أبناء الرقة العائدون من لبنان عالقون في حماة بسبب أزمة النقل

طائرة مساعدات إيرانية وصلت اللاذقية... وقافلة أخرى عبرت الحدود مع العراق

كراجات حماة (متداولة)
كراجات حماة (متداولة)
TT

أبناء الرقة العائدون من لبنان عالقون في حماة بسبب أزمة النقل

كراجات حماة (متداولة)
كراجات حماة (متداولة)

اضطر محافظا حماة والرقة إلى التدخل المباشر في أزمة النقل الحاصلة بمحطة انطلاق الحافلات بين المحافظات في حماة؛ للوقوف على حل مشكلة العائدين من أبناء الرقة من لبنان، العالقين فيها منذ يومين.

وقالت وسائل الإعلام الرسمي، إن محافظ حماة معن صبحي عبود، «استقبل، الثلاثاء، العائدين من أبناء الرقة في محطة انطلاق الحافلات، وأصدر تعليمات للمعنيين بتأمين احتياجاتهم الضرورية، وشدّد على شركات النقل بمراعاة الظروف، وعدم رفع أجور النقل؛ منعاً للوقوع تحت طائلة المساءلة».

نازحون عالقون في محطة حافلات حماة (مواقع التواصل)

كما قام محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة، بزيارة محطة انطلاق الحافلات، والتقى العائدين، وأشرف على تأمين باصات لنقلهم إلى مناطقهم، وذلك بعد أنباء عن عدم توفر وسائل نقل بين المحافظات، بسبب عدم توفر الوقود اللازم لذلك، وتخفيض شركات النقل لعدد رحلاتها.

وخلال اليومين الماضيين، وصلت إلى مدينة حماة أعداد كبيرة من أهالي محافظة الرقة وافدين من لبنان، بقصد التوجه إلى مناطقهم شمال شرقي سوريا، إلا أن أزمة النقل التي اشتدت في الأيام الأخيرة، وقلة الكميات التي تخصّصها الحكومة لوسائل النقل العامة، حالتا دون مغادرتهم المدينة، وباتوا ليلهم عالقين في محطة الانطلاق.

وكانت «الإدارة الذاتية» أعلنت في وقت سابق، عن دخول أكثر من 3 آلاف وافد من لبنان إلى مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال شرقي سوريا. وقالت في بيان إن 3228 وافداً دخلوا إلى المناطق التي تسيطر عليها عبر منفذَي «الطبقة» جنوب غربي الرقة، و«التايهة» في منبج شمال شرقي حلب، مشيرةً إلى أن من الوافدين 12 لبنانياً.

تقديم مساعدات لنازحين (مواقع التواصل)

وفي دمشق، تواصَل تدفّق الوافدين من لبنان في ظل حالة استنفار تشهدها قطاعات الدولة السورية كافةً، ووصل عدد هؤلاء حتى ليل الاثنين - الثلاثاء، إلى نحو 54 ألف لبناني، ونحو 132 ألف سوري، وفق ما نقلته صحيفة «الوطن» المحلية عن مصدر في إدارة الهجرة والجوازات السورية، وأعلنت محافظة دمشق عن تجهيز مركز استضافة للوافدين من لبنان في «مشروع دمر» شمال غربي دمشق، يتّسع لـ1200 شخص.

إفراغ مساعدات للنازحين من طائرة إيرانية في مطار اللاذقية (سانا)

من جانب آخر ، وصلت إلى «مطار اللاذقية الدولي»، الثلاثاء، طائرة محمّلة بمساعدات إنسانية إيرانية مقدّمة للمواطنين اللبنانيين الوافدين إلى سوريا، وقامت السلطات بالتعاون مع القوات الروسية العاملة في مركز التنسيق الروسي بـ«قاعدة حميميم»، بالإشراف على تفريغ حمولة الطائرة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا) التي أوضحت أن المساعدات تشمل مواد غذائية وإغاثية، من خيام وأغطية، ومستلزمات العناية بالنظافة الشخصية، وغيرها من الاحتياجات الأساسية للأسر، ليُصار إلى نقلها لمستحقيها.

وإلى ذلك، بثّت شبكة «نهر ميديا» شرق سوريا، مقطع فيديو قالت إنه يُظهر دخول رتل ضخم من الشاحنات تحمل عنوان «العتبة العباسية المقدّسة لإغاثة الشعب اللبناني» من العراق إلى البوكمال، وقالت إنها تحمل مساعدات للبنان.


مقالات ذات صلة

الشرع لجنبلاط: لن نتدخل في لبنان

المشرق العربي الشرع لجنبلاط: لن نتدخل في لبنان

الشرع لجنبلاط: لن نتدخل في لبنان

تعهَّد القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، ألا تمارس بلاده نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة لبنان، مضيفاً خلال استقباله، أمس.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) كمال شيخو (القامشلي)
المشرق العربي يحاكي الدمار بين جنبات المخيم مشاهد الحرب في غزة (الشرق الأوسط)

«عاصمة فلسطين» في سوريا... ضحية «القضية»

كان مخيم اليرموك، الذي أنشئ عام 1957 على أطراف دمشق وكان يوصف بـ«عاصمة فلسطين في سوريا»، سوقاً تجارية كبيرة، وسكنه نحو مليون ونصف المليون شخص من السوريين.

بيسان الشيخ (دمشق)
المشرق العربي صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)

محققون أمميون يطلبون إذناً لبدء جمع الأدلة ميدانيا في سوريا

أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في البلاد، الأحد، أنّه طلب الإذن من السلطات الجديدة لبدء عمل ميداني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مقابل الحشد التركي ضد المسلحين الأكراد يعول «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية على وساطة أميركية - فرنسية لنزع فتيل الحرب مع أنقرة.

