حركة نزوح كثيفة من الجنوب والبقاع إلى جبل لبنان وبيروت

تفعيل خطط الطوارئ... والمدارس مراكز إيواء

ازدحام مروري في مدينة صيدا بجنوب لبنان نتيجة حركة النزوح الكثيفة من قرى الجنوب التي تعرضت لقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
ازدحام مروري في مدينة صيدا بجنوب لبنان نتيجة حركة النزوح الكثيفة من قرى الجنوب التي تعرضت لقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

حركة نزوح كثيفة من الجنوب والبقاع إلى جبل لبنان وبيروت

ازدحام مروري في مدينة صيدا بجنوب لبنان نتيجة حركة النزوح الكثيفة من قرى الجنوب التي تعرضت لقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
ازدحام مروري في مدينة صيدا بجنوب لبنان نتيجة حركة النزوح الكثيفة من قرى الجنوب التي تعرضت لقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

فعّلت «اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات» خطط الطوارئ التي كانت قد وضعتها للتعامل مع توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان، وأعلنت عن تسجيل حركة نزوح كثيفة، لا سيما من الجنوب والنبطية والبقاع، إلى مناطق مختلفة في جبل لبنان والبقاع الغربي وبيروت.

وعمّمت اللجنة لوائح بمراكز الإيواء المعتمَدة حسب المناطق، وأرقام هواتف للتواصل معها في حال الحاجة إلى الإيواء.

وبدا واضحاً أنه تم تخصيص المدارس الرسمية الموزّعة على معظم المحافظات مراكزَ لاستقبال النازحين، ما يهدّد عملياً العام الدراسي الحالي في لبنان حال طال أمد الحرب.

النزوح شمل الضاحية الجنوبية

وانتشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مئات السيارات على طريق الجنوب - بيروت، ما تسبَّب بزحمة سير خانقة.

وتجنَّب أهالي الجنوب الذين تركوا قُراهم وبلداتهم التوجُّه إلى منازل يمتلكونها في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ إذ يعتبرونها منذ التفجير الذي استهدف الضاحية، يوم الجمعة الماضي، غير آمِنة.

وأشار م.ن (33 عاماً) إلى أنه يبحث عن منزل للإيجار في إحدى قرى جبل لبنان للنزوح إليه مع عائلته، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «منزل عائلته في الجنوب لم يَعُد آمِناً، وكذلك منزله في الضاحية، الذي قد يكون أكثر خطورةً؛ لأنه غير متأكد من هوية مَن يسكنون في المبنى معه كما في المباني المتاخمة».

الإقليم والشوف

وأشار أمين السر العام لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، ظافر ناصر، إلى أنه مع بدْء تدفق النازحين، الاثنين، بدأ تنفيذ خطط الطوارئ الموضوعة لإيوائهم، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كل الخطط باتت بتصرف لجان الإغاثة الرسمية عبر القائمقامين.

وأوضح أن هناك مركزَي تجمّع أساسييْن؛ الأول في إقليم الخروب، والثاني في الشوف، مشيراً إلى أن التدفق الأساسي هو باتجاه الإقليم؛ كونَه الأقرب إلى الجنوب. وأضاف: «كذلك هناك حركة من الضاحية الجنوبية باتجاه بعبدا وعاليه».

وقال المسؤول في وحدة إدارة الكوارث بمنطقة صور، بلال قشمر، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «مئات النازحين وصلوا إلى مركز إيواء بمدينة صور، بينما ينتظر آخرون في الشوارع»، في وقت أفاد مصوّرو «وكالة الصحافة الفرنسية» بزحمة سير خانقة، خصوصاً في مدينة صيدا الساحلية التي اكتظت شوارعها بسيارات تُقِلّ نازحين.

توجيهات من «الداخلية»

من جهته، أعطى وزير الداخلية والبلديات اللبناني، القاضي بسام مولوي، التوجيهات إلى المحافظين بفتح المدارس والمعاهد الرسمية أمام نازحي الجنوب.

وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي (مواقع لبنانية)

وقال مكتب وزير الداخلية، إن «الوزير مولوي عقد لهذه الغاية اجتماعاً مع خلية الأزمة في الوزارة، بحضور مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة هيلدا خوري، وتقرَّر في ضوء ذلك، وحرصاً على سلامة المواطنين اللبنانيين وأمنهم، فتح المدارس والمعاهد الرسمية مراكز للإيواء».

كما طلب مولوي من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية مواكبة عمليات النزوح والإيواء، ومساعدة المواطنين اللبنانيين، وحفظ الأمن والنظام، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي عناصر من خدمة الإسعاف الإسرائيلية في موقع إصابة شخص في نهاريا بشظايا صواريخ أطلقت من لبنان (نجمة داود الحمراء عبر منصة «إكس»)

إصابة شخص في إسرائيل بعد إطلاق 20 صاروخاً من لبنان

أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، الإثنين، إصابة شخص بعد إطلاق 20 صاروخا من لبنان نحو مناطق الجليل الأعلى والغربي

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي كرة لهب ودخان تظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت نتيجة غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

وزير التعليم اللبناني يعلن تعليق الدراسة الحضورية بالمدارس غداً في بيروت

أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني عباس الحلبي تعليق الدراسة حضورياً في المدارس والمعاهد المهنية الرسمية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الخاصة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يشاهدون من جانب الطريق الدخان يتصاعد نتيجة قصف إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

تقرير: إسرائيل تطالب بإبعاد فرنسا عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

نشرت القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل عما وصفته بأنه «النقاط العالقة» بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني للوصول إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال زيارته وزارة الدفاع (حسابه عبر منصة إكس)

ميقاتي: اللبنانيون مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحرية والسيادة»

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».