ماكرون يتصل برئيسي الحكومة والبرلمان في لبنان... وميقاتي لوقف الحرب التكنولوجية الإسرائيلية

رسالة من الرئيس الفرنسي إلى «حزب الله» لتجنب التصعيد

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في شهر أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في شهر أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يتصل برئيسي الحكومة والبرلمان في لبنان... وميقاتي لوقف الحرب التكنولوجية الإسرائيلية

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في شهر أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في شهر أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التفجيرات التي ضربت لبنان، يومي الثلاثاء والأربعاء، في اتصال أجراه بكل من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي طالب بأن يتخذ مجلس الأمن موقفاً حازماً لوقف «الحرب التكنولوجية» الإسرائيلية على لبنان، في وقت وصل فيه عدد ضحايا هجمات الـ«بيجر» إلى 35 قتيلاً، وأكثر من 3500 مصاب.

وعبّر الرئيس الفرنسي عن «تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الأليمة»، داعياً جميع الأطراف إلى «ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي إلى أي حل». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ماكرون نقل رسائل إلى «حزب الله» لتجنب التصعيد في المنطقة، وإنه «دعا إسرائيل و(حزب الله) مجدداً إلى التحرك لتجنب الحرب».

من جهته، شكر رئيس الحكومة، الرئيس الفرنسي، على «عاطفته ودعمه المستمر للبنان». وطالب بـ«اتخاذ موقف حازم تجاه العدوان الإسرائيلي خلال جلسة مجلس الأمن المقررة غداً بطلب من الحكومة اللبنانية».

وأكد ميقاتي «ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن الدولي موقفاً حازماً بوقف العدوان الإسرائيلي والحرب التكنولوجية التي يشنها على لبنان والتي تسببت بسقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى»، مشدداً على «أن المسؤولية الأولى في هذا الإطار يتحملها المجتمع الدولي، وعليه ردع إسرائيل عن عدوانها، لأن هذا الأمر لا يعني لبنان فقط بل الإنسانية جمعاء». ورأى أن «جلسة مجلس الأمن التي تنعقد، الجمعة، بطلب من الحكومة اللبنانية مطلوب منها الخروج بموقف رادع يوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل».

37 قتيلاً و3539 جريحاً نتيجة تفجيرات الـ«بيجر»

أعلن وزير الصحة اللبناني، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير أجهزة الاتصال التي يستخدمها «حزب الله»، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، إلى 37 قتيلاً و3539 جريحاً، مشيراً إلى أن 12 شخصاً قتلوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة الـ«بيجر»، الثلاثاء، و25 شخصاً في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي، الأربعاء.

ونعى «حزب الله»، بين مساء الأربعاء والخميس، 25 عنصراً «ارتقوا شهداء على طريق القدس»، وهي العبارة التي يستخدمها منذ بدء التصعيد لنعي مقاتليه الذين يقضون بنيران إسرائيلية.

إجراءات لبنانية لتفادي مزيد من الخسائر

وتسود في لبنان حالة من الخوف ناتجة عن هذه الهجمات مع الإشاعات التي تشير إلى احتمال وقوع المزيد منها. وفي هذا الإطار، اتخذ لبنان بعض الإجراءات، منها الطلب من «شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري - بيروت، إبلاغ جميع الركاب المغادرين عبر المطار، بأنه وحتى إشعار آخر يمنع نقل أي جهاز (بيجر) و(توكي ووكي) على متن الطائرة، وإلا فسوف تتم مصادرة تلك الأجهزة من الوحدات الأمنية المختصة في المطار».


عناصر من الجيش اللبناني يقومون بتفجير أجهزة لاسلكية مرمية في الطرق (د.ب.أ)

وفي موازاة ذلك، تعمل قيادة الجيش منذ وقوع هذه التفجيرات على تفجير أي أجهزة يتم الإبلاغ عنها، وأعلنت في بيان لها أن «وحدات مختصة من الجيش تقوم بتفجير أجهزة استدعاء (بيجر) وأجهزة اتصال مشبوهة في مناطق مختلفة»، داعية «المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن التفجير، والتبليغ عن أي جهاز أو جسم مشبوه وعدم الاقتراب منه».

وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن الأجهزة التي يتم تفجيرها هي تلك التي رماها عدد من الأشخاص إثر التعليمات التي أعطيت لكل حامليها بالتخلص منها، يومي الثلاثاء والأربعاء، إثر وقوع التفجيرات، وعددها ليس كبيراً.


مقالات ذات صلة

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

المشرق العربي عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

تحاول المستشفيات في جنوب لبنان، النهوض مجدداً رغم الصعوبات، بعد انتهاء الحرب، بينما لا تزال مجموعة منها، لا سيّما الواقعة في القرى الحدودية، متوقفة عن العمل.

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

سلّم الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) 7 لبنانيين كان يحتجزهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، التقى رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)
المشرق العربي البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية)

«كباش» بين جعجع وباسيل على المرجعية المسيحية رئاسياً

لا تزال الحركة الناشطة على صعيد الملف الرئاسي «من دون بركة»، كما يؤكد مصدر معني بالمشاورات الحاصلة.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)

«النجوم تلمع أملاً» من أجل فنان لبنان المُلقى في النسيان

3 عقود في الإعلام والحوارات، جعلت اسم ريكاردو كرم اختزالاً للصدقية والشفافية. وبالتحاق الشغف والمحبة بالفضيلتَيْن المتراكمتَيْن، يضمن التجاوب وحماسة الخيِّرين.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

«مجلس سوريا الديمقراطية» يعول على وساطة واشنطن وباريس أمام حشد أنقرة

مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية أمام مقرها في مدينة الرقة شمال سوريا (الشرق الأوسط)

أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي للإدارة الذاتية وقوات «قسد»، الاستعداد للحوار مع تركيا بعدما أظهر الصراع الذي يدور في الشمال السوري ما قال مسؤوله إنه «نيات تركيا السيئة»، وأن «قوات سوريا الديمقراطية» ستُدمج في الجيش السوري.

