الصدر يلغي مظاهرة «مليونية» بعد انفجارات لبنان

قال إن «الاحتجاج ليس بمستوى الحدث الجلل»

مقتدى الصدر يخطب في النجف يوم 19 أكتوبر 2023 (رويترز)
مقتدى الصدر يخطب في النجف يوم 19 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

الصدر يلغي مظاهرة «مليونية» بعد انفجارات لبنان

مقتدى الصدر يخطب في النجف يوم 19 أكتوبر 2023 (رويترز)
مقتدى الصدر يخطب في النجف يوم 19 أكتوبر 2023 (رويترز)

أعلن زعيم التيار الصدري في العراق إلغاء مظاهرة كان قد دعا إليها للتضامن مع غزة، بعد تفجيرات «البيجر» و«اللاسلكي» في لبنان.

وقال مقتدى الصدر، في بيان صحافي، الأربعاء، إن «المنطق يدعو إلى إلغاء المظاهرة المليونية المرتقبة، بعد الاستهتار والإرهاب الصهيوني في فلسطين ولبنان وبغطاء علني من كبيرة الشر أميركا، وعدم تجاوبهما مع القرارات الدولية والمناشدات الإنسانية وتغافلهما عن صوت الشعوب المنتفضة».

وتابع الصدر أن «أميركا وإسرائيل تريدان جر المنطقة جمعاء إلى حرب إبادة».

وتعليقاً على قراره إلغاء المظاهرة، قال الصدر إنها «ما عادت تجدي نفعاً بعد كل هذه التعديات الإسرائيلية ضد الشعوب (...) الاحتجاج ليس بمستوى الحدث الجلل».

وانسحب الصدر من العملية السياسية بالكامل قبل نحو عامين، لكنه يطل بين فترة وأخرى معلقاً في مناسبات دينية على حرب غزة، داعياً إلى وقفها.

وقُتل في لبنان، الأربعاء، 9 أشخاص وأُصيب أكثر من 300 بجروح في موجة انفجارات طالت أجهزة اتصال لاسلكية في لبنان، كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، غداة انفجارات مماثلة، أمس (الثلاثاء)، لأجهزة اتصال أدت إلى مقتل 12 شخصاً، وإصابة أكثر من 2500 آخرين.


مقالات ذات صلة

جماعة مسلّحة عراقية تهدد بمهاجمة القواعد الأميركية بالمنطقة

شؤون إقليمية نقطة عسكرية أميركية في القائم على الحدود العراقية السورية

جماعة مسلّحة عراقية تهدد بمهاجمة القواعد الأميركية بالمنطقة

هددت جماعة (كتائب حزب الله) المسلحة العراقية اليوم الأحد باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب بين إيران وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي جانب من اجتماع لتحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

حكومة بغداد تلزم الفصائل: لسنا معنيين بالحرب

تلوذ الحكومة العراقية بالحذر، وتراقب ما يجري بخشية استثنائية تطورَ مسار الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، لكنها ألزمت الفصائل بتجنب التورط فيها.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مركبات مدرعة تابعة لقوات الأمن العراقية تتمركز خارج السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد (رويترز)

العراق يطالب إيران بعدم استهداف المصالح الأميركية في أراضيه

أفاد مسؤول عراقي أمني رفيع المستوى «وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم السبت، بأن بغداد طلبت من طهران عدم استهداف المصالح الأميركية في العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي معبر «القائم» بين العراق وسوريا (أرشيفية)

العراق يعيد فتح معبر «القائم» مع سوريا أمام حركة التجارة والسفر

صرح متحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية العراقية، اليوم (السبت)، بأن العراق أعاد رسمياً فتح معبر «القائم» الحدودي مع سوريا أمام حركة التجارة والمسافرين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة عربية المنتخب العراقي يقيم حالياً في فندق أولمبيك القريب من ملعب آزادي (الشرق الأوسط)

منتخب العراق للسيدات عالق في طهران ومخاوف من العودة برّاً

يواجه منتخب العراق للسيدات لكرة القدم وضعًا معقدًا في العاصمة الإيرانية طهران، بعد أن تقرر إلغاء الرحلة الجوية التي كانت مقررة صباح يوم السبت.

