وزير تركي: خطط «طريق التنمية» العراقي اكتملت

أورال أوغلو قال إن تشغيل ميناء الفاو سيبدأ في 2025

لقطة من الجو لأحد أرصفة ميناء «الفاو الكبير» جنوب العراق (واع)
لقطة من الجو لأحد أرصفة ميناء «الفاو الكبير» جنوب العراق (واع)
TT

وزير تركي: خطط «طريق التنمية» العراقي اكتملت

لقطة من الجو لأحد أرصفة ميناء «الفاو الكبير» جنوب العراق (واع)
لقطة من الجو لأحد أرصفة ميناء «الفاو الكبير» جنوب العراق (واع)

توقع مسؤول تركي البدء بتنفيذ «طريق التنمية» العراقي العام المقبل، فيما أكد الانتهاء من خطط المشروع.

ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية التركية، الأربعاء، عن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، أن المرحلة الأولى من ميناء الفاو الذي بناه العراق في محافظة البصرة بوصفه جزءاً من مشروع طريق التنمية، سيتم تشغيلها عام 2025.

ومشروع «طريق التنمية» يضم مجموعة طرق برية وسكك حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع من دول الخليج عبر ميناء الفاو إلى أوروبا.

وتابع أورال أوغلو: «سيدخل خط السكك الحديدية والطريق السريع إلى تركيا عبر بوابة حدودية جديدة في منطقة أوفا كوي التي تبعد 15 - 20 كيلومتراً غرب معبر خابور (مع العراق)».

وسيمتد هذا الخط من المعبر إلى ولايات شانلي أورفا وغازي عنتاب وقرامان وأسكي شهير وإسطنبول وصولاً إلى بوابة كابي كوله مع بلغاريا، وفقاً للوزير التركي.

وقال أورال أوغلو إن «الوزارات والمؤسسات المعنية بالمشروع تدرس حالياً إمكانات تمويله».

وكان آخر اجتماع للجنة الرباعية قد عقد نهاية الشهر الماضي في إسطنبول، بمشاركة وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي، وجرى الاتفاق على أن يعقد الاجتماع المقبل بعد شهرين في بغداد.

وبلغت نسبة الإنجاز في المسار السككي 100 في المائة، بينما وصل الإنجاز في الطريق السريع البري لـ75 في المائة، مع الإتمام الكامل لعمليات تحري التربة والمسح الطوبوغرافي، وفقاً لوزير النقل العراقي.

والأسبوع الماضي، قال رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، إن «المدن الصناعية التي ستقام على طول الطريق ابتداء من الفاو، ستحول العراق من دولة حبيسة في المسارات التجارية والصناعية إلى دولة منفتحة».

وبخصوص تمويل المشروع في الجانب العراقي، أشار السوداني إلى أن الحكومة «فاتحت البنك الدولي لبدء تنفيذ طريق التنمية من محافظة البصرة (جنوب) إلى محافظة الموصل (شمال)».

وأوضح رئيس الحكومة أن «الاتفاق مع الشركات العالمية يعد مؤشراً إيجابياً مع الشراكة الدولية».

الممر البري والسكك الحديدية يربطان ميناء الفاو بالحدود العراقية - التركية (أ.ف.ب)

ووقعت تركيا والعراق وقطر والإمارات في 22 أبريل (نيسان) الماضي في بغداد، مذكرة تفاهم رباعية للتعاون حول مشروع «طريق التنمية»، برعاية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال زيارة إردوغان للعراق.

إلى ذلك، جمع عشرات النواب تواقيع لرفض الربط السككي مع إيران. وقال الموقعون إن هذا المشروع «يضر ميناء الفاو اقتصادياً بفقدانه الحق الحصري لربط الخليج العربي مع أوروبا عبر تركيا بأقصر وأسرع وأرخص طريق».

ووضع العراق وإيران، في 2023، حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين منطقة شلمجة الإيرانية ومدينة البصرة العراقية.

وخلال زيارته الأخيرة إلى العراق، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن «الربط السككي سيعزز الشراكة والاتحاد الاقتصادي بين البلدين».


