6 غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية بعد تحذيرات للسكان بإخلاء المباني
95 قتيلاً و172 مصاباً في غارات (الاثنين) على لبنان
الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على قرية جنوب لبنان (د.ب.أ)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
6 غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية بعد تحذيرات للسكان بإخلاء المباني
الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على قرية جنوب لبنان (د.ب.أ)
استهدفت ست غارات إسرائيلية على الأقل، ليل (الاثنين/الثلاثاء)، الضاحية الجنوبية لبيروت كما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية، بعيد دعوة الجيش الإسرائيلي سكان ثلاثة أحياء في المنطقة إلى الإخلاء.
وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ «ست أو سبع غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت».
كان مراسلون في وكالة الصحافة الفرنسية وشهود سمعوا في وقت سابق دويّ انفجارات ضخمة متتالية في أنحاء العاصمة اللبنانية، وأمكن رؤية سحابة دخان ضخمة، كما شوهد وميض قريب من مستوى الأرض فوق الضاحية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 95 شخصاً، الاثنين، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق مختلفة من لبنان.
وقالت الوزارة في بيان إنّ «غارات العدو الإسرائيلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل والعاصمة بيروت أدّت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 95 شخصاً وإصابة 172 بجروح».
كان الجيش الإسرائيلي قد حذّر في وقت سابق من أنه سيضرب مبان محددة في الضاحية، وهي منطقة مكتظة بالسكان جنوب العاصمة اللبنانية، مع تنامي المخاوف من غزو بري وشيك.
وأصدر الجيش إنذاراً لسكان الضاحية بالإخلاء بسبب ضربات مزمعة على ما يقول إنها أهداف لجماعة «حزب الله».
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، منشوراً على منصة «إكس» يدعو فيه سكان ثلاثة أحياء في ضاحية بيروت الجنوبية لإخلاء المباني.
#عاجل ‼️ انذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية في بيروتإلى جميع المتواجدين في المباني المحددة في الخرائط المحددة والمباني المجاورة لها في الأحياء التالية:⭕️الليلكي⭕️حارة حريك⭕️برج البراجنةأنتم متواجدون بالقرب من مصالح ومنشآت تابعة لحزب الله الإرهابي ولذلك سوف يعمل جيش... pic.twitter.com/N60UKlRxmV
وقال أدرعي: «إلى جميع الموجودين في المباني المحددة في الخرائط المحددة والمباني المجاورة لها في الأحياء التالية: (الليلكي، وحارة حريك، وبرج البراجنة)، أنتم موجودون بالقرب من مصالح ومنشآت تابعة لـ(حزب الله) الإرهابي، ولذلك سوف يعمل جيش الدفاع ضدها بقوة».
وطالب أدرعي السكان بإخلاء المباني والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.
قال رئيس إسرائيل إن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت «قرار عبثي». بينما رفض نتنياهو نفسه القرار بـ«اشمئزاز»، واتهم المحكمة بـ«معاداة السامية».
العراق بين حافتي ترمب «المنتصر» و«شيعة أقوياء»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084021-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%A3%D9%82%D9%88%D9%8A%D8%A7%D8%A1
«تشاتام هاوس» البريطاني نظّم جلسات حول مصير العراق في ظل الحرب (الشرق الأوسط)
يوم قصير في لندن، وطويل جداً في بغداد. صناع قرار وباحثون جمعهم معهد تشاتام هاوس البريطاني، للإجابة عن أسئلة معقدة عن العراق الحائر بين حافتين: الانهيار أو الاستقرار.
المعهد اختار توقيت الأسئلة؛ حيث حرب متعددة الجبهات في الشرق الأوسط، وعودة درامية لدونالد ترمب إلى البيت الأبيض، والمكان، إذ يتموضع العراق في مسرح المواجهة بين إيران وإسرائيل. والمفاجأة أن كثيرين قدّموا التفاؤل على أشياء أخرى، من بينها انهيار النظام.
تحدّث مسؤولون وباحثون عراقيون، خلال 3 طاولات متخصصة، عن «خطوط الصدع السياسية والأمنية التي تهدد استقرار العراق قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2025»، لكن الميليشيات التي تشنّ هجمات مسلحة عابرة للحدود، تُخيم على المسار، دون أن يقول أحد إنها تمتلك القدرة على «هدم المعبد»، حتى رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، القلق من اليوم التالي للحرب.
