مفوضية الأمم المتحدة للاجئين: 25 % من لبنان خاضع لأوامر إخلاء إسرائيلية

إسرائيل تصدر أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع لبنان (رويترز)
إسرائيل تصدر أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع لبنان (رويترز)
TT

مفوضية الأمم المتحدة للاجئين: 25 % من لبنان خاضع لأوامر إخلاء إسرائيلية

إسرائيل تصدر أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع لبنان (رويترز)
إسرائيل تصدر أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع لبنان (رويترز)

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، إن إسرائيل التي بدأت توغلها في جنوب لبنان قبل أسبوعين لمحاربة جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران أصدرت أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع البلاد.

ووفق «رويترز»، تسلط هذه الأرقام الضوء على الثمن الفادح الذي يتكبده اللبنانيون مع تكثيف إسرائيل حملتها لإلحاق الهزيمة بـ«حزب الله»، وتدمير بنيته التحتية في الصراع المستمر منذ عام.

وقالت مديرة المفوضية بالشرق الأوسط، في مؤتمر صحافي بجنيف إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة لعشرين قرية في جنوب لبنان تعني أن أكثر من ربع البلاد يخضع لأوامر إخلاء الآن.

وأضافت: «الناس يستجيبون لهذه الأوامر، ويفرون دون شيء معهم تقريباً».

وقالت الحكومة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية تمخضت عن مقتل 2309 أشخاص على الأقل في عام من القتال، ونزوح أكثر من 1.2 مليون شخص.

وقُتل أغلب هؤلاء منذ أواخر سبتمبر (أيلول) بعد أن وسّعت إسرائيل حملتها العسكرية، ولا تميز حصيلة القتلى بين المدنيين والمقاتلين.

وقالت إسرائيل إن نحو 50 إسرائيلياً، من الجنود والمدنيين، قُتلوا.

وصرّحت إسرائيل بأن عملياتها في لبنان تهدف إلى تأمين عودة عشرات الآلاف من سكانها الذين نزحوا من منازلهم في شمال إسرائيل بسبب هجمات «حزب الله».

وقال مسؤولون صحيون إن إسرائيل وسّعت حملة القصف في لبنان، الاثنين، مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء، في غارة جوية في الشمال على منزل كان نازحون يلتمسون فيه ملاذاً آمناً من الضربات الإسرائيلية في الجنوب.

وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في المؤتمر الصحافي نفسه، رداً على سؤال عن الغارة التي وقعت الاثنين على قرية أيطو ذات الأغلبية المسيحية: «ما نسمعه هو أن من بين الأشخاص الاثنين والعشرين الذين قُتلوا، هناك 12 امرأة وطفلان».

وأضاف: «نعلم أن الضربة كانت على مبنى سكني من أربعة طوابق. ومع وضع هذه العوامل في الاعتبار، فإن لدينا مخاوف حقيقية فيما يتعلق بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وقوانين الحرب، ومبادئ تمييز النسبة والتناسب»، داعياً إلى إجراء تحقيق في الواقعة.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن عمّال الإنقاذ ما زالوا ينتشلون جثثاً من تحت الأنقاض في بلدة أيطو، في أعقاب واحدة من أعنف الضربات على العائلات النازحة في لبنان، بعد الضربات التي وقعت في وقت سابق من هذا الشهر على بلدة عين الدلب في جنوب لبنان، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصاً.

ولم تعلق إسرائيل على غارة أيطو، لكنها دأبت على قول إنها تتخذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط مدنيين.

الأمم المتحدة قلقة بخصوص مهاجمة قوات حفظ السلام

ينصب تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان حتى الآن على سهل البقاع في الشرق والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى الجنوب، حيث قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن النيران الإسرائيلية أصابت قواعدها مرات، وأصابت جنوداً بجروح.

وعبّر مجلس الأمن الدولي، الاثنين، عن قلقه الشديد بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان لإطلاق نار وسط اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لقاعدة عسكرية في وسط إسرائيل استهدفها «حزب الله» بطائرة مسيرة يوم الأحد مما أدى لمقتل أربعة جنود، إن إسرائيل ستواصل مهاجمة الجماعة المدعومة من إيران «من دون رحمة في أي مكان في لبنان، حتى في بيروت».

