18 قتيلاً في غارة إسرائيلية على بلدة أيطو شمال لبنان

TT

18 قتيلاً في غارة إسرائيلية على بلدة أيطو شمال لبنان

جانب من الغارات الإسرائيلية على لبنان (أ.ف.ب)
جانب من الغارات الإسرائيلية على لبنان (أ.ف.ب)

قتل 18 شخصاً على الأقل اليوم (الاثنين)، وفق حصيلة للصليب الأحمر اللبناني، جراء غارة إسرائيلية استهدفت لأول مرة بلدة في قضاء زغرتا بشمال لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أحصى الصليب الأحمر «18 شهيداً و4 جرحى»، بعد حصيلة أولية لوزارة الصحة أفادت عن مقتل 9 أشخاص، جراء الغارة التي طالت شقة سكنية في بلدة أيطو.

وبحسب «رويترز»، هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها البلدة ذات الأغلبية المسيحية لهجوم إسرائيلي من اندلاع الأعمال القتالية المستمرة منذ عام.

وشاهد مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان مبنى سكنياً عند مدخل البلدة وقد سوي بالأرض وبقع دماء في كل مكان بينما تناثرت الأشلاء على نطاق واسع، وعمل الصليب الأحمر على جمعها.
وقال إن سيارات الاسعاف لم تتوقف عن نقل الضحايا، في وقت فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً. وأدت الغارة إلى اندلاع النيران.
منذ بدء جولة التصعيد الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل منذ نحو ثلاثة أسابيع، تركزت الغارات الإسرائيلية إلى حد كبير على معاقل «حزب الله» قرب بيروت وفي جنوب لبنان وشرقه.
ويعدّ هذا الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ السبت، حين طالت غارة اسرائيلية بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية. واستهدفت الغارة وفق الوكالة الوطنية «منزلاً لجأت إليه عائلات من الجنوب».
وأسفرت غارة اسرائيلية طالت شقة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة طرابلس، كبرى مدن الشمال اللبناني، في 5 أكتوبر (تشرين الأول) عن مقتل قيادي من حركة «حماس».
ومنذ تصعيد إسرائيل غاراتها الجوية بدءاً من 23 سبتمبر (أيلول)، قتل أكثر من 1300 شخص في لبنان، وفق حصيلة جمعتها «وكالة الصحافة الفرنسية».


مقالات ذات صلة

العالم العربي جندي إسرائيلي على الحدود مع لبنان (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض 3 مقذوفات أُطلقت من لبنان

قال الجيش الإسرائيلي إن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ، اليوم الاثنين، مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل بعد ما تردد عن إطلاق مقذوفات من لبنان.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي وزير الدفاع الإسرائيلي متفقداً معسكر بنيامينا الذي استهدفه «حزب الله» (د.ب.أ)

إسرائيل ترفض الاعتراف بقدرات «حزب الله»

رفضت تل أبيب، حكومة وجيشاً وصحافة، الاعتراف بوجود قدرات قتالية لدى «حزب الله».

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري سيارات إسعاف وسيارات للشرطة الإسرائيلية قرب موقع قاعدة بنيامينا قرب حيفا بعد استهدافها الأحد (أ.ف.ب) play-circle 00:57

تحليل إخباري هل استنهض «حزب الله» قواه العسكرية بعد الضربات الإسرائيلية؟

يطرح الهجوم المكثّف الذي قام به «حزب الله» باتجاه بلدة بنيامينا جنوب حيفا، علامات استفهام حول ما إذا بدأت مرحلة جديدة من الحرب.

بولا اسطيح (بيبروت)
المشرق العربي أبو آلاء الولائي (الثاني من اليمين) وهو الأمين العام لجماعة مسلحة تُعرف بـ«كتائب سيد الشهداء» يلقي كلمة تضامناً مع غزة ولبنان في ساحة التحرير ببغداد يوم 11 أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)

الفصائل المسلحة تربك خطط العراق لخفض التصعيد في المنطقة

على رغم اللغة الدبلوماسية الهادئة التي تحدث بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال زيارته لبغداد، فإن هذه اللغة لم تنعكس على جبهة الفصائل العراقية المسلحة.

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تصرُّ على طرد «اليونيفيل» لاحتلال مواقعها الاستراتيجية في جنوب لبنان

جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «اليونيفيل» بقرية الناقورة في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «اليونيفيل» بقرية الناقورة في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تصرُّ على طرد «اليونيفيل» لاحتلال مواقعها الاستراتيجية في جنوب لبنان

جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «اليونيفيل» بقرية الناقورة في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يسير بجوار مدخل نفق بالقرب من نقطة مراقبة تابعة لقوات «اليونيفيل» بقرية الناقورة في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل (د.ب.أ)

التوجه العلني الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومطالبته بإخلاء جنود حفظ السلام (اليونيفيل) من الجنوب اللبناني، يؤكد إصرار حكومته على التخلص من هذه القوات لغرض احتلال المواقع الاستراتيجية التي تضع فيها مقراتها.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الإدارة الأميركية تدعم هذا المطلب، لكنها تتحفظ على طرد «اليونيفيل» من مواقعها بالقوة.

