العراقيون منقسمون حول انتخابات الرئاسة الأميركية

مقتدى الصدر يرى أنها «لا تقدّم ولا تؤخّر»

لاجئ عراقي وصل إلى أميركا في 2010 يرتدي قميصاً كتب عليه: «لاجئون عرب من أجل ترمب» (رويترز)
لاجئ عراقي وصل إلى أميركا في 2010 يرتدي قميصاً كتب عليه: «لاجئون عرب من أجل ترمب» (رويترز)
TT

العراقيون منقسمون حول انتخابات الرئاسة الأميركية

لاجئ عراقي وصل إلى أميركا في 2010 يرتدي قميصاً كتب عليه: «لاجئون عرب من أجل ترمب» (رويترز)
لاجئ عراقي وصل إلى أميركا في 2010 يرتدي قميصاً كتب عليه: «لاجئون عرب من أجل ترمب» (رويترز)

يُظهر قطاع واسع من العراقيين، على المستويَين الشعبي والرسمي، اهتماماً لافتاً بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وينقسمون في الوقت نفسه حول أفضلية المرشحَين؛ دونالد ترمب وكامالا هاريس، خصوصاً فيما يتعلق بحالة الأمن، والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. وحده زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر يقلّل من أهميتها، ويرى أنها «عبارة عن شريط مسجّل لا يقدّم ولا يؤخّر».

وقال الصدر في تدوينة عبر منصة «إكس»، إن «آمالنا يجب أن تتعلّق بأنفسنا أولاً، فنُعطي لأنفسنا الأمل والقوة والهيبة والكرامة، ومن عرف نفسه عرف ربه، وحينها سنكون مستحقّين للخلاص من ظلم ذوي القربى، وظلم الغرب الفاضي الذي يعطي لنفسه حق قتل المدنيين بكل وقاحة».

وأضاف الصدر أن «سيناريو الدراما الأميركية لا يختلف بين انتخابات وأخرى سوى ببعض التفاصيل الجزئية التافهة».

مقتدى الصدر يخطب في النجف يوم 19 أكتوبر 2023 (رويترز)

لكن مسؤولاً في قوى «الإطار التنسيقي» لا يتّفق مع وجهة نظر مقتدى الصدر، ويرى أن «العراق من بين أكثر الدول تأثراً بالانتخابات الأميركية، بالنظر لحالة الاشتباك المعروفة بين واشنطن وبغداد».

ويقول المسؤول - الذي يفضّل عدم ذِكر اسمه - لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوساط السياسية منقسمة حيال المرشحين للرئاسة، بين مَن يرغب ببقاء الديمقراطيين عبر المرشحة كامالا هاريس؛ لأنهم ربما أكثر تساهلاً مع العراق، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي، فهناك مخاوف من أن تتسبَّب سياسات ترمب في التلاعب بأسعار النفط، وتالياً تراجُع أسعارها، وسيكون لذلك انعكاسات كارثية على العراق».

ولا يستبعد المسؤول «ترحيب بعض القوى الكردية والسُّنية على وجه التحديد بفوز دونالد ترمب، بوصفه أكثر تشدّداً في مواجهة إيران، أو الفصائل المسلحة».

لكن أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري، لا يرى «تحوّلات حاسمة على المستوى العام بالعراق» في حال فوز المرشح الجمهوري أو المرشحة الديمقراطية.

ويقول الشمري لـ«الشرق الأوسط» إن «المرشحَين يمتلكان تصوراً واضحاً عن الشأن العراقي، وأظن أن سياسة أميركية جديدة في العراق لا بد أن تكون حاضرة، عكس السياسات التي تعاملت بها إدارة الرئيس بايدن، أو حتى ترمب سابقاً».

ويتوقع الشمري أن أياً من الفائزَين «سيطرح رؤية جديدة للتعامل مع العراق؛ لأنهما يدركان تصاعُد أهمية العراق بعد الحرب الإسرائيلية مع إيران و(حماس) و(حزب الله)، وحتى مع الفصائل المسلحة».

ويرجّح الشمري أن يكون «ترمب أكثر تطرفاً حيال العراق»، لافتاً إلى أن «قوى الإطار التنسيقي ومن ورائها الحكومة، يبدو أنها تميل بشكل كبير جداً إلى المرشحة الديمقراطية؛ لأن ترمب ينظر إلى العراق بوصفه جزءاً من مساحة النفوذ الإيراني، وربما يسعى إلى تطبيق مقاربته في استعادة واشنطن لنفوذها بشكل كامل في العراق، أو أن يتركه لمواجهة مصيره تحت المظلة الإيرانية».

