تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت... وتمشيط بالأسلحة الرشاشة في الجنوب

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية اليوم الثلاثاء (رويترز)
تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية اليوم الثلاثاء (رويترز)
TT

تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت... وتمشيط بالأسلحة الرشاشة في الجنوب

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية اليوم الثلاثاء (رويترز)
تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية اليوم الثلاثاء (رويترز)

بعد هدوء حذر لساعات عدة صباح اليوم (الثلاثاء)، استهدفت غارة إسرائيلية منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.

وكانت بيروت قد شهدت ليلة عنيفة ليل أمس (الاثنين)، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية للمرة الأولى منطقة الأوزاعي في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومحيط مستشفى رفيق الحريري الحكومي.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن الغارة الإسرائيلية في محيط مستشفى الحريري أدت في حصيلة محدثة، إلى استشهاد 4 أشخاص من بينهم طفل، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 32، فضلاً عن التسبب بأضرار كبيرة في المستشفى.

كما نعت مدينة بنت جبيل أكثر من 10 قتلى من البزي قتلوا ليلاً في الغارة على مبنى قرب مستشفى رفيق الحريري في بيروت.

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية فجراً (رويترز)

إلى ذلك، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدة الخيام منذ ساعات الصباح الأولى، وأغار على بلدة يحمر الشقيف، مستهدفاً غرب البلدة. كما قام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا.

وتعرضت أطراف بلدتي عيتا الشعب والقوزحفي جنوب لبنان صباحاً، لنيران رشاشات الجيش الإسرائيلي التي استهدفت أيضاً الأحراج المتاخمة للحدود الدولية. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية المنطقة بين السكسكية والصرفند.

وفجراً استُهدفت بلدات عيتا الشعب، ورامية، والناقورة، وعلما الشعب، وطيرحرفا، والضهيرة والبستان بقصف مدفعي عنيف.

وقبيل منتصف الليل، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على قرى في قضاءي صور وبنت جبيل.

كما حلق الطيران الاستطلاعي والمسّير والحربي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل وبكثافة طوال الليل الفائت وحتى الصباح، وأطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة.

إلى ذلك، تزداد حركة النزوح وتُلاحظ حالات النزوح المتكرر من منطقة إلى أخرى، بسبب التهديدات الإسرائيلية التي تزيد الأزمة أزمة أخرى.

وبقاعاً، استهدفت غارة عنيفة صباحاً مدينة بعلبك. كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة في ساعة متأخرة من ليل أمس، على بلدة طاريا غرب بعلبك.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الجيش الإسرائيلي استهدف خلال الساعات الماضية، أكثر من 230 هدفاً في لبنان وقطاع غزة، من ضمنها 3 مقرات في عمق لبنان تابعة للوحدة الجوية لـ«حزب الله» (الوحدة 127)، والمسؤولة أيضاً عن إطلاق المسيرات نحو إسرائيل.

وكتب أدرعي على منصة «أكس»: «رصدت قوات الفرقة 98 غرفة عمليات كان يعمل في داخلها عناصر (حزب الله) الذين شكلوا تهديداً على القوات، حيث شنت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو غارة على الموقع وقضت عليهم، ويقدر عددهم بزهاء 15 عنصراً من (حزب الله). في الأيام الأخيرة، تواصل الفرقة 91 أنشطتها الهجومية والمحدودة في منطقة جنوب لبنان ضد (حزب الله)، إلى جانب المهام الدفاعية عن بلدات الجليل. قوات الفرقتيْن 36 و146 العاملة في جنوب لبنان قضت خلال الساعات الماضية، على عناصر من الأرض والجو، واستهدفت عشرات الأهداف للحزب ودمرت عدداً من الوسائل القتالية».


مقالات ذات صلة

توتر داخل المجتمعات المضيفة للنازحين في لبنان

المشرق العربي سيدات جنوبيات نازحات إلى أحد مراكز الإيواء في بيروت (أ.ف.ب)

توتر داخل المجتمعات المضيفة للنازحين في لبنان

تتفاقم الهواجس من فتنة داخلية قد تعمد إسرائيل إلى إذكائها في ظل توافر معظم عناصرها، بخاصة لجهة التوتر المسيطر داخل المجتمعات المضيفة للنازحين.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية بناية استهدفتها مقاتلات إسرائيلية في صور جنوب لبنان الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:38

إسرائيل و«حزب الله» يتفاوضان على مقترحات هوكستين بتصعيد ميداني «شرس»

أكد خبراء في تل أبيب أن الطرفين يستخدمان النار أداة أساسية في المفاوضات.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي الدخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي استهدف الواجهة البحرية السياحية لمدينة صور في جنوب لبنان (أ.ب)

إسرائيل تستغل تعثّر المباحثات بتحويل جنوب لبنان إلى «أرض محروقة»

تستغل إسرائيل التعثر في المباحثات الآيلة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في جنوب لبنان، بتوسعة القصف الذي طال الواجهة البحرية السياحية لمدينة صور بجنوب لبنان.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي ممثلو الكتل النيابية خلال اجتماعه في البرلمان الاثنين (الوكالة الوطنية)

مطالبة برلمانية للحكومة اللبنانية بمضاعفة جهودها حيال «أزمة النزوح»

اختلفت الكتل النيابية اللبنانية التي تداعت للاجتماع في المجلس النيابي على طرح عناوين الحرب، وسبل الخروج منها، واتفقت على بند واحد يتعلّق بمعالجة أزمة النزوح.