فاتن أبي فرج (بيروت)

فصيل عراقي يهدد مصالح واشنطن «إذا تدخلت في الحرب»

عناصر من «كتائب حزب الله» خلال استعراض في بغداد سبتمبر 2024 (رويترز)
عناصر من «كتائب حزب الله» خلال استعراض في بغداد سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

فصيل عراقي يهدد مصالح واشنطن «إذا تدخلت في الحرب»

عناصر من «كتائب حزب الله» خلال استعراض في بغداد سبتمبر 2024 (رويترز)
عناصر من «كتائب حزب الله» خلال استعراض في بغداد سبتمبر 2024 (رويترز)

تسيطر مسألة خرق الأجواء العراقية على النقاشات الحكومية والسياسية في العراق، بالتوازي مع تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، بينما لوّح فصيل مسلح باستهداف مصالح واشنطن «إذا تدخلت في الحرب».

وطالب العراق الولايات المتحدة باتخاذ دورها لمنع الطائرات الإسرائيلية من اختراق الأجواء العراقية، وشدّد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني على رفضه المساس بالسيادة.

وقال السوداني، خلال استقباله الأحد، سفير الاتحاد الأوروبي توماس سيلر، إن بلاده «تبذل أقصى درجات ضبط النفس والابتعاد عن الصراعات في المنطقة، مع تقديم مصلحة الشعب العراقي أولاً». وأعلن العراق، الجمعة الماضي، تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، على خلفية اتهامها باستخدام الأجواء العراقية في تنفيذ هجمات عسكرية استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن صباح النعمان، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن «العراق طالب الولايات المتحدة الأميركية، في رسالة رسمية شديدة، باتخاذ دورها بعدم السماح للطائرات الصهيونية بخرق الأجواء العراقية، استناداً إلى الاتفاقية الإطارية المشتركة». وشدد النعمان على أن «الولايات المتحدة، بصفتها الدولة التي تتولى قيادة التحالف الدولي لمحاربة (داعش)، مطالبة بتحمّل مسؤولياتها، ومنع أي انتهاكات تمس سيادة العراق على أجوائه أو تعريضه للخطر».

وغالباً ما تشتكي السلطات العراقية، وتندد بخرق أجوائها من الجانب الإسرائيلي، لكنها تلتزم الصمت حيال خروقات ترتكبها صواريخ ومسيرات إيرانية تهاجم إسرائيل، وتمر عبر الأجواء العراقية.

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي توماس سيلر 15 يونيو (إعلام حكومي)

انتقادات إيرانية مبطنة

تزامن الرفض العراقي لخرق أجوائه، مع «انتقادات مبطنة» أدلى بها نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، خلال تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، حين ذكر أن العدو الإسرائيلي «نفّذ بعض هذه الاعتداءات من داخل الأراضي العراقية».

وتحدث عن أن «العراق لا يسيطر بشكل كامل حالياً على أراضيه، من وجهة نظر إيران، العراق يُعد دولة مستقلة ذات سيادة، وبالتالي فهو مسؤول، ويجب عليه منع انتهاك مجاله الجوي لشن هجمات على إيران».

ولا تعد تصريحات آبادي «اكتشافاً جديداً» بحسب مصدر من الحكومة العراقية. وأعرب في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن أسفه من أن «العراق يفتقر بالفعل إلى الأسلحة والمضادات الجوية التي تمكنه من حماية أجوائه، وقد أقر ضمناً بذلك من خلال الشكوى التي رفعها إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل».

ورأى المصدر أن «معظم الدول النافذة في العراق، وضمنها الولايات المتحدة الأميركية وإيران، كانت تفضل عدم حصول العراق على الدفاعات الجوية المناسبة، والبلاد تدفع ثمن تلك الرغبات والسياسات».

