مقتل ضابط وجندي إسرائيلي في هجمات لـ«حزب الله»

تصعيد متجدد على جبهة الجنوب قبيل كلمة نصر الله

أعضاء من الكشافة التابعة لـ«حزب الله» يحملون صوراً عملاقة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وأمين عام حزب الله حسن نصر الله (أ.ف.ب)
أعضاء من الكشافة التابعة لـ«حزب الله» يحملون صوراً عملاقة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وأمين عام حزب الله حسن نصر الله (أ.ف.ب)
TT

مقتل ضابط وجندي إسرائيلي في هجمات لـ«حزب الله»

أعضاء من الكشافة التابعة لـ«حزب الله» يحملون صوراً عملاقة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وأمين عام حزب الله حسن نصر الله (أ.ف.ب)
أعضاء من الكشافة التابعة لـ«حزب الله» يحملون صوراً عملاقة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وأمين عام حزب الله حسن نصر الله (أ.ف.ب)

شهدت جبهة جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متجدداً، لا سيما قبيل إلقاء أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، كلمته، على خلفية تفجيرات الـ«بيجر» الأخيرة، وبعدما كان الحزب قد نفّذ خلال ساعات الصباح عدة عمليات أدت إلى سقوط ضابط وجندي وعدد من الجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

وقبيل كلمة نصر الله، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي وافق على خطط عملياتية في الجبهة الشمالية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم أهدافاً للحزب لإضعاف قدراته العسكرية، وذلك بعدما كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت بوقوع اشتباكات مسلحة في عدة نقاط على الحدود الشمالية مع لبنان.

وفي هذا الوقت، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً استباقياً واسعاً في الوقت عينه، مستهدفاً بلدات عدة، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الإسرائيلي أغار، في الوقت عينه، على بلدات عدشيت - القصير، قبريخا، بني حيان، مركبا ورب ثلاثين، وعلى بلدتي المجادل ومحرونة طراف ياطر وزبقين، وأطراف بلدة معروب، كما استهدف الوادي الواقع ما بين بلدتي الحلوسية وديرقانون النهر.

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»: «يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي الآن بمهاجمة أهداف (حزب الله) في لبنان لإلحاق الضرر وتدمير القدرات الإرهابية للمنظمة وبنيتها التحتية العسكرية». وأضاف: «لقد حوَّل (حزب الله) جنوب لبنان إلى ساحة حرب، وقام، على مدى عقود، بتسليح منازل المواطنين بالسلاح، وحفر تحتها الأنفاق واستخدمها كدروع بشرية»، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيلي يعمل على خلق الأمن في الشمال، مما يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم، وتحقيق جميع أهداف الحرب الأخرى».

وكان «حزب الله» قد نفَّذ عمليات عدة منذ ساعات الصباح، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع 5 إصابات جراء قصف صاروخي في إصبع الجليل بشمال البلاد، وذكر موقع «واللا» العبري أن اثنين من المصابين في حالة خطيرة.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط وجندي، بعدما كانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بسقوط قتيلين في هجوم مسيّرة لـ«حزب الله» انفجرت في قاعدة قرب يعرا في الجليل الغربي. وكان «حزب الله» قد أعلن عن تنفيذه «هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا، وأصابت أهدافها بدقة»، مشيراً كذلك إلى أنه أوقع «قتلى وجرحى في هجوم استهدف جنوداً إسرائيليين بموقع المرج في إصبع الجليل».

وشملت عمليات «حزب الله»، بحسب بيانات متفرقة صادرة عنه، تنفيذه هجوماً «جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل، مستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها»، كما استهدف موقع حانيتا بقذائف وموقع راميا وثكنة زرعيت، ولاحقاً، أعلنت «المقاومة»، في بيان، أن «مجاهديها» عاودوا استهداف «ثكنة زرعيت بصلية صاروخية ومن ثم ثكنة ميتات وثكنة شوميرا بصليات من صواريخ (الكاتيوشا)».

في موازاة ذلك، لم يهدأ القصف الإسرائيلي على بلدات الجنوب طوال ساعات النهار، حيث استهدف، بالقذائف الفوسفورية والدخانية، أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية، ما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف وسجلت غارة على أطراف بلدة العديسة.

