مخاوف من انخراط أكبر لفصائل عراقية في المواجهة مع إسرائيل

عراقيون يقيمون تشييعاً رمزياً لنصر الله في بغداد الأحد (أ.ب)
عراقيون يقيمون تشييعاً رمزياً لنصر الله في بغداد الأحد (أ.ب)
TT

مخاوف من انخراط أكبر لفصائل عراقية في المواجهة مع إسرائيل

عراقيون يقيمون تشييعاً رمزياً لنصر الله في بغداد الأحد (أ.ب)
عراقيون يقيمون تشييعاً رمزياً لنصر الله في بغداد الأحد (أ.ب)

قالت مصادر دبلوماسية في لندن لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك قلقاً في بغداد من انخراط أكبر للفصائل العراقية المسلحة في المواجهة مع إسرائيل، ما يمكن أن يجر تداعيات صعبة على الداخل العراقي. وأوضحت المصادر أن لدى السلطات العراقية مخاوف من لجوء فصائل تنضوي في إطار المظلة الواسعة لـ«الحشد الشعبي» إلى تصعيد هجماتها ضد إسرائيل، خصوصاً في ضوء النكسات الكبيرة التي مُني بها «حزب الله» اللبناني، وكان أكبرها اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي.

ورأت هذه المصادر أن إعادة تأهيل «حزب الله» ستتطلب، على الأرجح، فترة من الوقت، ولذلك فإن هناك مخاوف من أن فصائل عراقية قد تنوب عنه الآن في حمل راية المواجهة مع إسرائيل.

تمويل الفصائل

ولفتت إلى أن الفصائل العراقية تتلقى أصلاً تمويلها من الدولة العراقية، كما أنها بعيدة جغرافياً عن إسرائيل بعكس «حزب الله» الذي يخوض المواجهة مباشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. ويمكن أن يكون هذا البُعد الجغرافي ميزة تخدم الفصائل العراقية؛ كونها بعيدة عن حدود إسرائيل من غير أن يعني ذلك عدم قدرة الدولة العبرية على توجيه ضربات انتقامية داخل العراق، مثلما تفعل ضد الحوثيين في اليمن. وتابعت المصادر أن عمليات الفصائل قد تجر تداعيات على علاقات بغداد مع الخارج، وتحديداً الأميركيين، خصوصاً في حال نفذ الإسرائيليون ضربات انتقامية وردّت عليها فصائل «الحشد» بمهاجمة القواعد التي تنتشر فيها قوات أميركية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عرقلة تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه حكومة محمد شياع السوداني ويقضي بانسحاب الأميركيين تدريجياً من العراق خلال العام المقبل. ومعلوم أن رئيس الوزراء العراقي أرجأ زيارة مقررة إلى المملكة المتحدة أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول)، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته حيال الأوضاع في المنطقة.


مقالات ذات صلة

السفير الإيراني: الفصائل العراقية اتخذت قرار حصر السلاح بنفسها

المشرق العربي السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)

السفير الإيراني: الفصائل العراقية اتخذت قرار حصر السلاح بنفسها

يقول السفير الإيراني في بغداد إن الفصائل العراقية وصلت إلى مرحلة اتخاذ القرارات بنفسها، في سياق حديث عن عزمها «حصر السلاح بيد الدولة».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي ‏العميد الركن غياث دلا قائد قوات الغيث (الثالث إلى من اليمين) من بين الحضور في أداء القسم الرئاسي صيف 2021

جنرالات هاربون يخططون لتمرد في سوريا من المنافي

تعكف بعض هذه القيادات السابقة على بناء حركة تمرد مسلح من المنفى، ويدعم أحدهم مجموعة تقف وراء حملة ضغط (لوبي) في واشنطن، تقدر تكلفتها بملايين الدولارات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - واشنطن)
المشرق العربي قوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور رئيس الحكومة محمد شياع السوداني (أرشيفية - واع)

سباق مع الوقت لحسم الرئاسات العراقية الثلاث

تتسابق القوى السياسية العراقية مع الوقت لحسم اختيار الرئاسات الثلاث، وسط انسداد سياسي وتعدد المرشحين.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني قال خلال قداس الميلاد إن التطبيع أمر مرفوض في العراق (رويترز)

جدل في العراق بعد كلمة لساكو تضمنت مصطلح «التطبيع»

أثارت كلمة لبطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لويس روفائيل ساكو، خلال قداس عيد الميلاد في بغداد، جدلاً سياسياً واسعاً، بعد استخدامه مفردة «التطبيع».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)

مواقف عراقية متضاربة حول مرشح تسوية لرئاسة الحكومة

قال قيادي في تحالف «الإطار التنسيقي» بالعراق إن القوى الشيعية قطعت مراحل مهمة في التوافق على اختيار رئيس الوزراء المقبل، مع اقتراب انعقاد جلسة البرلمان.

