوات الـ«يونيفيل»، بعد الظهر.

الجيش الإسرائيلي يواصل إحراق المنازل

وواصل الجيش الإسرائيلي عملية تفخيخ منازل وتفجيرها في عدد من القرى، حيث عمد إلى إحراق ما تبقى من منازل في بلدات حولا وميس الجبل والخيام.

وتوغّلت قواته صباح الاثنين إلى بلدة ميس الجبل، في منطقة الدبش غرب البلدة، وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية مثل ملعب الميني فوتبول القديم، بالإضافة إلى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان، وإحراق منازل، قبل أن تعود وتنسحب بعد الظهر.

وقطعت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية، وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة.

كما جرفت قوة إسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل إسماعيل، وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرق ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت أعمدة الدخان.

وتسللت قوة مشاة إسرائيلية إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة تعمل على تجريف وقطع الأشجار بمحيطها.

«الجيش هو خشبة الخلاص»

في موازاة ذلك، تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عودة، قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة في قضاء صور، حيث التقى الضباط والعسكريين وأثنى على «أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالتحديات»، مثمناً تضحيات الشهداء والجرحى. واعتبر أنه «لا خوف على الوطن بوجود عسكريين أبطال صامدين يدافعون عنه»، مشيراً إلى «أن الجيش هو خشبة الخلاص للبنان».

ثم استمع عودة إلى إيجاز لقائد اللواء حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لاستكمال الانتشار وتعزيز التمركز وبسط سلطة الدولة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي، وأشاد اللواء الركن عودة بدور الجيش في إنجاز عملية الانتشار في قطاع جنوب الليطاني، ومن ثم تفقَّد الوحدات المنتشرة في بلدتي شمع والسماعية، واطّلع على مهماتها.

قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة متفقداً قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة في قضاء صور (مديرية التوجيه)

«حزب الله» يحذّر

مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة الـ60 يوماً لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي احتلها خلال الحرب، جدّد «حزب الله» تحذيره من عدم تنفيذ الاتفاق.

وقال عضو كتلة الحزب النائب علي فيّاض خلال احتفال تكريمي في مدينة النبطية: «نحن في (حزب الله) ننتظر تاريخ السادس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي، وهو اليوم الذي يقضي فيه وقف إطلاق النار انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بذلك، فإنه سيعني انهياراً لورقة الإجراءات التنفيذية، ونسفاً للآلية التي تضمنتها وتقويضاً للدور الدولي الرعائي لهذا الاتفاق».

ولفت فيّاض إلى أن «هذا يضع اللبنانيين جميعاً دون استثناء أمام مرحلة جديدة وما تفرضه من حسابات جديدة عنوانها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والأساليب الممكنة لإخراجه من أرضنا، وإن هذه المواجهة هي مسؤولية اللبنانيين جميعاً حكومة وجيشاً وشعباً وأحزاباً ومقاومة، إلّا من يريد أن يستثني نفسه لأن الجنوب (الأرض اللبنانية المباركة) لا تعني له شيئاً».

وأضاف: «لأن حساباته ورهاناته في مكان آخر، ولأن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من أرضنا في الوقت المحدد ودون أن نلمس أثراً حاسماً من الجهات الدولية لفرض هذا الانسحاب، فإن ذلك يضع البلاد في مسار آخر، لأنه يهدد بصورة جدية المرحلة الجديدة التي يَعِدُ بها المسؤولون اللبنانيون برعاية دولية، الشعب اللبناني».

مبانٍ مدمرة في بلدة بنت جبيل التي بدأ الأهالي بالعودة إليها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها يوم الأحد (إ.ب.أ)

وأضاف: «إن التعثُّر في مسار الانسحاب الإسرائيلي وعدم عودة سكان 52 بلدة لبنانية إلى بلداتهم بأمان في حال حصوله، سيهدّد المسارات الأخرى التي تتصل بالتعافي والاستقرار وإصلاح الدولة. نحن ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر وبكثير من الحذر والتنبُّه وسنتعاطى مع أي بقاء إسرائيلي ولو على شبرٍ في المناطق التي دخل إليها في هذه الحرب على قاعدة أن الإسرائيلي نسف الاتفاق، وأن المجتمع الدولي لم يلتزم بوعوده».