يوسف دياب (بيروت)
خاص عَلم لـ«حزب الله» مرفوع قرب موقع استهداف إسرائيلي مباني في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

خاص «خبراء» من «الحرس الثوري» يشرفون على معارك جنوب لبنان

أكد مصدر سياسي لبناني على صلة وثيقة بـ«حزب الله» لـ«الشرق الأوسط»، إشراف «خبراء» من «الحرس الثوري» على المعارك التي يخوضها الحزب، لكنه نفى وجود مقاتلين إيرانيين.

محمد شقير (بيروت)

الحملة الإسرائيلية حولت بلدات لبنانية لأطلال وحطام (صور)

جنود لبنانيون في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي استهدفته الأحد غارة إسرائيلية (رويترز)
جنود لبنانيون في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي استهدفته الأحد غارة إسرائيلية (رويترز)
TT

الحملة الإسرائيلية حولت بلدات لبنانية لأطلال وحطام (صور)

جنود لبنانيون في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي استهدفته الأحد غارة إسرائيلية (رويترز)
جنود لبنانيون في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي استهدفته الأحد غارة إسرائيلية (رويترز)

أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية قدمتها شركة «بلانت لابس» لـ«رويترز» أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان أدت إلى دمار كبير في أكثر من 12 بلدة وقرية حدودية حتى تَحَوَّلَ كثير منها إلى مجموعات من الحفر الرمادية.

وكانت كثير من هذه البلدات مأهولة بالسكان منذ قرنين من الزمان على الأقل قبل أن تصبح خالية الآن بسبب القصف الإسرائيلي.

صورة جوية تظهر بلدة كفركلا الحدودية بعد تدمير اسرائيلي لمنازلها (رويترز)

وتشمل الصور، التي جرى الاطلاع عليها، بلدات فيما بين كفركلا في جنوب شرقي لبنان وجنوباً لما بعد قرية ميس الجبل، ثم غرباً لما بعد قاعدة تستخدمها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، ووصولاً إلى قرية لبونة الصغيرة.

عسكريان بالجيش اللبناني قرب موقع غارة إسرائيلية استهدفت حارة صيدا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وقال عبد المنعم شقير رئيس بلدية ميس الجبل التي تعرضت للهجمات الإسرائيلية: «هناك منازل قديمة جميلة عمرها مئات السنين. قصفت آلاف القذائف المدفعية ومئات الغارات الجوية البلدة». وأضاف: «من يدري ما الذي سيبقى واقفاً في النهاية؟».

وقارنت «رويترز» بين صور الأقمار الاصطناعية التي التُقطت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بتلك التي التُقطت في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر 2024. وتقع كثير من القرى التي لحقت بها أضرار واضحة على مدار الشهر الماضي على قمم تلال تطل على إسرائيل.

وكثفت إسرائيل الغارات على جنوب لبنان ومناطق أخرى، الشهر الماضي، بعد قرابة عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود. وتوغلت القوات الإسرائيلية براً في المناطق الجبلية على الحدود مع لبنان، واشتبكت مع مقاتلي «حزب الله» في بعض البلدات.

صورة جوية توثق الدمار في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (رويترز)

وقالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان التي تتابع أعداد القتلى والمصابين والهجمات على بلدات بعينها، إن البلدات التي اطلعت «رويترز» على صورها، وعددها 14، تعرضت لإجمالي 3809 هجمات إسرائيلية خلال العام الماضي.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على أسئلة من «رويترز» عن حجم الدمار. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري في 24 أكتوبر إن إسرائيل قصفت أكثر من 3200 هدف في جنوب لبنان.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه يهاجم بلدات في جنوب لبنان؛ لأن «حزب الله» حوَّل «القرى المدنية إلى مناطق قتال حصينة» يخفي فيها أسلحة ومتفجرات ومركبات. وينفي «حزب الله» استخدام البنية التحتية المدنية في شن هجمات أو تخزين أسلحة، كما ينفي سكان تلك البلدات هذا الادعاء.

رجل يحمل أمتعته أثناء سيره أمام موقع غارة جوية إسرائيلية على بيروت (إ.ب.أ)

وقال مصدر مطَّلع على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان لـ«رويترز» إن القوات تهاجم بشكل ممنهج بلدات بها نقاط مراقبة استراتيجية مثل محيبيب.

وذكر المصدر أن إسرائيل «تعلمت الدروس» بعد آخر حرب لها مع «حزب الله» في عام 2006، ومن بينها هجوم مقاتلي «حزب الله» من فوق قمم التلال على القوات التي توغلت براً في وديان جنوب لبنان.