كمال شيخو (القامشلي)
المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، التقى رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)

أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية وقوات «قسد»، الاستعداد للحوار مع تركيا بعدما أظهر الصراع الذي يدور في الشمال السوري ما قال مسؤوله إنه «نيات تركيا السيئة»، وأن «قوات سوريا الديمقراطية» ستُدمج في الجيش السوري.

وفي مقابل الحشد والتوعد التركي ضد المسلحين الأكراد، كشف رياض درار رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوثين الأميركي سكوت بولز ونظيره الفرنسي فابريس ديبليشان، يعملان على نزع فتيل الحرب مع تركيا وقال: «لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار، بالنسبة لتركيا وفصائلها فإنها تهدد بقتال الكرد وقوات (قسد)، حيث إن فصائل (فجر الحرية) لم تشارك في حملة دمشق، واكتفت باحتلال تل رفعت بريف حلب، وحيي الأشرفية وشيخ مقصود بحلب، حيث الغالبية الكردية».

ويرى هذا المسؤول البارز أن «أفضل طريق للسلام مع تركيا هو نزع السلاح من المناطق المهددة، والدخول في حوارات سياسية مباشرة» في إشارة إلى مدينة عين العرب الواقعة بالريف الشرقي لمحافظة حلب شمالاً.

وقال درار: «حتى لا يبقى لدى تركيا حجج وذرائع لهجوم كوباني لأنها رمز للحرية والمقاومة، يريدون كسر إرادتها، وأنقرة تحرض هذه الفصائل على القتال، كما فعلوا في منبج عندما دخلوها ونهبوها».

أفراد من «قسد» خلال تشييع خمسة عناصر قُتلوا في منبج بمواجهات مع فصائل تدعمها تركيا (أ.ف.ب)

ولطالما هددت تركيا بسيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لها على مدينة عين العرب «كوباني» الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب، واستقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتماماً عالمياً بعد هجوم واسع نفذه «تنظيم داعش» في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014، وباتت نقطة انطلاقة تعاون المقاتلين الأكراد مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي تشكل لقتال «داعش»، والذي نفذ أولى ضرباته على المدينة الكردية دعماً للمقاتلين، وتم إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت نحو 6 أشهر.

نزع فتيل الحرب

وأكد درار أن الوسيطين الأميركي والفرنسي «يعملان لنزع فتيل الحرب، لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار أولاً، ثم الذهاب إلى دمشق للتفاوض مع (هيئة تحرير الشام) للوصول إلى نوع من التفاهم لإدارة سوريا بشكل مشترك»، وأشار إلى أن تركيا تريد تقاسم الكعكة السورية «من خلال وجودها وتغييرها الديموغرافي للمناطق الشمالية، لكي تستطيع أن تسيطر على المشاركة، وتدير لعبة التدخل في سوريا من جديد».

وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ أكراد سوريا تدريجياً في شمال سوريا، خصوصاً بعد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم نهاية عام 2012، وتمكنوا من إقامة إدارات ذاتية، وتأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة، وإعادة إحياء لغتهم وتراثهم، وافتتاح مدارس يتم فيها تدريس مناهج باللغة الكردية، غير أن المقاتلين الأكراد خسروا بلدات رئيسة منذ إطلاق عملية «ردع العدوان» في 8 من ديسمبر (كانون الأول)، بعد سيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لتركيا على بلدة تل رفعت وقرى منطقة الشهباء ومدينة منبج بريف حلب الشرقي، وتتقدم نحو مدينة كوباني.

«غياب المجتمع الدولي»

ولفت رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» إلى أن تركيا الوحيدة التي استفادت من هذه التغييرات المتسارعة في سوريا، وتابع درار: «تستطيع أنقرة أن تدخل بكل حرية عندما تكون ذاهبة باتجاه الجوار الحسن، لكنها الآن عبر أسلوب التحريض للفصائل السورية التي تقاتل معها، تفعل شيئاً غير مطلوب، وتغتنم الفرصة بغياب المجتمع الدولي لما يجري في سوريا».

وزير الدفاع التركي مع جنود من الوحدات العسكرية على الحدود التركية - السورية (الدفاع التركية)

ويعتقد المسؤول الكردي أن الولايات المتحدة «غير راضية عن السياسة التركية التصعيدية والعدائية تجاه أكراد سوريا»، ويقول إنه: «توجد إشارات خاصة من أميركا بأن هذا الفعل فاضح وغير مقبول، ولا يمكن أن يسمح به، لكن إردوغان استغل فرصة التشجيع من ترمب عندما مدح تركيا، كما مدح إردوغان بأنه ذكي ويفهم»، موضحاً أن الإدارة الذاتية، بجناحها السياسي «مسد»، شكلت وفداً للتواصل مع الحكومة الجديدة في دمشق.

وقال درار: «يمكننا أن نصل معها إلى نتائج عبر التفاوض، وتوحيد القرار السوري، ومشاركة كل السوريين في المرحلة الانتقالية والحكومة المقبلة»، ويعزو تأخر ذهاب الوفد إلى العاصمة السورية إلى «الحرب التي تجري الآن في مناطقنا، وتهديدات تركيا المتصاعدة، وعندما يتوقف هذا التهديد سيكون الوفد جاهزاً للذهاب إلى دمشق».

وأكد في ختام حديثه استعداد الإدارة الذاتية للاشتراك في الحكومة السورية المقبلة، وفي فعاليات المرحلة الانتقالية، وختم قائلاً: «قوات (قسد) سوف تكون جزءاً من الجيش السوري بعد التسوية، عندما يتشكل الجيش الوطني سنكون جزءاً منه».