دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء، إلى هدنة مؤقتة؛ للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة، في وقت يقول فيه مسؤولون صحيون إنهم يعانون من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين أُصيبوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 3 أسابيع.
وقال فيليب لازاريني، المفوّض العام لـ«الأونروا»، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيراً إلى أن الجثث مُلقَاة على جوانب الطرق، أو مدفونة تحت الأنقاض، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضاف في بيان على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب... يشعرون بالنَّبْذ، وفقدان الأمل، والوحدة».
from our @UNRWA staff in northern #Gaza.Nearly three weeks of non-stop bombardments from the Israeli Forces as the death toll increases.Our staff report they cannot find food, water or medical care.The smell of death is everywhere as bodies are left lying on the roads...
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) October 22, 2024
ومضى يقول: «أدعو إلى هدنة على الفور، حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممرّ إنساني آمِن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة، والوصول إلى أماكن أكثر أمناً».
وتزامنت الدعوة مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل بحثاً عن سبل لإحياء محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، عقب وفاة يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» قبل نحو أسبوع.
وتطالب واشنطن بأن تسمح إسرائيل بدخول مزيد من الإمدادات الإنسانية إلى شمال غزة، وتقول إسرائيل إنها تسمح بدخول عشرات من شاحنات المساعدات، فضلاً عن تسهيل وصول المساعدات جواً، لكن مسؤولي الصحة الفلسطينيين يقولون إنه لم تصل إليهم أي مساعدات، وإن الوضع في غاية الصعوبة.
وقال مسؤولون صحيون، الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 20 شخصاً.
وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون، والدفاع المدني الفلسطيني، إن جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم الإسرائيليون متناثرة على الطرق وتحت الركام. وأضافوا أن فِرَق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى الجثث، بسبب استمرار الضربات الجوية.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، الموجود حالياً في شمال غزة: «هناك كثير من الجرحى استُشهدوا أمامنا، ولم نستطع تقديم أي شيء لهم».
وأضاف في بيان: «لا يوجد لدينا أكفان للشهداء، وناشدنا الأهالي بالتبرع بالأقمشة العادية».
ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي شنّ هجوماً ضد مسلّحي «حماس» في جباليا المجاورة، هذا الشهر، إنه ينفّذ عمليات إخلاء للناس عبر الطرق المحدّدة، ورصد عشرات المسلحين بين المدنيين المتجهين جنوباً.
وحلّقت طائرات إسرائيلية مسيّرة فوق الرؤوس، مطالِبةً الفلسطينيين بإخلاء المناطق المحيطة ببلدة بيت لاهيا، القريبة من خط الحدود، حيث انطلق الهجوم الذي بدأ حول منطقة جباليا القريبة، الواقعة باتجاه الجنوب، في وقت سابق من هذا الشهر.
ويخشى العديد من الفلسطينيين أن يكون إخلاء البلدات الشمالية جزءاً من خطة إسرائيلية لتفريغ المنطقة من سكانها؛ لإنشاء منطقة عازلة تمكّن إسرائيل من السيطرة على غزة بعد الحرب.
وينفي الجيش أن تكون عمليات الإخلاء جزءاً من أي خطة أوسع، قائلاً إنه ينقل الناس لعزلهم عن مقاتلي «حماس»، لكن الصورة الاستراتيجية الأوسع لا تزال غير واضحة، منذ أن أزاح مقتل السنوار إحدى العقبات الرئيسية أمام إسرائيل.
وقال الجيش إن القوات هدمت أنفاقاً وغيرها من البنى التحتية في بيت لاهيا، وقال سكان محليون إن القتال يقتصر - على ما يبدو - على هجمات الكَرّ والفَرّ التي تشنّها مجموعات صغيرة من مسلحي «حماس»، ويقول أحد الفلسطينيين في المنطقة عبر تطبيق «واتساب»: «مش قتال حقيقي، أو نزال متكافئ».
وقال الجناحان المسلحان لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إنهما هاجما قوات بالصواريخ المضادّة للدبابات وقذائف الهاون.
وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إلى أن عدد القتلى جرّاء الحملة الإسرائيلية في القطاع يقترب من 43 ألف شخص، وأصبحت غزة في حالة من الدمار، بينما نزح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويقيم عديد منهم في ملاجئ مؤقتة.