إسرائيل تهجّر 70 % من سكان بعلبك في شرق لبنان

أعلنت عن مقتل قيادي كبير في «حزب الله»

مواطن يمشي على أنقاض مبنى في بلدة دورس في بعلبك (أ.ف.ب)
مواطن يمشي على أنقاض مبنى في بلدة دورس في بعلبك (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تهجّر 70 % من سكان بعلبك في شرق لبنان

مواطن يمشي على أنقاض مبنى في بلدة دورس في بعلبك (أ.ف.ب)
مواطن يمشي على أنقاض مبنى في بلدة دورس في بعلبك (أ.ف.ب)

تواصل القصف الإسرائيلي على مدينة بعلبك وبلداتها (شرق لبنان)؛ حيث سُجّل نزوح 70 في المائة من سكانها، فيما استمرت المواجهات في القرى الحدودية الجنوبية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة بعلبك أدّى إلى تهجير، بخاصة منذ الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكثر من 70 في المائة من أبنائها، بعد سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي على المدينة ومحيطها».

وتعرّض مبنى بلدية دورس إلى أضرار مادية كبيرة، نتيجة غارة استهدفت منزلاً مقابلاً لها، لم يكن ضمن قائمة الأبنية التي حدّدها الإنذار الأخير للجيش الإسرائيلي.

ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن رئيس اتحاد بلديات بعلبك، شفيق قاسم شحادة، تأكيده على أن «أضرار المبنى البلدي وأضرار الآليات ستؤثر حتماً على الخدمات التي تقدّمها البلدية وتعيق عملها».

الحدود الجنوبية

وعادت بلدة ميس الجبل عند الحدود الجنوبية إلى الواجهة مع قيام الجيش بتفخيخ وتفجير خط كبير بطول 500 متر امتد من الأطراف الجنوبية لمستعمرة المنارة وصولاً إلى جنوبي المستشفى الحكومي في البلدة، وذلك بعد مواجهات سجّلت مع مقاتلي «حزب الله» الذي أعلن، مساء الأحد، عن استهدافه 3 مرات تجمعات لجنود إسرائيليين عند الأطراف الشرقية للبلدة.

وبعد انتشار فيديو يظهر عملية التفجير في ميس الجبل الذي أدى إلى تدمير عشرات المنازل في لحظة واحدة، أشارت وسائل إعلام لبنانية، الاثنين، إلى رصد تحركات لآليات عسكرية إسرائيلية في محيط المستشفى الحكومي في ميس الجبل التي باتت مدمرة ومنكوبة، وأفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بتسجيل «تحرك آلي لوجيستي معادٍ في محيط المستشفى»، مرجّحةً أن يكون ذلك تحضيراً لعملية نسف جديدة.

نية التقدم

وترى مصادر أمنية أن هذه التفجيرات لا توحي بأن هناك محور تقدم يعمل عليه الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أن هذا المحور قد يؤدي إلى بنت جبيل التي شهدت محاولات تقدم في محيطها بوقت سابق من المستعمرات الإسرائيلية المقابلة.

وتضع المصادر هذه التفجيرات ضمن سياق الاستراتيجية التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي، عبر الدخول في البلدات وتفجيرها ومن ثم الخروج الفوري بحيث لا تحدث اشتباكات في معظم الأحيان بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، وتقول: «لو كان فعلاً لدى الجيش الإسرائيلي نية للتقدم لكان نفّذ عملية الاقتحام بمجرد تنفيذ عملية التفجير؛ لأن التفجير من باب التوغل يُستثمر فوراً بالدخول».

وظهر الاثنين، عاد «حزب الله» وأعلن أن «المقاومة الإسلامية» شنّت، مساء الأحد، هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمع لقوات إسرائيلية في مستوطنة المنارة المقابلة لميس الجبل، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن 9 عسكريين أصيبوا في معارك جنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي إطار المواجهات البرية أيضاً، أعلن الحزب عن استهدافه «تجمعاً لقوات جيش العدو شرقي بلدة مارون الراس بمُسيّرة انقضاضيّة وأصبنا هدفها بدقّة».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بتعرض مدينة بنت جبيل وبلدات مارون الراس ويارون وعيترون، لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، مشيرة إلى أن قرى القطاعين الغربي والأوسط تشهد هدوءاً حذراً.

في المقابل، استمر «حزب الله» بإطلاق صواريخ على الشمال؛ حيث أفادت وسائل إعلام في تل أبيب بأن 120 ألف إسرائيلي هربوا إلى الملاجئ بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه عكا ونهاريا والجليل الغربي، وأشارت القناة الـ14 الإسرائيلية إلى إطلاق 30 صاروخاً من لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 4 طائرات دون طيار قادمة من لبنان والشرق.

ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن سلاح الجو نجح هذا الصباح في اعتراض 4 طائرات دون طيار كانت في طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية من لبنان وبعضها من الشرق، مشيراً إلى أنه تم اعتراض مُسيّرتين قبل عبورهما إلى الأراضي الإسرائيلية، ولم يتم تشغيل أي أجهزة تحذير.

