«حزب الله» يُدخل تدريجياً أسلحة جديدة إلى المعركة

نتنياهو كشف عن العثور على أسلحة روسية حديثة في أنفاقه

راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان (أرشيف الشرق الأوسط)
راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان (أرشيف الشرق الأوسط)
TT

«حزب الله» يُدخل تدريجياً أسلحة جديدة إلى المعركة

راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان (أرشيف الشرق الأوسط)
راجمات صواريخ لـ«حزب الله» خلال مناورة عسكرية بجنوب لبنان (أرشيف الشرق الأوسط)

تباعاً، وبشكل تدريجي، يُدخل «حزب الله» الأسلحة التي يمتلكها إلى حلبة المعركة المتواصلة مع إسرائيل منذ عام كامل، والتي احتدمت وتوسعت، لتشمل كل لبنان قبل شهر واحد.

وكان لافتاً ما أعلنه مؤخراً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن «(حزب الله) حفر في منطقة جنوب الليطاني مئات الأنفاق والمخابئ، وأن القوات الإسرائيلية عثرت هناك على كمية من الأسلحة الروسية الحديثة».

وجاء ذلك بعد ساعات من نقل صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين، حديثهم عن العثور على أسلحة روسية وصينية مضادة للدبابات خلال التوغلات الإسرائيلية داخل لبنان.

ويردّ خبراء عسكريون تروّي الحزب في استخدام أسلحته، خصوصاً صواريخه، لأكثر من عامل، أولها عنصر المفاجأة الذي استخدمته إسرائيل مع تفجير أجهزة اتصالاته، واغتيال أمينه العام، وصولاً للحرب الجوية المكثفة التي تشنّها على مجمل المناطق اللبنانية، خصوصاً تلك الخاضعة لنفوذ الحزب وسيطرته، وثانيها عدم تمكنه من الوصول في الوقت المناسب لمستودعات الأسلحة، إضافة إلى تدمير إسرائيل جزءاً كبيراً منها، وصولاً لاقتناع الحزب بأن المعركة طويلة، ولن يكون من المناسب استخدام كل الصواريخ دفعة واحدة، في ظل تعمد تل أبيب قطع كل الإمدادات عنه.

أسلحة مضادة للدبابات

ويُعدّ الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد حسن جوني، أنه «لا يمكن تحديد الأسلحة الروسية الحديثة التي تحدّث عنها نتنياهو، ومدى صحة ما أدلى به، خصوصاً أن (حزب الله) لن يكشف عن سلاح مماثل قبل استخدامه»، مرجحاً أن تكون «ضمن الأسلحة المضادة للدبابات المطورة في روسيا والصين، لأن الأسلحة الخفيفة ليس مهماً أن تكون حديثة أو لا، فهي ليست ذات أهمية كبيرة. أما الصواريخ بعيدة المدى فموجودة لدى الحزب، لكنها ليست ضمن المنطقة التي دخل إليها الإسرائيلي».

لعبة المفاجآت

ويرى جوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «(حزب الله) يتقن لعبة المفاجآت والتدّرج بكشف الأسلحة واستخدامها»، لافتاً إلى أن «المسيّرة التي أصابت قاعدة (غولاني) مؤخراً، وأدت لأعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين كانت مختلفة عن سابقاتها، لجهة دقة الاستهداف والتوقيت والتأثير، ومن ثم فهي من جيل المسيّرات الحديثة التي بدأ الحزب استخدامها».

ويضيف: «أما بالنسبة للصواريخ، فالحزب يتدّرج باستخدامها، لعلمه أن المعركة طويلة، وقد استخدم مؤخراً صاروخ (نصر 1) الذي يبلغ مداه 100 كيلومتر، ويحمل رأساً متفجراً من 100 كيلوغرام، ولديه صواريخ تصل لمدى أبعد، وتطال كل المواقع في الكيان».

