تضاربت الأنباء حول حملة اعتقالات تشنّها الأجهزة الأمنية في مدينة اللاذقية على الساحل السوري. ففي حين قالت مصادر إعلامية معارضة إن الحملة تستهدف نشطاء معارضين في الساحل، معقل النظام السوري، ذكرت مصادر أخرى أن الاعتقالات تتم في إطار حملة مكافحة الفساد.
إلا أن معلومات أخرى أشارت إلى أسباب تتعلق برفض المعتقلين دفع إتاوات مالية لجهات نافذة.
وسجلت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» قيام عناصر من فرع الأمن العسكري في مدينة اللاذقية في 14 أغسطس (آب) الماضي باعتقال نقيب الأطباء السابق الطبيب زهير إبراهيم خير بيك (69 عاماً) من أبناء مدينة اللاذقية، مع ابن عمه إياد سهيل خير بيك، وهو تاجر في قطع السيارات، أثناء توجههما من مدينة اللاذقية إلى بلدة كسب في ريف محافظة اللاذقية، وتم اقتيادهما إلى فرع الأمن العسكري في اللاذقية.
كما سجلت الشبكة قيام عناصر من الفرع الأمني ذاته باعتقال صاحب مشفى الصوفي في مدينة اللاذقية الطبيب أحمد مظهر الصوفي (80 عاماً) في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي.
قالت #الشبكة_السورية إنها سجلت في 14/ آب/ 2024، قيام عناصر تتبع لفرع الأمن العسكري التابع لقوات #النظام_السوري في مدينة #اللاذقية باعتقال الطبيب زهير إبراهيم خير بيك، مع ابن عمه إياد سهيل خير بيك، وهو تاجر في قطع السيارات.#سوريا@ShaamNetworkhttps://t.co/1hN3I6JW43
— الشبكة السورية (@SN4HR) September 17, 2024
وقالت «الشبكة» في تقرير، الثلاثاء، إن «الثلاثة جرى اعتقالهم بطريقة تعسفية دون أي مذكرة قضائية، ودون تمكين المعتقلين من التواصل مع ذويهم أو محامين، أو معرفة التهم الموجهة إليهم».
ونقلت «الشبكة» عن مصادر مقربة من المعتقلين بأن السلطات «فرضت تعتيماً كاملاً على وضع المعتقلين الثلاثة، ومنعت بشكل قاطع أي تواصل معهم أو حتى مع ذويهم، بما في ذلك المحامون أو الحقوقيون»، كما تم رفض جميع محاولات عائلاتهم وجهات مقربة من المعتقلين معرفة أسباب الاعتقال أو تقديم أي معلومات حول حالتهم الصحية أو القانونية.
ووفق مصادر محلية، فإن الطبيبين المعتقلين من الشخصيات المعروفة في اللاذقية، ويتميزان بموقف سياسي مستقل على مسافة واحدة من المعارضة والسلطة. ورجّحت المصادر أن يكون سبب الاعتقال رفض الانصياع لمطالب بعض المتنفذين في المدينة بدفع الإتاوات، مستبعدة ما يقال عن أن سبب الاعتقال مكافحة الفساد؛ لأن المعتقلين لا سيما الطبيبين من الشخصيات المشهود لهم في اللاذقية بطيب السمعة. حسب تعبير المصادر.
وقد أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بأن الطبيب زهير خير بيك يمتلك معملاً لتغليف الحمضيات والخضراوات وسبق وتعرّض لضغوط قضائية في محاولة لإجباره على التنازل عن معمله المتخصص بتغليف الحمضيات والخضراوات لصالح أحد المتنفذين.
ويشار إلى أن الكاتب السوري المعارض ماهر شرف الدين كان أول من كشف عن اعتقال الطبيبين زهير خير بيك وأحمد مظهر صوفي وإياد خير بيك عبر حلقة خاصة على بثها قبل أيام على قناته في موقع «يوتيوب»، وقال شرف الدين نقلاً عن مصادره الخاصة إن أسباب اعتقال زهير خير بيك لنزاع على ملكية معمله مع أحد المتنفذين المقربين من السلطة، عبر القضاء الذي أنهى القضية لصالح خير بيك، أما اعتقال ابن عمه إياد فالهدف منه ابتزاز عائلته لدفع فدية. وأكد شرف الدين أن عائلة الطبيب خير بيك تلتزم الصمت بسبب تلقيها تهديدات من السلطة. لافتاً إلى أن عائلة خير بيك من أبرز العائلات العلوية والطبيب خير بيك شخصية اعتبارية لدى العلويين ومعروف بأنه صاحب موقف «متمايز» عن الموقف العام في الساحل من السلطة. وقد تم اعتقاله مع ابن عمه بتهمة القيام بنشاطات معارضة والاتصال مع المعارضة في الخارج. في حين ما زالت أسباب اعتقال الطبيب الصوفي مجهولة.
وتزايدت الأصوات المعارضة للسلطات السورية في منطقة الساحل معقل النظام السوري والخزان البشري الرئيسي لقواته، خلال الأعوام القليلة الماضية مع اشتداد حدة الفقر في معظم قرى الساحل مع تدهور الوضع المعيشي في البلاد عموماً وفي ريف الساحل خصوصاً جراء مقتل مئات الآلاف من شبابها ورجالها في الحرب.
وشهد العام الأخير اعتقال الكثير من النشطاء في الساحل، أبرزهم المحامي سامر رجب، والناشط أيمن الفارس، وأحمد إبراهيم إسماعيل والصحافية لمى عباس وغيرهم.