لبنان يعرب عن «خيبة أمله» إزاء تصريحات بايدن

وزير الخارجية السعودي يحض اللبنانيين على إحداث «خرق رئاسي»

نازحون لبنانيون من الجنوب يحتمون مؤقتاً في حديقة عامة بطرابلس بشمال لبنان (أ.ف.ب)
نازحون لبنانيون من الجنوب يحتمون مؤقتاً في حديقة عامة بطرابلس بشمال لبنان (أ.ف.ب)
TT

لبنان يعرب عن «خيبة أمله» إزاء تصريحات بايدن

نازحون لبنانيون من الجنوب يحتمون مؤقتاً في حديقة عامة بطرابلس بشمال لبنان (أ.ف.ب)
نازحون لبنانيون من الجنوب يحتمون مؤقتاً في حديقة عامة بطرابلس بشمال لبنان (أ.ف.ب)

أعربت الخارجية اللبنانية عن خيبة أمل البلاد إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل، من غير أن تفقد الأمل في «تدخل واشنطن» و«المساعدة»، في ظل حرب واسعة تشنها إسرائيل على لبنان، تشمل أربع محافظات من أصل سبع، وتتركز بشكل خاص في الجنوب والبقاع في شرق لبنان.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده عازمة على منع نشوب حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط «تبتلع المنطقة بأكملها»، مضيفاً أن الحل الدبلوماسي بين لبنان وإسرائيل يظل «السبيل الوحيد للأمن الدائم، والسماح لسكان البلدين بالعودة إلى ديارهم على الحدود بأمان». وفي كلمته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة الثلاثاء، قال بايدن إن «حزب الله» أطلق صواريخ على إسرائيل «دون أن يُستفز». وقال إن العالم «لا ينبغي أن يجفل أمام أهوال 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، وأكد أن أي دولة لها الحق في ضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات مرة أخرى.

الخارجية اللبنانية

وأعرب لبنان عن خيبة أمله من تلك التصريحات. وقال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن خطاب بايدن في الأمم المتحدة إنه «لم يكن قوياً ولا مبشراً ولن يحل هذه المشكلة». وأضاف أن الولايات المتحدة «هي الدولة الوحيدة التي يمكنها حقاً إحداث فارق في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بلبنان».

وقدر وزير الخارجية عدد النازحين جراء التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» في الجنوب بنصف مليون نازح. وصرح بوحبيب في فعالية نظّمتها مؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي» في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنّ عدد النازحين في لبنان قبل الغارات الإسرائيلية الأخيرة بلغ نحو 110 آلاف نازح، وأضاف: «الآن ربّما يقترب عددهم من نصف مليون».

لقاء وزير الخارجية السعودي

إلى ذلك، التقى بوحبيب بوزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، حيث وضعه في أجواء الأوضاع الميدانية في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية والتصعيد المتدحرج. وتبادل الوزيران وفقاً لبيان الخارجية اللبنانية «الأفكار حول كيفية الخروج من هذه الحلقة في ظل الصعوبات التي تواجه وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الصراع». كما حثّ الأمير بن فرحان اللبنانيين على انتهاز الأحداث الأخيرة لإجراء خرق في الانتخابات الرئاسية. من جهته، شكره الوزير بوحبيب على اهتمام المملكة بالاستماع إلى وجهة نظر لبنان، وتقديم المساعدة الممكنة.

كما اجتمع بوحبيب بنظيره اليوناني جورجوس جرابيتريتيس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ووضعه في أجواء آخر التطورات في لبنان. وعرض الوزير جرابيتريتيس تقديم الدعم والمساندة للشعب اللبناني في كل ما يحتاجه في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: سنقصف الليلة مصالح مالية لـ«حزب الله»

شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي: سنقصف الليلة مصالح مالية لـ«حزب الله»

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الأحد، إن قوات بلاده «ستبدأ مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لـ(حزب الله)».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (يسار) يتحدث مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال اجتماعات مجلس الأمن في نيويورك (أ.ف.ب)

الصفدي في دمشق لاستكمال لقاءات «محور الممانعة»

النشاط الدبلوماسي لعمّان يسعى إلى تخفيف حدة تداعيات حالة عدم الاستقرار على الحدود الشمالية مع سوريا، في ظل التصعيد الذي تشهده المنطقة ودول الجوار.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
خاص هوكستين وبري خلال لقاء سابق في بيروت (رئاسة البرلمان اللبناني)

خاص انتخاب رئيس للبنان يتقدم على وقف النار في لقاءات هوكستين

رغم تصدر وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل محادثات الوسيط الأميركي في بيروت، إلا أن مصادر دبلوماسية شككت في فرص الاتفاق، ورجحت التركيز على ملف انتخاب رئيس.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي آلية عسكرية إسرائيلية تتجه إلى موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز) play-circle 00:18

إسرائيل تخوض قتالاً للسيطرة على المرتفعات الحدودية بجنوب لبنان

تستهدف العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان، تدمير المرتفعات الحدودية تمهيداً للسيطرة عليها، وهو ما أظهرته وقائع المعركة البرية في أسبوعها الثالث.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي متطوعون من «الصليب الأحمر» اللبناني يُجْلون امرأة في مدينة النبطية جنوب لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل تتعمد استهداف الطواقم الطبية وعمّال الإغاثة في لبنان

تستهدف إسرائيل عن سابق تصوُّر وتصميم المستشفيات والطواقم الطبية وعمّال الإغاثة وسيارات الإسعاف في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في جنوب لبنان.

