نحو 3000 إصابة في الخرق الأمني لـ«حزب الله»

إصابة السفير الإيراني ومقتل ابن نائب في «حزب الله»

عناصر أمنية أمام أحد المستشفيات في بيروت لتسهيل مرور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين (أ.ف.ب)
عناصر أمنية أمام أحد المستشفيات في بيروت لتسهيل مرور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين (أ.ف.ب)
TT

نحو 3000 إصابة في الخرق الأمني لـ«حزب الله»

عناصر أمنية أمام أحد المستشفيات في بيروت لتسهيل مرور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين (أ.ف.ب)
عناصر أمنية أمام أحد المستشفيات في بيروت لتسهيل مرور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين (أ.ف.ب)

وصل عدد الإصابات نتيجة الخرق الأمني الإسرائيلي الذي استهدف «حزب الله» إلى نحو ثلاثة آلاف إصابة حتى ساعات المساء الأولى، مع ترجيحات بارتفاع العدد، فيما أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في مؤتمر صحافي، عن «سقوط أكثر من 2800 جريح، و8 قتلى، بينهم طفلة في تفجيرات (البيغر) في عدد من المناطق اللبنانية، وغالبية الإصابات في اليد».

وأعلن «حزب الله»، في بيان له، عن وفاة طفلة واثنين من المقاتلين وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة. وفيما أشارت المعلومات إلى إصابة قيادات في «حزب الله» في الهجوم ومقاتلين على الجبهات، أعلنت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، أصيب في انفجار جهاز اتصال محمول (بيغر)، وقالت وسائل إعلام لبنانية إن إصابته ليست بليغة، وقد نقل إلى «مستشفى الرسول الأعظم» للمعالجة، لتعود بعدها السفارة الإيرانية في بيروت، وتؤكد الخبر، مشيرة إلى أنه أصيب بجروح سطحية، وأنه «بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه».

كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين أمنيين تأكيدهما مقتل عنصر في «حزب الله» ونجل نائب برلماني من الجماعة في تفجير أجهزة اتصال محمولة بلبنان، ووفق المعلومات، فإن النائب هو عضو كتلة «حزب الله» علي عمار.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في «حزب الله» تأكيده أن أمين عام الحزب، حسن نصر الله، لم يصب بأذى في تفجيرات أجهزة الاتصال، فيما أفادت وسائل إعلام لبنانية بـ«إصابة نجل المسؤول الإعلامي في (حزب الله)، محمّد عفيف بجروح طفيفة، واثنين من أبناء رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب، وفيق صفا ونجل النائب في الحزب حسن فضل الله».

استنفار المستشفيات

وبينما ملأت أصوات الإسعافات الشوارع في بيروت والمناطق التي سقط فيها جرحى، أعلنت مستشفيات النبطية أن قدرتها الاستيعابية بلغت ذروتها، مناشدة بتحويل المصابين إلى مستشفيات صيدا، فيما أشارت المعلومات إلى أن مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت امتلأت أيضاً بالجرحى، ونقل المصابون إلى مستشفيات في بيروت وجبل لبنان، في حين ناشدت المستشفيات في كل المناطق المواطنين للتبرع بالدم.

وعلى أثر الهجوم السيبراني، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزير الصحة العامة فراس الأبيض، إستنفار كل أجهزة الوزارة لمواكبة معالجة الجرحى في المستشفيات.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثمة «أعداداً كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية، وتبين بصورة أولية أن الإصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين». وطلبت الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الإصابات، الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية. ووجهت الوزارة «نداء للتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسباً للحاجة التي يمكن أن تطرأ لوحدات دم للجرحى المصابين».

وأعلن «الصليب الأحمر» اللبناني أن أكثر من 30 سيارة إسعاف تشارك بالجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلن «الدفاع المدني» عن تخطي المستشفيات في محافظة الجنوب قدرتها الاستيعابية، حيث تعمل آليات الإسعاف على نقل الجرحى إلى مستشفيات أخرى خارج المحافظة.


مقالات ذات صلة

أميركا تجمع معلومات عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان

الولايات المتحدة​ مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة نحو 2750 آخرين عندما انفجرت أجهزة اتصال محمولة يستخدمها أعضاء في جماعة «حزب الله» ببيروت (أ.ف.ب)

أميركا تجمع معلومات عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان

قالت الولايات المتحدة اليوم إنها تجمع معلومات بعد مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة نحو 2750 آخرين بعد انفجار أجهزة اتصال محمولة يستخدمها أعضاء في «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت (إ.ب.أ)

«أكبر خرق أمني» يضرب «حزب الله» في لبنان وسوريا

نفّذت إسرائيل «أكبر خرق أمني» ضدّ «حزب الله» باستهدافها أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمها عناصره ما أدى إلى سقوط حوالي 2800 إصابة و9 قتلى.

كارولين عاكوم
المشرق العربي مواطنون يتجمعون أمام مستشفى رفيق الحريري في بيروت حيث نُقل مئات الجرحى نتيجة الخرق الأمني الذي استهدف الأجهزة اللاسلكية لعناصر في «حزب الله» (رويترز)

رعب وصدمة في مناطق «حزب الله» واستنفار متواصل

تركت التفجيرات المتزامنة التي حدثت، بعد ظهر الثلاثاء، أجواءً من الصدمة سيطرت على مجمل اللبنانيين وعلى بيئة «حزب الله» بشكل أساسي.

