أكثر من 100 قتيل في غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان

أشخاص يتفقدون موقع اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (ا.ب)
أشخاص يتفقدون موقع اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (ا.ب)
TT

أكثر من 100 قتيل في غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان

أشخاص يتفقدون موقع اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (ا.ب)
أشخاص يتفقدون موقع اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (ا.ب)

شن الجيش الإسرائيلي، يوم أمس (الأحد)، عشرات الغارات على لبنان التي أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل، وفق وزارة الصحة اللبنانية، بعد يومين من مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مع قادة آخرين في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

وأعلنت وزارة الصحة في مراجعة لأعداد الضحايا في وقت متأخر الأحد مقتل 105 أشخاص وجرح 359 جراء الهجمات الاسرائيلية.

وعلى جبهة أخرى، قصفت إسرائيل ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة بغرب اليمن، غداة إعلان الحوثيين استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ بالستي. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بعد الضربات من أنه «ليس هناك مكان بعيد» بالنسبة لإسرائيل.

وأوقعت الغارات الإسرائيلية أربعة قتلى و33 مصاباً في اليمن، في حصيلة أولية أوردتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تدعو دول الاتحاد الأوروبي للاستجابة لطلب تعليق «اتفاقية التجارة» مع إسرائيل

أوروبا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)

إسبانيا تدعو دول الاتحاد الأوروبي للاستجابة لطلب تعليق «اتفاقية التجارة» مع إسرائيل

حث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بقية دول «الاتحاد الأوروبي» على الاستجابة لطلب إسبانيا وآيرلندا تعليق «اتفاقية التجارة الحرة» مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لوكسمبورغ)
أوروبا مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)

بوريل ينتقد تأخر دول الاتحاد الأوروبي في إدانة الهجمات الإسرائيلية ضد «يونيفيل»

جدد مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي دعوتهما لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لوكسمبورغ)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يتجمعون لدى تشييع قتلى هجوم «حزب الله» بمسيرة على قاعدة تدريب جنوب حيفا أمس (رويترز)

«حزب الله» يستهدف بالصواريخ قاعدة بحرية وثكنة عسكرية بوسط إسرائيل

أعلن «حزب الله» أن استهداف قوات إسرائيلية بقذائف المدفعية أثناء محاولة «تسلل» إلى جنوب لبنان فجر اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)

أوستن يبلغ غالانت ضرورة ضمان سلامة «اليونيفيل» والجيش اللبناني

وفي المكالمة أكد أوستن أيضا على الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي لتوفير الأمن للمدنيين في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي رئيس مجلس النواب نبيه بري (يمين) والمبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان أموس هوكستين في بيروت (أ.ف.ب)

بري: وقف النار لقي تجاوباً من ماكرون بخلاف بلينكن

تمسّك مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الأخيرة بثلاثية وقف إطلاق النار في الجنوب، ونشر الجيش بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل» وتطبيق القرار الدولي «1701».

محمد شقير (بيروت)

حرب لبنان وصياغة مفاهيم جديدة للحروب بالوكالة

جنود إسرائيليون يعبرون منطقة استهدفتها المسيّرات التي أطلقها «حزب الله» على مستعمرة بينامينا (رويترز)
جنود إسرائيليون يعبرون منطقة استهدفتها المسيّرات التي أطلقها «حزب الله» على مستعمرة بينامينا (رويترز)
TT

حرب لبنان وصياغة مفاهيم جديدة للحروب بالوكالة

جنود إسرائيليون يعبرون منطقة استهدفتها المسيّرات التي أطلقها «حزب الله» على مستعمرة بينامينا (رويترز)
جنود إسرائيليون يعبرون منطقة استهدفتها المسيّرات التي أطلقها «حزب الله» على مستعمرة بينامينا (رويترز)

تفاجأت إسرائيل استخباراتياً في تاريخها الحديث مرتين؛ الأولى: في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، والثانية: في 7 أكتوبر 2023، الأولى حصلت على مسافة 200 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية، والثانية حصلت على الحدود المباشرة، وضمن أراضيها بعمق 600 كلم مربع تقريباً.

وفي كلتا الحالتين لعبت العجرفة الإسرائيلية والاستخفاف بالأعداء دوراً مهماً، ولكن الأهم كان الاتكال على منظومات دفاعية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، بهدف تعويض النقص البشري، والتي تهدف إلى استنباط الحلول العسكرية للمشاكل العملانية.

خطّط أعداء إسرائيل بطريقة تتجاوز التفوق التكنولوجي الإسرائيلي وتتخطاه، وقد نجحوا في الكثير من المرات، لتعود إسرائيل وتستخدم تكنولوجيا أحدث لضرب أعدائها.

انتظرت إسرائيل هجوماً من «حزب الله» في الشمال واستعدّت له، فجاءها الهجوم من الجنوب من قطاع غزة. وتدخلت إيران عبر «حزب الله» لفتح جبهة إسناد لإنقاذ غزة، وها هي اليوم تخسر أهم لاعب لديها ضمن ما يُسمى بوحدة الساحات.

