من لبنان إلى شمال شرقي سوريا... عبور 12 ألف نازح الحدود

عائلات تعود إلى مناطقها بشق الأنفس... ناموا في العراء مع أطفالهم الصغار

نازحون ينتظرون إذن الدخول إلى معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)
نازحون ينتظرون إذن الدخول إلى معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)
TT

من لبنان إلى شمال شرقي سوريا... عبور 12 ألف نازح الحدود

نازحون ينتظرون إذن الدخول إلى معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)
نازحون ينتظرون إذن الدخول إلى معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)

عند النقطة الحدودية، التي تُعرف باسم منفذ «الطبقة» من الجانب الخاضع لسيطرة «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا؛ تجمّعت مئات العائلات النازحة مصحوبة بنساء وأطفال؛ إما على الأرصفة والطرق الرئيسية، وإما داخل سيارات محمّلة بحقائب سفر وأمتعة قليلة رُتّبت على عجل بعد أيام قضوها في رحلة شاقة ومتعبة، واجتيازهم عشرات الحواجز الأمنية وقطع الحدود السورية - اللبنانية المتوترة.

وأعلنت مسؤولة كردية بارزة في «الإدارة الذاتية»، اليوم (الجمعة)، أن أكثر من 12 ألف نازح سوري عبروا من مناطق النظام السوري قادمين من لبنان إلى مناطق سيطرة الإدارة شمال شرقي البلاد، خلال الأيام الماضية، بينهم لبنانيون.

لافتة رُفعت أمام معبر «الطبقة» الحدودي الذي يفصل مناطق سيطرة النظام الحاكم عن مناطق «الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

وفي هذه النقطة التي تفصل مناطق سيطرة النظام الحاكم عن منطقة نفوذ «الإدارة الذاتية» و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، ازدحمت دوائر المراجعة والطرق الرئيسية المؤدية إلى مناطقها بالأسر السورية النازحة بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان، واحتضنت الأمهات والفتيات أبناءهن الذين ارتسمت على وجوههم المتعبة علامات الخوف، في حين اصطفّ الآباء والرجال المنهكون أمام نوافذ مكاتب الدخول والتسجيل لإنهاء معاملة العبور، بعد إبراز ما تبقّى من أوراق ثبوتية شخصية، حاملين أكياساً صغيرة وحقائب وُضعت على أسطح الحافلات وسيارات «الفان» التي أقلّتهم إلى هذه النقطة.

«نمنا في البرد رفقة أولادنا الصغار»

تروي عفراء، المتحدرة من مدينة الرقة، وكانت تقيم منذ 15 عاماً في الضاحية الجنوبية لبيروت رفقة زوجها وعائلتها المكونة من ابنتين وثلاثة أولاد صغار، كيف باتوا في العراء عند الحدود السورية - اللبنانية بريف بلدة القصير السورية لثلاثة أيام، وشكت من المعاملة السيئة هناك. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنهم ناموا في البرد وسط درجات حرارة متدنية رفقة أطفالهم، و«اضطررنا إلى البقاء؛ لأن الأعداد كانت كبيرة. أما المعاملة على الجانبين اللبناني والسوري فكانت غير لائقة. كما أجبرونا على تصريف 100 دولار عن كل شخص بالغ، قبل السماح بدخولنا بشق الأنفس».

نازحون يسيرون قرب معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)

وكحال عفراء فرّ آلاف السوريين واللبنانيين هرباً من الهجوم الإسرائيلي إلى الأراضي السورية، وعبروا العشرات من نقاط التفتيش والحواجز الخاضعة للقوات النظامية.

من بين هؤلاء عائلة الرجب، التي فرّت من مدينة دير الزور، شرق سوريا، نهاية 2014، هرباً من الحرب آنذاك، لتجد نفسها اليوم بعد 10 سنوات تقوم برحلة معاكسة من منطقة البقاع اللبنانية؛ لتعود مجدداً إلى مسقط رأسها بسوريا.