وتجدّد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» منذ عام عندما بادرت الجماعة بإطلاق صواريخ على إسرائيل؛ دعماً لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في بداية حرب غزة.

وما زال هناك ترقب للرد الإسرائيلي المحتمل على إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) عليها، ردا على الهجمات الإسرائيلية على لبنان.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، الثلاثاء، إن إسرائيل ستنصت إلى الولايات المتحدة، لكنها ستتخذ قراراتها بناء على مصلحتها الوطنية.

وكان البيان مرفقاً بمقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» جاء فيه أن نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن إسرائيل ستضرب أهدافاً عسكرية إيرانية، دون الأهداف النووية أو النفطية، مما يشير إلى هجوم مضاد أضيق نطاقاً بهدف منع نشوب حرب شاملة.

واتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إسرائيل، الثلاثاء، باستغلال عدم التحرك الدولي تجاه الأزمة في الشرق الأوسط، لتتجاوز عدوانها على غزة، وتبني مزيداً من المستوطنات غير المشروعة في الضفة الغربية، وترسل قوات إلى لبنان.

وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته السنوية في افتتاح مجلس الشورى القطري إن إسرائيل «اختارت عن قصد أن توسع العدوان بتنفيذ مخططات معدة سلفاً في مواقع أخرى، مثل لبنان والضفة الغربية».

وأضاف أن إسرائيل تمضي قدماً في مخططاتها؛ «لأنها ترى أن المجال متاح لذلك».

وشاركت قطر والولايات المتحدة ومصر مراراً في جهود وساطة بغية إنهاء الحرب في غزة التي اندلعت قبل عام حين اجتاح مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس»، وفصائل أخرى جنوب إسرائيل، وقتلوا 1200 شخص؛ وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 42 ألف شخص في غزة، وتحويل القطاع إلى أنقاض، وتسبب في نقص حاد في الغذاء والماء والوقود.


مقالات ذات صلة

الشرق الأوسط وأوكرانيا على جدول أعمال اجتماع مجموعة السبع

أوروبا الأمن يقف في حراسة قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع بأناني بمنطقة لاتسيو بإيطاليا (إ.ب.أ)

الشرق الأوسط وأوكرانيا على جدول أعمال اجتماع مجموعة السبع

يجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع قرب روما، اليوم، لإجراء محادثات تركز على النزاع في الشرق الأوسط، بحضور نظرائهم الإقليميين، وكذلك على الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي عناصر من خدمة الإسعاف الإسرائيلية في موقع إصابة شخص في نهاريا بشظايا صواريخ أطلقت من لبنان (نجمة داود الحمراء عبر منصة «إكس»)

إصابة شخص في إسرائيل بعد إطلاق 20 صاروخاً من لبنان

أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، الإثنين، إصابة شخص بعد إطلاق 20 صاروخا من لبنان نحو مناطق الجليل الأعلى والغربي

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (رويترز)

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان «خلال أيام»

أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، اليوم الاثنين، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، بأن بلاده اتخذت قراراً بالمُضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جانب من الأضرار التي خلفهها صاروخ ل"حزب الله" في "بتاح تكفا" قرب تل أبيب أمس (أ.ف.ب)

بيروت ـــ تل أبيب... يوم الصواريخ والغارات

عاش لبنان وإسرائيل، أمس، يوماً عنيفاً من الغارات والصواريخ؛ إذ شنّت إسرائيل عشرات الغارات، بعضها على ضاحية بيروت الجنوبية وفي الجنوب حيث مسحت حياً بأكمله، في…

كارولين عاكوم (بيروت)
شؤون إقليمية نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صاروخاً في مدينة نهاريا شمال إسرائيل في 12 نوفمبر 2024 (رويترز)

فصائل عراقية تعلن تنفيذ هجومين بالمسيرات على جنوب إسرائيل

أعلنت فصائل عراقية مسلحة، يوم أمس (الأحد)، مسؤوليتها عن هجومين بالمسيرات على مواقع في جنوب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».