لبنان: رؤساء سابقون يطالبون بوقف إطلاق النار وانتخاب رئيس «دون اشتراطات»

رفضوا أي وصاية أو هيمنة خارجية من أي نوع كانت

الرؤساء السابقون (من اليسار) سليمان والجميل والسنيورة خلال اجتماع في بكفيا (الوكالة الوطنية)
الرؤساء السابقون (من اليسار) سليمان والجميل والسنيورة خلال اجتماع في بكفيا (الوكالة الوطنية)
TT

لبنان: رؤساء سابقون يطالبون بوقف إطلاق النار وانتخاب رئيس «دون اشتراطات»

الرؤساء السابقون (من اليسار) سليمان والجميل والسنيورة خلال اجتماع في بكفيا (الوكالة الوطنية)
الرؤساء السابقون (من اليسار) سليمان والجميل والسنيورة خلال اجتماع في بكفيا (الوكالة الوطنية)

طالب رئيسان لبنانيان سابقان، ورئيس حكومة سابق، بـ«الوقف الفوري لإطلاق النار، والشروع في تطبيق القرار (1701) تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وحرفيّ وكامل»، و«المبادرة فوراً إلى تحرير عملية انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية من أي اشتراطات».

وعقد الرئيسان اللبنانيان السابقان، أمين الجميل، وميشال سليمان، ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، اجتماعاً في مقر إقامة الجميل في بكفيا، استعرضوا خلاله «الأوضاع الكارثية الراهنة التي يتعرّض لها لبنان تحت وطأة اتساع وتعمق ووحشية العدوان الإسرائيلي»، وذلك «في خضم ظروف وطنية وسياسية واقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية صعبة ومؤلمة، يُهدد استمرارها وتفاقمها في ظهور وتفاقم محن وطنية، اجتماعية وإنسانية وأمنية كبرى».

ونوّه الرؤساء السابقون بموقف رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في رفضه ممارسات الوصاية والهيمنة الإيرانية، وفي تأكيده سيادة الدولة اللبنانية، وإمساكها الكامل بقرارها الحر.

5 نقاط

وطالب الجميل وسليمان والسنيورة، في بيان مشترك، بـ«ضرورة تضافر جميع الجهود والطاقات الوطنية من أجل تحقيق التقدم المتوازي على 5 مسارات، منها، الوقف الفوري لإطلاق النار، والشروع في تطبيق القرار (1701) تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وحرفيّ وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية والدولية في هذا الإطار».

ودعوا إلى «البدء، ودون التذرّع بأي أمر آخر، في المبادرة فوراً لتحرير عملية انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية من أي اشتراطات، ومن أيّ نوع كانت، وعلى أن يحظى الرئيس بثقة مجلس النواب واللبنانيين، وليبدأ معه انطلاق مسيرة إعادة تكوين السلطات الدستورية للدولة اللبنانية، ويتعزّز العمل من أجل أن يعود الجميع إلى كنفها، وتحت سلطتها وسلطانها الكاملين على جميع أراضيها ومرافقها وإداراتها ومؤسساتها وأجهزتها، ودون أي وصاية أو هيمنة خارجية من أي نوع كانت».

وطالب الرؤساء «بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، مهمتها الشروع في إعداد خطة إعادة بناء الدولة، والبدء في تنفيذها، بما يؤمِّنُ النهوض الوطني والاقتصادي بأشكاله كافة، وبما يشمل العمل على إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع الدول والمؤسسات العربية والصديقة».

وشددوا على أهمية «إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية الكامل على جميع الأراضي اللبنانية؛ التزاماً بالقرارات الشرعية -الدولية والعربية- و(إعلان بعبدا)، وحسن واستكمال تطبيق (اتفاق الطائف)».

وطالبوا بـ«إقرار وتطبيق خطة الإصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والإداري والمؤسساتي في البلاد على القواعد التي تحترم وتلتزم معايير الكفاءة والجدارة والمحاسبة على الأداء، وتحترم وتلتزم قواعد الحوكمة الرشيدة، ومبادئ الشفافية والإفصاح والنزاهة».

السنيورة

وفي رد على سؤال، أكد السنيورة -الذي قادت حكومته في عام 2006 مفاوضات وقف إطلاق النار وإقرار القرار «1701»، أن القرار الأممي «يبدأ أساساً بمطالبة الدولة اللبنانية بالالتزام بجميع القرارات الدولية، وألا تكون هناك عملية إدخال لأي سلاح إلى لبنان إلا للدولة أو لقوى الـ(يونيفيل)، وألا يكون هناك أي سلاح موجود في منطقة جنوب الليطاني، وهذه هي القرارات التي استند إليها القرار (1701)».

