«حزب الله» يقول إنّه دمّر دبابة إسرائيلية قرب الحدود مع إسرائيل

قوات إسرائيلية داخل القطاع الغربي في جنوب لبنان قرب الناقورة (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية داخل القطاع الغربي في جنوب لبنان قرب الناقورة (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يقول إنّه دمّر دبابة إسرائيلية قرب الحدود مع إسرائيل

قوات إسرائيلية داخل القطاع الغربي في جنوب لبنان قرب الناقورة (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية داخل القطاع الغربي في جنوب لبنان قرب الناقورة (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اللبناني، ليل الأربعاء-الخميس، أنّه دمّر دبّابة إسرائيلية قرب الحدود في جنوب لبنان بواسطة «صاروخ موجّه»، وذلك بعيد إعلانه أنّه يخوض قتالاً متلاحماً مع قوات إسرائيلية تحاول التوغّل في المنطقة.

وقال الحزب المدعوم من إيران في بيان، إنّ مقاتليه استهدفوا «دبابة ميركافا في مرتفع اللبونة بصاروخ موجّه ما أدّى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح»، في حين لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أيّ تعليق في الحال.


مقالات ذات صلة

إنذارات كاذبة تخلي مرافق حكومية ودبلوماسية في لبنان

المشرق العربي عناصر أمنية قرب مبنى تتواجد فيه السفارة النرويجية في وسط بيروت (رويترز)

إنذارات كاذبة تخلي مرافق حكومية ودبلوماسية في لبنان

أثارت إنذارات كاذبة بالإخلاء، بلبلة على الساحة اللبنانية، بموازاة الإنذارات التي يصدرها الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازل وأبنية في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قوة مشتركة من «اليونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

سفينة ألمانية تابعة لـ«اليونيفيل» اعترضت طائرة مسيّرة قبالة سواحل لبنان

قامت سفينة عسكرية ألمانية تعمل في إطار القوة البحرية لقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) بإسقاط طائرة مسيّرة قبالة السواحل اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي أطفال نازحون بسبب الحرب يلعبون في ساحة مُجمّع تحول مركز إيواء وسط بيروت (أ.ف.ب)

بين الكوليرا والجـرَب... أمراض عدة تهدّد النازحين اللبنانيين في مراكز الإيواء المكتظة

تعجّ المدارس التي فتحت أبوابها لتصبح مراكز إيواء بأعداد ضخمة من النازحين، حيث يكثُر الحديث عن إمكانية تحولها بؤراً للأوبئة والأمراض حال غياب خطة حكومية.

تمارا جمال الدين (بيروت)
يوميات الشرق تحوّل رمزاً للتضحية وهو يتنقّل فوق الركام ويُنقذ ما تبقّى (حسابه الشخصي)

يوسف الملاح... عمرٌ من العمل الجبّار

لا يُصادر يوسف الملاح الجهود لنَسْبها حصراً إلى نفسه، وإنما يُشدّد على أنها جماعية؛ وبشيء أقرب إلى الإفراط في التواضع، يضيف أنه أقل مستحقّي التقدير بين الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يحملون نعوش الضحايا الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية على بلدة عيتو في شمال لبنان (إ.ب.أ)

لبنان: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 2367 قتيلاً وأكثر من 11 ألف جريح

ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى ألفين و367 قتيلاً و11 ألفاً و88 جريحاً منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تأكيدات لمقتل يحيى السنوار... وتصفيته جاءت «مصادفة»

TT

تأكيدات لمقتل يحيى السنوار... وتصفيته جاءت «مصادفة»

السنوار في مدينة غزة في أبريل 2023 (أ.ف.ب)
السنوار في مدينة غزة في أبريل 2023 (أ.ف.ب)

أكدت مسؤولون إسرائيليون ومصادر في حركة «حماس» مقتل زعيم الحركة يحيى السنوار، بعد إعلان الجيش التحقيق في تصفيته مصادفة خلال استهداف لثلاثة مسلحين، اتضح لاحقاً أنه أحدهم، في منطقة تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما أبلغ أعضاء مجلس الوزراء الأمني المُصغر خلال اجتماع لهم قبل قليل، بأن السنوار قُتل على الأرجح.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم الخميس، أنه يفحص مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، احتمال مقتل السنوار «خلال نشاط للجيش في قطاع غزة» لم يحدد طبيعته، فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عدة عن مسؤولين تأكيدهم مقتله، وذكرت أن فحصاً أولياً للحمض النووي للجثة المشتبه بها، كانت نتيجته «إيجابية».

