مسيحيو القرى الحدودية اللبنانية... صامدون بتطمينات الفاتيكان

يرفضون سحب قوى الأمن بعد سحب عناصر الجيش

رجل يحمل خبزاً لبيعه في دكانه ببلدة رميش الجنوبية (رويترز)
رجل يحمل خبزاً لبيعه في دكانه ببلدة رميش الجنوبية (رويترز)
TT

مسيحيو القرى الحدودية اللبنانية... صامدون بتطمينات الفاتيكان

رجل يحمل خبزاً لبيعه في دكانه ببلدة رميش الجنوبية (رويترز)
رجل يحمل خبزاً لبيعه في دكانه ببلدة رميش الجنوبية (رويترز)

نجحت الضغوط المكثفة التي مارسها أهالي وفعاليات بلدة رميش؛ الجنوبية الحدودية، في تعليق تنفيذ قرار سحب عناصر قوى الأمن الداخلي من مخفر البلدة، وذلك بعد أيام من سحب عناصر الجيش منها.

ويرفض الأهالي إنهاء وجود مظاهر الدولة في قراهم «وتركهم لمصيرهم». لكن في المقابل تتجنب القيادات الأمنية تعريض العناصر لأي احتكاك من أي نوع كان مع الجنود الإسرائيليين الذين ما زالوا يحاولون اقتحام الحدود الجنوبية للبنان من أكثر من محور.

ويشير كاهن رعية رميش، الأب نجيب العميل، إلى أن الاتصالات التي أجروها في الساعات الماضية «أثمرت تراجعاً عن قرار سحب عناصر قوى الأمن الداخلي»، لافتاً إلى أنه «منذ أيام لم يعد هناك وجود للجيش في البلدة، وحتى المستوصف الذي كان يديره عسكريون أُقفل، ولم يعد هناك إلا مستوصف واحد يهتم بالمرضى، علماً بأن أقرب مستشفى إلينا بات في مدينة صور».

ويتحدث العميل لـ«الشرق الأوسط» عن «نحو 6 آلاف شخص لا يزالون في البلدة»، لافتاً إلى أن «من نزح منهم هم من لديهم أفراد في عائلاتهم يحتاجون إلى رعاية صحية معينة».

وعن الأسباب التي تجعلهم، بخلاف القرى المحيطة التي نزح أهلها، متمسكين بالبقاء ومطمئنين إلى عدم استهدافهم، يقول العميل: «لا مقاومة لدينا ولا مراكز عسكرية. بلدتنا مكشوفة، وأي شخص قد يحاول إطلاق النار منها، فسيكون مكشوفاً»، موضحاً أن تطمينات دائمة تصل إليهم من السفير البابوي لدى لبنان الذي زارهم أكثر من مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للشد على أيديهم ودعم قرارهم البقاء والصمود على أرضهم. ويضيف: «حتى إن تطمينات وصلت إلينا مؤخراً منه، وقال لنا: لا تخافوا».

ولا تعاني البلدة، كما باقي البلدات المسيحية الجنوبية الصامدة، من نقص في المواد الأساسية، بحيث كان الجيش و«يونيفل» يؤمّنان حماية القوافل التي تصل محملة بالمواد والمساعدات. لكن الأهالي يعبرون اليوم عن خشيتهم، مع سحب عناصر الجيش من رميش، من أن يصبح الوضع صعباً لجهة وصول القوافل وتأمين حمايتها.

وتنفي مصادر أمنية انسحاب الجيش من منطقة جنوب الليطاني، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» وجود «لواءين وفوج في المنطقة»، موضحة أن «ما يحدث هو إعادة تموضع؛ لأن الجيش بات هدفاً للعدو الإسرائيلي، كما قوات (يونيفل)، إضافة إلى أننا لم نعد نتمكن من إيصال إمدادات إلى بعض المراكز والعناصر، ونحاول منع أي احتكاك مع جنود العدو».

ولم تتعرض القرى المسيحية الحدودية لأي قصف إسرائيلي مباشر منذ اندلاع المواجهات بين «حزب الله» وتل أبيب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على خلفية عملية «طوفان الأقصى». فبعدما كانت المسيّرات والطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية تركز على استهداف مواقع تابعة لـ«حزب الله»، فإنها انتقلت بعد توسعة الحرب إلى قصف كل القرى والبلدات الشيعية، بحجة أن فيها أنفاقاً لـ«حزب الله»، مما أدى إلى نزوح كل أبناء الطائفة الشيعية من بلداتهم وقراهم بعد تحذيرات متتالية تلقوها من الجيش الإسرائيلي.