وأضاف: «ما نقوله، إننا لسنا جزءاً من السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولكن مسؤولياتنا السابقة واهتمامنا المستمر بالشأن العام وبمسألة إنقاذ لبنان الذي وصلت فيه الأمور إلى حد خطيرٍ جداً، تستدعي منا هذه المبادرة للتأكيد على ضرورة الشروع في تنفيذ هذه النقاط الخمس بكاملها».


مقالات ذات صلة

النزوح يضاعف معاناة المرضى اللبنانيين المصابين بالأمراض المزمنة

المشرق العربي مرضى يخضعون لعلاج غسيل الكلى في مستشفى مرجعيون بجنوب لبنان (رويترز)

النزوح يضاعف معاناة المرضى اللبنانيين المصابين بالأمراض المزمنة

تضاعفت معاناة اللبنانيين المصابين بالأمراض المستعصية والمزمنة بفعل النزوح، بعدما انتقلوا للعيش في مراكز الإيواء ومساكن مستأجرة.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني خلال مناقشته بنود الورقة الأميركية مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين (أ.ف.ب)

مساهمة بريطانية في استحداث مراكز عسكرية للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية

تصدرت عودة النازحين إلى بلداتهم في جنوب لبنان أولويات المفاوض اللبناني الذي أزال جميع العوائق أمام عودتهم بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي السفينة الحربية الألمانية المشاركة في «يونيفيل» تطلق صواريخ خلال تدريبات قرب جزيرة كريت الشهر الماضي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصدر دبلوماسي: ألمانيا لم تُسأل عن المشاركة بلجنة تنفيذ اتفاق بين لبنان وإسرائيل

استبق مصدر دبلوماسي غربي المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية بالتأكيد أن ألمانيا لم تُفاتح بمشاركتها بلجنة مقترحة لمراقبة تنفيذ «1701».

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم إلى سوريا سيراً على الأقدام عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية تهدف إلى قطع الطريق السريع بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع في شرق البقاع بلبنان في 5 أكتوبر 2024 (أ.ب)

عبور 385 ألف سوري و225 ألف لبناني من لبنان إلى سوريا منذ 23 سبتمبر

أظهر تقرير للحكومة اللبنانية تسجيل عبور أكثر من 385 ألف سوري و225 ألف لبناني إلى الأراضي السورية منذ 23 سبتمبر (أيلول) وحتى الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» ضمن قافلة تمر من مدينة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان

عكس إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الخميس، عن الرد على مصادر النيران إثر تعرض إحدى دورياتها لإطلاق نار في جنوب لبنان، تحوّلاً في تجربتها

نذير رضا (بيروت)

بوريل من بيروت: لبنان بات على شفير الانهيار

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
TT

بوريل من بيروت: لبنان بات على شفير الانهيار

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)
مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، من بيروت من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» بعد شهرين من التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل. وحثّ على «وقف فوري» لإطلاق النار بين الجماعة اللبنانية واسرائيل.

وصعّدت إسرائيل منذ 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها الجوية على معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوباً، بعد أكثر من عام على فتح «حزب الله» الجبهة في جنوب لبنان دعماً لحليفته حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال بوريل، خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، «نرى سبيلاً واحداً للمضي قدماً: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701» الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في العام 2006.

وأضاف بوريل «ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».

وتقود فرنسا والولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين لبنان واسرائيل. وخلال زيارة إلى بيروت (الثلاثاء) في إطار هذه الجهود، قال المبعوث الأميركي آموس هوكستين إن ثمة «فرصة حقيقية» لإنهاء النزاع، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل في اليوم التالي.

وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

ويكرر لبنان على لسان مسؤوليه تمسكه بتطبيق القرار 1701 واستعداده لفرض سيادته على كامل أراضيه فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل.

وحذّر بوريل كذلك من أن لبنان بات «على شفير الانهيار» بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

وقال خلال المؤتمر الصحافي «في سبتمبر/أيلول، كنت هنا وكان لدي أمل بأنه من الممكن تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان. وبعد شهرين، بات لبنان على شفير الانهيار».

وأعلن كذلك أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتقديم 200 مليون يورو (نحو 208 ملايين دولار) إلى الجيش اللبناني.

ومنذ بدء تبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قُتل أكثر من 3670 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، ونزح نحو 900 ألف شخص داخل البلاد.