وأفادت المصادر بأن الجيش الإسرائيلي الذي يمهد لاجتياح بري جارف في الجنوب اللبناني، يرى في وجود قوات «اليونيفيل» عقبةً أمام تقدمه، وهو لا يكتفي بأن تدخل هذه القوات ثكناتها وتمتنع عن مواجهته، وإنما يريد أن يسيطر على هذه المواقع القائمة على رؤوس الجبال والتلال، ويجعلها مواقع له ليطل من خلالها على جانبي الحدود. كما يريد أن يقيم حزام أمن إسرائيلياً داخل الأراضي اللبناني، على بعد من الحدود، يكون منطقة حرام يُقتل من يدخلها.

وأكدت المصادر أن إسرائيل توجهت إلى قوات «اليونيفيل» في بداية الهجوم الإسرائيلي على لبنان، من خلال العملية التي أطلقت عليها اسم «سهام الشمال»، قبل ثلاثة أسابيع، وطلبت منها إخلاء مواقعها فرفضت. فتوجهت إلى غوتيريش، وهو أيضاً رفض. وقد لجأت إسرائيل عندها إلى استخدام القوة، فدمرت البوابة الرئيسية لموقع «اليونيفيل» في بلدة رامية. وأوقف جنود إسرائيليون حركة لوجيستية تابعة للقوة قرب بلدة ميس الجبل، وأصابت خمسة جنود لـ«اليونيفيل» بجروح واختناقات إثر قصف موقع قريب منهم.

وقد أثار هذا التصرف موجة استنكار في الغرب، وعدَّها غوتيريش «جريمة حرب». واستنكرتها فرنسا والاتحاد الأوروبي. كما أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن «قلق عميق» من نار قوات الجيش الإسرائيلي على مواقع حفظ السلام التابع للأمم المتحدة في لبنان، ولموت جنديين لبنانيين.

وحسب البنتاغون، قال أوستن، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، إن بلاده «ترى أهمية ضمان أمن قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، وحاجة للانتقال من أعمال عسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي في أقرب وقت ممكن».

وقد رد عليه غالانت، فقال إن إسرائيل «ستواصل اتخاذ كل الخطوات اللازمة لحماية قوات حفظ السلام المرابطة في جنوب لبنان، رغم التحدي العملياتي بسبب وجود (حزب الله) قرب مواقع اليونيفيل».

آليات لقوات «اليونيفيل» في منطقة مرجعيون عند الحدود الجنوبية (رويترز)

كما أصدر الجيش الإسرائيلي الذي اعترف الجمعة الماضي باعتدائه، بياناً اعترف به بأن عنصري اليونيفيل أُصيبا بنار إسرائيلية في جنوب لبنان، عندما «ردت قواتنا على تهديد».

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أمر رجال اليونيفيل بإخلاء مواقعهم والتوجه إلى مناطق محمية والبقاء هناك لساعات قبل الحادثة.

ولكن نتنياهو تعاطى مع الموضوع بشكل مختلف يكشف حقيقة الموقف الإسرائيلي، فقال، في شريط مسجل بالصوت والصورة موجه إلى غوتيريش، إنه «حان الوقت لأن تخرج (اليونيفيل) من معاقل (حزب الله) ومن مجالات القتال. وافعل هذا فوراً». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي طلب هذا المرة تلو الأخرى، وواجه الرفض المرة تلو الأخرى، وهذا كله يستهدف إعطاء سور واقٍ بشري لمخربي (حزب الله). رفضك إخلاء جنود (اليونيفيل) يجعلهم رهائن لـ(حزب الله). هذا يعرضهم للخطر ويعرض حياة جنودنا للخطر أيضاً. نحن نتأسف على الإصابة لجنود (اليونيفيل) ونفعل كل ما في وسعنا كي نمنع هذه الإصابة».

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إنه يجري التحقيق حالياً في تفاصيل الحادث المتعلق بقوة الأمم المتحدة في لبنان. وأضاف: «إصرار الأمم المتحدة على إبقاء جنود (اليونيفيل) في خطر النار غير مفهوم»، متهماً «حزب الله» اللبناني باستخدام مواقع «اليونيفيل» للاختباء ونصب كمائن فيها.

المعروف أن قوات «اليونيفيل» ترابط في لبنان منذ سنة 1978، بعد العملية الحربية التي عرفت باسم «غزوة الليطاني». وتم تجديد مهامها في سنة 2000، عندما انسحبت إسرائيل من لبنان. وفي سنة 2006، عند صدور قرار مجلس الأمن 1701، تم تجديد مهامها وتوسيع صفوقها لتصبح 10400 موظف يمثلون حوالي 50 دولة. ومهمتها حفظ السلام.

وتتهمها إسرائيل بالخضوع لـ«حزب الله»، ويتهمها الحزب بالخضوع لإسرائيل. ومع أنه لا يوجد سلام تحفظه، يتوقع أن تلعب دوراً في حال التوصل إلى هدنة. وهي تؤدي دور الشاهد على ما يجري من خروق.