قائد «قسد» يبحث مستجدات شمال سوريا وإدلب مع مسؤولين عسكريين

تفكيك خلية إرهابية بريف الرقة شنت هجمات مباغتة على القوات الأميركية

من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)
من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)
TT

قائد «قسد» يبحث مستجدات شمال سوريا وإدلب مع مسؤولين عسكريين

من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)
من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)

مع تصاعد حدة التوتر العسكري بين فصائل المعارضة المسلحة المنضوية في صفوف «الجيش الوطني السوري» والمنتشرة شمال حلب وريف إدلب، واحتمالية نشوب اقتتال فصائلي بين هذه الجهات، عقدَ قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي اجتماعاً عاجلاً مع قائد «لواء الشمال الديمقراطي» ومسؤولين عسكريين من «جيش الثوار» المتحدرين من محافظتي إدلب وحلب، للبحث في آخر المستجدات والتطورات الميدانية.

وقال قائد «لواء الشمال الديمقراطي»، أبو عمر الأدلبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع بحث كافة الأوضاع الراهنة في مناطق شمال غربي سوريا، «وكذلك مجريات الأحداث في إدلب المحتلة، وأوضاع أهالي إدلـب الموجودين في مناطق إقليم شمال شرقي سوريا».

تدريبات مشتركة لـ«قسد» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضاف القيادي العسكري أن الاجتماع تطرق لآخر التطورات الميدانية في مناطق ريف حلب الشمالي، الخاضعة لنفوذ عملية «درع الفرات»، وريف إدلب بعد ارتفاع منسوب التوتر بين فرقة «السلطان سليمان شاه» وفرقة «الحمزة» من جهة، وفصيل «صقور الشمال» من جهة ثانية بعد رفضها فتح معبر أبو الزندين بريف حلب الشمالي، وتعرض مقراتها للحصار من جانب «الحمزات» و«سليمان شاه» المدعومتين من تركيا، وتنضوي هذه الفصائل في صفوف «الجيش السوري الوطني» التابع للحكومة المؤقتة في الائتلاف السوري المعارض.

وتابع الإدلبي: «شـهد الاجتماع أجواءً إيجابية حيث تم تبادل مختلف الآراء والرؤى حول دور (قوات سوريا الديمقراطية) المهم في دفاعها عن شعبنا وأرضنا، ‏وضرورة الحوار الوطني لتفعيل آفـاق الحل السياسي»، للأزمة السورية.

قائد «قسد» مظلوم عبدي قال خلال اجتماعه مع قيادة وأعضاء «جيش الثوار» و«الشمال الديمقراطي» المدعومين من قوات «قسد»، أن «حلّ القضايا في سوريا يجب أن يتم في إطار حل سوري سياسي شامل، ومن خلال التفاهمات بين القوى الوطنية والديمقراطية وعبر الحوار»، معرباً عن الانفتاح على الحوار مع جميع الأطراف الوطنية «في إدلب وجميع القوى الوطنية والحريصة على وحدة الأراضي السورية».

من اجتماع قائد «قسد» مظلوم عبدي مع قادة ومسؤولين من محافظتي حلب وإدلب (الشرق الأوسط)

هذا وعارض نشطاء معارضون وفصائل مسلحة مقاتلة في شمال البلاد، من بينها «صقور الشام» و«الجبهة الشامية»، فتح معبر أبو الزندين، الذي يقع في بلدة الباب بريف محافظة حلب الشرقي، ويربط هذا المعبر بشكل مباشر مع المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في ريف المحافظة ذاتها، بعد التقارب السوري التركي ومحاولات التطبيع بين دمشق وأنقرة، ويخضع شمال سوريا وريف إدلب لخليط من الفصائل منضوية في صفوف «الجيش الوطني».

وأوضح الإدلبي أن عبدي ركز خلال الاجتماع «بشكل خاص على الأوضاع في إدلب وباقي المناطق المحتملة بشمال سوريا وغربها، وأبدى الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة، والترحيب بالمهجرين من إدلب ومناطق شمال غربي سوريا»، خشيةً اندلاع اشتباكات مسلحة بين الأطراف المسيطرة على تلك المناطق.