ويضيف: «كل ذلك يعني رفع الحماية الأميركية عن العراق، سواءٌ على المستوى الأمني أو السياسي، وحتى الاقتصادي، فنحن نعلم أن الأموال العراقية ما زالت تحت الحماية الأميركية».

السفير العراقي عباس كاظم عبيد في جلسة مجلس الأمن حول الرد الإسرائيلي المرتقب على إيران (إي بي إيه)

تعدّد الولاءات والمحاور

وينظر العراقيون إلى الانتخابات الأميركية بـ«مزيد من الاهتمام والحذر؛ نظراً لتأثيرها السياسي الكبير على العراق والمنطقة»، بحسب أستاذ الفلسفة في الجامعة المستنصرية، ستار عواد، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «التغيرات في البيت الأبيض قد تؤدي إلى تحوّلات في السياسة الخارجية، خصوصاً في المجالات الأمنية والاقتصادية».

وحول قضية تفضيل العراقيين لأحد المرشحَين يرى أن «بعض العراقيين يميلون نحو ترمب؛ لأنه بنظرهم يعتمد سياسة واضحة وصريحة، لا سيما في محاربته للنفوذ الإقليمي بالعراق، ويرون أن نهجه قد يؤدي إلى استقرار أكبر».

في المقابل، يرى عوّاد أن «هناك من يفضل كامالا هاريس، خصوصاً أنها كانت ترتكز في سياستها على رؤية أكثر دبلوماسيةً وانفتاحاً للتعامل مع العراق، ما قد يُسهم في تعزيز استقراره، ودعم مشروعات التنمية».

ومع ذلك، يرى أستاذ الفلسفة، أن «العراق لا يمتلك رؤية سياسية واضحة تجاه التعامل مع كلا المرشحين، نتيجة تعدُّد أقطاب الرأي السياسي حيال القضايا الخارجية، بسبب تعدُّد الولاءات، وانحياز الكتل السياسية لمحور دون آخر، وهذا كله يُسهم في فقدان الرؤية الموحّدة التي تضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار».


مقالات ذات صلة

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

الرياضة كاساس (الشرق الأوسط)

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، قبل مواجهة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عالمية فرحة لاعبي البحرين بالفوز على العراق (خليجي 26)

«خليجي 26»: البحرين تهزم العراق… وتبلغ نصف النهائي

حجزت البحرين المقعد الأول في الدور قبل النهائي ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) المقامة في الكويت، بعدما تغلبت 2 - صفر على العراق، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
المشرق العربي قوات سورية تعبر الحدود إلى العراق من بوابات معبر القائم يوم 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

العراق: جنود سوريون رفضوا العودة إلى بلادهم

قالت مصادر أمنية موثوقة إن عدداً من الجنود السوريين الموجودين داخل الأراضي العراقية رفضوا العودة إلى بلادهم، وقد يعاملون بصفة «لاجئين».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي وكيل وزير الداخلية التركي منير أوغلو لدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري (موقع وزارة الداخلية)

تعاون أمني عراقي ـ تركي لتطويق تداعيات أحداث سوريا

وصل وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، إلى أنقرة على رأس وفد أمني رفيع المُستوى، تلبيةً لدعوة رسميَّة تلقاها من نظيره التركيّ، علي يرلي قاي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي احتفال قومي كردي في أربيل (أ.ف.ب)

معركة «محاكم» و«تغريدات» بين هوشيار زيباري ومحمد الحلبوسي

يبدو أن الخلافات السياسية القديمة - الجديدة بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وحزب «تقدُّم»، تقف وراء «المعركة» بين هوشيار زيباري ومحمد الحلبوسي.

فاضل النشمي (بغداد)

«اليونيفيل»: قلقون إزاء استمرار تدمير إسرائيل للمناطق السكنية جنوب لبنان

آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

«اليونيفيل»: قلقون إزاء استمرار تدمير إسرائيل للمناطق السكنية جنوب لبنان

آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

أكدت قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، اليوم الخميس، أن «أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهش يجب أن تتوقف».

وقالت «اليونيفيل»، في بيان، «تستمر (اليونيفيل) في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد، ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 بوصفه مساراً شاملاً نحو السلام»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأضافت: «هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701»، مشيرة إلى أن «(اليونيفيل) تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب».

وأكدت «اليونفيل» أن البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، ويشمل ذلك «ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان و(اليونيفيل)، فضلاً عن احترام الخط الأزرق».

ودخل قرار وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتخرق إسرائيل الاتفاق منذ سريانه بشكل يومي.