يقول سعد الرجب (54 سنة) -وهو يقف مع آخرين في طابور طويل أمام شباك التسجيل لإنهاء معاملة الدخول- لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أظن أنني لن أسمع أصوات الطيران الحربي والقصف وقذائف الصواريخ مرة أخرى، لكن ذكرياتنا تجدّدت وأثقلت أحزاننا بعد دفعنا إلى العودة لبلدنا».

وهذا الأب، رافقته زوجته وثلاثة أولاد، كان يعمل في الجنوب اللبناني منذ سنوات، وبعد انفجار الوضع هناك وجد نفسه فجأة أمام القصف وتساقط الصواريخ، ليضيف: «بعد اشتداد المعارك قررت العودة إلى سوريا، ولا أدري كيف ستؤول إليه أوضاعنا. وين ما رحنا حروب ومعارك».

مسؤول في الإدارة الكردية يتحدث مع نازحين ينتظرون السماح لهم باجتياز معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)

وأقامت منظمة «الهلال الأحمر» الكردية، التابعة للإدارة، نقطة طبية لتقديم الرعاية الصحية والاستشارات الطبية إلى المرضى والجرحى، في حين تولّى متطوعون ورجال أمن توزيع قوارير المياه على الوافدين تباعاً، والعدد الأكبر منهم يتحدرون من مناطق «الإدارة الذاتية»، فيما فضّل عدد من المواطنين اللبنانيين الدخول إلى مناطق الإدارة هرباً من القصف الإسرائيلي.

وصول سوريين ولبنانيين

باران (47 عاماً) الذي كان يمشي على عكازين ويتحدّر من مدينة الحسكة، وهو أحد الفارين من لبنان، تحدّث عن كيفية إجرائه جراحة في العاصمة دمشق بعد إصابته في لبنان، ليكمل طريقه بمساعدة زوجته وأصدقائه حتى وصلوا إلى مناطق الإدارة، وقال: «كنت مقيماً في الضاحية الجنوبية منذ 17 سنة، وتعرّضت للإصابة في قدمي بسبب القصف الإسرائيلي الأخير».

أضاف هذا النازح السوري، أنه وبعد وصوله لنقطة المصنع الحدودية تعرّضت هي الأخرى لقصف إسرائيلي عنيف، التي عبرها خلال الأسبوع الأخير عشرات الآلاف. وتعليقاً على تعرضه للقصف في أثناء هروبه، قال باران: «عشنا أيام بلياليها ونحن نخشى من موت محقق، حيثما اتجهنا كنا نتعرّض للقصف والضربات».

وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حسب تقرير صدر عنها بداية الشهر الحالي، إن نحو 128 ألف شخص «سوري ولبناني» عبروا من لبنان إلى سوريا، منذ تصاعد الأعمال العدائية في لبنان، وقدّرت أن 70 في المائة منهم سوريون، و30 في المائة لبنانيون.

نازحون ينتظرون قرب معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)

وفي حديث حصري لـ«الشرق الأوسط»، خلال وجودها في نقطة «الطبقة» الحدودية، كشفت رئيسة المجلس التنفيذي لـ«الإدارة الذاتية» أفين سويد، أن مناطق الأخيرة استقبلت نحو 12 ألف نازح سوري، بينهم مواطنون لبنانيون، وقالت إنهم يستقبلون القادمين من لبنان عبر معبري «الطبقة» بريف محافظة الرقة، و«أبو كهف - التايهة» في منبج بريف محافظة حلب.

وقالت سويد: «جهّزنا هذه المعابر بشكل يناسب مرور الأهالي بالتنسيق مع المقاطعات. نعمل على مدار الساعات الـ24 لتسهيل وصول الراغبين في العودة والتغلب على الصعوبات التي تواجههم في هذه العملية»، مشيرة إلى استقبال 9 لبنانيين بعد تسجيل عبور 6 أشخاص من معبر «الطبقة»، و3 من معبر «التايهة» في منبج، وأوضحت هذه المسؤولة الكردية: «وجّهنهم إلى مراكز الإيواء تحت إشراف خلية الأزمة التابعة للإدارة عبر حافلات خاصة، وتم تقديم المساعدات اللازمة المتوفرة لدينا».

