قاسم يبدي استعداد «حزب الله» لوقف إطلاق النار بـ«شروط مناسبة»: لا نقاتل نيابة عن أحد

دعا في أول إطلالة له بعد انتخابه النازحين إلى «التضحية والصبر»

نعيم قاسم أمين عام «حزب الله» في كلمة مسجّلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه في منصبه الثلاثاء (إ.ب.أ)
نعيم قاسم أمين عام «حزب الله» في كلمة مسجّلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه في منصبه الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

قاسم يبدي استعداد «حزب الله» لوقف إطلاق النار بـ«شروط مناسبة»: لا نقاتل نيابة عن أحد

نعيم قاسم أمين عام «حزب الله» في كلمة مسجّلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه في منصبه الثلاثاء (إ.ب.أ)
نعيم قاسم أمين عام «حزب الله» في كلمة مسجّلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه في منصبه الثلاثاء (إ.ب.أ)

قال نعيم قاسم، أمين عام «حزب الله»، إن الحزب بدأ يستعيد وضعه بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها، مؤكداً أنه «يقاتل إسرائيل دفاعاً عن الأراضي اللبنانية، ولا يقاتل نيابة عن أحد»، وأبدى استعداد الحزب لوقف إطلاق النار بالشروط التي يراها مناسبة.

وفي كلمة مسجّلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه في منصبه، الثلاثاء، خلفاً لحسن نصرالله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، قال: «برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج قائدنا نصرالله في كل المجالات السياسية».

وانقطع بث كلمة قاسم عبر شاشة «المنار»، التابعة لـ«حزب الله» لدقائق، بعد وقت قصير على بدئها، وتضاربت المعلومات حول السبب، بين تلك التي أشارت إلى عطل تقني، ومَن تحدث عن هجوم سيبراني.

وأقر أمين عام «حزب الله» بالضربات الإسرائيلية الكبيرة التي تلقاها الحزب، لكنه أكد في الوقت عينه «أن الحزب بدأ يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة، وبدأ العمل من أجل أن ينتظم كل شيء»، وأنه «سيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنتصراً».

وأكد أن الحزب يقاتل إسرائيل «دفاعاً عن الأراضي اللبنانية ولا يقاتل نيابة عن أحد»، وقال: «نحن نقاتل من أجل مشروعنا، مشروعنا حماية لبنان وتحرير أرضنا ومؤازرة إخواننا في فلسطين (...) أن يكون بلدنا مستقلاً»، وذلك بعدما كان قد فتح في 8 أكتوبر «جبهة إسناد غزة» التي أدت إلى توسّع الحرب الإسرائيلية الشاملة على لبنان.

وفي ظل الحديث عن مفاوضات لوقف إطلاق النار، أكد قاسم استمرار الحزب في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها سلفه، مشيراً إلى أن «العدو لن يتمكن من الرهان على الوقت لأنّ خسائره كبيرة، وسيضطر إلى وقف عدوانه». وأبدى استعداد الحزب لوقف إطلاق نار مع إسرائيل بشروطه، قائلاً: «إذا قررت إسرائيل أنها تريد إيقاف العدوان نحن نقول نقبل، لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية، لن نستجدي وقف إطلاق النار»، مضيفاً: «إلى الآن كل الحراك السياسي لم يفضِ إلى نتيجة؛ لأنه لم يطرح إلى الآن مشروع توافق عليه إسرائيل ويمكن أن نناقشه»، قبل أن يعود ويقول في نهاية كلمته: «دعامة أي تفاوض هي وقف إطلاق النار وبعدها نبحث في التفاصيل ولا شيء حالياً على الطاولة».

وتوجه قاسم إلى الإسرائيليين بالقول: «ستُهزمون حتماً لأنّ الأرض لنا وشعبنا متماسك حولنا... أخرجوا من أرضنا لتخففوا خسائركم فإذا بقيتم ستدفعون ما لم تدفعوه طيلة حياتكم»، مضيفاً: «نحن قادرون على الاستمرار لأيام وأسابيع وأشهر»، مؤكداً: «كما انتصرنا في تموز 2006 سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع صعود متزايد لقوتنا».

وتحدث عن عملية قيسارية قائلاً: «المقاومة وصلت إلى غرفة نوم نتنياهو (رئيس الحكومة الإسرائيلي) واتصالاتنا الدبلوماسيّة أكّدت لنا أنّه خائف، ولا أحد يعلم فقد يُقتل على يد شاب إسرائيلي».

وجدد دعوة جمهوره والنازحين إلى التضحية والصبر، واعداً إياهم بإعادة البناء، وقال: «هذه المعركة تتطلب هذا المستوى من التضحيات، ونحن في مرحلة إيلام العدو تُضاف إليها مرحلة الصمود والصبر، لا يمكن للمقاومة أن تنتصر من دون تضحياتكم، والآخرون مندهشون من صبركم وسنبني معاً»، مضيفاً: «(حزب الله) قوي في المقاومة ببركة المجاهدين، وقوي في الداخل السياسي بفضلكم».