«حماس» فقدت الاتصال به منذ أيام

وقال مصدران في حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، اليوم الخميس، إن مستويات مختلفة في الحركة تلقت تأكيدات بمقتل يحيى السنوار. وأكد مصدر مقيم خارج غزة أن مسؤولين أمنيين في «حماس» نقلوا مؤشرات على مقتل زعيم الحركة، فيما أشار مصدر آخر داخل القطاع إلى أنه «تم بدء نقل الخبر إلى القيادة داخل القطاع بالطرق الأمنية المتبعة».

وقبل هذا التأكيد، قالت مصادر من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتصال مفقود مع دائرة تأمين السنوار منذ أيام، وبالتالي لم يكن هناك تواصل خلال الفترة الماضية». وأضافت: «يصعب الجزم بمصير السنوار حتى الآن»، مضيفة: «ضيق الدائرة الأمنية المحيطة به واقتصارها على شخصين إلى 3 أشخاص فقط يضيف عقبات أمام محاولة التوصل إلى معلومات عاجلة». وتابعت أن «الدائرة المغلقة التي تحيط بالسنوار هي فقط التي كانت تعرف عنه كل شيء وتتولى مسؤولية تواصله مع الآخرين».

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عبر موقعها العبري، أن «التفاصيل المسموح بنشرها حتى الآن هي أن قوة الجيش الإسرائيلي التي كانت تقوم بتطهير منطقة من الإرهاب تعرفت على ثلاثة (إرهابيين) في المبنى الذي دمر الجيش الإسرائيلي جزءاً منه، وقامت بالقضاء عليهم. وكان أحدهم يشبه السنوار»، مشيرة إلى «تداول صور لاحقة للجثة».

السنوار خلال مهرجان لحركته في غزة عام 2021 (أ.ف.ب)

ونقلت عن مسؤولين كبار في إسرائيل أن «احتمالات القضاء على السنوار مرتفعة للغاية»، فيما قال الجيش إنه يجري فحصاً للحمض النووي للجثة التي يعتقد أنها للسنوار.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن الجيش قتل ثلاثة أشخاص في غزة، «يفحص الاحتمال بأن أحدهم» هو السنوار.

وأكد أدرعي أن المبنى المستهدف لم يكن فيه رهائن إسرائيليون ممن تحتجزهم «حماس» في غزة. لكنه أضاف: «في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائياً من هوية» القتلى. ووعد بنشر تفاصيل إضافية لاحقاً.

وخاطب الجيش الإعلام الإسرائيلي قائلاً: «تواصل قوات الجيش والشاباك العاملة في الميدان العمل تحت الحذر اللازم. نطلب الالتزام بالصيغة المعنية وإرشادات الرقابة من أجل الحفاظ على أمن قواتنا».

ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت منشوراً عبر موقع «إكس»، بعد دقائق من الخبر، حمل صورة للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف اللذين قتلتهما إسرائيل، وبينهما إطار فارغ، وقال: «أعداؤنا لن يتمكنوا من الاختباء. سنطاردهم ونقضي عليهم».

وليست هذه المرة الأولى التي ترجح فيها إسرائيل مقتل السنوار الذي يستخدم إجراءات أمنية مشددة في تنقلاته واتصالاته. وكان آخر هذه الترجيحات الشهر الماضي، حين قالت وسائل إعلام عبرية عدة إن الاتصال انقطع بينه وبين العالم الخارجي لفترة طويلة. وزعمت التقارير، آنذاك، أن مديرية الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ترجح أن السنوار ربما قُتل في الغارات الإسرائيلية على غزة.

