ميقاتي لقاليباف: أولوياتنا وقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان

رئيس البرلمان الإيراني زار موقع أعنف غارة إسرائيلية على بيروت

TT

ميقاتي لقاليباف: أولوياتنا وقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (وسط الصورة) يلوح بيده بعد زيارة موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حي البسطة في بيروت (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (وسط الصورة) يلوح بيده بعد زيارة موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حي البسطة في بيروت (أ.ف.ب)

أكد رئيس الحكومة الللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم السبت، أن أولويات الحكومة العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ميقاتي قوله خلال استقباله رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف الذي وصل إلى بيروت في وقت سابق اليوم، قوله إن «أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه».

وشدد ميقاتي على «التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والأمم المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار كاملا».

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (يمين) يلتقي رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف (يسار) في بيروت (أ.ف.ب)

ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، اليوم، فإن قاليباف وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكان في استقباله على أرض المطار النائب محمد خواجة ممثلاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب حسن عز الدين.

وقال قاليباف لدى وصوله إلى بيروت: «جئت إلى بيروت بدعوة من السيد نبيه بري لأنقل رسالة من (المرشد) علي خامنئي والرئيس الإيراني إلى الشعب اللبناني و(حزب الله)»، بحسب ما أوردته وكالة «مهر» الإيرانية.

رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف يلوح للسكان أثناء زيارتهم لموقع الغارة الجوية الإسرائيلية التي أصابت حي سكني في بيروت يوم الخميس (أ.ب)

ويغادر قاليباف بيروت مساء اليوم متوجهاً إلى جنيف، بعد لقائه مسؤولين لبنانيين، للمشاركة في قمة الاتحاد البرلماني الدولي التي ستبدأ غداً.

وتفقد رئيس البرلمان الإيراني المحافظ اليوم برفقة اثنين من نواب «حزب الله» موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف التي استهدفت قلب بيروت الخميس وأسفرت عن مقتل 22 شخصا على الأقل، على ما أفاد مصور في «وكالة الصحافة الفرنسية».

رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف محاطًا بصحافيين يزور موقع الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت حي البسطة في بيروت (أ.ف.ب)

وكان مصدر مقرّب من «حزب الله» أفاد وكالة الصحافة الفرنسية أمس بأن الضربة مساء الخميس استهدفت القيادي في «حزب الله» وفيق صفا الذي لا يزال مصيره مجهولا. وتأتي زيارة قاليباف بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني لبيروت، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية في شكل يومي على لبنان.


مقالات ذات صلة

المعركة البرية: تمهيد ميداني إسرائيلي بالنار والتوغّل رهن النتائج

المشرق العربي جنود إسرائيليون على متن آلية عسكرية عند الحدود الشمالية على مقربة من الحدود اللبنانية (إ.ب.أ)

المعركة البرية: تمهيد ميداني إسرائيلي بالنار والتوغّل رهن النتائج

بعد أكثر من 10 أيام على المعركة البرية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي يسودُ الغموض مسارها، وإن كانت المعطيات الميدانية تؤكد عدم قدرة الإسرائيلي على التوغل.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يسيرون على أنقاض مقهى تعرض لغارة جوية إسرائيلية في بلدة الغازية بجنوب لبنان (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لسكان 22 قرية في جنوب لبنان

حذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الناطق باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، سكان جنوب لبنان مجدداً اليوم (السبت) من العودة إلى منازلهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق ترى ورد الخال محاولة البقاء على قيد الحياة «مقاومة أيضاً» (صور الفنانة)

ورد الخال: الفنانون يتألّمون بالحرب ولا يقيمون في «اللالا لاند»

تتحدّث ورد الخال عن لبنان الشاهِدة على أكثر مراحله مصيرية لاشتداد اللهب والهول. لها مواقف في الأزمات، وصرخة في المنعطف. وحين تُسأل عن الأسى، تجيب بحرقة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
المشرق العربي سكان لبنانيون يسيرون وسط حطام مبنى تعرض لغارة إسرائيلية في بيروت (أ.ب)

الخوف يسيطر على سكان بيروت بعد تلقيها ضربات إسرائيلية

لا يزال سكان منطقة وسط بيروت التي ضربتها غارة جوية إسرائيلية أسقطت كثيراً من القتلى والجرحى في حالة صدمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية القادة الأوروبيون التسعة مجتمعون في باريس بمشاركة العاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حيث الحرب في غزة ولبنان على طاولة المحادثات الجمعة (أ.ف.ب)

طموحات محدودة لمؤتمر دعم لبنان في باريس

طموحات محدودة لمؤتمر دعم لبنان في باريس، ومصادر دبلوماسية ترى أن تراجع واشنطن عن مبادرتها المشتركة مع فرنسا لوقف النار يضعف رسالة المؤتمر.