وكانت الطائرات الإسرائيلية شنّت فجراً عدواناً جوياً على دفعتين مستهدفة بلدة كفركلا بـ4 صواريخ، بمعدل صاروخين في كل غارة، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».

وكان المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي ادرعي، قد أعلن أن «جيش الدفاع هاجم مبانيَ عسكرية ومستودع أسلحة لـ(حزب الله) في 7 مناطق جنوب لبنان»، مشيراً إلى أنه «خلال ساعات الليلة الماضية، هاجمت مقاتلات سلاح الجو مباني عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في مناطق شيحين، الطيبة، بليدا، ميس الجبل، عيترون وكفركلا في جنوب لبنان».

وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، هاجمت الطائرات مستودع أسلحة كان يستخدمه (حزب الله) في منطقة الخيام جنوب لبنان، كما قصفت مدفعية جيش الدفاع في عدة مناطق جنوب لبنان».


مقالات ذات صلة

ميقاتي: لبنان سيتعاون مع الإنتربول للقبض على مسؤول سوري متهم بجرائم حرب

المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة)

ميقاتي: لبنان سيتعاون مع الإنتربول للقبض على مسؤول سوري متهم بجرائم حرب

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم (الاثنين)، إن لبنان سيتعاون مع طلب الشرطة الدولية (الإنتربول) للقبض على مدير المخابرات الجوية السورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وقائد قوات الـ«يونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو يتجولون في بلدة الخيام (أ.ف.ب) play-circle 00:55

ميقاتي يشدد على تطبيق «1701»... وقيام لجنة المراقبة بدورها

جدّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي التأكيد على أولوية تطبيق القرار 1701، مشدداً على أنه «ممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش للقيام بواجباته».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحمد الشرع والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (رويترز)

مبادرة جنبلاط تُشجع خصوم الأسد اللبنانيين على زيارة دمشق

يستعد وفد إسلامي - مسيحي من «لقاء سيدة الجبل» للتوجه إلى دمشق للمشاركة في قداس بمطرانية الموارنة وزيارة الجامع الأموي.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي صورة الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله على أوتوستراد بيروت - الجنوب (إ.ب.أ)

مصادر تكشف أولويات «حزب الله» المقبلة... تقييم وتحقيقات وتشييع قيادات

يتفرغ «حزب الله» لإعادة ترتيب بيته الداخلي باستكمال بنيانه السياسي والتنظيمي.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

تحاول المستشفيات في جنوب لبنان، النهوض مجدداً رغم الصعوبات، بعد انتهاء الحرب، بينما لا تزال مجموعة منها، لا سيّما الواقعة في القرى الحدودية، متوقفة عن العمل.

حنان حمدان (بيروت)

ميقاتي يشدد على تطبيق «1701»... وقيام لجنة المراقبة بدورها

TT

ميقاتي يشدد على تطبيق «1701»... وقيام لجنة المراقبة بدورها

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وقائد قوات الـ«يونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو يتجولون في بلدة الخيام (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وقائد قوات الـ«يونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو يتجولون في بلدة الخيام (أ.ف.ب)

شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أولوية تطبيق القرار 1701، وقال إنه «ممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش للقيام بواجباته، وعلى لجنة المراقبة القيام بدورها».

فيما أكد الجنرال أرولدو لاثارو قائد قوات الـ«يونيفيل» على استمرار اجتماعات اللجنة لتنفيذ المهام المطلوبة منها.

وجاءت مواقف الطرفين خلال اجتماعهما وقائد الجيش العماد جوزف عون في مقر قيادة القطاع الشرقي لقوات الـ«يونيفيل» في بلدة إبل السقي في جنوب لبنان، الاثنين، حيث زار ميقاتي أيضاً بلدة الخيام التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي أخيراً، وانتشر الجيش اللبناني فيها.

وأعلن رئيس الحكومة أنه سيجتمع الثلاثاء مع لجنة المراقبة، وقال «إننا نتطلع إلى استقرار طويل الأمد في الجنوب من خلال قيام الجيش بمهامه كاملة بالتعاون مع الـ(يونيفيل)».