بولا أسطيح (بيروت)

رسالة من ملك الأردن للرئيس السوري عن «التطورات الخطيرة في المنطقة»

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
TT

رسالة من ملك الأردن للرئيس السوري عن «التطورات الخطيرة في المنطقة»

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)

في زيارة إلى دمشق لم يعلن عنها مسبقاً، حمل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رسالة «شفوية» من الملك الأردني عبد الله الثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ناقش مع الصفدي «التطورات الراهنة والخطيرة في المنطقة»، وفق البيان الرسمي السوري، الذي أوضح أن الرسالة تتعلق بـ«مجموعة من الملفات الثنائية والإقليمية، إضافة لملف الأزمة في سوريا».

وأضاف البيان أن الأسد بحث مع الصفدي «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وملف عودة اللاجئين السوريين».

وأفاد البيان بتأكيد الرئيس السوري أن تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هو «أولوية للدولة السورية»، مشدداً على أن سوريا «قطعت شوطاً مهماً في الإجراءات المساعدة على العودة، ولا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة».

لبنانيون وسوريون دخلوا إلى سوريا من معبر الجوسية إلى القصير الأربعاء (أ.ف.ب)

ونقل البيان عن الوزير الأردني القول إن «الأردن يبذل كل الجهود في ملف عودة اللاجئين السوريين»، مشدداً على دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سوريا لما فيه مصلحة للمنطقة عامة.

ووصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق، الأحد، في زيارة رسمية. والتقى الرئيس السوري بشار الأسد بالصفدي في دمشق. وقالت وزارة الخارجية الأردنية عبر موقعها على «إكس»، إن الصفدي نقل رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني حول «جهود حل الأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها، وعددٍ من القضايا الثنائية والأوضاع في المنطقة».

كما التقى الصفدي بنظيره السوري بسام الصباغ في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق.

وكان الوزير الأردني أجرى اتصالاً هاتفياً في الثالث من الشهر الجاري، مع نائب الرئيس السوري فيصل المقداد، بحثا خلاله العلاقات الثنائية والتصعيد الخطير في المنطقة.

مخيم الزعتري للنازحين السوريين شمال الأردن (الأمم المتحدة)

مصادر متابعة في دمشق، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الزيارة المفاجئة للوزير الأردني تشير إلى أنه جاء بمهمة تتعلق بالتصعيد الحاصل في المنطقة، و«الدور المطلوب عربياً من دمشق لتجنب توسع رقعة الحرب وإيجاد حل للاستعصاء السياسي في سوريا».

كما لفتت المصادر إلى أن الحدود السورية ـ الأردنية تمثل مصدر قلق للسلطات في الأردن كممر لتهريب المخدرات والسلاح، تُتهم بالضلوع فيه ميليشيات محلية مدعومة من إيران، حيث تسعى عمّان إلى حض دمشق على زيادة جهودها في مكافحة عمليات التهريب التي لم تتوقف رغم الضغوط، وإن تراجعت نسبياً، بحسب المصادر التي رجحت بحث الصفدي مع المسؤولين في دمشق هذا الملف على خلفية استهداف إسرائيل لطرق الإمداد والتهريب بين سوريا ولبنان وتعطيلها.

الطائرة المسيّرة التي اعترضها الجيش كانت تحمل مادة الميثامفيتامين المخدرة (أرشيفية - الجيش الأردني)

ويشار إلى أنه في السابع عشر من الشهر الجاري، أعلن الجيش الأردني إحباط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيّرة، وتعمل القوات المسلحة الأردنية بحزم وتستخدم القوة لمنع عمليات التسلل والتهريب براً، لا سيما عمليات تهريب المخدرات والسلاح القادمة من سوريا، والتي تقول السلطات الأردنية إنها باتت منظمة، وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة وبحماية مجموعات مسلحة، ما دفع عمّان إلى استخدام سلاح الجو مراراً لضرب هذه المجموعات وإسقاط طائراتها المسيّرة داخل الأراضي السورية.

ويشار إلى أن التوتر عاد إلى بلدة زاكية في ريف دمشق (22 كم جنوب العاصمة)، وسط أنباء عن ملاحقة أحد أبرز الناشطين في عمليات تهريب المخدرات والسلاح في المنطقة، وفق مصادر محلية أكدت إغلاق السلطات مداخل البلدة وفرض طوق أمني حولها، الأحد.

في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن التوتر الأمني تصاعد في زاكية على خلفية قيام دورية أمنية تابعة لحاجز الزيتي، بإطلاق النار بشكل مباشر على شابين من أهالي البلدة قبل اعتقالهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة، يوم السبت.

وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية وشباب من البلدة. ورداً على هذه التطورات، استنفرت القوات الحكومية وأرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة، بما في ذلك آليات ثقيلة، إلى أطراف البلدة، في حين وردت أنباء عن إصابات في صفوف القوات الحكومية، وسط مخاوف أهلية من تفاقم الوضع الأمني.

وأفاد «صوت العاصمة» بإغلاق الطرقات المؤدية إلى بلدة زاكية بريف دمشق إثر استهداف قائد مجموعة تتبع الفرقة الرابعة مساء السبت.