رشقة إلى الجليل

وبعد الظهر، أفيد أيضاً بإطلاق «حزب الله» رشقة صاروخية باتجاه الجليل الأعلى، فيما أفادت وسائل أعلام إسرائيلية باعتراض مُسيّرة انقضاضية انطلقت من لبنان باتجاه الجليل الأعلى.

وأفاد «حزب الله» بأن مقاتليه استهدفوا «في إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، مستوطنة (نهاريا) بصلية صاروخيّة ‏كبيرة، إضافة إلى مستوطنات (إيليت هشاحر) و(شاعل) و(حتسور) و(دلتون) ومستوطنة (يسود هامعلاه)، ومن ثم مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة».

وفي بيانات متفرقة، قال الحزب إنه استهدف «قاعدة ‏ميرون للمراقبة الجوية بصلية صاروخية كبيرة»، كما شنّ «هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي في ‌‏مستوطنة يفتاح وأصابت أهدافها ‏بدقة».

وصرّح الحزب: «استهدفنا تجمعاً لقوات جيش العدو الإسرائيلي ‏في ‌‏مستوطنة زرعيت بمُسيّرة انقضاضية وأصابت هدفها ‏بدقة، وتجمعاً لقوات جيش العدو الإسرائيلي ‏في ‌‏مستوطنة إيفن مناحم بمسيّرة انقضاضية وأصابت هدفها ‏بدقة».

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه قتل قيادياً كبيراً في «حزب الله» قال إنه يُشرف على إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدروع على القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان.

وأوضح الجيش أن القيادي في «حزب الله» أبو علي رضا قُتل في منطقة برعشيت في جنوب لبنان خلال غارة جوية من دون تحديد تاريخ ذلك.

ووفقاً لبيان الجيش فإن أبو علي رضا «كان مسؤولاً عن التخطيط وتنفيذ هجمات صاروخية وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، كما أشرف على الأنشطة الإرهابية لعناصر في (حزب الله) بالمنطقة».

عناصر للدفاع المدني في بلدة الغازية إثر تعرضها لغارة إسرائيلية (إ.ب.أ)

وشنّ الطيران الإسرائيلي غارةً على بلدة الغسانية في قضاء صيدا، فيما واصلت فرق الدفاع المدني البحث عن مفقودين بين الركام وأنقاض المبنى المستهدف في بلدة البازورية، مساء الأحد.

وشُنّت غارات على بلدة حاروف وعيتا الجبل، كما تعرّضت بلدة شبعا لقصف مدفعي متقطع.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بغارة نفّذها الطيران الإسرائيلي على مبنى من 4 طبقات في بلدة ديرقانون رأس العين، وغارة على منزل في الحلوسية.

وقُتل 3 شبان في غارة استهدفت منزلاً في بلدة عربصاليم في منطقة إقليم التفاح بعد منتصف الليل، كما نُفّذت سلسلة غارات على ناحية البياض وقانا ورشكنانيه قرب صور.


مقالات ذات صلة

الخليج الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)

الطائرة الإغاثية السعودية الـ19 تصل إلى لبنان

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت الثلاثاء الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة عشرة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان (رويترز)

لبنان: «حزب الله» يستهدف تجمعاً لقوات إسرائيلية قرب مارون الراس

أعلن «حزب الله» اللبناني في بيان أن عناصره استهدفوا منتصف ليل أمس الاثنين تجمعاً لقوات إسرائيلية عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جندي إسرائيلي ينظر عبر منظار بندقية إلى جنوب لبنان من إسرائيل (رويترز)

فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل

أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضم تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران، مسؤوليتها عن هجوم بطائرات مسيّرة استهدف اليوم (الثلاثاء)، جنوب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية حافلة تسير بينما يتصاعد الدخان على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان وسط الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في شمال إسرائيل، 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» أطلق نحو 90 قذيفة صاروخية على إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي إن جماعة «حزب الله» اللبنانية أطلقت نحو 90 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تندد بدعوات فرض حظر أسلحة عليها

داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تندد بدعوات فرض حظر أسلحة عليها

داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة (أ.ف.ب)
داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة (أ.ف.ب)

ندد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، اليوم الاثنين، بخطابٍ من تركيا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقعت عليه أيضاً أكثر من 50 دولة، ويطالب بفرض حظر أسلحة على إسرائيل.

وقال دانون على منصة «إكس»: «أرسلت تركيا في وقت سابق اليوم طلباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة دعت فيه إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل. وقع على الرسالة أكثر من 50 دولة دعماً للطلب»، واصفاً ذلك بأنه «تحرك آخر من محور الشر ضد إسرائيل على الساحة الدولية».

كان هاكان فيدان وزير الخارجية التركي قد قال في مؤتمر صحافي في جيبوتي، أمس، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبحت مصدر تهديد، ليس فقط لدول الشرق الأوسط، بل أيضاً على المستوى العالمي.

وعدَّ فيدان أن بيع أسلحة لإسرائيل يعني «المشاركة في الإبادة»، حسب ما نقلته عنه وسائل إعلام رسمية.