ترمب المنتصر... والعراق ملفٌ إيراني
أطلّ العبادي على «تشاتام هاوس» من دائرة تلفزيونية. كان في منزله، لأن السلطات العراقية فرضت حظراً للتجول بسبب عمليات نشطة، يومها، لإحصاء السكان في عموم البلاد. العبادي استخدم ذلك مثالاً على فرصة واعدة لانتقال العراق إلى وضع إداري أكثر نضجاً.
العبادي «متشائم ومتفائل في هذه اللحظة»، يقول إن ذلك يعتمد على ما سيحدث تالياً في ساحات مختلفة من العالم؛ حيث الجميع حذر، ويترقب واقعاً جديداً من جنوب شرقي آسيا، مروراً بالشرق الأوسط، البؤرة الأخطر على الأمن والسلام الدولي.
في هذه اللحظة أيضاً، جاء الأميركي «المنتصر القوي والنوعي»، هكذا وصف العبادي ترمب. ومن وجهة نظره فإن تأثير وصوله إلى البيت الأبيض يعتمد كلياً على «ردود الفعل والسياسات المتماهية أوالاحتوائية أو المضادة لمراكز القوى الدولية والإقليمية المتعاطية مع واشنطن».
يقترح العبادي على بغداد، وهو جزء من «إطار» شيعي يحكمها، «خلق نواة صلبة للحكم، تفرض مصالح الدولة بقوة القانون، وتحول بحزم دون الفوضى أو الاجتهاد أو المغامرة أو التبعية لأي استراتيجية أجنبية».
‘It is wrong to deal with #Iraq as a marginal country, it is also wrong to link Iraq to thorny regional issues... or to leave Iraq without rehabilitation, support, or protection’@HaiderAlAbadi in Session 1 of the 2024 #IraqInitative conference.Watch live⤵️... pic.twitter.com/BHckBy6VRS
كان العبادي حذراً في شرح «التبعية»، رغم أن إيران تقفز من عباراته المتحفظة، وبدلاً من ذلك، نصح الأميركيين بعدم التعاطي مع العراق على أنه ملف في رف إقليمي: «من الخطأ التعامل مع العراق بوصفه بلداً هامشياً، ومن الخطيئة ربطه بنيوياً بملفات شائكة، كالملف الإيراني أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
حاول العبادي إعادة تعريف «لماذا العراق مهم». يرى أنه «بلد محوري في الشرق الأوسط بسبب موقعه الجيوسياسي الرابط بين أمم ثلاث؛ العربية والإيرانية والتركية، ومآله النهائي سيؤثر على تماسك أو تداعي الجغرافيا السيادية لهذه الأمم».
داخلياً، يُحذّر العبادي من تاريخ يكتب بالمنافسة، فالأقطاب الداخلية تستثمر الاحتكاك بين الاستراتيجيات الدولية والإقليمية، وقد بلغ هذا المسار مستوى خطيراً، وإن الثمن وجود العراق نفسه.
الاستقرار الناجز بالإقصاء والسلاح
قدّم العبادي صورة عامة للصراع؛ كانت الاستراتيجية طاغية على رسالته تلك، لكن الباحثين أكثر اهتماماً بالتفاصيل، إذ تكمن مفاتيح اللعبة.
سجاد جهاد، باحث في مؤسسة القرن الدولية، وريناد منصور، باحث في «تشاتام هاوس»، كانا يعترفان بأن «الاستقرار سمة راهنة في بغداد هذه الأيام (...) هذا الانطباع ستحصل عليه حين تستقل سيارة أجرة وتتجول في الشوارع».
مع ذلك، فإن «الإطار التنسيقي» الشيعي وصل إلى هذه الصيغة شبه المتماسكة بعد حوادث إقصاء.
بدأ الأمر حين جرى قمع احتجاج أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وإسقاط مشروع أغلبية مقتدى الصدر عام 2021، وطرد محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان عام 2023، واليوم العمل حثيث لتقييد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
يقول سجاد جهاد: «إن جزءاً من هذا الجهد لتحقيق الاستقرار ناجمٌ عن معاقبة مراكز قوى ناشئة في المسار السياسي (...) اللعبة كانت تقوم على أساس رمي لاعبين مشاكسين من القطار السريع».