ميشال أبونجم (باريس)

تقرير: أزمة مالية حادة تضرب «حزب الله»

تمثال لقاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني أمام فرع لمؤسسة «القرض الحسن» المصرفية التي يديرها «حزب الله» في الغبيري بلبنان (أرشيفية - أ.ب)
تمثال لقاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني أمام فرع لمؤسسة «القرض الحسن» المصرفية التي يديرها «حزب الله» في الغبيري بلبنان (أرشيفية - أ.ب)
TT

تقرير: أزمة مالية حادة تضرب «حزب الله»

تمثال لقاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني أمام فرع لمؤسسة «القرض الحسن» المصرفية التي يديرها «حزب الله» في الغبيري بلبنان (أرشيفية - أ.ب)
تمثال لقاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني أمام فرع لمؤسسة «القرض الحسن» المصرفية التي يديرها «حزب الله» في الغبيري بلبنان (أرشيفية - أ.ب)

قال باحثون إن جماعة «حزب الله» اللبنانية تعاني من نقص الأموال؛ إذ أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع ضد المجموعة المدعومة من إيران، إلى تعطيل ثلاثة من مصادرها الرئيسية للنقد، بحسب موقع «فويس أوف أميركا».

وحدد باحثون مقيمون في الولايات المتحدة ولبنان، وتقارير وزارة الخزانة الأميركية، أن المصدر الرئيسي للنقد لـ«حزب الله» هو مؤسسة «القرض الحسن»، وهي مؤسسة شبه مصرفية لبنانية تديرها جماعة «حزب الله» والتي صنفتها الولايات المتحدة دون ترخيص مصرفي حكومي.

ويقول الباحثون إن مصادر النقد الأخرى للمجموعة تشمل البنوك التجارية المرخصة في لبنان، ووصول الطائرات التي تحمل النقد إلى مطار بيروت.

مؤسسة «القرض الحسن»

وأسس «حزب الله» مؤسسة «القرض الحسن» في لبنان في عام 1982 كمؤسسة خيرية تقدم قروضاً خالية من الفوائد للبنانيين المحتاجين، وخاصة الشيعة، وفقاً لمركز «مائير أميت» الإسرائيلي لمعلومات الاستخبارات والإرهاب، وهو مجموعة بحثية غير حكومية تضم قدامى المحاربين في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي.

ويقول المركز إن مؤسسة «القرض الحسن» في لبنان نمت منذ ذلك الحين لتصبح مؤسسة رئيسية لها فروع في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت وأجزاء أخرى يهيمن عليها «حزب الله» في لبنان.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مؤسسة «القرض الحسن» عام 2007. وفي عام 2021 أعلنت عن فرض عقوبات إضافية على موظفي المؤسسة، وقالت إن المؤسسة جمعت نحو نصف مليار دولار.

وتعرضت المؤسسة لضربة شديدة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية الأولية على أهداف «حزب الله» في الضاحية في أواخر سبتمبر (أيلول)، وفقاً لقناة «إم تي في» اللبنانية. وفي 30 سبتمبر (أيلول)، ذكرت الشبكة اللبنانية أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت «مراكز تخزين الأموال النقدية لـ(حزب الله)، بما في ذلك جزء كبير من خزائن مؤسسة (القرض الحسن)»، مما ترك المجموعة فيما أسمته «أزمة مالية».

رجل ينظر لمبانٍ مدمرة جراء القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت (أ.ب)

وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، لموقع «فويس أوف أميركا»، إن إسرائيل «دمرت» معظم فروع مؤسسة «القرض الحسن» في الغارات الجوية. وتابع خشان: «يواجه (حزب الله) مشكلة مالية خطيرة للغاية؛ إذ إنهم غير قادرين على دفع رواتب الأعضاء العاديين الذين فروا من منازلهم ويحتاجون إلى إطعام أسرهم».