وكما أهالي رميش (الواقعة في القطاع الغربي)، لا يزال القسم الأكبر من أهالي القليعة الجنوبية الحدودية ذات الغالبية المسيحية (الواقعة في القطاع الشرقي)، صامدين على أرضهم. ويقول أحد أبناء البلدة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تطمينات من أكثر من جهة بأننا لن نكون هدفاً لإسرائيل، كما أن المساعدات والمواد الأساسية لا تزال تصل إلينا؛ لذلك لا نجد داعياً لترك منازلنا، خصوصاً أننا نخشى لو فعلنا ذلك من دخول مسلحين إليها ليقصفوا منها، مما يُعرض بلدتنا للدمار».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان 5 قرى جنوبية بإخلائها

المشرق العربي أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان 5 قرى جنوبية بإخلائها

قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش هاجم بنى عسكرية مجاورة لمعبر جوسية الحدودي في شمال البقاع، والتي قال إن «حزب الله» اللبناني يستخدمها في نقل الأسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عمال إنقاذ ينقلون جثة أحد الضحايا من موقع غارة إسرائيلية استهدفت وسط بيروت (ا.ب)

ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 3670 قتيلاً

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن حصيلة الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق مختلفة في البلاد ارتفعت إلى 3670 قتيلاً، و15413 مصاباً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
مواطن لبناني يغادر منطقة البسطا في بيروت بعد ضربة إسرائيلية أمس (رويترز)

مجازر إسرائيلية جوالة في لبنان

وسعَّت إسرائيل مجازرَها الجوالة داخل الأراضي اللنبانية بين بيروت والجنوب والبقاع، بالتزامن مع زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايك كوريلا إلى

نذير رضا ( بيروت)
المشرق العربي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده «حلاً دبلوماسياً في لبنان»

كرر وزير الدفاع الأميركي، السبت، التزام بلاده التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، وذلك خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي الذي أكد تواصل التحرك «بحزم» ضد «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الأمين العام لجماعة «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أثناء إلقاء كلمة من مكان غير محدد 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

«حزب الله» يستعد سياسياً لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار

تتعاطى القوى السياسية على اختلافها مع تأكيد أمين عام «حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، بتموضعه مجدداً تحت سقف «اتفاق الطائف»، على أنه أراد أن يستبق الوعود الأميركية.

محمد شقير (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان 5 قرى جنوبية بإخلائها

أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)
أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان 5 قرى جنوبية بإخلائها

أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)
أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش هاجم بنى عسكرية مجاورة لمعبر جوسية الحدودي في شمال البقاع، والتي قال إن «حزب الله» اللبناني يستخدمها في نقل الأسلحة.

ودعا الجيش الإسرائيلي السلطات السورية واللبنانية إلى «العمل لمنع استخدام المعابر المدنية لأغراض إرهابية».

وأضاف المتحدث «حزب الله يستغل المعابر المدنية ومن ضمنها معبر جوسية لنقل الأسلحة التي يعود مصدرها إلى إيران عبر سوريا، حيث يتم استخدام هذه الوسائل القتالية ضد إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي العاملة في لبنان».

وطالب الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم (الأحد)، سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها تمهيداً لقصفها، محذراً السكان من التوجه جنوباً. والبلدات الخمس هي زوطر الشرقية وزوطر الغربية وأرنون ويحمر والقصيبة.

وقال الجيش الإسرائيلي: «عليكم إخلاء منازلكم فوراً والانتقال إلى شمال نهر الأولي. لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير. كل من يوجد بالقرب من عناصر (حزب الله) أو منشآته أو أسلحته يعرض حياته للخطر».

كما قال الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل، إن صفارات الإنذارات دوت في وسط البلاد بسبب صواريخ أطلقت من لبنان.

وأضاف الجيش أنه رصد 6 قذائف عبرت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، وقال إن قواته الجوية اعترضت 5 صواريخ منها، وسقط الأخير في منطقة مفتوحة.

وقصفت القوات الإسرائيلية ليلاً أطراف الماري، قرب حاجز الجيش، بالقذائف الفوسفورية، بالتزامن مع تنفيذ غارات على مدينة الخيام، وتفخيخ المنازل وتفجيرها، بعد تدمير مسجد طيرحرفا، بحسب ما أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، اليوم الأحد.

وطالت الغارات كفرشوبا، الخيام، النبطية حي الراهبات، النبطية الفوقا وبين النميرية والشرقية، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، ونفذت غارة من مسيرة على دوحة كفررمان، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

كما قصفت المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم بلدات يحمر الشقيف، الجبل الأحمر بين حاروف وشوكين وزبدين، وأغارت على ارنون وكفرتبنيت وحرش علي الطاهر ومحيط قلعة الشقيف، مجرى اللليطاني بين زوطر وديرسريان، وبين شوكين وميفدون، وأطراف كفرصير، بالإضافة إلى شنها 3 غارات على عين قانا في إقليم التفاح.

وقالت الوكالة اللبنانية «أغار الطيران المعادي على طريق الخردلي، مما أدى إلى قطع الطريق بين النبطية ومرجعيون، بعدما كان الجيش وقوات (اليونيفيل) قد فتحاه أمس الأول، إثر غارة عليه».