ويشير جوني إلى أنه «لا يمكن الحديث عن أسلحة تقلب المعادلة، إنما عن سعي الحزب لتثبيت معادلة الأمن المفقود في لبنان مقابل الأمن المفقود في إسرائيل، بمعزل عن التأثير غير المتساوي في البلدين».

تدّرج في استخدام الصواريخ

وشملت الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، صواريخ «كاتيوشا» و«بركان» بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.

ولم يستخدم الحزب صواريخه الباليستية إلا في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي لقصف مقرّ الموساد في تل أبيب، الذي قال إنه «المسؤول عن اغتيال قادته، إضافة إلى مجزرة (البيجر) والأجهزة اللاسلكية».

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي مؤخراً إلى أن «حزب الله» بات يكثف استخدام الصواريخ الباليستية، كما استخدم في الآونة الأخيرة أكثر من مرة صواريخ «كورنيت» المحمولة المضادة للدبابات، والمصنوعة في روسيا، وصواريخ من طراز «فادي 1» و«فادي 2»، وهما صاروخا «أرض – أرض» تكتيكيان يستخدمان في «القصف المساحي غير النقطي».

كما لجأ إلى صواريخ «سطح- جو» المضادة للطائرات، إيرانية الصنع، لإسقاط طائرات من دون طيار إسرائيلية.

وفي مرتين على الأقل، استخدم الحزب صاروخاً موجهاً بالرادار يمكنه الوصول إلى أهداف على ارتفاع 90 ألف قدم تقريباً ضد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، ما أجبرها على التراجع.

ترسانة الصواريخ

ووفق مراكز دراسات إسرائيلية، يمتلك الحزب بين 150 و200 ألف صاروخ عادي غير باليستي وغير دقيق، وهي صواريخ قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، يصل مداها إلى 150 كيلومتراً. كما أنه يمتلك 10 آلاف صاروخ باليستي دقيق، ولديه صواريخ «يوخونت» الدقيقة «أرض- بحر»، التي يقدرها الإسرائيليون بـ75 صاروخاً، كما أن لديه زوارق سريعة مثل التي يستخدمها الحوثيون، من دون أن ننسى امتلاكه عدداً كبيراً من المسيّرات يُرجح أن يكون عددها بعشرات الآلاف.

ووفقاً لتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، فإن لدى «حزب الله» نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة.


مقالات ذات صلة

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

المشرق العربي كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي تعليق الدراسة حضورياً في المدارس والمعاهد المهنية الرسمية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل عما وصفته بأنه «النقاط العالقة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال زيارته وزارة الدفاع (حسابه عبر منصة إكس)

ميقاتي: اللبنانيون مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحرية والسيادة»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي مسيّرة إسرائيليّة من نوع (هرمز 450)

«حزب الله» يعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية من طراز «هرمز 450» فوق الطيبة

أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أنها أسقطت مسيرة إسرائيلية بصاروخ أرض-جو في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (هرمز 450)

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
TT

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي

على الرغم من خلو جدول أعمال جلسة البرلمان العراقي المقررة الاثنين من أي بند يتعلق بالضربة الإسرائيلية المحتملة على العراق، أفادت مصادر برلمانية بأن الجلسة ستشهد مناقشة هذا الموضوع في جلسة سرية.

وتسود الأوساط الرسمية والشعبية العراقية مخاوف متزايدة من احتمال وقوع الضربة في أي لحظة، وسط تداول واسع لعشرات الأهداف المحتملة للقصف، ويتبع معظمها فصائل مسلحة، بما في ذلك محطات فضائية مملوكة لهذه الفصائل.

وفي ظل غياب موقف رسمي حكومي واضح حيال التهديدات الإسرائيلية، خاصة بعد المذكرة التي وجهتها إسرائيل إلى الأمم المتحدة والتي تضمنت شكوى ضد العراق، هي الأولى منذ قصف مفاعل «تموز» العراقي عام 1981 خلال الحرب العراقية - الإيرانية؛ صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن التهديدات الإسرائيلية أصبحت أكثر جدية من أي وقت مضى.

