خطة إسرائيلية لتعزيز أمن الحدود مع الأردن

لمواجهة ما تعده تل أبيب «تهديداً استراتيجياً» من طهران

جنود إسرائيليون عند جسر اللنبي مع الأردن يوم 8 سبتمبر الحالي (رويترز)
جنود إسرائيليون عند جسر اللنبي مع الأردن يوم 8 سبتمبر الحالي (رويترز)
TT

خطة إسرائيلية لتعزيز أمن الحدود مع الأردن

جنود إسرائيليون عند جسر اللنبي مع الأردن يوم 8 سبتمبر الحالي (رويترز)
جنود إسرائيليون عند جسر اللنبي مع الأردن يوم 8 سبتمبر الحالي (رويترز)

للمرة الخامسة خلال حكم بنيامين نتنياهو، عاد الجيش الإسرائيلي لطرح «خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إغلاق الثغرات في الحدود الأردنية الإسرائيلية»، وذلك ليس فقط في محاولة لـ«منع إيران من استغلال الحدود لتهريب الأسلحة إلى التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية»، بل أيضاً لـ«مجابهة تهديد استراتيجي أكبر».

وقالت مصادر عسكرية شريكة في وضع الخطة إن «إيران باتت تهدد إسرائيل بشكل استراتيجي من خلال استغلال الحدود مع الأردن بشكل خاص، لدعم التنظيمات المسلحة في الضفة الغربية بأسلحة متطورة».

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، أن هذه الخطة جاءت في أعقاب العملية الأخيرة التي وقعت في معبر الكرامة (جسر الملك حسين - اللنبي) في الثامن من سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي كشفت عن «هشاشة الحدود الأردنية - الإسرائيلية»، وأعادت إلى الواجهة «نقاشات قديمة حول تأمين هذه المنطقة الحساسة». وأفادت الصحيفة بأن هذه الخطة تتضمن تعزيز المراقبة العسكرية، وبناء حواجز جديدة لمنع التهريب وتأمين الحدود بشكل أكبر. ومن المقرر أن تُعرض قريباً على كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والمالية بهدف رصد الميزانيات اللازمة. ويقدر معدو الخطة تكاليفها بما يتراوح بين 2.5 و4 مليارات دولار. وقد تم تكليف نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمير برعم، بالمسؤولية عن إتمام الخطة وتنفيذها.

تتضمن الخطة مراحل عدة، تبدأ باستخدام مئات الوسائل التكنولوجية لمراقبة الحدود، مثل الرادارات والكاميرات على طول الحدود المكشوفة بين إيلات جنوباً والحمة السورية (قرب طبريا) شمالاً، والبالغ طولها 365 كيلومتراً. كما تشمل نشر قوات لتوفير «استجابة سريعة» للتعامل مع محاولات الاختراق أو التهريب، إلى جانب تعزيز وتطوير الحاجز الأمني على طول الحدود. ووفق الصحيفة، فإن المرحلة الأولى التي سيجري الشروع بها فوراً تشمل «نشر مئات وسائل الرصد والمراقبة، مثل الرادارات والكاميرات والأبراج، على طول الحدود بين إيلات والمثلث الحدودي مع سوريا في الشمال، ونشر قوات متنقلة سريعة للتدخل في الحالات الاستثنائية لإحباط محاولات تسلل أو تهريب».

وأشارت الصحيفة إلى أن «بعض هذه القوات قد يكون مدعوماً جواً بطائرات مسيّرة كبيرة، للهجوم والاستطلاع، وأنواع أخرى من الطائرات»، بالإضافة إلى «تجديد وتطوير الحاجز الهندسي على الحدود، والذي لا يشتمل معظمه حتى على سياج؛ خصوصاً في منطقة الأغوار، أو يقوم على سياج صدئ علوّه منخفض».

جسر الملك حسين (جسر اللنبي) على الحدود بين الأردن والضفة الغربية يوم 8 سبتمبر (إ.ب.أ)

كما يخطط الجيش الإسرائيلي لإنشاء فرقة عسكرية جديدة تُعرف بـ«الكتيبة الشرقية»، تتولى مسؤولية مراقبة المنطقة بشكل رئيسي؛ وذلك على خلفية «تصاعد عمليات تهريب الأسلحة عبر الأردن إلى المنظمات الفلسطينية في الضفة». ووفق الصحيفة، يعترف الجيش بأنه مقابل كل عملية إحباط ناجحة، هناك 3 إلى 5 عمليات تهريب ناجحة من الأردن.