وإذا كان «حزب الله» الذراع الأقوى المتقدمة لإيران على خط التماسّ مع إسرائيل، فإن سقوطه - على الأقل حتى الآن - قد فتح الجبهة الداخلية الإيرانية، كما أظهر هشاشة الأمن القومي الإيراني.

وعليه قد تُنتج هذه الحرب مفاهيم جديدة فيما يخصّ العلاقة بين الأصيل والوكيل في الحروب التي تجري بالواسطة، وكيف يتعرّى الأصيل في حال سقوط الوكيل، أو كيف يمكن للوكيل جر الأصيل إلى حرب لا يريدها، فهل أرادت إيران من خلال الوكلاء الوصول إلى تحقيق معادلة ردعية فقط وهي لم تستعد لسيناريوهات الحرب؟ وهل أخطأت في الحسابات الكبرى؟

الردع عبر المنع

الأكيد حتى الآن أن وسائل الردع الإيرانية قد جُرّبت، وأعطت أكثر ما يمكنها أن تعطي من مفاعيل - الصواريخ الباليستية، والوكلاء.

وفي المقابل، تعتمد إسرائيل حالياً مبدأين للردع، هما: الردع عبر المنع قدر الإمكان، وذلك عبر إبطال نقاط قوة إيران و«حزب الله»، وخصوصاً الصواريخ والمسيّرات، كما تعتمد مبدأ الردع عبر العقاب، أي التدمير والتهجير.

دخان وآثار عبور صواريخ أطلقها «حزب الله» باتجاه حيفا وأسقطتها القبة الحديدية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

اليوم، ضُرب المثلث الاستراتيجي لـ«حزب الله»، المؤلَّف من: الضاحية الجنوبية، والبقاع، وجنوب الليطاني.

وتشكّل منطقة جنوب الليطاني حتى الخط الأزرق حالياً مركز الثقل الوحيد والأهم لـ«حزب الله»، وإسرائيل مستعجلة لإنهائه.

في المقابل يسعى «حزب الله» إلى كسب الوقت، واستنزاف الجيش الإسرائيلي، من هنا أتت كلمة نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، لتؤسس لمرحلة ترميم الردع بحدّه الأدنى، حيث طالَب بوقف للنار من دون ذكر جبهة غزة، لكن الحزب بدأ بقصف العمق الإسرائيلي مباشرةً بعد الكلمة. واستكمل وزير الخارجية الإيراني كلمة قاسم، ليقول إن وقف النار مطلب في غزة ولبنان، مع أفضلية للجبهة اللبنانية. والمشترك بين التصريحين هو وقف النار، وفكّ ارتباط جبهة لبنان بجبهة قطاع غزة.

أكثر من استطلاع وأقل من هجوم

عند الحدود اللبنانية يعمل الجيش الإسرائيلي بـ4 فِرق عسكرية مباشرة (91، 36، 146، 98)، منها من قوى المشاة، ومنها المدرعات، وإحداها من المظلليّين والقوات الخاصة؛ الفرقة 98.

وتعمل هذه الفِرق بالتعاون مع قوى البحر، والجو، والسيبر، وغيرها، ضمن شبكة عنكبوتية متواصلة تنقل ديناميكية سير المعركة آنياً وبكل الأبعاد.

ولم تَعُد العمليات العسكرية التي بدأت منذ أكثر من 10 أيام توصف بأنها عملية استطلاع وجس نبض، فهي تُعدّ اليوم عملية أكبر من الاستطلاع، لكنها حتماً أقل من عملية هجوم كبيرة.

وإذ تسعى إسرائيل إلى استنزاف قدرات «حزب الله»، وخصوصاً الصاروخية منها، تعمد إلى استهداف مراكز الثقل لديه جنوب الليطاني، لا سيما القيادات العملانية ومراكز القيادة والسيطرة.

وتعمد إسرائيل إلى عزل منطقة جنوب الليطاني عن الداخل اللبناني، ومن هنا تقدّم الجيش الإسرائيلي في أصبع الجليل باتجاه الداخل اللبناني، وذلك بهدف قطع الطريق الممتدة من بوابة فاطمة إلى دير ميماس.

مروحية إسرائيلية تطلق صاروخاً باتجاه هدف في جنوب لبنان (أ.ب)

جنوب الليطاني ليس غزة

لكن جنوب لبنان يختلف عن قطاع غزة في أمور كثيرة؛ أهمها العمق الجغرافي الاستراتيجي، فإذا كان العمق الاستراتيجي الأفقي في غزة غير متوفّر بسبب صغر مساحة القطاع، فإن العمق الاستراتيجي العمودي عبر الأنفاق كان البديل، فهل يملك «حزب الله» هذا العمق الاستراتيجي العمودي؟ وإذا ما أضفنا منظومة الأسلحة الخاصة به، كما تحضيره المسبق لساحة المعركة منذ أكثر من 18 سنة، فكيف ستكون خطط الجيش الإسرائيلي؟ وهل سيقع في نفس أخطاء حرب «تموز» 2006؟

وأخيراً وليس آخراً، وبعد استعادة «حزب الله» بعضاً من توازنه، بدأ الحزب يرسم نمطاً جديداً من الرد على الداخل الإسرائيلي، وكأنه يسعى للتموضع ضمن معادلة الرد الإسرائيلي على إيران، والرد الإيراني على الرد.