مقالات ذات صلة

الوافدون اللبنانيون ينعشون أسواق السيدة زينب

المشرق العربي مخرج أحد الأجنحة في مقام السيدة زينب ويظهر الزوار بينهم نازحون من لبنان (الشرق الأوسط)

الوافدون اللبنانيون ينعشون أسواق السيدة زينب

انتعشت أسواق "السيدة زينب" جنوب دمشق، مع توجه أغلبية الوافدين اللبنانيين إليها يتطلع معظمهم للخروج الى العراق، لكون الوضع هناك أفضل و"البيئة المجتمعية أوسع"

المشرق العربي تحالف «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاته في بغداد (إكس)

بغداد: إيران لا تريد الحرب وتفضل الدبلوماسية

أعلنت الحكومة العراقية أنها لا تريد أن تكون جزءاً من الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، في وقت يستمر فيه العراق في استقبال المئات من اللاجئين اللبنانيين.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي حشود متظاهرين في مركز الناصرية للمطالبة بإقالة قائد الشرطة (الشرق الأوسط)

احتجاجات واسعة جنوب العراق على خلفية اعتقال ناشطين

شهدت مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب العراق خلال اليومين الأخيرين، تظاهرات واسعة بلغت ذروتها مع اعتقال ناشطين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية ينتظرون الإدلاء بأصواتهم في دائرة انتخابية بإقليم كردستان الجمعة (المفوضية العليا المستقلة للانتخابات)

الانتخابات البرلمانية في كردستان العراق: صراعات حزبية وتغيّرات مرتقبة

على الرغم من تطمينات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أظهر التصويت الخاص بمنتسبي الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان مستوى حاداً من الاستقطاب الحزبي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رتل أمني خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (أرشيفية - الجيش العراقي)

واشنطن: مقتل قيادي و3 مسلحين من «داعش» في غارات جوية عراقية

أعلنت القوات الأميركية اليوم (الجمعة) أن ضربات جوية عراقية قتلت قياديا بارزا في تنظيم «داعش» وثلاثة مسلحين آخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الفلسطينيون يقطفون الزيتون بين رحى الحرب والمستوطنين

فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)
فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يقطفون الزيتون بين رحى الحرب والمستوطنين

فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)
فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)

يختلف موسم الزيتون في الأراضي الفلسطينية، هذا العام، عما سبقه، إذ يعاني من التبعات المدمّرة للحرب المتواصلة منذ عام في قطاع غزة، بينما يخشى مزارعون في الضفة الغربية المحتلة قطاف الأشجار في أراضيهم خشية التعرض لاعتداءات مستوطنين إسرائيليين.

ويقول رامي أبو أسعد مالك حقل زيتون في دير البلح وسط قطاع غزة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفرح عندما يبدأ موسم الزيتون، ولكننا خائفون في الوقت نفسه لأنها حالة حرب».

يعدّ الزيتون وأشجاره ركناً أساسياً في الهوية الثقافية الفلسطينية، وشكّل على مدى العقود الماضية أحد أبرز رموز الصراع مع إسرائيل.

جنود إسرائيليون يلقون قنبلة صوت لتفريق مزارعين فلسطينيين يحاولون قطف الزيتون شرق رام الله (أ.ف.ب)

هذا العام، بات موسم القطاف تجربة محفوفة بالمخاطر في غزة، حيث يُضطر المزارعون والعمال إلى التنبه لتحليق المسيّرات والطائرات الحربية الإسرائيلية خوفاً من أن تلقي صواريخها على مقربة منهم دون سابق إنذار.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم غير مسبوق لـ«حماس» على جنوب الدولة العبرية، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وترد إسرائيل بحملة من القصف المكثف والعمليات البرية؛ ما أدى لمقتل أكثر من 42 ألف شخص، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

وتسببت المعارك بدمار هائل في القطاع المحاصر. وتؤكد الأمم المتحدة أن نحو 68 في المائة من أراضيه الزراعية تضررت، بينما يعجز المزارعون عن ري المحاصيل، أو الاعتناء بها.

ويضيف أبو أسعد: «أعداد أشجار الزيتون قليلة للغاية مع الوضع. الحال صعبة، والتكلفة عالية للغاية».

إنتاج محدود

يتوقع المهندس الزراعي جمال أبو شاويش انخفاضاً كبيراً في المحصول هذا العام، ويوضح أن «كمية الزيتون في الأعوام السابقة كانت تتراوح بين 37 ألفاً و40 ألف طن. العام الحالي ربما تقل عن 15 ألفاً. حتى جودة الزيتون أو الزيت لا تقارَن بجودته في الأعوام السابقة».

جنود إسرائيليون يشاهدون مزارعين فلسطينيين يقطفون الزيتون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

توازياً مع هذا التراجع، يرجَّح أن ترتفع أسعار الزيتون والزيت في ظل شح الوقود اللازم لتشغيل مَعَاصر القطاع. والوضع ليس أفضل حال في الضفة الغربية المحتلة، وإن تفاوتت الأسباب.