وأكدت سويد أن خلية الأزمة تعقد اجتماعات مستمرة مع سلطات الإدارة لتأمين حافلات وطرق للنازحين واللاجئين، الذين وصلوا من لبنان إلى دمشق ومحافظتي حلب وحمص، لإيصالهم إلى مناطق الإدارة تباعاً، مشددة على أن ممثلية الإدارة في العاصمة بيروت وبالتنسيق مع بعثاتها في العاصمة دمشق وحلب وحمص، «في حالة طوارئ لاستقبال العائدين، فعلى الرغم من إمكاناتنا المحدودة فإننا ملتزمون بتقديم المساعدة الإنسانية، فكثير من العائدين من لبنان هربوا بملابسهم فقط، ويستوجب علينا تقديم الدعم اللازم للجميع».


مقالات ذات صلة

الوافدون من لبنان إلى سوريا... معاناة عبر الحدود

المشرق العربي هارب من الحرب بلبنان يحمل متاعه لاجتياز طريق معبر المصنع بعد استهدافه بغارة إسرائيلية الجمعة (أ.ب)

الوافدون من لبنان إلى سوريا... معاناة عبر الحدود

يواجه الوافدون مخاطر كثيرة في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمعابر، أبرزها الانتظار لساعات طويلة قد تصل إلى أيام، لعدم توفر وسائل نقل تقلهم إلى وجهتهم في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)

لبحث التطورات الإقليمية... وزير الخارجية الإيراني يصل دمشق

كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم (السبت) أن الوزير عباس عراقجي وصل إلى العاصمة السورية دمشق.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء السير على الأنقاض بعد غارة إسرائيلية أثناء فرارهم من لبنان بسبب الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية عند معبر المصنع الحدودي مع سوريا في لبنان 4 أكتوبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف نفق عبر الحدود اللبنانية السورية

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه قصف أمس نفقاً تحت الأرض يمتد من الحدود اللبنانية إلى سوريا كان يسهل نقل وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نازحون أمام ركام المعبر الحدودي صباح الجمعة بعد الغارة الإسرائيلية (رويترز) play-circle 00:45

غارة إسرائيلية على معبر حدودي تقطع لبنان عن سوريا براً

أدت غارة إسرائيلية استهدفت، فجر الجمعة، منطقة المصنع في شرق لبنان الحدودية مع سوريا، إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
انفجارات تُدوي في سماء ريف دمشق يوم الاثنين (رويترز)

الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف «معادية» في ريف دمشق

قالت الوكالة العربية السورية للأنباء، اليوم (الخميس)، إن الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف «معادية» في أجواء ريف دمشق الغربي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بسبب القصف الإسرائيلي... لبنان يعيش «أشد حملة جوية» خارج غزة خلال العقدين الماضيين

دخان كثيف يتصاعد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان (د.ب.أ)
TT

بسبب القصف الإسرائيلي... لبنان يعيش «أشد حملة جوية» خارج غزة خلال العقدين الماضيين

دخان كثيف يتصاعد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان (د.ب.أ)
دخان كثيف يتصاعد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان (د.ب.أ)

شنت إسرائيل غارات جوية غير مسبوقة على لبنان في أقل من ثلاثة أسابيع، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف و400 شخص وإصابة ما يقرب من 7 آلاف و500 آخرين، ونزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

يعتبر القصف، الذي تقول إسرائيل إنه يستهدف معاقل «حزب الله» في البلاد، «أكثر حملةٍ جويةٍ كثافةً» في العالم خارج غزة في العقدين الماضيين، وفقاً لمجموعة مراقبة الصراعات «Airwars».

وقالت إميلي تريب، مديرة المجموعة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، لشبكة «سي إن إن»، إن الضربات الإسرائيلية تحدث «بمستوى وكثافة لم يكن حلفاء إسرائيل ليقوموا بها ببساطة في السنوات العشرين الماضية». وأشارت إلى الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد «داعش» في عام 2017، حيث تم نشر 500 من الذخيرة في يوم واحد في ذروة معركة الرقة؛ معقل الجماعة الإرهابية آنذاك.