وفي مقابل الحشد والتوعد التركي ضد المسلحين الأكراد، كشف رياض درار رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوثين الأميركي سكوت بولز ونظيره الفرنسي فابريس ديبليشان، يعملان على نزع فتيل الحرب مع تركيا وقال: «لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار، بالنسبة لتركيا وفصائلها فإنها تهدد بقتال الكرد وقوات (قسد)، حيث إن فصائل (فجر الحرية) لم تشارك في حملة دمشق، واكتفت باحتلال تل رفعت بريف حلب، وحيي الأشرفية وشيخ مقصود بحلب، حيث الغالبية الكردية».

ويرى هذا المسؤول البارز أن «أفضل طريق للسلام مع تركيا هو نزع السلاح من المناطق المهددة، والدخول في حوارات سياسية مباشرة» في إشارة إلى مدينة عين العرب الواقعة بالريف الشرقي لمحافظة حلب شمالاً.

وقال درار: «حتى لا يبقى لدى تركيا حجج وذرائع لهجوم كوباني لأنها رمز للحرية والمقاومة، يريدون كسر إرادتها، وأنقرة تحرض هذه الفصائل على القتال، كما فعلوا في منبج عندما دخلوها ونهبوها».

أفراد من «قسد» خلال تشييع خمسة عناصر قُتلوا في منبج بمواجهات مع فصائل تدعمها تركيا (أ.ف.ب)

ولطالما هددت تركيا بسيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لها على مدينة عين العرب «كوباني» الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب، واستقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتماماً عالمياً بعد هجوم واسع نفذه «تنظيم داعش» في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014، وباتت نقطة انطلاقة تعاون المقاتلين الأكراد مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي تشكل لقتال «داعش»، والذي نفذ أولى ضرباته على المدينة الكردية دعماً للمقاتلين، وتم إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت نحو 6 أشهر.

نزع فتيل الحرب

وأكد درار أن الوسيطين الأميركي والفرنسي «يعملان لنزع فتيل الحرب، لأننا نريد فعلاً الوصول إلى استقرار أولاً، ثم الذهاب إلى دمشق للتفاوض مع (هيئة تحرير الشام) للوصول إلى نوع من التفاهم لإدارة سوريا بشكل مشترك»، وأشار إلى أن تركيا تريد تقاسم الكعكة السورية «من خلال وجودها وتغييرها الديموغرافي للمناطق الشمالية، لكي تستطيع أن تسيطر على المشاركة، وتدير لعبة التدخل في سوريا من جديد».

وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ أكراد سوريا تدريجياً في شمال سوريا، خصوصاً بعد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم نهاية عام 2012، وتمكنوا من إقامة إدارات ذاتية، وتأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة، وإعادة إحياء لغتهم وتراثهم، وافتتاح مدارس يتم فيها تدريس مناهج باللغة الكردية، غير أن المقاتلين الأكراد خسروا بلدات رئيسة منذ إطلاق عملية «ردع العدوان» في 8 من ديسمبر (كانون الأول)، بعد سيطرة فصائل «فجر الحرية» الموالية لتركيا على بلدة تل رفعت وقرى منطقة الشهباء ومدينة منبج بريف حلب الشرقي، وتتقدم نحو مدينة كوباني.

«غياب المجتمع الدولي»

ولفت رئيس المكتب الاستشاري لمجلس «مسد» إلى أن تركيا الوحيدة التي استفادت من هذه التغييرات المتسارعة في سوريا، وتابع درار: «تستطيع أنقرة أن تدخل بكل حرية عندما تكون ذاهبة باتجاه الجوار الحسن، لكنها الآن عبر أسلوب التحريض للفصائل السورية التي تقاتل معها، تفعل شيئاً غير مطلوب، وتغتنم الفرصة بغياب المجتمع الدولي لما يجري في سوريا».

وزير الدفاع التركي مع جنود من الوحدات العسكرية على الحدود التركية - السورية (الدفاع التركية)

ويعتقد المسؤول الكردي أن الولايات المتحدة «غير راضية عن السياسة التركية التصعيدية والعدائية تجاه أكراد سوريا»، ويقول إنه: «توجد إشارات خاصة من أميركا بأن هذا الفعل فاضح وغير مقبول، ولا يمكن أن يسمح به، لكن إردوغان استغل فرصة التشجيع من ترمب عندما مدح تركيا، كما مدح إردوغان بأنه ذكي ويفهم»، موضحاً أن الإدارة الذاتية، بجناحها السياسي «مسد»، شكلت وفداً للتواصل مع الحكومة الجديدة في دمشق.

وقال درار: «يمكننا أن نصل معها إلى نتائج عبر التفاوض، وتوحيد القرار السوري، ومشاركة كل السوريين في المرحلة الانتقالية والحكومة المقبلة»، ويعزو تأخر ذهاب الوفد إلى العاصمة السورية إلى «الحرب التي تجري الآن في مناطقنا، وتهديدات تركيا المتصاعدة، وعندما يتوقف هذا التهديد سيكون الوفد جاهزاً للذهاب إلى دمشق».

وأكد في ختام حديثه استعداد الإدارة الذاتية للاشتراك في الحكومة السورية المقبلة، وفي فعاليات المرحلة الانتقالية، وختم قائلاً: «قوات (قسد) سوف تكون جزءاً من الجيش السوري بعد التسوية، عندما يتشكل الجيش الوطني سنكون جزءاً منه».