حمزة مصطفى (بغداد)

السفير الإيراني: الفصائل العراقية اتخذت قرار حصر السلاح بنفسها

السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)
السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)
TT

السفير الإيراني: الفصائل العراقية اتخذت قرار حصر السلاح بنفسها

السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)
السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)

قال السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق إن الفصائل المسلحة العراقية التي طرحت مبادرة حصر السلاح بيد الدولة لديها «مخاوف من مردود هذه الخطوة»، مؤكداً أن تلك الفصائل وصلت إلى مرحلة اتخاذ قراراتها بنفسها، نافياً أن تكون «وكلاء» لإيران.

وأضاف آل صادق، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «دجلة»، أن وصف الفصائل بوصف «الوكلاء» يُعد «إهانة لها»، على حد وصفه، مشيراً إلى أن دعم طهران لها خلال الحرب ضد تنظيم «داعش» لا يعني أنها تعمل بالنيابة عن إيران.

تأتي تصريحات السفير الإيراني في وقت يشهد فيه العراق نقاشاً سياسياً متجدداً بشأن مستقبل الفصائل المسلحة ودورها، وسط ضغوط داخلية وخارجية لحصر السلاح بيد الدولة، لا سيما بعد سنوات من تصاعد نفوذ جماعات مسلحة مرتبطة بمحور تقوده طهران في المنطقة.

أموال محتجزة

وقال آل صادق إن إيران لا تزال تمتلك مستحقات مالية في مصارف عراقية لا تستطيع سحبها بالكامل بسبب القيود المرتبطة بالعقوبات الأميركية، لكنه أشار إلى أن طهران تمكنت خلال حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من الحصول على «أكبر كمية» من أموالها مقارنة بالحكومات السابقة.

وأضاف أن العراق أسهم في إنعاش الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات الدولية، كاشفاً أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 12 مليار دولار خلال العام الماضي، معرباً عن عدم رضا بلاده عن هذا المستوى، ومشيراً إلى أن العراق يستورد من إيران أكثر مما يصدر إليها.

انتقادات للولايات المتحدة

انتقد السفير الإيراني الدور الأميركي في العراق، قائلاً إن الطائرات الأميركية «تستطلع الأراضي الإيرانية من الأجواء العراقية»، كما اعتبر أن تعيين الرئيس الأميركي مبعوثاً خاصاً للعراق «غير مبرر»، لأن وضع البلاد لا يندرج ضمن حالات الأزمات التي تتطلب ذلك.

وأضاف أن أي خطوة لتخفيض مستوى السفارة الأميركية في بغداد إلى قائم بالأعمال «يجب أن تُدرس»، متهماً واشنطن بمنع وصول الدولار إلى التجار العراقيين المتعاملين مع إيران.

وأكد أن الولايات المتحدة «لا تريد الحوار مع طهران»، واصفاً سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المنطقة بأنها «متهورة».

رئيس الجمهورية خلال استقباله السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (أرشيفية - موقع الرئاسة)

الانتخابات والفصائل

وعن المشهد السياسي الداخلي، قال آل صادق إن ارتفاع عدد مقاعد القوى المرتبطة بالفصائل في البرلمان هو «خيار الشعب العراقي»، مؤكداً أن قرار منح رئيس الوزراء الحالي ولاية ثانية «قرار عراقي بحت».

وأضاف أن إيران تدعم تشكيل حكومة تقوم على «الشراكة والتوافق والتوازن»، معرباً عن أمله في توحّد القوى الكردية على غرار التحالفات الشيعية والسنية.

وفي الشأن الإقليمي، قال السفير الإيراني إن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» كانت «قراراً فلسطينياً» و«ردة فعل طبيعية» على الحصار المفروض على غزة، مؤكداً أن «محور المقاومة» بات شبكة مترابطة لا تزال فاعلة رغم التغيرات الإقليمية.

كما شدد على أن موقف العراق من التطبيع مع إسرائيل «واضح» في ظل وجود قانون يجرّمه، مضيفاً أن إيران والعراق «قوتان كبيرتان في المنطقة» تتشاركان موقفاً رافضاً للتطبيع.

ونفى آل صادق سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، واصفاً تلك الاتهامات بأنها «كذب وزور»، ومشيراً إلى وجود فتوى تحرّم صناعة السلاح النووي.

واختتم السفير الإيراني تصريحاته بالتأكيد على متانة العلاقات بين بغداد وطهران، قائلاً إنه لا يتصور انقطاعها، لافتاً إلى أن نحو 35 في المائة من العراقيين يعيشون في مناطق حدودية مع إيران، حيث توجد روابط اجتماعية وعشائرية عميقة بين الجانبين.


«الخارجية» السورية: المباحثات مع «قسد» لم تسفر عن نتائج ملموسة

مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)
مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)
TT

«الخارجية» السورية: المباحثات مع «قسد» لم تسفر عن نتائج ملموسة

مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)
مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)

قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية، اليوم الجمعة، إن المباحثات مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) لم تسفر بعدُ عن نتائج ملموسة، معتبراً أن الحديث عن دمج مؤسسات شمال شرقي البلاد في مؤسسات الدولة يظل تصريحات نظرية دون خطوات تنفيذية.