وما زال مستوى المخاوف العراقية يقف عند سقفه الأعلى، خاصة مع إمكانية تطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى مستويات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها وامتداد رقعتها لتشمل العراق ودولاً أخرى، خاصة مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، حين قال إن «طهران لا تريد جر المنطقة إلى الحرب ولا تطالب بتوسيع رقعتها إلا إذا فُرض عليها ذلك».

ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية وشخصيات داخل «الإطار التنسيقي» للحيلولة دون انخراط الفصائل الحليفة لإيران في الحرب لصالح الأخيرة، وبالتالي توريط العراق في الصراع الدائر، ما زالت المخاوف والشكوك قائمة من تقدم تلك الفصائل على عمل ما وبتوجيه من إيران.

لكن «كتائب حزب الله» أعلنت، الأحد، أنها ستقوم بضرب مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة «دون تردد» فيما لو تدخلت في الحرب، مطالبةً الحكومة بإغلاق سفارة واشنطن في بغداد. وقالت الكتائب في بيان صحافي: «انطلاقاً من الوضع الراهن، فإن الواجب يفرض على الحكومة العراقية، والإخوة في الإطار التنسيقي، اتخاذ موقف شجاع كي لا تتسع رقعة الحرب، وذلك بغلق السفارة الأميركية، وطرد قوات الاحتلال الأميركي من البلاد، كونها التهديد الأوضح والأخطر لأمن العراق واستقرار المنطقة».

مركبات مدرعة تابعة للأمن العراقي تتمركز خارج السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد (رويترز)

«إيران لن تطلب تدخل الفصائل»

استبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل والخبير في الشأن الإيراني، فراس إلياس، أن تقوم إيران بالطلب من الفصائل الانخراط في الحرب خلال هذه المرحلة. وقال إلياس لـ«الشرق الأوسط» إن الفصائل المسلحة المنخرطة في تنسيقية المقاومة الإسلامية منشغلة هذه الأيام بـ«نقاشات معمقة من أجل بلورة موقف واضح من الحرب».

وأشار الأكاديمي العراقي إلى أن الفصائل المسلحة تنشغل في هذه المرحلة بـ«حالة من الترقب وإسناد الجبهة الإيرانية سياسياً وإعلامياً، وقد ظهرت بيانات داعمة للموقف الإيراني، مثلما خرجت بعض المظاهرات الداعمة كذلك في بعض المدن».

وأوضح إلياس أن المرحلتين الثانية والثالثة ربما ستذهب خلالهما الفصائل إلى «تشغيل الساحة العراقية»، لكنّ إدراكاً إيرانياً واضحاً قد يحول دون ذلك، فطهران تدرك أن تشغيل ساحات الفصائل في المنطقة يدفع واشنطن إلى الانخراط في الحرب لصالح إسرائيل، وتقديم الدعم المباشر لها.

وأعرب إلياس عن اعتقاده بأن موقف الحكومة العراقية المتمسك بتجنيب العراق شرور الحرب ربما يكون عاملاً مساعداً على عدم انخراط الفصائل في الحرب لصالح إيران. ولفت إلياس إلى أن «إيران تدرك تماماً أن مخاطر تشغيل الساحة العراقية ربما تكون أكثر بكثير من إيجابياتها في هذه المرحلة، وهي لا شك تستحضر حالة غزة و(حزب الله) في لبنان، وتدرك أيضاً أن تحريك الساحة العراقية سيعني فقدان حالة الأمن الهش على طول حدودها مع العراق البالغة 1800 كيلومتر».

وأشار إلى أن «انخراط الفصائل في الحرب سيوفر ذريعة لإسرائيل لاستهداف تلك الفصائل وربما القضاء عليها، وبالتالي ستفقد إيران جيباً أمنياً مهماً وحيوياً بالنسبة لها، وقد توفر الفصائل فرصة لإيران، لكنها أيضاً قد تشكل تهديداً، بالنظر للبيئة الإقليمية والدولية الداعمة لإسرائيل».