البرلمان العراقي الذي استأنف فصله التشريعي قبل أسبوعين عقب انتخاب رئيس جديد له، فشل في عقد جلسة بسبب الخلافات حول ما يُعرف بـ«القوانين الجدلية»، مثل قانون الأحوال الشخصية، وقانون العفو العام، وقضية عائدية العقارات إلى أصحابها الأصليين. إلا أن تصاعد مخاطر التهديدات الإسرائيلية ضد العراق دفع البرلمان إلى عقد جلسة يوم الاثنين، تضمنت بنوداً عادية دون التطرق إلى القوانين الخلافية.

وفي حين لم تتضح بعد طبيعة النقاشات التي سيجريها البرلمان، أو ما إذا كانت ستُتخذ قرارات محددة، أكدت رئاسة البرلمان أن أي قرارات تصدر ستكون داعمة لجهود الحكومة.

صمت على جبهة الفصائل

في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتخاذ قرارات صارمة لحفظ سيادة البلاد، التزمت الفصائل المسلحة الموالية لإيران الصمت منذ أيام. وكان السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، قد أصدر أوامر صارمة بشأن التعامل مع أي ضربات صاروخية قد تنفذها الفصائل المسلحة التي دأبت على توجيه ضربات من الأراضي العراقية نحو إسرائيل.

ووفقاً لتعليمات السوداني، فإن مسؤولية إطلاق أي صاروخ تقع على عاتق القطعات العسكرية الماسكة للأرض، والتي ستتحمل تبعات ذلك.

وبينما يسود الصمت جبهة الفصائل المسلحة، تشير الأوساط السياسية العراقية إلى أن هذا الصمت يأتي بناء على أوامر إيرانية بالتزام الهدوء، خاصة بعدما وضعت إسرائيل إيران على قائمة أهدافها المحتملة في المستقبل القريب، رغم إشارات السلام التي بدأ كبار المسؤولين الإيرانيين بإصدارها.

وقال الباحث في الشأن السياسي الدكتور سيف السعدي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الحرب والسلم يجب أن يُتخذ ضمن المؤسسات الدستورية وفق المادة (61) من الدستور، عبر تقديم طلب من رئيس مجلس الوزراء وتصويت أغلبية أعضاء البرلمان ومصادقة رئيس الجمهورية، وبالتالي إعلان حالة الطوارئ».

وأضاف السعدي أن «الخطورة تكمن في أن الفصائل المسلحة غير مكترثة بتحذيرات رئيس الوزراء، وسيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على المدى المنظور، منها قد تكون اغتيالات لشخصيات ومعسكرات ومقرات تابعة لفصائل المقاومة».

وتوقع السعدي أن «يشهد العراق عمليات إسرائيلية قبل نهاية العام؛ مما قد يعقّد الوضع، خاصة أن العراق يقع في محيط إقليمي حساس وملتهب؛ مما سيؤدي إلى ارتدادات كبيرة داخل النظام السياسي العراقي».

وفيما يتعلق باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بحماية النظام السياسي العراقي، أوضح السعدي أن «الاتفاقية تهدف إلى الحفاظ على النظام السياسي وحماية مؤسسات الدولة والديمقراطية في العراق. ومن منظور الولايات المتحدة، تُعتبر الفصائل المسلحة خارج المؤسسات الرسمية؛ مما قد يوفر لإسرائيل مبرراً لضرب العراق بزعم أنها تدافع عن نفسها».

والجدير بالذكر أن فصائل «المقاومة» قد استهدفت إسرائيل خلال شهرَي أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بأكثر من مائة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة؛ مما دفع الولايات المتحدة للتدخل عدة مرات للوساطة مع الحكومة العراقية بهدف منع الفصائل من توجيه ضربات أخرى إلى إسرائيل.