من جهته شرح الجنرال أرولدو لاثارو قائد الـ«يونيفيل» المهام التي تقوم بها الـ«يونيفيل» بالتنسيق مع الجيش، مشيراً إلى استمرار اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار لتنفيذ المهام المطلوبة منها.

وحثّت قوات الـ«يونيفيل» في بيان صادر عنها على التسريع في انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني فيه.

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون وقائد قوات الـ«يونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو خلال جولة لهم في بلدة الخيام (رويترز)

ودعت «يونيفيل» جميع الأطراف الفاعلة إلى «التوقف عن انتهاك القرار 1701، والامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تعرض للخطر وقف الأعمال العدائية والاستقرار الهش السائد حالياً»، مشيرة إلى أن «حفظة السلام يواصلون رصد انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ عنها، ودعم العودة إلى وقف الأعمال العدائية».

«ألم كبير»

وجال ميقاتي والعماد عون وقائد الـ«يونيفيل» في بلدة الخيام، مطلعاً على حجم الدمار الهائل في البلدة حيث قال «نشعر بألم كبير لهذا الدمار الحاصل في الجنوب وهناك أمل بالجيش ومعنوياته».

وأضاف: «علينا أن نكون صريحين وواضحين أنه لكي يقوم الجيش بمهامه كاملةً، على لجنة المراقبة التي تم تشكيلها لتنفيذ القرار 1701 أن تقوم بدورها الكامل، والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف كل الخروقات الحاصلة، ووقف الدمار الذي نراه هنا».

وأكد ميقاتي على أهمية تنفيذ «الانسحاب الإسرائيلي الفوري من الأراضي اللبنانية»، موضحاً أن «هذه أمور أساسية من أجل أن يكون الجيش حاضراً للقيام بمهامه كاملة».

وشرح ميقاتي أن «التدابير المتعلقة بالقرار 1701 ستأخذ مجراها الطبيعي، وسينفذها الجيش بشكل كامل بضمانة أميركية - فرنسية».

وحمّل ميقاتي إسرائيل المسؤولية عن «التأخير والمماطلة في تنفيذ القرار الدولي»، وقال إنه «يجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأميركيون لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً، المنصوص عليها في تفاهم وقف إطلاق النار لحصول انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية».

وعن خطة لإعادة الإعمار قال «ندرس هذا الموضوع ضمن السرعة والشفافية الكاملة لتنفيذها. كذلك، نسعى مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية خاصة والدول الصديقة للقيام بإنشاء صندوق ائتمان يشارك فيه الجميع من أجل القيام بإعادة إعمار كل ما تدمر في الجنوب اللبناني».

الخروقات مستمرة

بموازاة ذلك استمرت الخروقات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث أقفل الجيش الإسرائيلي طريق مدينة بنت جبيل - مارون الراس بالسواتر الترابية والمكعبات الأسمنتية، ما يحول دخول الآليات والسيارات باتجاه بلدة مارون الراس.

وتعمد جنود إسرائيليون رفع العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة الناقورة الرئيس، وفجر آخرون عدداً من المنازل في بلدة الناقورة، ومنطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي الإسرائيلي في الأجواء.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تذكيراً إلى سكان جنوب لبنان أنه «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط أكثر من 60 قرية جنوبية ومحيطها».

كما أفادت أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط شخصين قتيلين وجرح آخر في غارة استهدفت تجمعاً قرب المدرسة الرسمية في بدلة الطيبة بالجنوب.

المراكز الفلسطينية

في موازاة ذلك استكمل الجيش اللبناني تسلم المراكز الفلسطينية، حيث أعلن الاثنين، أنه تسلم «مركزاً سابقاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في بلدة قوسايا – زحلة».

وقال في بيان له إن التسلم يأتي «استكمالاً لعملية تسلُّم الجيش مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية».

وأوضح أنه تسلم أيضاً «الأنفاق العائدة للجبهة الشعبية، وصادر كمية من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية، كما تعمل الوحدات المختصة على تفجير الألغام المزروعة في جوار المركز وتفكيك الذخائر الخطرة غير المنفجرة ومعالجتها». وأوضح أن «هذه المهمات تأتي ضمن إطار حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة في مختلف المناطق».