من جهة ثانية، أعلنت قوات «قسد» تفكيك خلية إرهابية واعتقال 6 عناصر ومتزعمين موالين لتنظيم «داعش» في ريف محافظة الرقة شمال سوريا، وقال مدير المركز الإعلامي لـ«قسد»، فرهاد شامي، في محادثة صوتية عبر خدمة «واتساب» لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم اعتقال أعضاء الخلية يومي الخميس والثلاثاء الماضيين: «بعد جمع معلومات استخباراتية عن أعضاء الخلية وتحركاتهم، حيث جرت مداهمة مكان اختبائهم» بريف الرقة.

مروحية من طراز «أباتشي» ترافق دورية للقوات الأميركية على الجبهة في مناطق سيطرة «قسد» (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأوضح شامي أن الخلية كانت تنشط في إيصال وتسليم معدات عسكرية وتقنية لعناصر خلايا التنظيم، الذين شنوا هجمات على القوات الأميركية و«قسد» ومنشآت الإدارة الذاتية، ولفت الشامي: «ألقينا القبض على محمد وأحمد الرخص، وينحدران من قرية التروازية الواقعة بريف بلدة سلوك شمال الرقة، وقتلت قواتنا 4 متزعمين بارزين في (داعش) خلال عملية أمنية نفذتها وحدات مكافحة الإرهاب»، بمشاركة ودعم من قوات التحالف الدولي بريف مدينة الرقة.

يذكر أن القيادة المركزية الأميركية قتلت قيادياً من «داعش» شرق سوريا كان يعتزم استهداف قوات التحالف الدولي، وأعلنت «سنتكوم» في بيان نشرته عبر صفحتها في «فيسبوك» في 13 سبتمبر (أيلول) الحالي «أن القوات الأميركية قتلت أحد أعضاء خلية (داعش) في ضربة شرق سوريا، كان في خضم زرع عبوة ناسفة لشن هجوم مخطط ضد قوات التحالف والشركاء».


مقالات ذات صلة

بعد هجوم تدمر... قيادات إيرانية تتحرك من سوريا نحو العراق

المشرق العربي تشييع اثنين من ضحايا هجوم تدمر في الحطابية بمحافظة حمص الجمعة (متداولة)

بعد هجوم تدمر... قيادات إيرانية تتحرك من سوريا نحو العراق

أنباء عن مغادرة قياديين في «الحرس الثوري الإيراني» وميليشيات تابعة لإيران، الأراضي السورية متجهة إلى العراق؛ خشية تعرضهم للاستهداف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)

تحذير أممي من انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي واسع»

رأت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد «خطراً عميقاً»، ودعت إلى «عمل حاسم» لمنع انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي».

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

خاص كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع الذي تشن عليه حرباً منذ أكثر من عام.

وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص، في مؤتمر صحافي لوزارة الصحة في مدينة خان يونس: «نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال لإدخال الوقود».

وأضاف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية: «ندعو المؤسسات الدولية لاستغلال قرار محكمة الجنائية الدولية لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإدخال كل ما يحتاج إليه قطاع غزة من وقود ودواء واحتياجات أساسية، وإرسال وفود طبية لقطاع غزة عامة وشماله خاصة».

وفي وقت سابق، قالت الوزارة، في بيان: «في ساعات متأخرة من ليلة أمس، أعادت قوات الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأصابت 6 من الكوادر الطبية العاملة، بينها حالات خطيرة أدخلت إلى العناية المركزة».

وأضاف البيان: «أدى الاستهداف أيضاً إلى تدمير مولد الكهرباء الرئيسي بالمستشفى، وثقب خزانات المياه ليصبح المستشفى من غير أكسجين ولا مياه، الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى حيث يوجد 80 مريضاً و8 حالات في العناية المركزة».

وأدانت وزارة الصحة «هذا العمل الإجرامي المتكرر والمستمر على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ونكرر مناشدتنا للمؤسسات الدولية والإنسانية ضرورة توفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في قطاع غزة، بحسب ما كفلته ونصت عليه القوانين الدولية».

وباشر الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية كبيرة في شمال قطاع غزة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) لمنع مقاتلي «حماس» من إعادة تشكيل صفوفهم على ما أفاد.

وقال الدفاع المدني في قطاع غزة، الجمعة، إنه انتشل جثث 12 قتيلاً وعشرات الجرحى إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين أحدهما شرق مدينة غزة والآخر في جنوبها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه قتل في قطاع غزة 5 من عناصر «حماس» ضالعين في هجوم السابع من أكتوبر 2023، غداة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس» محمد الضيف، بشبهة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في النزاع الدائر في قطاع غزة منذ شنت حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.