خلال العامين الماضيين، وهي فترة ذهبية لـ«الإطار التنسيقي»، إذ تمكن من الانخراط أكثر في مؤسسات الحكومة ضمن محاولات واضحة للنضج السياسي، لكن المحبط في هذه القصة، أن القوى الفاعلة تنجح لأنها تمتلك أسلحة ذات حدين. يقول سجاد جهاد: «إن كلمة السر تكمن في امتلاك السلاح والمال والإعلام».
تشارك القوة وامتصاص الصدمة
ما حدث «درس سياسي عن تشارك القوة» بين الفاعلين. يقول ريناد منصور، إن أهم ما يُميز «الإطار التنسيقي» هو خطته لامتصاص الصدمات. «هكذا تجاوز احتجاج الشباب، وتمرد الصدر بمشروع الأغلبية، وسيطر على كل شيء تقريباً».
من المستبعد أن تنتهي هذه الصيغة بانهيار سهل لـ«الإطار التنسيقي»، حتى الانتخابات لن تكون حلاً.
ريناد منصور يصف ذلك: «كل 4 سنوات يجلس الجميع للتفاوض قبل الانتخابات، مَن يحصل على ماذا، وكم سيحصل»، وإلى حد ما، فإن الاستقرار الظاهري يكمن في هذه المفارقة.
الحال، ومن هذه المعادلة التي يبدو أن الإطار يتقنها جيداً، فإن «ما نراه في بغداد، وكيف أن الحياة مستقرة، يُخفي اشتباكَ مصالح حرجاً، قائماً على تقاسم الموارد، وحجبها عن آخرين».
في الصورة الأكبر، يقول ريناد منصور: «إن العراق عُزل عن الصراع في المنطقة»، لكن هذا الخبر الجيد قد ينتهي سريعاً حينما نعود لأصل المشكلة في أن هذا البلد «يتحمل أن يكون أرضية للصراع الإيراني - الأميركي».
«مع الميليشيات لن نذهب إلى مكان»
مينا العريبي، وهي رئيسة تحرير صحيفة «ناشيونال»، لا ترى «على الإطلاق» أن العراق سيتقدم نحو أي مكان بوجود الميليشيات. «الفكرة الأساسية تتعلق بالطريقة التي ترى فيه القوى الحاكمة فكرة الدولة القوية المستقرة».
اللاعبون من حول العراق يبحثون عن فرص النجاح، وبالنظر إلى الديناميكيات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط فإن استقرار هذا البلد مهم لهم. تقول مينا العريبي: «كل هذا قد يفشل بسبب استمرار النزاعات المحلية، وطغيان سلاح اللاعبين».
من الصعب الاستمرار على هذا المنوال، «كل فريق تتملكه المخاوف من الآخر، ويحتاج إلى ذراع مسلحة (...) نهاية هذا المسار شلل في وظائف الدولة».
بين المتحدثين كان فلاح مصطفى، وهو مساعد رئيس إقليم كردستان؛ كان قلقاً من عبارات متحدثين في «تشاتام هاوس». أظهر حساسية من «الدولة القوية» بدلاً من «الدولة الفيدرالية»، والإشارة إلى «المحيط العربي» دون التذكير بدور الكرد في المعادلة.
رغم هذا، فإن مصطفى الذي جاء من أربيل التي أنجزت أخيراً انتخابات برلمانية ناجحة، كما يقول، فإنه يرجح كفّتها على بغداد بتجربة سياسية تعود إلى عام 1991، ويقترح صيغة لربط المكونات في العراق بوصفهم «شركاء فيدراليين».
في «تشاتام هاوس»، وبعد سجال بشأن المآلات العراقية، كان من الواضح أن ترمب العائد سيواجه بنية تحتية سياسية في بغداد، مختلفة تماماً عما كان يعرفها خلال ولايته الأولى. الأرجح أن «الإطار التنسيقي» يستعد هذه المرة لسياسة «الضغط الأقصى»، في لحظة حرب، بخبرة عامين من تشبيك المصالح، سوى أن اليوم التالي لحربي لبنان وغزة يزاحم طريق بغداد إلى انتخابات 2025.