وأضاف: «لهذا السبب يستهدفون هذه القرى بشدة، حتى يتمكنوا من التحرك بحرية أكبر».

وأظهرت أحدث صور لقرية كفركلا سلسلة من البقع البيضاء على طريق رئيسي يؤدي إلى بلدة. وكشفت الصور الملتقَطة، العام الماضي، الطريق نفسه محاطاً بالمنازل والنباتات الخضراء؛ ما يشير إلى أن المنازل تعرضت للتدمير.

صورة جوية توثق التدمير في بلدة يارون بجنوب لبنان إثر القصف الاسرائيلي (رويترز)

وتعرضت كتلة كاملة بالقرب من مركز قرية ميس الجبل على مسافة 700 متر من الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة، ويفصل بين إسرائيل ولبنان، لدمار كبير.

حطام بسبب غارة جوية إسرائيلية على لبنان (إ.ب.أ)

وبدت المنطقة، التي تبلغ مساحتها نحو 150 متراً في 400 متر عرضاً وطولاً، كأنها بقعة من الرمل البني؛ ما يشير إلى أن المباني هناك قد سُويت تماماً بالأرض. وأظهرت صور التُقطت في الشهر نفسه من عام 2023 حياً مكدساً بالمنازل.

تقول حكومة لبنان إن ما لا يقل عن 1.2 مليون شخص نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية، وقُتل أكثر من 2600 على مدى العام المنصرم.

ولم يتمكن سكان القرى الحدودية من الوصول إلى بلداتهم منذ أشهر. وقال عبد المنعم شقير رئيس بلدية ميس الجبل: «بعد أن وصلت الحرب إلى ميس الجبل، وتركوا (غادر) كل سكانها، بطلنا نعرف (شي) عن الوضع بالبلد».

وأظهرت صور لقرية محيبيب القريبة مستويات مماثلة من الدمار. وكانت محيبيب من بين قرى عدة، إلى جانب كفركلا وعيترون وعديسة ورامية، أظهر مقطع فيديو تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي انفجارات متزامنة فيها لمبانٍ عدة في الوقت نفسه؛ ما يشير إلى أنها كانت مفخخة بالمتفجرات.

حطام بسبب غارة جوية إسرائيلية على بيروت (إ.ب.أ)

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في 24 أكتوبر أن أحد مراكز قيادة «قوة الرضوان» الخاصة التابعة لـ«حزب الله» يقع تحت محيبيب، وأن القوات الإسرائيلية «حيدت شبكة الأنفاق الرئيسية» التي تستخدمها الجماعة، لكنه لم يخض في تفاصيل.

وقال هاغاري إن هدف إسرائيل هو «طرد (حزب الله) من الحدود، وتفكيك قدراته، والقضاء على التهديد الماثل أمام سكان الشمال».

وذكر جون ألترمان، وهو نائب رئيس بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «هذه خطة أخذوها من (المخزون) على الأرفف». وأضاف: «الجيوش تضع الخطط... وهم ينفذون (الآن)».

حطام بسبب غارة جوية إسرائيلية على بيروت (أ.ب)

وكان سيث جونز، وهو نائب رئيس آخر في المركز، قال لـ«رويترز» إن «حزب الله» استخدم القرى الواقعة على خط المواجهة لإطلاق صواريخه قصيرة المدى على إسرائيل.

وقال لبنان بعلبكي قائد الأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية ونجل الفنان اللبناني الراحل عبد الحميد بعلبكي إن عائلته تشتري صوراً ملتقطة عبر القمر الاصطناعي لمسقط رأسهم عديسة للتحقق مما إذا كان منزل العائلة لا يزال قائماً.

صورة جوية تظهر بلدة كفركلا الحدودية بعد تدمير اسرائيلي لمنازلها (رويترز)

وكان عبد الحميد قد حوَّل المنزل إلى مركز ثقافي تزينه أعماله الفنية ورسوماته الأصلية وأكثر من 1000 كتاب في مكتبة مصنوعة من الخشب فقط. ورحل عبد الحميد في 2013، ودُفِنَ تحت المنزل مع زوجته الراحلة.

وقال لبنان لـ«رويترز»: «نحن عائلة فنانين، والدي معروف، وبيتنا معروف أنه بيت ثقافي. كنا نطمئن أنفسنا بهذه الفكرة».

وحتى أواخر أكتوبر، كان المنزل قائماً. لكن لبنان بعلبكي رأى في مطلع الأسبوع مقطع فيديو متداولاً لمنازل عدة تنفجر في عديسة، بما في ذلك منزل عائلته.

ولا تنتمي العائلة لـ«حزب الله»، ونفى لبنان وجود أي أسلحة أو عتاد عسكري مخزّن هناك.

وقال لبنان: «إذا عندك نسبة المعلومات الاستخباراتية والدقيقة لاستهداف عناصر عسكرية بهذا الشكل يعني تعلم جيداً ما الموجود في هذا البيت. كان بيت فن». وأضاف: «نحن كلنا فنانون. الهدف محو أي علامة حياة».