وتوجه إلى الداخل اللبناني لمن قال إنهم «يراهنون على مرحلة ما بعد الحرب» بالقول: «إنّكم ستضطرون إلى لعن أميركا وحلفائها لأنّهم كذبوا عليكم».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: لن نسمح بإعادة بناء البنى التحتية لـ«حزب الله» في لبنان

المشرق العربي موقع بالضاحية الجنوبية تضرر نتيجة غارات إسرائيلية ويظهر فيه صورة لزعيم «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل حسن نصر الله (رويترز)

الجيش الإسرائيلي: لن نسمح بإعادة بناء البنى التحتية لـ«حزب الله» في لبنان

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اليوم الخميس، إن الجيش لن يسمح بإعادة بناء البنى التحتية التابعة لجماعة «حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أحد أفراد قوة حفظ السلام الماليزية في اليونيفيل يتلقى العلاج الطبي في موقع غارة إسرائيلية على سيارة عند مدخل مدينة صيدا في لبنان 7 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الخارجية اللبنانية تندد بإصابة جنود دوليين ومحليين في قصف إسرائيلي على صيدا

أدانت وزارة الخارجية اللبنانية، مساء الخميس، استهداف إسرائيل سيارة مدنية قرب حاجز تابع للجيش اللبناني عند مدخل صيدا أوقع إصابات بالجيش واليونيفيل ومدنيين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي حطام في موقع غارة إسرائيلية على بعلبك حيث يظهر المعبد الروماني بالمدينة القديمة في الخلفية (أ.ف.ب)

100 نائب لبناني يناشدون اليونسكو حماية المواقع التاريخية من الغارات الإسرائيلية

وجه أكثر من 100 نائب لبناني نداء عاجلاً، الخميس، إلى منظمة «اليونيسكو» من أجل حماية المواقع التاريخية من الغارات الإسرائيلية، لا سيما في جنوب البلاد وشرقها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي حطام سيارة في موقع هجوم إسرائيلي شرق بيروت (أ.ف.ب)

مقتل 5 جنود إسرائيليين في معارك بجنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي، في بيان اليوم الخميس، إن 5 من عناصره قتلوا، وأصيب 16 آخرون، في معارك بجنوب لبنان، خلال الأسابيع القليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه الأخير مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)

إيران تفاوض مباشرة بـ«الورقة اللبنانية» بعد تضعضع حلفائها

يحرص المسؤولون الإيرانيون في الفترة الأخيرة على بعث رسائل للداخل والدول المعنية بأن إيران ممسكة بالملف اللبناني.

كارولين عاكوم (بيروت)

إسرائيل تختبر دفاعات «عاصمة الحدود» اللبنانية

مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تختبر دفاعات «عاصمة الحدود» اللبنانية

مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)
مشيّعون يقرأون الفاتحة على أرواح 16 شخصاً قُتلوا بغارة إسرائيلية على بلدة برجا قُبيل مراسم الجنازة في مدينة صور جنوب لبنان أمس (إ.ب.أ)

اختبرت القوات الإسرائيلية على مدى الأيام الماضية، دفاعات «حزب الله» في محيط مدينة بنت جبيل التي تعرف بأنها «عاصمة الحدود»، وأكبر المدن الحدودية في جنوب لبنان، في محاولة لنقل المعركة إلى المدينة بعد فشل التوغل في مدينة الخيام خلال اليومين الماضيين، وذلك في ظل مراوحة في العملية البرية، حولتها إلى «حرب استنزاف» وتراشق صاروخي، بعد أربعة أسابيع على انطلاقها.

ونفذت مجموعات إسرائيلية محاولتي تسلل، إحداها سلكت طريقاً بين يارون ومارون الراس من الجهة الشرقية، بينما حاولت الثانية أن تسلك الطريق الممتد في الحدود بين رميش وعين إبل، وصولاً إلى الأطراف الجنوبية لبنت جبيل. وبدت «كمجموعات استطلاع ومناورة، لكنها لم تدخل إلى أحياء بنت جبيل»، حسبما قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط».

وجاءت تلك المحاولات في أعقاب مراوحة في المعركة البرية. وقالت المصادر إن المعركة «تحوّلت إلى حرب استنزاف، حيث لم تطرأ أي تغيرات على خريطتها منذ أسبوعين، فيما تدخل القوات الإسرائيلية إلى القرى الحدودية مجموعات هندسة، تفخخ المنازل والأحياء، وتفجرها في اليوم التالي».

وتمضي إسرائيل بمواصلة قصفها الجوي الموسع في العمق اللبناني، الذي أسفر عن خسائر بلغت ضعفي خسائر حرب يوليو (تموز) 2006، لناحية الأعداد البشرية التي فاقت الثلاثة آلاف، والتدمير الذي فاق 35 ألف وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل، فضلاً عن خسائر تفوق الـ10 ملايين دولار.