وذكر المصدر في تصريحات لوكالة الأنباء السورية أن التأكيد المتكرر على وحدة سوريا يتناقض مع الواقع القائم في شمال شرقي البلاد، حيث توجد مؤسسات إدارية وأمنية وعسكرية خارج إطار الدولة تُدار بشكل منفصل، وهو «ما يكرس الانقسام» بدلاً من معالجته.

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

وأضاف: «رغم الإشارة المستمرة من قيادة (قسد) إلى استمرار الحوار مع الدولة السورية، لم تُسفر هذه المباحثات عن نتائج ملموسة، ويبدو أن هذا الخطاب يُستخدم لغايات إعلامية وامتصاص الضغوط السياسية في ظل جمود فعلي وغياب إرادة حقيقية للانتقال إلى التطبيق».

وتابع بالقول: «الحديث عن دمج مؤسسات شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة بقي في إطار التصريحات النظرية دون خطوات تنفيذية أو جداول زمنية واضحة، ما يثير الشكوك حول جدية الالتزام باتفاق العاشر من مارس (آذار) المبرم مع (قسد)».

وفيما يتعلق بملف النفط، قال المصدر المسؤول بوزارة الخارجية إن التصريحات المستمرة من قيادة «قسد» بأن النفط ملك لجميع السوريين تفقد مصداقيتها «طالما لا يُدار ضمن مؤسسات الدولة ولا تدخل عائداته في الموازنة العامة».

وأكد المصدر أن الحديث عن وجود تقارب في وجهات النظر «يبقى دون قيمة ملموسة ما لم يُترجم إلى اتفاقات رسمية واضحة بآليات تنفيذ مجدولة زمنياً».

كما اعتبر أن الحديث عن تفاهمات في الملف العسكري «لا ينسجم مع استمرار وجود تشكيلات مسلحة خارج إطار الجيش السوري وبقيادات مستقلة وارتباطات خارجية، بما يمس السيادة ويعرقل الاستقرار».

ورأى مصدر الخارجية السورية أن الأمر ذاته ينطبق على «السيطرة الأحادية على المعابر والحدود واستخدامها ورقة تفاوض، وهو ما يتناقض مع مبادئ السيادة الوطنية».


مقتل 6 جراء انفجار داخل مسجد في حمص بسوريا

الدمار يظهر داخل مسجد في مدينة حمص بوسط سوريا جراء انفجار (سانا)
الدمار يظهر داخل مسجد في مدينة حمص بوسط سوريا جراء انفجار (سانا)
TT

مقتل 6 جراء انفجار داخل مسجد في حمص بسوريا

الدمار يظهر داخل مسجد في مدينة حمص بوسط سوريا جراء انفجار (سانا)
الدمار يظهر داخل مسجد في مدينة حمص بوسط سوريا جراء انفجار (سانا)

قتل 6 أشخاص، اليوم الجمعة، في حصيلة أولية جراء انفجار داخل مسجد في حي ذي غالبية علوية في مدينة حمص في وسط سوريا، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، من دون أن تحدد سببه.

وأوردت الوكالة: «انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب يجري التحقق من طبيعته».

ونقلت عن مسؤول في وزارة الصحة أن الانفجار أسفر عن «ارتقاء خمسة أشخاص وإصابة 21» آخرين بجروح، في «حصيلة أولية».

وكانت «سانا» أوردت في حصيلة سابقة مقتل ثلاثة أشخاص.

وتضاربت الأنباء عن سبب الانفجار.

الدمار يظهر داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بحمص جراء انفجار (سانا)

وأوردت تقارير أنه، حتى الآن، لم تتضح طبيعة الانفجار وما إذا كان ناتجاً عن هجوم انتحاري أو عبوة ناسفة.

إلا أن مسؤولاً أمنياً في محافظة حمص رجّح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، من دون الكشف عن هويته، أن يكون الانفجار «ناجماً عن عبوة ناسفة موضوعة داخل الجامع».

وقال شاهد عيان من سكان الحي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من دون كشف هويته خشية على سلامته: «سمعنا دوي انفجار، تبعته حالة فوضى وذعر في الحي».

وتابع: «لا أحد يجرؤ على الخروج من منزله ونسمع أبواق سيارات الإسعاف».

ونشرت وكالة «سانا» صوراً من داخل المسجد المستهدف، أظهرت إحداها فجوة في الجزء السفلي من جدار في زاوية المسجد. وقد كسا الدخان الأسود جزءاً من الجدار وتبعثر سجاد وكتب قربه.

وتضم مدينة حمص أحياء ذات غالبية علوية، وتشهد المنطقة بين الحين والآخر عمليات خطف وقتل، بحسب السكان.