قُتل 19 شخصاً وأُصيب 15 آخرون بجروح، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت، الأربعاء، بلدة سحمر الواقعة في منطقة البقاع الغربي في شرق لبنان، وفق ما أفادت به وزارة الصحة.
وقالت الوزارة في بيان إنّ «الغارات المتتالية للعدو الإسرائيلي على بلدة سحمر في البقاع الغربي أدّت في حصيلة أولية إلى استشهاد 19 شخصاً، وإصابة 15 آخرين بجروح»، في وقت طالت غارات إسرائيلية أخرى مدينة بعلبك وقرى في محيطها.
وكشفت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن مقتل 19 شخصاً على الأقل في غارة إسرائيلية على حي سكني في بلدة بيت صليبي بمحافظة بعلبك.
وأفادت الوكالة، الأربعاء، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي يواصل شنّ غاراته على مدينة بعلبك والجوار، وصولاً إلى بلدات لم يشملها الإنذار التحذيري الذي أُصدر قبلاً، والتي تزامنت مع كلمة الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم.
وقد شملت الغارات الأحياء السكنية في مدينة بعلبك، وهي تلال رأس العين، وعمشكي، والعسيرة، وطريق الكيال، وحتى جهة مدخلَي بعلبك الشمالي والجنوبي.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي محلة عين بورضاي، ودورس، وخزانات وقود في محيطها، وعلى أطراف بلدة شمسطار.
وأفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» بشنّ سلسلة غارات استهدفت مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً للسكان بالإخلاء.
وأكّد رئيس بلدية بعلبك، مصطفى الشل، أنّ الغارات استهدفت المدينة ومحيطها، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الأربعاء، بأن هناك حركة نزوح كثيفة من بعلبك في شرق البلاد، بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أمراً بالإخلاء.
وذكرت الوكالة أن النازحين يتدفّقون من «مدينة بعلبك وبلدتي دورس وعين بورضاي المجاورتين باتجاه طريقي (بعلبك - زحلة)، و(بعلبك - دير الأحمر - عيناتا - الأرز) باتجاه الشمال».
من جانبه، أوضح رئيس البلدية أن نحو 100 ألف شخص نزحوا من المدينة، لافتاً إلى أن الأجهزة المختصة تعمل على تأمين عملية النزوح.
وهرع سكان المدينة، الأربعاء، إلى الطرق للفرار، وسط حالة هلع، ما أدى إلى امتلاء مداخلها بالسيارات، حسبما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية»، وشُوهد السكان يحملون فرشاً ووسادات، بينما خلت المدينة تدريجياً من سكانها.
وجالت سيارات الدفاع المدني على الطرق، حيث طلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت.
وتُعدّ بعلبك من كبرى مدن البقاع، وبعدما بقيت طوال نحو عام بمنأى عن التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، استهدفتها ومحيطها غارات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وغادر المدينة أكثرُ من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفاً.
ومنذ شهر تتعرض منطقة بعلبك لقصف شبه يومي، وتعرّضت أطراف المدينة وقرى عديدة مجاوِرة لها لقصف إسرائيلي عنيف مساء الاثنين أدّى إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
«تقدّم كبير»
ورداً على سؤال حول الغارات الجوية الإسرائيلية في وقت سابق، الأربعاء، التي استهدفت مواقع لـ«حزب الله» بمدينة بعلبك شرق لبنان، كرّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الداعم لإسرائيل في ملاحقة مواقع الحزب، بينما حثّها على تجنُّب استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية والصحافيين والمواقع التراثية.
وأشار ميلر إلى أن إسرائيل أمرت بإخلاء بعلبك قبل تنفيذ الضربات، وأن الولايات المتحدة تدعم هذه الخطوة.
وأوضح أن إسرائيل أحرزت تقدماً كبيراً في ضرب «حزب الله» على طول الحدود الجنوبية اللبنانية، وفي الجهود الرامية إلى دفع مقاتلي الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة لا تدعو في الوقت الحالي إلى وقف فوري لإطلاق النار بلبنان، ولكنها تريد في نهاية المطاف أن ترى حلاً دبلوماسياً للصراع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.