ويقول المزارع الفلسطيني خالد عبد الله إنه لن يقطف الزيتون من أراضيه المحاذية لمستوطنة بيت إيل هذا الموسم خوفاً من التعرّض لاعتداءات مستوطنين إسرائيليين.

ويضيف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم أفكّر حتى في التوجّه إلى تلك الأراضي القريبة من المستوطنة؛ لأن الوضع خطير جداً».

لهذا السبب، اختار الاكتفاء بما تحمله أرضه الواقعة في قرية جفنا شمال رام الله في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

جنود إسرائيليون يشاهدون مزارعين فلسطينيين يقطفون الزيتون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

ويوضح بينما يقطف بعض أشجار الزيتون مع زوجته ماجدة: «لدينا بالقرب من المستوطنة نحو 42 دونماً مشجّرة بالزيتون، لكن للأسف لا أستطيع الوصول إليها».

اعتاد خالد عبد الله وغيره من الفلسطينيين المالكين أراضي مزروعة بالزيتون قريبة من المستوطنات، التنسيق مع منظمات إسرائيلية غير حكومية للحصول على تصاريح خاصة تمكّنهم من قطف زيتونهم. ويقول: «خوفي الآن ازداد؛ لأنه لم تعد هناك مؤسسات حقوقية قادرة على حمايتنا من هجمات المستوطنين، ولم يعد هناك تنسيق».

ومنذ بداية الحرب، ارتفعت وتيرة التوتر في الضفة؛ حيث ازدادت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين والمواجهات بين الطرفين، بالإضافة إلى تكثّف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

فلسطينيون يقطفون الزيتون في قرية غرب الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وتؤكد مؤسسة «يش دين» الإسرائيلية ارتفاع حدة هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، الأمر الذي يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

وتقول المتحدثة باسم المؤسسة فادية القواسمي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذا العام لم يحدث تنسيق لوصول الناس إلى أراضيهم مثل كل عام، والسبب الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر».

وتضيف المحامية، بينما تعمل على تسجيل أسماء أشخاص غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم في قرية ترمسعيا: «أصحاب الأراضي خائفون، وخوفهم مبرَّر بسبب ارتفاع وتيرة الاعتداءات من المستوطنين المسلحين».

مدني وعسكري

في قرية مادما جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية (2500 نسمة)، مُنع أصحاب الأراضي من الوصول إليها لقطف الزيتون، الأسبوع الماضي. وتكرّر الأمر 3 أيام، وعمد مستوطنون إلى إعطاب مركباتهم.

ويقول رئيس مجلس قرية مادما عبد الله زيادة: «طُرد أصحاب الأراضي من أراضيهم على أيدي مستوطني يتسهار. وكلّ يوم، هناك مواجهات».ويقع نحو 1500 دونم مزروعة بالزيتون في شمال القرية».

ويضيف زيادة: «لا نستطيع تمييز من يمنعنا إن كانوا مستوطنين أم جنوداً؛ لأنهم مرة يكونون بزيّ مدني ومسلحين، ومرة أخرى بزيّ عسكري».

فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)

ويتابع: «كنا نتعرّض لاعتداءات من المستوطنين، لكن هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، ومخاوفنا متضاعفة».

في قرية تل (7 آلاف نسمة) قرب نابلس، يقول رئيس المجلس القروي نعمان رمضان إن سكانها تمكنوا حتى الآن من الوصول إلى نحو ثلث ما وصلوا إليه العام الماضي من الأراضي المزروعة بالزيتون.

ويمتلك أهالي قرية تل نحو خمسة آلاف دونم مزروعة بالزيتون تقع على جانب طريق استيطاني توجد عليه بؤرة «حفات غلعاد» الاستيطانية المحروسة من الجيش.

ويوفّر موسم الزيتون للفلسطينيين مصدر دخل أساسياً من الزيت، وتحديداً للأسر الفقيرة. ووفق معطيات خبراء ووزارة الزراعة الفلسطينية، فإن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون في الضفة الغربية وغزة تصل إلى 935 ألف دونم.

وحذّر خبراء في الأمم المتحدة من أن المزارعين في الضفة سيواجهون «أخطر موسم زيتون على الإطلاق».

ورأت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، الأسبوع الماضي، أن هجمات المستوطنين في موسم الزيتون و«سرقته» وتقطيع وإحراق الأشجار ومنع أصحابها من الوصول إليها هو «إرهاب دولة منظم».