تصاعد الدخان وسط القصف الإسرائيلي المستمر لجنوب لبنان (رويترز)

وعلى مدار يومين، في 24 و25 سبتمبر (أيلول)، قال الجيش الإسرائيلي إنه استخدم ألفين من الذخيرة ونفذ 3 آلاف ضربة في لبنان.

وبالمقارنة، خلال معظم الحرب الأميركية التي استمرت 20 عاماً في أفغانستان، نفذت الولايات المتحدة أقل من 3 آلاف ضربة سنوياً، باستثناء السنة الأولى من الغزو، حيث تم تنفيذ نحو 6 آلاف و500 ضربة، وفقاً لبيانات من «Airwars» حللتها «سي إن إن».

وعن نطاق وحجم الضربات الإسرائيلية على لبنان، قالت تريب: «هذا ليس طبيعياً». وفي حين أن الحملة الجوية الإسرائيلية «غير عادية» للغاية، أشارت تريب إلى أن هجومها على غزة خلال العام الماضي - حيث يُقدر أن ما يقرب من 60 في المائة من المباني تضررت بسبب الضربات الإسرائيلية - جعل مثل هذه الهجمات الجماعية طبيعية.

رجال يركضون بحثاً عن ملجأ بعد غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مثل إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصية إلى السكان في المباني المخصصة للهجوم، بهدف إخلائها. وتؤكد جماعات حقوق الإنسان مثل منظمة «العفو الدولية» أن مثل هذه التحذيرات لا تعفي إسرائيل من مسؤولياتها بموجب القانون الإنساني الدولي للحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين.

وقد سبق لشبكة «سي إن إن» أن أوردت تقارير عن استخدام إسرائيل المدمر لقنابل تزن 2000 رطل، والتي يلقي الخبراء باللوم عليها في ارتفاع عدد القتلى في غزة، ويبدو أنها استُخدمت في الغارات الجوية التي قتلت زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في لبنان. وقد أثرت الذخائر الضخمة على البنية التحتية المدنية في غزة، والآن في لبنان.

وقد وجدت فرق «سي إن إن» في بيروت هذا الأسبوع أن العديد من الضربات الإسرائيلية حدثت دون سابق إنذار. كما ترسل إسرائيل أوامر الإخلاء عبر الرسائل النصية في منتصف الليل، عندما يكون معظم الناس نائمين.

ونتيجة لذلك، يستمر عدد القتلى في لبنان في الارتفاع، وقد نزح الآن خُمس السكان.

تصاعد الدخان بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

تبادل «حزب الله» وإسرائيل إطلاق النار بشكل مستمر منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو اليوم التالي للهجوم الذي قادته «حماس» على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين. وقد صرح «حزب الله»، وهو جماعة مسلحة مدعومة من إيران، بأنه لن يتوقف عن ضرب إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 41 ألف شخص في العام الماضي، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.

وبحسب بيانات «ACLED»، وهي منظمة تجمع بيانات عن الصراعات العنيفة، فإن غالبية النيران المتبادلة بين إسرائيل و«حزب الله» منذ بداية الحرب، جاءت من الضربات الإسرائيلية والطائرات من دون طيار والقصف والصواريخ على الأراضي اللبنانية.

مروحية إسرائيلية تطلق صاروخاً باتجاه أهداف في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

شنت إسرائيل ما يقرب من 9 آلاف هجوم على لبنان منذ 8 أكتوبر، في حين شن «حزب الله» 1500 هجوم في نفس الإطار الزمني، وفقاً للبيانات.

وفي 25 سبتمبر (أيلول)، صعّدت إسرائيل حملتها الجوية بسلسلة مكثفة من الضربات عبر مساحات شاسعة من لبنان، مما يمثل اليوم الأكثر دموية منذ حرب إسرائيل و«حزب الله» عام 2006، ونقطة تحول في الصراع الحالي.