وذكرت الصحيفة أنه «في الفترة الأخيرة، زادت محاولات تهريب مواد متفجرة إلى الضفة، ما يشكل خطراً كبيراً على قوات الأمن الإسرائيلية ويزيد من احتمالات وقوع هجمات أكثر فتكاً باستخدام هذه المواد». وقالت إن «إيران تمكنت من استغلال التوتر في المنطقة لتوسيع نفوذها في عمليات تهريب الأسلحة إلى الضفة».

ورأى التقرير أن «إيران تهدف من وراء ذلك إلى تقويض استقرار المنطقة، ليس فقط عبر مواجهة إسرائيل، بل حتى عبر الضغط على السلطة الفلسطينية». وأشارت إلى أن «هذه التطورات تتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن خطتها لسحب قواتها من العراق بحلول عام 2026، ما يترك فراغاً أمنياً قد تستغله إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة».

والخطر الأكبر الذي قد تتعرض له إسرائيل، بحسب مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، هو أن نجاح إيران في تعزيز نفوذها في المنطقة سيؤدي إلى السماح لها بالظهور على مقربة أكبر من الحدود الإسرائيلية.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها وضع خطة لتعزيز الحدود مع الأردن، بل سبق أن وضعت 4 خطط شبيهة. لكن تنفيذها تعثر بسبب عدم توفير ميزانية. فوزارة المالية تطالب الجيش بتوفير التكاليف من ميزانيته الضخمة، وهو يطالب بتمويلها من خارج ميزانيته.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان

المشرق العربي 
فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان

اختمرت على نحو كبير، حتى مساء أمس، ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل بعد 15 شهراً من الحرب، وسط ترجيحات كبيرة بقرب إعلانه.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (غزة) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في واشنطن (أ.ب) play-circle 01:45

بلينكن لتسليم ترمب «خطة متكاملة» لغزة ما بعد الحرب

حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي على دعم خطته لما بعد الحرب في غزة، كاشفاً أنها ستسلم إلى الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

وزير الخارجية المصري: نأمل التوصل لاتفاق بشأن غزة في أسرع وقت ممكن

قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إن الوقت قد حان لتوفر الإرادة السياسية لدى كافة الأطراف للتوصل لاتفاق بشأن غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: ارتياح بين قادة الفصائل الفلسطينية لمجريات مفاوضات الدوحة

قالت حركة «حماس» إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن «تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle 01:33

نتنياهو يعقد اجتماعاً مع سموتريتش اليوم لبحث تفاصيل اتفاق غزة

قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم، إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لمغادرة الحكومة إذا أبرمت صفقة في غزة.

شرق الاوسط (تل أبيب)

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان


فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة» تختمر... وتنتظر الإعلان


فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

اختمرت على نحو كبير، حتى مساء أمس، ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل بعد 15 شهراً من الحرب، وسط ترجيحات كبيرة بقرب إعلانه.

وتحدثت مصادر من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن أن المرحلة الأولى للاتفاق ستكون لمدة 60 يوماً، وتتضمن انسحاباً برياً «تدريجياً» لإسرائيل من محوري نتساريم، وفيلادلفيا. لكن مصدراً من «حماس» قال لـ«رويترز» في ساعة متأخرة من مساء أمس، إن الحركة لم ترد على الوسطاء، حتى وقت تصريحه، «بسبب عدم تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب».

وواكبت إسرائيل قرب الاتفاق، بمزيد من المجازر في القطاع، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً بينهم أطفال، ورفع حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب إلى 46645 قتيلاً.

وسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى لجم معارضي الصفقة من اليمين المتطرف عبر اجتماعات مع رموزه، وذلك بعد تهديد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بالاستقالة رداً على الاتفاق.

أميركياً، أعلن الوزير أنتوني بلينكن، في خطابه الأخير بصفته وزيراً للخارجية، عن اعتزام إدارة الرئيس جو بايدن، تسليم «خطة اليوم التالي» في غزة إلى إدارة الرئيس دونالد ترمب.