بولا أسطيح
المشرق العربي عناصر في الجيش اللبناني ينفّذون طوقاً أمنياً أمام أحد المستشفيات في بيروت بعد الخرق الأمني الإسرائيلي الذي استهدف الأجهزة اللاسلكية التابعة لـ«حزب الله» (أ.ف.ب)

نتنياهو وغالانت في مقر تحت الأرض تحسباً لرد «حزب الله»

رغم أن إسرائيل لم تتبن عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية التابعة لـ«حزب الله»، أكّدت مصادر سياسية وأمنية أن القيادة الإسرائيلية اتخذت احتياطات تحسباً لرد.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي سيارات إسعاف تحيط بالناس عند مدخل المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، في 17 سبتمبر 2024، بعد أن ضربت الانفجارات مواقع في عدة معاقل لحزب الله في أنحاء لبنان (أ.ف.ب)

الصحة اللبنانية تعلن مقتل 9 وإصابة 2750 بتفجير أجهزة اتصال محمولة

قالت وزارة الصحة اللبنانية إن تسعة قتلوا ونحو 2750 أصيبوا، منهم 200 في حالة حرجة، في سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة (بيجرز) في أنحاء لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«أكبر خرق أمني» يضرب «حزب الله» في لبنان وسوريا

سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت (إ.ب.أ)
سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت (إ.ب.أ)
TT

«أكبر خرق أمني» يضرب «حزب الله» في لبنان وسوريا

سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت (إ.ب.أ)
سيارة إسعاف تنقل جرحى إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت (إ.ب.أ)

أصيب «حزب الله» اللبناني بـ«أكبر خرق أمني» استهدف أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها عناصره ما أدى إلى إصابة نحو 2800 شخص و9 قتلى، في عدد من المناطق التي تعدُّ معاقل للحزب في لبنان وسوريا، بحيث فاقت قدرة المستشفيات على الاستيعاب.

وفي سوريا، أفادت وسائل إعلام سورية بإصابة العديد من عناصر «حزب الله» في سوريا، وتم نقلهم إلى المستشفى، بعد انفجار أجهزة اتصال كانوا يحملونها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوصول عدد من عناصر «حزب الله» اللبناني إلى المستشفيات في دمشق ومحافظة ريف دمشق، نتيجة تعرضهم لإصابات بعد انفجار أجهزة اتصال كانوا يحملونها.

وفي دمشق، انفجر جهاز اتصال داخل سيارة كانت تسير على الطريق قرب حي كفرسوسة في دمشق، بالتزامن مع انفجار عدة أجهزة أخرى في لبنان، نتيجة هجوم سيبراني إسرائيلي للمرة الأولى، استهدف أجهزة اتصال يستخدمها عناصر «حزب الله» اللبناني بشكل واسع في لبنان وسوريا.

وبدأ الخرق الأمني عند حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر عبر تفجير محمول في يد شخص في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت لتتوالى «التفجيرات» في الوقت عينه في عدد من المناطق اللبنانية، وانتشرت صور ومقاطع فيديو تظهر عشرات الأشخاص المضرجين بالدم في الطرقات، في الضاحية الجنوبية والنبطية والجنوب والبقاع، ليعود بعدها «حزب الله» ويطلب من كل الذين يحملون «البايجرز» رميها، وتطلب قوى الأمني الداخلي من المواطنين إخلاء الطرق تسهيلاً لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، كما طلبت قيادة الجيش من المواطنين عدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثاً أمنية إفساحاً في المجال لوصول الطواقم الطبية.

متبرعون بالدم في خيمة نصبت في ضاحية بيروت الجنوبية لبيروت للمساعدة في معالجة المصابين (أ.ف.ب)

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في «حزب الله» قوله إن «تفجير أجهزة الاتصال يشكّل أكبر اختراق أمني حتى الآن»، كما نقلت الوكالة نفسها عن مصادر أمنية قولها إن «أجهزة الاتصال التي انفجرت هي أحدث شحنة زود (حزب الله) عناصره بها». بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قريبة من «حزب الله» قولها إن «أجهزة الاتصال الجديدة مزودة ببطاريات ليثيوم، ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد».

وقالت «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين مطلعين إنه «تمت برمجة الأجهزة لتصدر صوت تنبيه لعدة ثوان قبل أن تنفجر»، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف مئات من أجهزة النداء التابعة لعناصر «حزب الله». وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر لحظة انفجار الأجهزة في أيدي أشخاص في الطرقات والمحلات التجارية والمنازل، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية.

«حزب الله»: تحقيق واسع النطاق

وبعد حوالي ثلاث ساعات على «الخرق الأمني»، أعلن «حزب الله» في بيان أولي، أنه «قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء انفجرت عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بـ(البايجر)، والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات (حزب الله) ‏المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى ‏الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة».

‏وأشار إلى أن «الأجهزة المختصة في (حزب الله) تقوم حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏أمنياً وعلمياً لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة». وفي بيان ثانٍ عاد «حزب الله» وأعلن «أنه بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي...».

صورة وزعها المكتب الإعلامي لميقاتي خلال تقديمه التعزية بنجل النائب علي عمار

وأكد مجلس الوزراء اللبناني إدانته «هذا العدوان الإسرائيلي الإجرامي، الذي يشكل خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية وإجراماً موصوفاً بكل المقاييس»، مشدداً على أن الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها حيال هذا الإجرام المتمادي. وقرر مجلس الوزراء إبقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.

وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي النائب علي عمار معزياً بنجله.