في عام 2021، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على ستة من موظفي مؤسسة «القرض الحسن»، وقالت إنهم استخدموا حسابات شخصية في بنوك لبنانية مرخصة لتحويل أكثر من 500 مليون دولار من وإلى المؤسسة على مدى العقد الماضي. وقالت الوزارة إن هذا النشاط أعطى المؤسسة إمكانية الوصول إلى النظام المالي الدولي من خلال الحسابات الشخصية للموظفين في البنوك اللبنانية، وفق الموقع الأميركي.

الرياح تهب ضد «حزب الله»

وفي هذا الصدد، قال ديفيد آشر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأميركية، إن المجموعة في «مشكلة عميقة»؛ لأنها تفقد أيضاً القدرة على الوصول إلى النظام المصرفي اللبناني.

وقال آشر، وهو زميل بارز في معهد هدسون، ومقره واشنطن: «لقد سمعت من مصرفيين لبنانيين، بمن في ذلك ممولو (حزب الله)، أن أغنى المصرفيين في لبنان الذين يستطيعون تحمل تكاليف السفر فروا إلى أوروبا والخليج، خوفاً من أن يتم استهدافهم بعد ذلك من قبل إسرائيل لمساعدتهم (حزب الله)».

وأضاف آشر أن «هؤلاء المصرفيين الفارين يرون أن الرياح تهب ضد (حزب الله)؛ لذلك لن يسمحوا له بسحب ملايين الدولارات من بنوكهم، التي لا تزال تحتفظ بالنقد على الرغم من إفلاسها على الورق».

نيران جراء القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت 6 أكتوبر الجاري (أ.ب)

ووفقاً لآشر وخشان، فإن مصدر تمويل آخر لـ«حزب الله» جفت مصادره، وهو تسليم الأموال النقدية على متن الطائرات المتجهة إلى مطار بيروت، وخاصة من إيران، الراعي الرئيسي للجماعة.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري للصحافيين في 27 سبتمبر، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت في دوريات في المجال الجوي لمطار بيروت، وأضاف: «لن نسمح للرحلات المعادية التي تحمل أسلحة بالهبوط في منشأة مدنية». ولم يذكر قضية الأموال النقدية التي يتم نقلها على متن ما تعتبره إسرائيل رحلات معادية.

نقل الأموال والأسلحة

وفي اليوم التالي، أبلغت وزارة النقل اللبنانية وسائل إعلام لبنانية وغربية أنها أمرت طائرة إيرانية متجهة إلى بيروت بالابتعاد عن المجال الجوي اللبناني. وعزت الوزارة هذه الخطوة إلى تحذير إسرائيلي لبرج مراقبة الحركة الجوية في بيروت بأن إسرائيل ستستخدم القوة إذا هبطت الطائرة هناك.

وقال آشر: «سمعت من نظرائي الإسرائيليين أن الإيرانيين يخشون إرسال الأموال إلى لبنان الآن؛ لأن إسرائيل تهدد باستهداف الرحلات الجوية إلى بيروت. ويحذر الإسرائيليون بأنهم سيستهدفون الرحلات الجوية المليئة بالمال، وليس الأسلحة فقط».

ومن جانبه، قال خشان إن إيران اعتادت تنظيم رحلات منتظمة من طهران إلى بيروت لتهريب الأموال إلى «حزب الله» دون المرور عبر إدارة الجمارك التابعة للحكومة اللبنانية.

وتابع أستاذ العلوم السياسية: «في الأسابيع التي تلت تصعيد إسرائيل لهجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، فرضت الحكومة اللبنانية المزيد من السيطرة على المطار، والآن لا يوجد تدفق نقدي لـ(حزب الله)».

وقال وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء، إن السلطات تلقت خلال اتصالاتها الدولية «تطمينات» لناحية عدم استهداف إسرائيل لمطار بيروت، لكنها لا ترقى إلى «ضمانات» على وقع غارات كثيفة في محيط المرفق الجوي منذ الأسبوع الماضي.

وقال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني إن مطار بيروت «يخضع للقوانين اللبنانية ولرقابة مختلف الإدارات والأجهزة الأمنية ذات الصلة». وأضاف حمية أن أي طائرة تحمل أسلحة يجب أن توافق عليها القوات اللبنانية، وتحصل على ترخيص من وزارته.