من مخيمات الصفيح إلى قيادة «الطوفان»

ولد السنوار، في مخيم خان يونس للاجئين عام 1962، وهو أحد مخيمات الصفيح. تنحدر عائلته من قرية المجدل التي هجّرت منها عقب نكبة عام 1948 لتستقر في قطاع غزة. تلقَّى تعليمه في مدارس «أونروا» في مخيم خان يونس والتحق بعدها بالجامعة الإسلامية التي تخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الدراسات العربية.

بدأت أولى خطوات نشاطه السياسي من خلال العمل الطلابي تحت مظلة «الكتلة الإسلامية» بالجامعة وكان رئيس المجلس الطلابي بالجامعة.

السنوار في غزة عام 2022 (أ.ف.ب)

منتصف الثمانينات، تعرف السنوار على مؤسس حركة «حماس» الشيخ أحمد ياسين وبات مقربا من الدوائر المحيطة به. بعد تأسيس حركة حماس عام 1987 شرع السنوار بلعب أدوار تنظيمية أوسع وأسس برفقة عددْ من زملائه جهازا أمنياً داخليا لـ«حماس» سمي بجهاز «المجد» وذلك بتكليف من الشيخ ياسين. عام 1988 اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة قتل أربعة عملاء وحكمت عليه بالسجن المؤبد أربع مرات.

قاد السنوار حركة «حماس» داخل السجون إذ تولى الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة وخاض مواجهات عديدة مع سلطات السجون وسلسلة من الإضرابات عن الطعام. كما تولى السنوار المهام الأمنية داخل لـ«حماس» داخل السجون وأشرف على العديد من عمليات التحقيق الداخلي للحركة، وتنقل بين سجون إسرائيلية عديدة وأمضى سنوات في أقسام العزل. تعرض السنوار خلال سنوات الأسرى لأزمة صحية حادة كادت تودي بحياته ونقل على إثرها لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.

أشرف السنوار من داخل سجنه على مفاوضات صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط والذي أفرج عنه بموجبها عام 2011 إلى جانب نحو 1000 أسير فلسطيني. بعد الإفراج عنه، نشط السنوار داخل صفوف الحركة إذ انتخب عضوا في المكتب السياسي عام 2012 وصولا لانتخابه رئيسا للمكتب السياسي في غزة عام 2017. أعيد انتخابه لفترة ثانية عام 2021 وصولا لتوليه رئاسة المكتب السياسي للحركة عام 2024 خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.

في أعقاب عملية «طوفان الإقصى» التي أطلقتها «حماس» في 7 أكتوبر الماضي، وضعت إسرائيل السنوار على رأس قائمة أهدافها، باعتباره «العقل المدبر» للعملية، وأضحى عنواناً لعمليتها العسكرية على القطاع. كان السنوار خطط برفقة عدد من أعضاء المجلس العسكري لكتائب «القسام» لشن هجوم كبير على إسرائيل كان يهدف من خلاله لإحداث صدمة كبيرة لإسرائيل وتغيير في موازين القوى معها.

لاحقت أجهزة الأمن الإسرائيلية السنوار فوق الأرض وتحتها في غزة من دون أن تفلح بالوصول إليه. أشارت تقارير إسرائيلية إلى وصول بعض المعلومات عنه لأجهزة الأمن إلا أن الخشية من وجود أسرى إسرائيليين أعاقت محاولات اغتياله.

لمحت طرفاً من طيفه في فيديو داخل نفق، لكن أفلح السنوار في تجنب الملاحقة والاغتيال طيلة الأشهر الماضية عبر اعتماده على أدوات اتصال بدائية تمكن من خلالها من التواصل مع قادة «القسام» الميدانيين في غزة وكذلك مع أعضاء المكتب السياسي بالخارج، كما بعث برسائل للوسطاء في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل.